أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-31
1346
التاريخ: 14-10-2015
7079
التاريخ: 12-4-2016
3984
التاريخ: 12-4-2016
8387
|
كان الإمام (عليه السلام) يحبّ النبيّ حبّا استوعب نفسه وأخلص له في الودّ كأعظم ما يكون الودّ وقد سأله شخص عن مدى حبّه له قائلا : كيف كان حبّكم لرسول الله؟, فأجابه الإمام : كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وامّهاتنا ومن الماء البارد على لظّمأ ؛ ومن المؤكّد أنّه ليس في الاسرة النبوية ولا في الصحابة من يضارع الإمام في حبّه وإخلاصه للرسول؟ وكان من مودّته له أنّه أتى حائطا فقال له صاحبه : هل لك أن تسقيه ولك بكلّ دلو تمرة وسارع إلى سقيه فأعطاه صاحب البستان تمرا حتى ملأ كفّه منه فبادر إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله)فأطعمه به .
كان الإمام (عليه السلام) يتولّى رعاية النبيّ (صلى الله عليه وآله) والقيام بخدماته حتّى أنّه إذا أراد القيام بادر فأخذ بيده وإذا أراد أن يجلس اتّكأ عليه , ومن طرائف ما ينقل أنّ شخصا وفد على النبيّ (صلى الله عليه وآله) يستميحه ويطلب رفده فقال للإمام : يا عليّ اقطع لسانه عنّي ولم يفهم الشخص المراد من قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) فسار مع عليّ وقد استولى عليه الفزع والخوف فقال للإمام : أقاطع لساني أنت يا أبا الحسن؟
فقال الإمام له : إنّي ماض لما امرت به ؛ وسار الإمام حتى انتهى به إلى إبل الصدقة فقال له : خذ ما أحببت, فسكن روع الرجل وفهم ما أراده النبيّ وعلّق الإمام على كلمة النبيّ بقوله : أحسن مواربة سمعتها في كلام العرب .
وتولّى الإمام بإخلاص القيام بقضاء حوائج النبيّ وكان يعتلي بغلة النبيّ الشهباء ويسير في شعب الأنصار لتنفيذ ما عهد إليه .
ومن أدعيته للنبيّ والشيء المحقّق أنّه لم يعرف أحد من الصحابة وغيرهم مكانة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وسموّ منزلته سوى أخيه وباب مدينة علمه الإمام (عليه السلام) فقد خصّه بكثير من الأدعية الحافلة بالتمجيد والتعظيم له والإشادة بفضله وعظيم شأنه وهذه بعضها :
قال (عليه السلام) : الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على أطيب المرسلين محمّد بن عبد الله المنتجب الفاتق الرّاتق اللهمّ فخصّ محمّدا (صلى الله عليه وآله) بالذّكر المحمود والحوض المورود اللهمّ آت محمّدا صلواتك عليه وآله الوسيلة والرّفعة والفضيلة واجعل في المصطفين محبّته وفي العلّيّين درجته وفي المقرّبين كرامته اللهمّ أعط محمّدا صلواتك عليه وآله من كلّ كرامة أفضل تلك الكرامة ومن كلّ نعيم أوسع ذلك النّعيم ومن كلّ عطاء أجزل ذلك العطاء ومن كلّ يسر أنضر ذلك اليسر ومن كلّ قسم أوفر ذلك القسم حتّى لا يكون أحد من خلقك أقرب منه مجلسا ولا أرفع منه عندك ذكرا ومنزلة ولا أعظم عليك حقّا ولا أقرب وسيلة من محمّد صلواتك عليه وآله إمام الخير وقائده والدّاعي إليه والبركة على جميع العباد والبلاد ورحمة للعالمين اللهمّ اجمع بيننا وبين محمّد صلواتك عليه وآله في برد العيش وتروّح الرّوح وقرار النّعمة وشهوة الأنفس ومنى الشّهوات ونعم اللذّات ورجاء الفضيلة وشهود الطّمأنينة وسؤدد الكرامة وقرّة العين ونضرة النّعيم وبهجة لا تشبه بهجات الدّنيا نشهد أنّه قد بلّغ الرّسالة وأدّى النّصيحة واجتهد للأمّة وأوذي في جنبك وجاهد في سبيلك وعبدك حتّى أتاه اليقين فصلى الله عليه واله الطّيّبين اللهمّ ربّ البلد الحرام وربّ الرّكن والمقام وربّ المشعر الحرام وربّ الحلّ والحرام بلّغ روح محمّد (صلى الله عليه وآله) عنّا السّلام , اللهمّ صلّ على ملائكتك المقرّبين وعلى أنبيائك ورسلك أجمعين وصلّ اللهمّ على الحفظة الكرام الكاتبين وعلى أهل طاعتك من أهل السّماوات السّبع وأهل الأرضين السّبع من المؤمنين أجمعين ؛ وأنت ترى في هذا الدعاء جميع صنوف التكريم والتعظيم قد رفعها الإمام إلى سموّ النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ودعا له أن يبوّئه الله أسمى مكانة وأعلى درجة في حضيرة القدس.
وكان من مظاهر تعظيم الإمام للنبيّ (صلى الله عليه وآله) هذا الدعاء قال (عليه السلام) : اللهمّ داحي المدحوّات وداعم المسموكات وجابل القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك على محمّد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق والفاتح لما انغلق والمعلن الحقّ بالحقّ والدّامغ خبيثات الأباطيل والدّامغ صولات الأضاليل كما حمّلته فاضطلع بأمرك مستوفرا في مرضاتك غير ناكل عن قدم ولا واه في عزم واعيا لوحيك حافظا لعهدك ماضيا على نفاذ أمرك حتّى أورى قبس القابس وأضاء الطّريق للخابط وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن والآثام وأقام بموضحات الأعلام ونيّرات الأحكام فهو أمينك المأمون وخازن علمك المخزون وشهيدك يوم الدّين وبعيثك بالحقّ ورسولك إلى الخلق اللهمّ افسح له مفسحا في ظلّك واجزه مضاعفات الخير من فضلك اللهمّ وأعل على بناء البانين بناءه وأكرم لديك منزلته وأتمم له نوره واجعله من انبعاثك مقبول الشّهادة مرضيّ المقالة ذا منطق عدل وخطبة فصل اللهمّ اجمع بيننا وبينه في برد العيش وإقرار النّعمة ورخاء الدّعة ومنتهى الطّمأنينة وتحف الكرامة .
وحفل هذا الدعاء بإحاطة الإمام ومعرفته الكاملة بالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فقد أضفى عليه جميع ألوان الحفاوة والتكريم ودعا له بالمنزلة الكريمة التي يتبوّؤها في الفردوس الأعلى .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|