المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

عبء اثبات نفقة الزوجة
2024-06-12
The fricatives
2024-04-20
يحيى بن سعدون بن تَمَّام بن محمد
14-08-2015
D-Dimensional Blackbody Cavity
25-8-2016
تعريف الخبر الصحفي في القرآن الكريم
20/10/2022
لو لم تذنبوا لأطاعتكم الوحوش
10-7-2017


زيد بن الحسن  
  
3100   09:36 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص405-408.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته /

فأما زيد بن الحسن فكان يلي صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله) و أسن و كان جليل القدر كريم الطبع زلف النفس كثير البر و مدحه الشعراء و قصده الناس من الآفاق لطلب فضله و ذكر أصحاب السيرة أنه لما ولي سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة أما بعد إذا قرأت كتابي هذا فاعزل زيدا عن صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله) و ادفعها إلى فلان رجل من قومه و أعنه على ما استعانك عليه و السلام فلما استخلف عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه كتب إلى عامله أما بعد فإن زيد بن الحسن شريف بني هاشم و ذو سنهم فإذا قرأت كتابي هذا فأردد إليه صدقات رسول الله ص و أعنه على ما استعانك عليه و السلام.

وفي زيد بن الحسن يقول محمد بن البشير الخارجي يمدحه.

إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة

                               نفى جدبها و اخضر بالنبت عودها

وزيد ربيع الناس في كل شتوة

                               إذا أخلفت أبراقها و رعودها

حمول لأشناق الديات كأنه

                              سراج الدجى قد قارنتها سعودها

ومات زيد بن الحسن (عليه السلام) و له تسعون سنة فرثاه جماعة من الشعراء و ذكروا مآثره و بكوا فضله فممن رثاه قدامة بن موسى بن عمرو الجمحي فقال:

فإن يك زيد غالت الأرض شخصه               فقد بان معروف هناك و جود

وإن يك أمسى رهن رمس فقد ثوى             به و هو محمود الفعال فقيد

سريع إلى المعتر يعلم أنه                        سيطلبه المعروف ثم يعود

و ليس بقوال و قد حط رحله                    لملتمس المعروف أين تريد

إذا قصر الوغد الدني نما به                     إلى المجد آباء له و جدود

مباذيل للمولى محاشيد للقرى                   وفي الروع عند النائبات أسود

إذا انتحل العز الطريف فإنه                      لهم إرث مجد ما يرام تليد

إذا مات منهم سيد قام سيد                       كريم يبني بعدهم و يشيد

في أمثال هذا و مات زيد و لم يدع الإمامة ولا ادعاها له مدع من الشيعة ولا غيرهم و ذلك لأن الشيعة رجلان إمامي وزيدي و الإمامي يعتمد في الإمامة النصوص وهي معدومة في ولد الحسن (عليه السلام) باتفاق و لم يدع ذلك أحد منهم لنفسه فيقع فيه ارتياب و الزيدي يراعي الإمامة بعد علي و الحسن و الحسين (عليه السلام) الدعوة و الجهاد و زيد بن الحسن رحمه الله كان مسالما لبني أمية و متقلدا من قبلهم الأعمال و كان رأيه التقية لأعدائه و التألف لهم و المداراة و هذا يضاد عند الزيدية علامات الإمامة كما حكيناه فأما الحشوية فإنها تدين بإمامة بني أمية و لا ترى لولد رسول الله (صلى الله عليه واله) إمامة على حال و المعتزلة لا ترى الإمامة إلا فيمن كان على رأيها في الاعتزال و من تولوهم العقد له بالشورى و الاختيار و زيد على ما قدمنا ذكره خارج عن هذه الأحوال و الخوارج لا ترى إمامة من تولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) و زيد كان متواليا أباه و جده بلا خلاف.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.