المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



حفلات الغناء و الرقص في يثرب  
  
3204   03:27 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص412.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016 2884
التاريخ: 2-4-2016 2836
التاريخ: 2-4-2016 3231
التاريخ: 2-4-2016 2718

كانت تقام في يثرب حفلات الغناء و الرقص و ربما كانت مختلطة بين‏ النساء و الرجال و لم توضع بينهما ستارة و روى ابو الفرج أن جميلة جلست يوما و لبست برنسا طويلا و ألبست من كان عندها برانس دون ذلك ثم قامت و رقصت و ضربت بالعود و على رأسها البرنس الطويل و على عاتقها بردة يمانية و على القوم أمثالها و قام ابن سريج يرقص و معبد و الغريدي و ابن عائشة و مالك و في يد كل منهما عود يضرب به على ضرب جميلة و رقصها فغنت و غنى القوم على غنائها ثم دعت بثياب مصبغة و دعت للقوم بمثل ذلك فلبسوا و تمشت و مشى القوم خلفها و غنت و غنوا بغنائها بصوت واحد و كانت عائشة بنت طلحة تقيم احتفالات مختلطة من الرجال و النساء و تغني فيها عزة الميلاء .

لقد تأثر المدنيون بالغناء بعد ما استولى على مشاعرهم و عواطفهم و قد نقل الرواة عن قاضي المدينة محمد بن عمران التيمي أنه استمع إلى جارية عنده تغني فأثر ذلك عليه فقام بلا وعي إلى نعله فعلقها في أذنه من شدة الطرب و حبا على ركبتيه و أخذ بطرف أذنه و النعل فيها و جعل يقول: أهدوني أنا بدنة أهدوني أنا بدنة .

و سمع ابن أبي ربيعة صوتا من جميلة فشق قميصه إلى أسفله فصار قباء و هو لا يدري‏  و بلغ من شدة تأثرهم بالغناء أن يزيد بن عبد الملك لما اشترى المغنية سلامة القس من مولاها بعشرين ألف دينار خرج أهل المدينة لتوديعها و قد ملأوا رحبة القصر فوقفت بينهم فغنتهم:

فارقوني و قد علمت يقينا                  ما لمن ذاق ميتة من إياب‏

و لم تزل تردد هذا الصوت و الناس وراءها ينتحبون و يبكون‏ و اشترى يزيد بن عبد الملك حبابة فجعلت تغني عنده و كان إلى جانبه الذي باعها و هو من أهل المدينة فعرض لحيته إلى شمعة فاحترقت و هو لم يحس بها من شدة الطرب‏ و قد نقل المؤرخون نوادر كثيرة عن شدة تأثر المدنيين بالغناء , و كانت يثرب تعج بالمغنيات و كن يقمن بدور فعال في تعليم الغناء للفتيات و الفتيان و نشر الغناء و اشاعة المجون و الفساد و من المؤسف حقا أن مدينة النبي (صلى الله عليه واله) صارت في العصر الأموي مركزا للحياة العابثة و كان من المؤمل أن تكون معهدا للثقافة الدينية و مصدرا للإشعاع الفكري و الحضاري في العالم العربي و الإسلامي إلّا أنّ الأمويين سلبوها هذه الظاهرة و أفقدوها زعامتها الدينية و السياسية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.