أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2017
4690
التاريخ: 2023-10-14
1169
التاريخ: 18-6-2018
13110
التاريخ: 2024-09-09
201
|
تعد المياه الجوفية، من الموارد الطبيعية ويمكن أن نجدها في أية بقعة من العالم، حتى بالنسبة للدول التي تعاني من فقر بالموارد السطحية، فهي تملك المياه الجوفية، فهي نتاج تسرب مياه الأمطار والثلوج، وحتى في المناطق البركانية رأينا أنها قد تتوافر في تلك المناطق. إن هذا المورد المهم يتعرض اليوم للاستنزاف الجائر، مما تسبب في نضوب آلاف الآبار وبالأخص في البلدان التي تنعدم فيها الموارد ألسطحيه. وقد بدأت الأسرة الدولية تتنبه إلى هذا الأمر الخطير ، فأبرمت المعاهدات وتأسست الهيئات المشتركة والمؤسسات الوطنية المتخصصة ، وعقدت المؤتمرات والندوات التي تناولت مسألة المياه الجوفية والحفاظ عليها من التلوث Pollution ، وتحقيق الاستخدام الرشيد Rational. وسنحاول، أن نسلط الضوء على بعض البقاع في العالم، ففي تركيا، نجد أن هذا البلد يملك ثروة مائية سطحية هائلة تجعله في غنى عن المياه الجوفية، إلا أن هذا لا يعني إهمال مسألة المياه الجوفية، حيث تعد منطقة جنوب شرق الأناضول من المناطق الغنية (1). بمياهها الجوفية، ويعود ذلك إلى ظروف المناخ ووجود الصخور الجيرية التي تعد من أغزر الطبقات الحاملة للمياه. ومن أهم مناطق تواجد المياه الجوفية في تركيا سهول سوروج و حران و جينارجيلان و اغجا قلعه، علاوة على وجود مناطق عديدة في تركيا تحتوي على مخزون هائل للمياه الجوفية التي لها دور حيوي في ديمومة نهري دجلة والفرات(2).عند قلة الأمطار وكميات الثلوج. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، توجد المياه الجوفية في أكثر من 24 موقعا موزعا على أنحاء البلاد كافة(3). وفي بعض الولايات يتم نقل المياه الجوفية بأنابيب إلى مواقع الاستهلاك. وتتولى الجمعية الأمريكية للمياه الجوفية (NGWA) القيام بالدراسات والأبحاث واستخدام أحدث الطرق التكنولوجية كالتخطيط الجيولوجي السطحي واستخدام طرق جيوفيزيائية، مثل مقاييس النوعية الكهربائية وتطبيق طرق التنقيب المتطورة. ومن أهم مناطق وجود المياه الجوفية، هضبة ولاية أريزونا(4). Arizona، حيث تعد معظم أجزاء هذه الهضبة الكبيرة قاحلة Arid ، أو شبه قاحلة Semi-arid، وبالرغم من ذلك فأننا نلاحظ الاستمرار في المغالاة في ضخ المياه، وقد وصل معدل الضخ إلى أكثر من 1.2 مليار متر مكعب سنويا،(5). كما انخفض منسوب المياه الجوفية في غرب فينيكس، في حين اشارت الدراسات في البوكرك Albuquerque ، بأنه إذا استمر سحب المياه بالمدلولات الحالية فان منسوب المياه الجوفية سينخفض بحلول عام 2020(6). وفي ولاية كاليفورنيا California، فتوصف بأنها ذات مياه جوفية جيدة، و يقدر متوسط المياه التي تم سحبها ب(1.6) مليار متر مكعب، و يحدث ثلثا الاستنفاد في الوادي الأوس(7)، حيث تعاني هذه الولاية من استنزاف رهيب للمياه الجوفية في ظل غياب المصادر السطحية، و قد أدى السحب المستمر إلى التقليل من القدرة الطبيعية للأرض على تخزين المياه، و تجمع و اتحاد المواد الجيولوجية لطبقة الصخور المائية، ومن ثم القضاء على المسام والثقوب التي تحتفظ بالماء، و لا يمكن استعادة هذه القدرة المفقودة لتخزين المياه؛ لأنها ذات كلفة باهظة و قد أدت عمليات الدمج في طبقات الصخور المائية نتيجة للمغالاة في سحب الماء إلى خسارة ما يقرب من 25 مليار متر مكعب من قدرة التخزين في الوادي الاوسط . إن الولايات المتحدة، تعاني اليوم من مشكلة نضوب مصادر المياه الجوفية بسبب الضخ الجائر، حيث يتم ضخ المياه لري أكثر من 4 ملايين هكتار، أي ما يعادل خمس المساحة المروية في البلاد،(7) و هذا المعدل يفوق سرعة تكوين المياه في باطن الأرض، و في القرن الماضي، أصبح نضوب المياه حادا و خاصة في تكساس و كاليفورنيا و كنساس و نبراسكا، ففي تكساس يهبط مستوى الماء الأرضي كل عام، و في الأجزاء الجنوبية من خزان اوجلالا(8). (Agallala)الذي يمتد جنوبي داكوتا الجنوبية، تم استنزاف كميات هائلة من المياه الجوفية. إن زيادة عدد السكان و توسع رقعة الأراضي الزراعية لإنتاج الغذاء، ناهيك عن التطور التكنولوجي، كل ذلك تسبب في تدهور نوعية المياه في الولايات المتحدة. و قد وضعت وكالة حماية البيئة(EPA) بالتعاون مع وكالات فدرالية أخرى، قانون المياه النقية ( Clean water act ) لحماية نوعية المياه، و تعمل الوكالات