أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
3574
التاريخ: 6-4-2016
3187
التاريخ: 6-4-2016
3183
التاريخ: 7-4-2016
2838
|
روى الخوارزمي أن معاوية سافر الى يثرب فرأى تكريم الناس وحفاوتهم بالإمام وإكبارهم له فساءه ذلك فاستدعا أبا الأسود الدؤلي والضحاك بن قيس الفهري فاستشارهم في أمر الحسن وأنه بما ذا يوصمه ليتخذ من ذلك وسيلة الى الحط من شأنه والتقليل من أهميته أمام الجماهير فأشار عليه أبو الأسود بالترك قائلا : رأي أمير المؤمنين أفضل وأرى ألا يفعل فان أمير المؤمنين لن يقول فيه قولا إلا أنزله سامعوه منه به حسدا ورفعوا به صعدا والحسن يا أمير المؤمنين معتدل شبابه أحضر ما هو كائن جوابه فأخاف أن يرد عليك كلامك بنوافذ تردع سهامك فيقرع بذلك ظنوبك ويبدي به عيوبك فاذن كلامك فيه صار له فضلا وعليك كلاّ إلا أن تكون تعرف له عيبا في أدب أو وقيعة في حسب وإنه لهو المهذب قد أصبح من صريح العرب فى عز لبابها وكريم محتدها وطيب عنصرها فلا تفعل يا أمير المؤمنين .
وقد أشار عليه أبو الأسود بالصواب ومنحه النصيحة فأي نقص أو عيب في الإمام حتى يوصمه به وهو المطهّر من كل رجس ونقص كما نطق بذلك الذكر الحكيم ولكن الضحاك بن قيس قد أشار على معاوية بعكس ذلك فحبذ له أن ينال من الإمام ويتطاول عليه قائلا : امض يا أمير المؤمنين فيه برأيك ولا تنصرف عنه بدائك فانك لو رميته بقوارص كلامك ومحكم جوابك لذل لك كما يذل البعير الشارف من الإبل ؛ واستجاب معاوية لرأي الضحاك فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم ذكر أمير المؤمنين وسيد المسلمين علي بن أبي طالب (عليها السلام) فانتقصه ثم قال : أيها الناس إن صبية من قريش ذوي سفه وطيش وتكدر من عيش أتعبتهم المقادير فاتخذ الشيطان رؤوسهم مقاعد وألسنتهم مبارد فباض وفرخ فى صدورهم ودرج في نحورهم فركب بهم الزلل وزين لهم الخطل وأعمى عليهم السبل وأرشدهم الى البغي والعدوان والزور والبهتان فهم له شركاء وهو لهم قرين ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا وكفى لهم مؤدبا والمستعان الله .
فوثب إليه الإمام الحسن مندفعا كالسيل رادا عليه افتراءه وأباطيله قائلا : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن ابن علي بن أبي طالب أنا ابن نبي الله أنا ابن من جعلت له الأرض مسجدا وطهورا أنا ابن السراج المنير أنا ابن البشير النذير أنا ابن خاتم النبيين وسيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين أنا ابن من بعث الى الجن والأنس أنا ابن من بعث رحمة للعالمين ؛ وشق على معاوية كلام الإمام فبادر الى قطعه قائلا : يا حسن عليك بصفة الرطب ؛ فقال (عليه السلام) : الريح تلقحه والحر ينضجه والليل يبرده ويطيبه على رغم أنفك يا معاوية ثم استرسل (عليه السلام) فى تعريف نفسه قائلا : أنا ابن مستجاب الدعوة أنا ابن الشفيع المطاع أنا ابن أول من ينفض رأسه من التراب ويقرع باب الجنة أنا ابن من قاتلت الملائكة معه ولم تقاتل مع نبي قبله أنا ابن من نصر على الأحزاب أنا ابن من ذلت له قريش رغما ؛ وغضب معاوية واندفع يصيح : أما انك تحدث نفسك بالخلافة ؛ فأجابه الإمام (عليه السلام) عمن هو أهل للخلافة قائلا : أما الخلافة فلمن عمل بكتاب الله وسنّة نبيه وليست الخلافة لمن خالف كتاب الله وعطّل السنّة إنما مثل ذلك مثل رجل أصاب ملكا فتمتع به وكأنه انقطع عنه وبقيت تبعاته عليه .
وراوغ معاوية وانحط كبرياؤه فقال : ما في قريش رجل إلا ولنا عنده نعم جزيلة ويد جميلة .
فردّ عليه الإمام قائلا : بلى من تعززت به بعد الذلة وتكثرت به بعد القلة .
فقال : من أولئك يا حسن؟ .
قال : من يلهيك عن معرفتهم ؛ ثم استمر (عليه السلام) في تعريف نفسه الى المجتمع فقال :
أنا ابن من ساد قريشا شابا وكهلا أنا ابن من ساد الورى كرما ونبلا أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالجود الصادق والفرع الباسق والفضل السابق أنا ابن من رضاه رضى الله وسخطه سخطه فهل لك أن تساميه يا معاوية؟ ؛ فقال معاوية : أقول لا تصديقا لقولك. فقال الحسن : الحق أبلج والباطل لجلج ولم يندم من ركب الحق وقد خاب من من ركب الباطل والحق يعرفه ذوو الألباب .
فقال معاوية على عادته من المراوغة : لا مرحبا بمن ساءك.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|