المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

تهذيب الشعائر الحسينية
3-04-2015
بلازما الأرجون ، الحث المزدوج
2024-02-14
ائتلاف اللّفظ مع اللفظ
25-03-2015
سند الشيخ الصدوق إلى محمد بن مسلم.
2023-05-21
كيف نشأت كلمات الاضداد ؟
15-8-2017
Hemophilia C
17-6-2018


ترويع الامويين لأم الخير البارقية  
  
3199   01:11 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2، ص403-406
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

كانت أم الخير بنت الحريش البارقية من سيدات النساء ومن البليغات البارعات وقد عرفت بالولاء والإخلاص لأمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت في واقعة صفين تحرض الجماهير على حرب ابن هند وتحفزهم الى الذب عن أمير المؤمنين ونصرته وقد تألم معاوية من مواقفها وأضمر لها الحقد والعداء ولما انحسرت روح الإسلام باستيلائه على زمام الحكم كتب الى واليه على الكوفة يأمره بأن يحمل إليه أم الخير لينتقم منها فلما ورد الكتاب الى عامله بعثها إليه فلما دخلت على معاوية قالت : السلام عليك يا أمير المؤمنين .

فأجابها : وعليك السلام وبالرغم والله دعوتنى بهذا الاسم.

قالت : مه يا هذا فان بديهة السلطان مدحضة لما يجب علمه.

قال : صدقت يا خالة وكيف رأيت مسيرك؟

فقالت : لم أزل في عافية وسلامة حتى أوفدت الى ملك جزل وعطاء بذل فأنا في عيش أنيق عند ملك رفيق.

فقال : بحسن نيتي ظفرت بكم وأعنت عليكم.

قالت : مه يا هذا لك والله من دحض المقال ما تردّى عاقبته.

فقال : ليس لهذا أردناك.

فقالت : إنما أجرى فى ميدانك إذا أجريت شيئا أجريته فاسأل عما بدا لك؟

فقال : كيف كان كلامك يوم قتل عمار بن ياسر؟

ـ لم أكن والله رويته قبل ولا زورته بعد وإنما كانت كلمات نفثهن لساني حين الصدمة فان شئت أن أحدث لك مقالا غير ذلك فعلت؟

ـ لا أشاء ذلك!! ثم التفت الى أصحابه فقال لهم : أيكم حفظ كلام أم الخير؟ فانبرى إليه أحدهم فقال له : أنا أحفظه يا أمير المؤمنين كحفظي سورة الحمد فقال له : هاته فقال : كأني بها وعليها برد زبيدي كثيف الحاشية وعلى جمل أرمك وقد احيط حولها وبيدها سوط منتشر الضفر وهي كالفحل يهدر في شقشقته تقول : يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم إن الله قد أوضح الحق وأبان الدليل ونوّر السبيل ورفع العلم فلم يدعكم فى عمياء مبهمة ولا سوداء مدلهمة فإلى أين تريدون رحمكم الله! أفرارا عن أمير المؤمنين؟ أم فرارا من الزحف؟ أم رغبة عن الإسلام؟ أم ارتدادا عن الحق؟ أما سمعتم الله عز وجل يقول : ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرون ونبلو أخباركم ؛ ثم رفعت رأسها الى السماء وهي تقول :  اللهم قد عيل الصبر وضعف اليقين وانتشر الرعب وبيدك يا رب أزمة القلوب فاجمع الكلمة على التقوى والّف القلوب على الهدى ورد الحق الى أهله هلموا رحمكم الله الى الإمام العادل والوصي الوفي والصديق الأكبر إنها احن بدرية وأحقاد جاهلية وضغائن أحدية وثب بها معاوية حين الغافلة ليدرك بها ثارات بني عبد شمس ؛ ثم قالت :  قاتلوا أئمة الكفر انهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون  صبرا معاشر المهاجرين والأنصار قاتلوا على بصيرة من ربكم قد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة فرت من قسورة لا تدري أين يسلك بها من فجاج الأرض باعوا الآخرة بالدنيا واشتروا الضلالة بالهدى وباعوا البصيرة بالعمى وعما قليل ليصبحن نادمين حين تحل الندامة فيطلبون الاقالة إنه والله من ضل عن الحق وقع فى الباطل ومن لم يسكن الجنة نزل النار أيها الناس إن الأكياس استقصروا عمر الدنيا فرفضوها واستبطئوا مدة الآخرة فسعوا لها والله أيها الناس لو لا أن تبطل الحقوق وتعطل الحدود ويظهر الظالمون وتقوى كلمة الشيطان لما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه فإلى أين تريدون رحمكم الله؟ عن ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) وزوج ابنته وأبي ابنيه؟ خلق من طينته وتفرع من نبعته وخصه بسره وجعله باب مدينته وأعلم بحبه المسلمين وأبان ببغضه المنافقين فلم يزل كذلك يؤيده بمعونته ويمضى على سنن استقامته لا يرجع لراحة اللذات وهو مفلق الهام ومكسر الأصنام إذ صلى والناس مشركون وأطاع والناس مرتابون فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر وأفنى أهل أحد وفرق جمع هوازن فيا لها وقائع زرعت فى قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقا وقد اجتهدت فى القول وبالغت فى النصيحة وبالله التوفيق وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

فانتفخت أوداج معاوية غيظا وحنقا وقال لها بنبرات تقطر غضبا : والله يا أم الخير ما أردت بهذا إلا قتلي والله لو قتلتك ما حرجت فى ذلك .

فأجابته وهي غير خائفة منه : والله ما يسؤني يا ابن هند أن يجري الله ذلك على يد من يسعدني الله بشقائه .

فقال : هيهات يا كثيرة الفضول ما تقولين فى عثمان بن عفان؟

قالت : وما عسيت أن أقول فيه استخلفه الناس وهم كارهون وقتلوه وهم راضون.

وبعد حديث جرى بينهما أطلق أخيرا سراحها وعفا عنها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.