الفدرالية على تنمية البرامج الخاصة بالبيئة لمنع و تقليل و إنهاء تلوث المياه الجوفية(9). و في الهند، يواجه منسوب المياه الجوفية، و خاصة في إقليم البنجاب Punjab الذي يعد عصب الغذاء في البلاد انخفاضا سنويا، كما انخفض منسوب المياه في كوجارات Gujarat في 90% من أبار المياه الموضوعة تحت المراقبة و الملاحظة، و نفس الحال في ولاية تاميل نادو(10). Tamil nadu. و في الصين، حيث تعاني المياه الجوفية من انخفاض مستمر بشكل واضح، و أصبح يشكل خطرا على مخزون المياه الجوفية و خاصة داخل مدينة بكين و شمال الصين. و ليس بعيداً عن الصين، حيث جنوب شرق أسيا، حيث أدت الزيادة في طلب المياه في المدن الضخمة بما في ذلك مدينة بانكوك و مانيلا و جاكرتا إلى المبالغة في ضخ المياه الجوفية،و مع النقص في وجود مصادر بديلة سيزداد الضغط لتحويل المياه من الزراعة إلى هذه المناطق، و هذه النبرة نجدها في بحث ﻠ) دايفد سيكلر( David Seckler مدير المعهد الدولي لتنظيم الري في سريلانكا نشر عام 1996 ( إن صافي النمو في المساحة المروية في العالم قد أصبح سلبيا إلى حد كبير )(11). إن معدل النمو السكاني و التقدم العمراني و المدني و محدودية خزين المياه الجوفية، و التوسع الزراعي و الصناعي، كلها عوامل تدعو للقلق و تحفز للعمل على المحافظة على ذلك المخزون، وصولاً إلى تقليص الفجوة المائية التي تعاني منها معظم دول العالم(12).
______________________
1-صباح محمود محمد، عبد الأمير عباس، السياسة المائية التركية، مطبعة المتوسط، بيروت، 1998، ص47. انظر أيضا:
Ground water in the Easter Mediterranean and wester Asia, Natural resources/water, ser. No.9, (U.N. publication, sales No.E82_11.A.8) P.4
2- سالم الياس سليمان، الموارد المائية في حوض دجلة و الفرات، دراسة جغرافية، معهد الدراسات الآسيوية و الأفريقية، تشرين الاول،1988، ص76.
3- تستخدم الولايات المتحدة( Remote Sensing)الاستشعار عن بعد، ونعني به علم و فن استحصال المعلومات و القياسات لأجسام Objects أو لأهداف Targets بوساطة آلات التحسس Recording devices و بدون أي اتصال مادي بهذه الأجسام أو الأهداف. راجع: صباح محمد المحاويلي، مجلة علوم، ع51، 1990، ص54 وأيضا:
Richard Benson, Remote sensing and geophysical methods for evalution of subsurface conditions, ؛Lewis publishers,1991,P.143. وانظر أيضا إلى الخارطة رقم(4).
4-America encyclopedia, Microsoft Encarta 2003.
3 ساندرا بوستيل، الأمن الغذائي و صحة النظام البيئي و السياسات الجديدة تجاه الندرة، ترجمة شويكار زكي، الدار الدولية للنشر ط1، 1998، ص33.
5- لقد أدى السحب الجائر للمياه الجوفية إلى نشوب مشكلة حقيقية في أريزونا فأصدرت المحكمة العليا قرارا منعت فيه حفر أبار جديدة مما أدى إلى نشوب مشاكل تمثلت في اعتماد الرعاة على المياه فتضرر الكثير منهم فدفع ذلك بحاكم الولاية(Byle) بطلب المساعدة من الحكومة الاتحادية، American encyclopedia, op.cit,2003
6- ساندرا بوستيل، المصدر نفسه، ص33، وانظر إلى الخارطة رقم (5).
7- ساندرا بوستيل، حياة الزراعة ( التصدي للقيود ) ترجمة محمد ضياء، الدار الدولية للنشر، 1992، ص29.
8-Gabriel, W.J and Gottler,P.F, ground water resource development and protection consideration for the Agallala formation, Nebraska press,P.63. See also: Nails Gregg, water resource management, McCray-hillcompanies,inc.1996,pp.384-385
9- N.R. Lower, Vol XV11, No.4,1985,P.634. انظر الخارطة رقم (6) .
10-International cooperation, the development of water resource for agriculture. Caxton press 1970,( New Delhi) (India),P.150-151. See also: natural resources, water series No.22, and non-conventional water resources use in developing countries, U.N. Newyork,1987, P.418-419, Peter H. Geick and others, the world's water, the biennial report on fresh water resources, island press, 2004, P.83.
11-ساندرا بوستيل، مصدر سابق ص40
12-Esmaeil Khazaei, Rae Mackay, and James Sw. Warner, The effect of urbanization on ground water quantity and quality in the Zanedan aquifer, south east, Iran. Water international , June, 2004, vol2, No.2, PP.178-188.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|