أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
![]()
التاريخ: 2024-02-24
![]()
التاريخ: 7-2-2019
![]()
التاريخ: 10-4-2016
![]() |
رشح أبو بكر عمر وأبا عبيدة بالخطاب الذي ألقاه عند تسلمه الخلافة لمنصب الخلافة فاسرع إليه عمر فقال له : يكون هذا وأنت حي؟! ما كان أحد ليؤخرك عن مقامك الذي أقامك فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) ؛ ولا نعلم متى أقامه الرسول (صلى الله عليه واله) في مقامه الذي هو فيه وقد أخرجه (صلى الله عليه واله) من يثرب مع بقية اصحابه جنودا مسلحين وولى عليهم أسامة بن زيد وهو شاب حدث السن بمثل هذا اللف والدوران تمت البيعة لأبي بكر وقد تسابق إلى بيعته عمر وبشير وتبارى إلى البيعة جميع اعضاء حزبهم فبايعه اسيد بن حضير وعويم بن ساعدة ومعن بن عدى وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وخالد بن الوليد واشتد هؤلاء على حمل الناس على البيعة وكان اشدهم حماسا عمر فقد لعبت درته شوطا في الميدان وارغم الممتنعين على البيعة وقابلهم بالقسوة والعنف وقد سمع الانصار يقولون في سعد : قتلتم سعدا ؛ فاندفع يقول : اقتلوه قتله الله فانه صاحب فتنة ؛ ولما تمت البيعة لابي بكر بهذه الصورة التي يحف بها الارهاب والتهديد اقبل به حزبه يزفونه الى مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) زفاف العروس والنبي (صلى الله عليه واله) ملقى على فراش الموت قد انشغل أمير المؤمنين (عليه السلام) بتجهيزه فلما أخبر تمثل بقول القائل :
واصبح أقوام يقولون ما اشتهوا ويطغون لما غال زيدا غوائل
لقد بويع أبو بكر بمثل هذه العجالة والمباغتة وكان عمر يرى عدم مشروعية هذه البيعة ووجه إليها لاذع النقد فقال فيها كلمته المشهورة : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله المسلمين شرها فمن دعاكم الى مثلها فاقتلوه.
وحفلت هذه الكلمة بأقسى الوان النقد والتشهير واحتوت على ما يلي :
1 ـ إن عمر وصم البيعة بالفلتة وسواء أكان معناها الشر والخطيئة والزلة أو المباغتة والمفاجأة فانها اعظم ما تكون في ميدان القدح والذم.
2 ـ إنه دعا الله أن ينقذ المسلمين من شرها ويقيهم من مضعفاتها السيئة.
3 ـ انه حكم بقتل من دعا لمثل هذه البيعة , وانما طعن عمر في انتخاب أبي بكر وقدح في بيعته لانها لم تعتمد على اسس سليمة ولم تبتن على منطق رصين وحفلت بما يلي من المؤاخذات :
1 ـ إن القوم لم يأخذوا رأي العترة الطاهرة فيها واستبدوا بالأمر وقد تناسوا وصايا النبي (صلى الله عليه واله) فيها واهملوا ما أمرهم الرسول (صلى الله عليه واله) من الاقتداء والتمسك بذريته يقول الامام شرف الدين طيب الله مثواه : فلو فرض أن لا نص بالخلافة على أحد من آل محمد (صلى الله عليه واله) وفرض كونهم مع هذا غير مبرزين في حسب أو نسب او اخلاق أو جهاد أو علم أو عمل او ايمان أو اخلاص ولم يكن لهم السبق في مضامير كل فضل بل كانوا كسائر الصحابة فهل كان مانع شرعي أو عقلي أو عرفي يمنع من تأجيل عقد البيعة الى فراغهم من تجهيز رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟ ولو بأن يوكل حفظ الامن الى القيادة العسكرية موقتا حتى يستتب أمر الخلافة؟ أليس هذا المقدار من التريث كان أرفق بأولئك المفجوعين؟ وهم وديعة النبي لديهم وبقيته فيهم ؛ وقد قال الله تعالى : {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] أليس من حق هذا الرسول الذي يعز عليه عنت الامة ويحرص على سعادتها وهو الرؤوف بها الرحيم لها أن لا تعنت عترته فلا تفاجأ بمثل ما فوجئت به والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر .
النبيّ (صلى الله عليه واله) مسجى على فراش الموت لم يغيبه عن عيون القوم مثواه وراحوا بهلع وجشع يتسابقون الى الحكم والسلطان واهملوا عترته واجمعوا على مجافاتهم وهضم حقوقهم وسلب تراثهم ومنذ ذلك اليوم واجهت العترة الوانا قاسية من النكبات والخطوب فأريقت دماؤها وسبيت نساؤها ولم ترع فيها قرابة النبي (صلى الله عليه واله) التي هي اولى بالرعاية والعطف من كل شيء.
2 ـ ومما يؤخذ على هذه البيعة انها لم تكن جامعة لأهل الحل والعقد الذي يعتبرونه هم شرطا اساسيا فى حصول الاجماع وفي مشروعية الانتخاب فقد الغى القوم استشارة الطبقة الرفيعة في الاسلام فلم يعتنوا بآرائها ولم يأخذوا موافقتها في الخليفة الجديد كما ان المكان الذي اجرى فيه الانتخاب كان مخفيا الى ابعد الحدود يقول عبد الوهاب النجار : يرى المطلع على الشكل الذي حصلت به بيعة أبي بكر ان الاستشارة فى أمرها كانت ناقصة نقصا ظاهرا لان المعقول في مثل هذه الحال أن يتخذ المسلمون مكانا يجتمعون فيه وان يؤذن الناس به من قبل .
إن انتخاب أبي بكر كان مشوها الى أبعد الحدود فقد انسحبت عن اختياره وانتخابه الشخصيات الفذة التي ساهمت في بناء كيان الاسلام وفي طليعتها الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن يمت إليه من الهاشميين ووجوه الصحابة كسلمان الفارسي وأبي ذر وعمار بن ياسر وأبي بن كعب ومن الهاشميين الزبير وعتبة بن أبي لهب والعباس وغيرهم كما امتنع جميع الانصار أو بعضهم عن البيعة وقالوا : لا نبايع الا عليا ؛ ومع انسحاب هذا العدد الضخم من الانتخاب وفيهم الضروس والرؤوس والاعلام من المهاجرين والانصار كيف تكون البيعة مشروعة والانتخاب صحيحا؟!!
3 ـ ان المسلمين قد أرغموا على بيعة أبي بكر وأكرهوا عليها ولم تكن ناشئة عن اختيارهم وارادتهم فقد لعبت درة عمر في تحقيقها وايجادها حتى ذهل المسلمون ولم يشترطوا فى ضمن العقد أن يسير الخليفة على كتاب الله وسنة نبيه كما اشترطوا ذلك على الخلفاء من بعده ولعل لهذه الاسباب حكم عمر بعدم مشروعيتها وعدم مشروعية أساليبها كما حكم بالقتل لمن يعود لمثلها .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
مركز الإمام الهادي (ع) لاعتلال العضلات والأعصاب التابع للعتبة الحسينية يسلم دفعة جديدة من نتائج خزع العضلات للمرضى
|
|
|