أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2014
1612
التاريخ: 21-3-2016
15137
التاريخ: 13-10-2014
1654
التاريخ: 25-04-2015
1502
|
التفسير في اللغة مأخوذ من الفسر : وهو : إظهار المعنى ، وكشف الغطاء والبيان.
ومنه التفسرة : وتعني ما يستدل بها على غيرها مما يرتبط بها.
أي هي اسم لعملية الكشف عن الخفي بما هو ظاهر لوجود العلاقة بينهما.
ولفظ التفسير كغيره من الألفاظ التي أصبح لها معنى خاص في اصطلاح العلماء. فهو (التفسير) اسم لعلم من أهم العلوم والمعارف الإسلامية ، وأكثرها أثرا في حياة الأمة الفكرية والتشريعية والاجتماعية وغيرها من مجالات الحياة.
ومن استقراء التعاريف التي أوردها العلماء في كتبهم وتحديدهم لشخصية وهوية هذا العلم وأهدافه ، نجد التقارب بين معناه في الاصطلاح ، ومعناه في اللغة.
وقد عرّفه العلماء بعبارات يختلف بعضها عن بعض أحيانا. كما عرّفه البعض منهم بما عرّف به التأويل ، فلم يفرّق بينهما ، بينما فرّق فريق آخر من العلماء بين التفسير والتأويل تفريقا حدّيا ، بل واعتبر بعضهم عدم التفريق بينهما جهلا بالتفسير وبعلوم القرآن.
وقال السيوطي ناقلا عن الراغب تعريفه للتفسير : (وقال الراغب : التفسير أعم من التأويل ، وأكثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها ، وأكثر ما يستعمل التأويل في المعاني والجمل ، وأكثر ما يستعمل في الكتب الإلهية. والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها) (1).
وقال غيره : (التفسير بيان لفظ لا يحتمل إلّا وجها واحدا ...) (2).
وقال الماتريدي : (التفسير القطع على أن المراد من اللفظ هذا ، والشهادة على اللّه أنه عني باللفظ هذا ، فإن قام دليل مقطوع به فصحيح ، وإلّا فتفسير بالرأي وهو المنهي عنه ...) (3).
وقال أبو طالب التغلبي : (التفسير بيان وضع اللفظ ، إمّا حقيقة ، أو مجازا ، كتفسير الصراط بالطريق ، والصّيّب بالمطر. والتأويل تفسير باطن اللفظ؛ مأخوذ من الأول ، وهو الرجوع لعاقبة الأمر ، فالتأويل إخبار عن حقيقة المراد ، والتفسير إخبار عن دليل المراد؛ لأنّ اللفظ يكشف عن المراد ، والكاشف دليل؛ مثاله قوله تعالى : {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } [الفجر : 14] ، تفسيره أنه من الرصد ، يقال : رصدته رقبته ، والمرصاد (مفعال) منه ، وتأويله التحذير من التهاون بأمر اللّه والغفلة عن الأهبة والاستعداد للعرض عليه؛ وقواطع الأدلّة تقتضي بيان المراد منه؛ على خلاف وضع اللفظ في اللغة) (4).
وقال الأصبهاني في تفسيره : «اعلم أن التفسير في عرف العلماء : كشف معاني القرآن ، وبيان المراد؛ أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره ، وبحسب المعنى الظاهر وغيره ، والتأويل أكثره في الجمل. والتفسير إمّا أن يستعمل في غريب الألفاظ نحو البحيرة والسائبة ، والوصيلة ، أو في وجيز يتبين بشرح ، نحو : أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ، وإمّا لكلام متضمن لقصة لا يمكن تصويره إلّا بمعرفتها ، كقوله : {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة : 37] وقوله : {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا } [البقرة : 189] (5).
وقال أبو نصر القشيري : التفسير مقصور على الاتباع والسماع والاستنباط؛ مما يتعلق بالتأويل.
