المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



معاوية  
  
2836   03:26 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص333-334.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016 2932
التاريخ: 2-4-2016 3289
التاريخ: 2-4-2016 2966
التاريخ: 2-4-2016 3072

البحث عن الملوك الذين عاصرهم الإمام زين العابدين (عليه السلام) فإنه أمر ضروري لأنه يكشف عن برامج السياسة العامة التي انتهجها أولئك الملوك و من المؤكد أن الحياة بجميع شعبها تتأثر و تتكيف بمجريات الأحداث السياسية كما لها التأثير المباشر على السلوك العام لكل مواطن حسب ما قرره علماء النفس.

أما الملوك الذين عاصرهم الإمام (عليه السلام) فكانوا من الأسرة الأموية الذين كانوا بحكم قوانين الوراثة و التربية من المحيين لأفكار الجاهلية و تقاليدها و من ثم فقد جهد الكثيرون منهم على قمع التطور الإسلامي و إماتة الوعي الديني بين المسلمين , و أول الملوك الذين عاصرهم الإمام زين العابدين (عليه السلام) هو معاوية بن أبي سفيان فقد كان الإمام في أيام حكمه في غضارة العمر و ريعان الشباب فشاهد تلك السياسة السوداء التي انتهجها معاوية تجاه أهل البيت (عليهم السلام) و شيعتهم و التي كان يرمي من ورائها إلى استئصال العترة الطاهرة و التصفية الجسدية لشيعتهم و المؤمنين بحقهم بالإضافة إلى ما نشره من الخوف و الارهاب في جميع انحاء العالم الإسلامي لإرغام المسلمين على الذل و العبودية ... .

أما أبوه أبو سفيان فقد كان من ألدّ أعداء النبي (صلى الله عليه واله) و من أكثرهم بغضا له فقد سخر هذا العجل الجاهلي جميع امكانياته لإخماد الدعوة الإسلامية و القضاء عليها في مهدها فأشعل فتيل الحرب و قاد الجيوش في واقعة بدر إلا أن اللّه تعالى نصر نبيه و أعز دينه و كتب الخيبة و الخسران لأبي سفيان الذي ولى منهزما يجر رداء الخيبة و قد منيت قواته بالاندحار و الهزيمة.

و أما أمه هند فقد ملئ قلبها الخبيث بالحقد و الكراهية للنبي العظيم (صلى الله عليه واله) و بعد الهزيمة الساحقة التي مني بها جيش أبي سفيان في واقعة بدر نخر الحزن قلبها على من فقدته من أسرتها فأخذت تحرض الصغير و الكبير و الرجل و المرأة على الطلب بالثأر و الاستعداد للحرب حتى كانت واقعة أحد التي انتصر فيها أبو سفيان فأدركت بذلك ثأرها فقد استشهد حمزة عم النبي (صلى الله عليه واله) و سبعون بطلا من أبطال الإسلام و كادت تنطوي بذلك رسالة الإسلام لو لا لطف اللّه و فضله فقد نجا النبي (صلى الله عليه واله) و ذلك بدفاع بطل الإسلام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عنه و وقايته له بنفسه , و رجع أبو سفيان إلى مكة منتصرا و معه هند و هي مثلوجة القلب قريرة العين قد مثلت بجثمان الشهيد العظيم حمزة و قد أدركت بذلك ثأرها و شفت أحقادها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.