أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3506
التاريخ: 10-4-2016
3595
التاريخ: 28-4-2022
1767
التاريخ: 2024-02-24
929
|
اقصى عثمان الوليد عن امارة الكوفة على كره منه وكان من المتوقع ان يسند الحكم الى أحد اعلام الصحابة من الذين أبلوا فى الاسلام بلاء حسنا ولكنه عمد الى سعيد ابن العاص فولاه هذا المصر العظيم وقد استقبله الكوفيون بالكراهية وعدم الرضا لأنه كان شابا مترفا لا يتحرج من الاثم ولا يتورع من الإفك , روى ابن سعد أنه قال مرة في فطر رمضان بعد أن ولي المصر من رأى منكم الهلال؟ فقال إليه هاشم بن عتبة الصحابي العظيم انا رأيته ؛ فوجه إليه لاذع القول وأقساه قائلا : بعينك هذه العوراء رأيته؟! فالتاع هاشم واجابه : تعيرني بعينى وإنما فقئت في سبيل الله وكانت عينه اصيبت يوم اليرموك ؛ واصبح هاشم في داره مفطرا عملا بقول رسول الله (صلى الله عليه واله) : صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته وفطر الناس لإفطاره وبلغ ذلك سعيدا فأرسل إليه وضربه وحرق داره وقد أثار حفائظ النفوس بهذا الاعتداء الصارخ على علم من أعلام الاسلام.
وأثر عنه انه قال : إنما السواد اي سواد الكوفة بستان لقريش فقام إليه الاشتر فقال له : أتجعل مراكز رماحنا وما أفاء الله علينا بستانا لك ولقومك؟ والله لو رامه أحد لقرع قرعا يتصأصأ منه وانضم الى الاشتر قراء المصر وفقهاؤهم فأيدوا مقالته وغضب صاحب شرطة سعيد فرد عليهم ردا غليظا فقاموا إليه فضربوه ضربا منكرا حتى اغمي عليه وقاموا من مجلسه وهم يطلقون ألسنتهم بنقده ويذكرون مثالب عثمان وسيئات قريش وجرائم بنى أميّة وكتب سعيد الى عثمان بخبره بأمر هؤلاء فأجابه عثمان ان يسيرهم الى الشام وكتب في نفس الوقت الى معاوية يأمره باستصلاحهم ؛ والمهم ان هؤلاء لم يرتكبوا اثما او فسادا ولم يقترفوا جرما حتى يستحقوا هذا التنكيل والنفي وانما نقدوا اميرهم لأنه شذ عن الطريق وقال غير الحق والاسلام قد منح الحرية التامة للمواطنين ومنها حرية النقد للحاكمين إن سلكوا غير الجادة وعدلوا عن الطريق القويم فعلى اي وجه يصحح نفيهم عن اوطانهم وهم لم يخلعوا يدا عن طاعة ولم يفارقوا جماعة , على أي حال فقد اخرجهم سعيد بالعنف وأرسلهم الى الشام الى بلد لا يألفون الى اهلها ولا يسكنون الى من فيها وتلقاهم معاوية فانزلهم في كنيسة واجرى عليهم بعض الرزق وجعل يناظرهم ويعظهم ولكنه لم ينجح في اقناعهم فقد كان منطقهم منطق الاحرار فأي مزية تمتاز بها قريش حتى يكون السواد ملكا لها وأي مأثرة صدرت لها حتى تمتاز على بقية العرب والمسلمين ولما يئس منهم معاوية كتب الى عثمان يستعفيه من بقائهم فى الشام خوفا من ان يفسدوا أهلها عليه فأعفاه عثمان وأمره ان يردهم الى الكوفة فعادوا إليها وهم مصرون على نقد الحكم القائم وأطلقوا السنتهم في ذكر مثالب سعيد ومعاوية وعثمان وأعاد سعيد الكتابة الى عثمان يطلب منه ابعاد القوم عن مصرهم فأجابه عثمان الى ذلك وأمره ان ينفيهم الى حمص والجزيرة فاخرجهم من وطنهم الى حمص فقابلهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد عامل معاوية على حمص اعنف لقاء وأشده وأخذ يسومهم سوء العذاب ويقابلهم بأغلظ القول وأفحشه وكان اذا ركب أمر بهم فساروا حول ركابه ليظهر هوانهم واذلالهم ويغري الناس بانتقاصهم ولما رأوا تلك القسوة اظهروا الطاعة وأعلنوا التوبة وطلبوا منه ان يقيلهم من ذنوبهم فأقالهم وكتب الى عثمان يسترضيه عنهم ويسأله العفو عنهم فأجابه الى ذلك وردهم الى الكوفة ونزح سعيد بن العاص الى يثرب في مهمة له فوجد القوم هناك يشكونه الى عثمان ويسألونه عزله ولكن عثمان ابى وامتنع من اجابتهم وأمره ان يرجع الى عمله فقفل القوم راجعين الى مصرهم قبله فاحتلوا الكوفة وأقسموا ان لا يدخلها سعيد ما حملوا سيوفهم ثم خرجوا في جمع بقيادة الاشتر حتى بلغوا الجرعة فانتظروا سعيدا فلما أقبل ردوه ومنعوه من دخول المصر وأجبروا عثمان على عزله وتولية غيره فاستجاب عثمان على كره منه لذلك.
والمهم ان عثمان قد نكل بالناقدين لسعيد بن العاص وهم قراء المصر وفقهاؤه ونفاهم عن اوطانهم وبالغ في ارهاقهم من أجل شاب طائش لأنه من ذويه واسرته الامر الذي أوجب شيوع التذمر وانتشار السخط عليه وكراهية الامة لحكمه .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|