وقال قوم : ما وقع مبيّنا في كتاب اللّه ومعيّنا في صحيح السنة سمّي تفسيرا ، لأن معناه قد ظهر ووضح ، وليس لأحد أن يتعرّض إليه باجتهاد ولا غيره؛ بل يحمله على المعنى الذي ورد؛ لا يتعداه) (6).
وقال الزركشي : (قال ابن فارس : معاني العبارات التي يعبّر بها عن الأشياء ترجع الى ثلاثة : المعنى ، والتفسير ، والتأويل؛ وهي وإن اختلفت فالمقاصد بها متقاربة.
فأما المعنى : فهو القصد والمراد.
وأما التفسير في اللغة : فهو راجع الى معنى الاظهار والكشف ...
فالتفسير : كشف المغلق من المراد بلفظه ، واطلاق للمحتبس عن الفهم به ...) (7).
واختلفوا فقيل : التفسير : كشف المراد عن اللفظ المشكل ، ورد أحد الاحتمالين الى ما يطابق الظاهر ...) (8).
وقال الزركشي : (و اعلم أن التفسير في عرف العلماء كشف معاني القرآن ، وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره ، وبحسب المعنى الظاهر وغيره ، والتفسير أكثره في الجمل) (9).
وقد عرّفه الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي بقوله : (التفسير : كشف المراد عن اللفظ المشكل) (10) ، كما عرّف التأويل بقوله : (و التأويل ردّ أحد المحتملين الى ما يطابق الظاهر) (11).
وعرّفه السيد أبو القاسم الخوئي بقوله : (التفسير هو إيضاح مراد اللّه تعالى من كتابه العزيز ، فلا يجوز الاعتماد فيه على الظنون والاستحسان ، ولا على شيء لم يثبت أنه حجة من طريق العقل ، أو من طريق الشرع للنهي عن اتباع الظن ، وحرمة إسناد شيء الى اللّه بغير إذنه) (12).
أمّا الشهيد الصدر فقد عرّف التفسير بقوله : (فتفسير الكلام- أي كلام- معناه : الكشف عن مدلوله ، وبيان معناه الذي يشير إليه اللفظ) (13).
وبعد أن عرّف الشهيد الصدر التفسير عرض اتجاهين لتعريف التفسير وتحديد دلالته.
الاتجاه الأول : وهو الاتجاه السائد عند الاصوليين الذي لخصه بقوله رحمه اللّه : (... وبتعبير آخر أن من أظهر معنى اللفظ يكون قد فسّره ، وأما حيث يكون المعنى ظاهرا ومتبادرا بطبيعته ، فلا اظهار ولا تفسير.
وسيرا مع هذا الاتجاه ، لا يكون من التفسير إلّا اظهار أحد محتملات اللفظ ، وإثبات أنه هو المعنى المراد ، أو اظهار المعنى الخفي غير المتبادر ، واثبات أنه هو المعنى المراد ، بدلا من المعنى الظاهر المتبادر. وأما ذكر المعنى الظاهر المتبادر من اللفظ ، فلا يكون تفسيرا.
وهذا الرأي يمثل الرأي السائد عند الاصوليين) (14).
أما الرأي الثاني فهو الرأي الذي تبناه هو رحمه اللّه بقوله : (و لكن الصحيح : هو أن ذكر المعنى الظاهر قد يكون في بعض الحالات تفسيرا أيضا ، واظهارا لأمر خفي ، كما أنه في بعض الحالات الأخرى لا يكون تفسيرا؛ لأنه يفقد عنصر الخفاء والغموض ، فلا يكون اظهارا لأمر خفي أو إزالة لغموض) (15).
وعند دراسة وتحليل الرأيين الذين عرضهما الشهيد الصدر- رأيه والرأي الآخر- نجد أنهما متفقان في مفهوم التفسير ، ومختلفان في تحديد مصاديقه ، فالتفسير عندهما هو كشف الغموض ، وإزالة الخفاء عن المعنى المراد للمتكلم.
