أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3444
التاريخ: 6-4-2016
3472
التاريخ: 4-03-2015
3175
التاريخ: 7-4-2016
3034
|
كانت أم الخير بنت الحريش البارقية من سيدات النساء ومن البليغات البارعات وقد عرفت بالولاء والإخلاص لأمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت في واقعة صفين تحرض الجماهير على حرب ابن هند وتحفزهم الى الذب عن أمير المؤمنين ونصرته وقد تألم معاوية من مواقفها وأضمر لها الحقد والعداء ولما انحسرت روح الإسلام باستيلائه على زمام الحكم كتب الى واليه على الكوفة يأمره بأن يحمل إليه أم الخير لينتقم منها فلما ورد الكتاب الى عامله بعثها إليه فلما دخلت على معاوية قالت : السلام عليك يا أمير المؤمنين .
فأجابها : وعليك السلام وبالرغم والله دعوتنى بهذا الاسم.
قالت : مه يا هذا فان بديهة السلطان مدحضة لما يجب علمه.
قال : صدقت يا خالة وكيف رأيت مسيرك؟
فقالت : لم أزل في عافية وسلامة حتى أوفدت الى ملك جزل وعطاء بذل فأنا في عيش أنيق عند ملك رفيق.
فقال : بحسن نيتي ظفرت بكم وأعنت عليكم.
قالت : مه يا هذا لك والله من دحض المقال ما تردّى عاقبته.
فقال : ليس لهذا أردناك.
فقالت : إنما أجرى فى ميدانك إذا أجريت شيئا أجريته فاسأل عما بدا لك؟
فقال : كيف كان كلامك يوم قتل عمار بن ياسر؟
ـ لم أكن والله رويته قبل ولا زورته بعد وإنما كانت كلمات نفثهن لساني حين الصدمة فان شئت أن أحدث لك مقالا غير ذلك فعلت؟
ـ لا أشاء ذلك!! ثم التفت الى أصحابه فقال لهم : أيكم حفظ كلام أم الخير؟ فانبرى إليه أحدهم فقال له : أنا أحفظه يا أمير المؤمنين كحفظي سورة الحمد فقال له : هاته فقال : كأني بها وعليها برد زبيدي كثيف الحاشية وعلى جمل أرمك وقد احيط حولها وبيدها سوط منتشر الضفر وهي كالفحل يهدر في شقشقته تقول : يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم إن الله قد أوضح الحق وأبان الدليل ونوّر السبيل ورفع العلم فلم يدعكم فى عمياء مبهمة ولا سوداء مدلهمة فإلى أين تريدون رحمكم الله! أفرارا عن أمير المؤمنين؟ أم فرارا من الزحف؟ أم رغبة عن الإسلام؟ أم ارتدادا عن الحق؟ أما سمعتم الله عز وجل يقول : ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرون ونبلو أخباركم ؛ ثم رفعت رأسها الى السماء وهي تقول : اللهم قد عيل الصبر وضعف اليقين وانتشر الرعب وبيدك يا رب أزمة القلوب فاجمع الكلمة على التقوى والّف القلوب على الهدى ورد الحق الى أهله هلموا رحمكم الله الى الإمام العادل والوصي الوفي والصديق الأكبر إنها احن بدرية وأحقاد جاهلية وضغائن أحدية وثب بها معاوية حين الغافلة ليدرك بها ثارات بني عبد شمس ؛ ثم قالت : قاتلوا أئمة الكفر انهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون صبرا معاشر المهاجرين والأنصار قاتلوا على بصيرة من ربكم قد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة فرت من قسورة لا تدري أين يسلك بها من فجاج الأرض باعوا الآخرة بالدنيا واشتروا الضلالة بالهدى وباعوا البصيرة بالعمى وعما قليل ليصبحن نادمين حين تحل الندامة فيطلبون الاقالة إنه والله من ضل عن الحق وقع فى الباطل ومن لم يسكن الجنة نزل النار أيها الناس إن الأكياس استقصروا عمر الدنيا فرفضوها واستبطئوا مدة الآخرة فسعوا لها والله أيها الناس لو لا أن تبطل الحقوق وتعطل الحدود ويظهر الظالمون وتقوى كلمة الشيطان لما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه فإلى أين تريدون رحمكم الله؟ عن ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) وزوج ابنته وأبي ابنيه؟ خلق من طينته وتفرع من نبعته وخصه بسره وجعله باب مدينته وأعلم بحبه المسلمين وأبان ببغضه المنافقين فلم يزل كذلك يؤيده بمعونته ويمضى على سنن استقامته لا يرجع لراحة اللذات وهو مفلق الهام ومكسر الأصنام إذ صلى والناس مشركون وأطاع والناس مرتابون فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر وأفنى أهل أحد وفرق جمع هوازن فيا لها وقائع زرعت فى قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقا وقد اجتهدت فى القول وبالغت فى النصيحة وبالله التوفيق وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
فانتفخت أوداج معاوية غيظا وحنقا وقال لها بنبرات تقطر غضبا : والله يا أم الخير ما أردت بهذا إلا قتلي والله لو قتلتك ما حرجت فى ذلك .
فأجابته وهي غير خائفة منه : والله ما يسؤني يا ابن هند أن يجري الله ذلك على يد من يسعدني الله بشقائه .
فقال : هيهات يا كثيرة الفضول ما تقولين فى عثمان بن عفان؟
قالت : وما عسيت أن أقول فيه استخلفه الناس وهم كارهون وقتلوه وهم راضون.
وبعد حديث جرى بينهما أطلق أخيرا سراحها وعفا عنها .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|