أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3050
التاريخ: 6-4-2016
2832
التاريخ: 6-4-2016
3429
التاريخ: 5-4-2016
3573
|
افترى بعض المؤرخين على الامام الحسن فزعم أنه كان عثماني الهوى وانه يكن له في دخائل نفسه أعمق الحب ومزيد الولاء والاخلاص وقد حزن عليه بعد مقتله حزنا بالغا وقد ذهب الى ذلك الدكتور طه حسين قال ما نصه : ولم يفارق الحسن حزنه على عثمان فكان عثمانيا بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة إلا انه لم يسل سيفا للثأر بعثمان لأنه لم ير ذلك حقا له وربما غلا في عثمانيته حتى قال لأبيه ذات يوم ما لا يحب , فقد روى الرواة أن عليا مر بابنه الحسن وهو يتوضأ فقال له : اسبغ الوضوء فاجابه الحسن بهذه الكلمة المرة : لقد قتلتم بالأمس رجلا كان يسبغ الوضوء , فلم يزد علي على ان قال : لقد اطال الله حزنك على عثمان .
إن السياسة التي انتهجها عثمان والاحداث الجسام التي صدرت منه لم تترك له أي حميم أو صديق في البلاد فقد سخط عليه عموم المسلمين وخافوه على دينهم فكانت عائشة تخرج ثوب رسول الله (صلى الله عليه واله) وتقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله لم يبل وعثمان قد أبلى سنته ونقم عليه حتى طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم ممن اغدق عليهم بالنعم والاموال ولم يعد له أي صديق أو مدافع عنه سوى بني أمية وآل ابي معيط وبعد هذه الكراهية الشاملة فى نفوس المسلمين لعثمان كيف يكون الامام الحسن الذي يحمل هدي جده الرسول عثمانيا بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة كما يقول طه حسين لقد كان الحسن من جملة الناقمين على عثمان والناكرين عليه لأنه رأى ما لاقاه أصحاب أبيه كأبي ذر وعمار وابن مسعود من الاضطهاد والارهاق وشاهد ما لاقاه أبوه بالذات من الاستهانة بحقه والاعتداء عليه حينما خرج لتوديع ابي ذر وبعد هذا كيف يكون الحسن عثمانيا او مغاليا في حبه له؟!!
وأي مظهر من مظاهر الكآبة والحزن بدت من الامام الحسن على عثمان بعد مقتله أفي قيامه بالدور البطولي في بعث الجماهير واخراجها الى ساحة الحرب في موقعة الجمل التي اثيرت للطلب بدم عثمان وقد كان معه في كثير من تلك المواقف عمار بن ياسر وكان ينال من عثمان ويتهمه في دينه ويقول فيه : قتلنا عثمان يوم قتلناه وهو كافر وكان الحسن يسنده ويدعم أقواله أو أنه ظهر منه الاسى على عثمان في حرب صفين الذي ثأر فيه معاوية للطلب بدم عثمان ففى أي موقف أظهر الامام حزنه وأساه على عثمان؟؟
وأما الرواية التي استند إليها الدكتور طه حسين لتدعيم قوله فقد رواها البلاذري عن المدائني الذي عرف بالنصب والعداء لأهل البيت وافتعال الروايات الحسنة في بني أميّة والغرض من وضع هذه الرواية أن يضفي على عثمان ثوب القداسة ويجعل له رصيدا من الحب في نفوس صلحاء المسلمين ومضافا لضعف سندها فيرد عليها بعض المؤاخذات وهي :
1 ـ إن الامام امير المؤمنين قد تلطف في خطابه مع ولده الحسن وبين له الحكم الشرعي ولم يواجهه بلاذع القول فما الذي دعا الحسن ان يقابله بتلك الكلمات المرة وهو وارث النبي (صلى الله عليه واله) وشبيهه في سمو أخلاقه وكريم طباعه .
2 ـ إن الامام الحسن كان من جملة المدافعين عن عثمان وكان ذلك بأمر من أبيه فكيف يتهمه بقتل عثمان؟
3 ـ إن الامام لم يكن له أي دخل في قتل عثمان ولا في التآمر عليه وإنما قتلته أعماله وأجهزت عليه الاحداث التي ارتكبها فكيف يتهم الحسن أباه بقتله؟
وبعد الاحاطة بما ذكرنا لا تبقى للرواية اي قيمة في سندها ولا في دلالتها والغريب من الدكتور أن يعتمد عليها ولا يمعن النظر فيها وفى امثالها من الروايات التي تعمد وضعها ذوو النزعات الاموية وأجراء السلطة .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|