أما اعتبار المتبادر من ظهور المعنى- إذا كان من الدرجة المعقدة كما عبر الشهيد الصدر- من الغامض الخفي الذي يجب أن يكشف عنه أو لا ، فهو تشخيص مصداق ، وليس تحديد مفهوم.
وبذا يتضح اتجاهان في معنى التفسير :
أولهما : يحصر التفسير في اظهار أحد محتملات اللفظ ، وإثبات أنه المعنى المراد ، وبذا يكون من حقّق ذلك قد فسّر القول.
أو أن يكون المفسر قد أظهر المعنى الخفي في الكلام غير المتبادر منه ، وأثبت أن المراد ليس المتبادر ، بل غيره.
وهو الاتجاه السائد لدى الاصوليين ، كما يقول الشهيد الصدر.
والاتجاه الثاني : يرى أن التفسير يصدق أيضا ببيان المعنى الظاهر إذا كان في ذلك العمل اظهار لأمر خفي في الكلام.
وبعد هذا العرض لمفهوم التفسير ، وتعريفه في اللغة والاصطلاح يتضح لنا معنى التفسير وأهميته في الفكر الاسلامي ، فهو عبارة عن بيان المحتوى القرآني الذي يحتاج الى بيان ، وكشف المراد منه ، سواء أ كان ذلك بيان معنى لمفردة لفظية أو جملة.
وبيان المحتوى القرآني (ومراد اللّه تعالى من كتابه). مسألة من أهم المسائل ، وأكثرها أثرا في حياة الامة الاسلاميّة.
تحدث الوحي عن مسألة البيان القرآني بقوله : {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة : 17 - 19] وبقوله : ... {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [النحل : 44].
وهكذا يوضّح القرآن أن بيان ما كان غامضا من القرآن ، لا يتضح إلّا ببيان الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وهو من مهامه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأن اللّه سبحانه قد بيّنه له ، وكشف غوامضه.
قال الشيخ الطوسي في تفسيره لقوله تعالى : { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة : 19] : (والبيان إظهار المعنى للنفس بما يتميز به من غيره بأن الشيء يبين إذا ظهر ، وأبانه غيره ، أي أظهره بيانا وإبانة. ونقيض البيان الإخفاء والإغماض. وقال قتادة : ثم إن علينا بيانه ، معناه : إنّا نبين لك معناه إذا حفظته) (16).
وفسّر العلامة الطباطبائي هذه الآية بقوله : (أي علينا ايضاحه عليك بعد ما كان علينا جمعه وقرآنه ، فثم للتأخير الرتبي ، لأن البيان مترتب على الجمع والقراءة رتبة.
وقيل : المعنى : ثم إن علينا بيانه للناس بلسانك تحفظه في ذهنك عن التغيير والزوال حتى تقرأه على الناس) (17).
______________________
(1) الاتقان في علوم القرآن : 4/ 167.
(2) الإتقان في علوم القرآن : 4/ 167.
(3) الاتقان في علوم القرآن : 4/ 167.
(4) سورة الفجر ، الآية 14.
(5) الاتقان في علوم القرآن : 4/ 167- 168.
(5) الاتقان في علوم القرآن : 4/ 168.
(6) المصدر السابق : 168.
(7) الزركشي ، البرهان في علوم القرآن : 2/ 162- 163.
(8) الزركشي ، البرهان في علوم القرآن : 2/ 164.
(9) المصدر السابق : 164- 165.
(10) مجمع البيان في تفسير القرآن- المقدمة : ص 80.
(11) المصدر السابق.
(12) السيد الخوئي ، البيان في تفسير القرآن : ص 421.
(13) علوم القرآن ، السيد محمد باقر الحكيم : ص 66.
(14) علوم القرآن ، السيد محمد باقر الحكيم : ص 66- 67.
(15) علوم القرآن ، السيد محمد باقر الحكيم : ص 67.
(16) التبيان : 10/ 196- 197- دار احياء التراث العربي- بيروت.
(17) الميزان : 20/ 110/ ط 2.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|