المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في اليابان
2024-11-06
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06

غاز ثاني أكسيد الكبريت
30-10-2021
منهج الإسلام في علاج النشوز والوقاية منه
14-4-2021
مقاييس الحبّ
22-7-2016
بطلان بنود الإعفاء من المسؤولية العقدية
14-10-2021
مرض العـفن الرمادي في الطماطم
20-3-2016
بعد معركة بدر
17-5-2017


خولة الفزارية  
  
3763   01:15 صباحاً   التاريخ: 4-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2، ص460-462
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته /

خولة بنت منظور الفزارية من سيدات النساء في وفور عقلها وكمالها تزوج بها الإمام وفي ليلة اقترانه بها بات معها على سطح الدار فشدت خمارها برجله وشدت الطرف الآخر بخلخالها فلما استيقظ وجد ذلك فسألها عنه فقالت له معربة عن اخلاصها وحرصها على حياته : خشيت أن تقوم من وسن النوم فتسقط فأكون أشأم سخلة على العرب , فلما رأى ذلك منها أحبها وأقام عندها سبعة أيام وقد بقيت عنده حولا لم تتزين ولم تكتحل حتى رزقت منه السيد الجليل الحسن فتزينت حينئذ فدخل عليها الامام فرآها متزينة فقال لها :  ما هذا؟  فقالت له :  خفت أن أتزين وأتصنع فتقول النساء تجملت فلم تر عنده شيئا فأما وقد رزقت ولدا فلا أبالي وبقيت عنده إلى أن توفي (عليه السلام) فجزعت عليه جزعا شديدا فقال لها أبوها مسليا :

نبئت خولة أمس قد جزعت          من أن تنوب نوائب الدهر

لا تجزعي يا خول واصطبري      إن الكرام بنوا على الصبر

وذكرت السيدة زينب بنت علي العاملية في ترجمة خولة ما حاصله انها لما بلغت مبالغ النساء خطبها جملة من وجهاء قريش وأشرافهم فأمتنع أبوها من إجابتهم لأنهم ليسوا بأكفاء لها ثم انه طلق امها مليكة بنت خارجة فتزوجها من بعده طلحة بن عبيد الله وتزوج ابنه محمد بخولة فأولدت له ابراهيم وداود وأم القاسم وقتل زوجها محمد في واقعة الجمل فخطبها جماعة من الناس فجعلت أمرها بيد الحسن (عليه السلام) فتزوجها ولما نزح الإمام الى يثرب حملها معه فبلغ أباها ذلك فأقبل الى مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) وبيده راية فركزها في المسجد فلم يبق قيسي إلا وانضم تحتها وهو يهتف بقومه ويستنجد بهم على أخذ بنته من الامام فلما بلغه (عليه السلام) ذلك خلى سراحها فأخذها وخرج فجعلت خولة تتوسل به على ارجاعها وتندد بعمله وتذكر له فضل الامام فندم على فعله وقال لها : البثي هاهنا فان كان للرجل بك من حاجة سيلحق بك فلحقه الامام مع أخيه الحسين وعبد الله بن عباس فلما انتهوا إليه قابلهم بحفاوة وتكريم وأرجعها الى الامام وفي ذلك يقول جبير العبسي :

إن الندى في بني ذبيان قد علموا          والجود في آل منظور بن سيار

والماطرين بأيديهم ندى ديما                 وكل غيث من الوسمي مدرار

تزور جارتهم وهنا قواضبهم                      وما فتاهم لها سرا بزوار

ثم انها بقيت عند الإمام حتى أسنت ولما مات الإمام لم تتزوج من بعده , وقيل انها تزوجت بعبد الله بن الزبير ودخلت عليها النوار زوج الفرزدق مستشفعه بزوجها فأجابتها الى ذلك فكلمات عبد الله به فأجابها الى ذلك وفي هذا يقول الفرزدق :

أما بنوه فلم تقبل شفاعتهم            وشفعت بنت منظور بن زبانا

ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا      مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا

وعندي ان هذه القصة ضرب من الخيال ولا نصيب لها من الواقع وذلك لأن زواج الإمام بها من دون مراجعة أبيها أمر لا يتناسب مع كرامة الإمام ومحال أن يقدم عليه من دون مراجعته وأخذ رأيه فى ذلك ومضافا لهذا فانه من المستبعد عدم علم أبيها بقتل زوجها الأول في تلك المدة الطويلة من الزمن حتى تزوج بها الإمام ويبعده أيضا نزوحه الى يثرب واستنجاده بأسرته ليأخذ ابنته من الامام وقد كان يتطلب مصاهرة الأشراف ومناسبة العظماء فردّ جماعة من الأشراف الذين خطبوا ابنته لأنهم ليسوا أكفاء لها وبعد هذا فكيف لا يرضى بمصاهرة الامام له وهو من ألمع الشخصيات في العالم الإسلامى إنا لا نشك في افتعال ذلك وعدم صحته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.