نظريات المنظمة Organization Theories:

يمكن تقسيم النظريات التي عالجت المنظمة إلى خمسة نظريات رئيسية هي :

1- النظريات التقليدية Classical Organization

2- النظريات السلوكية Behavioral Organization

3- نظرية علم الإدارة Management Science

4- النظريات الموقفية Contingency Or Situational Organization

5- النظرية اليابانية في الإدارة Japanese Theory

- النظريات التقليدية The Classical Organization:

تشتمل النظريات التقليدية على اتجاهين فكريين هما:

أ- نظرية البيروقراطية Bureaucracy

ب- نظرية الإدارة العلمية Scientific Management.

أ- نظرية البيروقراطية Bureaucracy Organization:

مصطلح البيروقراطية اشتق من الكلمة الفرنسية بيرو (Bureau) الذي يعني المكتب، أما كلمة "قراطيه" فهي يونانية الأصل وتعني الحكم، وهي غالباً مـا تضـاف إلى كلمات أخرى كالديمقراطية، والأتوقراطية والتكنوقراطية.

فالبيروقراطية وفقاً لهذا المصطلح تعني "حكم المكتب". وهـي إحـدى الظـواهر التنظيمية في المجتمعات الصناعية التي أثارت النقاش بشـأن قدرتها على تحقيـق الأهداف الأساسية للمنظمة. وقد تعرضت لنقد شديد من قبل العديد من الباحثين

فيما يتعلق بجوانبها السلبية في قيادة المنظمة أو المؤسسة نحو تحقيق أهدافها.

ويعتبر العالم الألماني ماكس فيبر (1920 - 1864 Max Weber)، أول مـن استخدم وطور مفهوم البيروقراطية محـدداً مـن خلالها مواصفات المنظمة المثالية حيث اعتبرها "المنظمة البيروقراطية"، لقد استهدف فيبر من خلال هذا المصطلح، أن يوصف الجهاز الإداري البيروقراطي ويحدد في ضوء ذلك السمات التي ينبغي أن يتصف بها سلوك المنظمة البيروقراطية، ويعني مفهوم البيروقراطية لدى فيبر ذلك التنظيم الضخم في المجتمع السياسي المعقد والمتحضر الذي يوجـد لتحقيق أهـداف الدولة، وإخراج السياسة العامة إلى حيز الواقع، ووضعها موضع التنفيذ. أما بالنسبة (للبيروقراطيين) فهـم أولئك الأفراد العاملون في الإدارات الحكومية، الذين يتم اختيارهم للعمل بطرق غير وراثية، ويكونون فيما بينهم تنظيماً هرميا تحكمه قواعد معينة، وتحدد فيه الاختصاصات والواجبات والمسؤوليات.

لقد اعتبر فيبر المنظمة البيروقراطية من أفضل أشكال التنظيم الإداري، وأكثرهـا قدرة على تحقيق الأهداف الأساسية للمنظمة. هذا إلى جانب تمتعها بصفة العقلانية (Rationality) في معالجة المشكلات الإدارية، واعتمادهـا عـلى العمل المكتبي وأساليب التخصص الإداري، وقد افترض فيبر في المنظمة البيروقراطية صفات متعددة منها  الدقة، السرعة، الوضوح، الإلمام الكامل بالمتطلبات، انصياع المرؤوسين بشكل تام إلى المسؤول الإداري الأعلى، وتقليل الاحتكاك بالمستويات الإدارية المختلفة، وقد أراد فيبر مـن خـلال افتراضـاته، التوصل إلى نموذج عقلاني للمنظمة البيروقراطية، ينطلق أساسا من القيم الفكرية والنظريات التي سادت الوسط الإداري الذي تعمـل فيه المنظمات بشكل عام.

خصائص المنظمة البيروقراطية:

1- تحديد الاختصاصات الوظيفيـة بصـورة رسمية في إطار القواعد واللوائح المعتمدة، واعتماد الصيغ القانونية في إيضاح جوانب التخصص وتقسيم العمل.

2- توزيع المهام والنشاطات الإدارية على الموظفين بصورة رسمية وبأسلوب ثابت ومحدد لكل وظيفة.

3- تحويل السلطات لأفراد المنظمة كي يتم ضمان سير أنشطتها وأعمالها على أساس قواعد واضحة ومحددة، يتم من خلالها تحديد نطاق الإشراف لكل مسؤول إداري.

4- الفصل بين الأعمال الرسمية للموظف، وبين الأعمال الشخصية الخاصة به، التي يقوم بها في إطار علاقاته غير الرسمية، ثم الحد من أثر العلاقات الشخصية بين أعضاء المنظمة وسيادة العلاقات الرسمية بعيداً عن العاطفية والتحيز، وعـدم الموضوعية وإعطاؤها الدور الأساسي في البناء الهيكلي للمنظمة البيروقراطية.

5- تعتمد المنظمة البيروقراطية على التنظيم الهرمي (Hierarchy) واعتماد التقسيم الإداري على مستويات تنظيمية محددة بشكل دقيق وحاسم، حيث تشرف المستويات الإدارية العليا على المستويات الدنيا منها في التنظيم وفق التسلسل الهرمي للمنظمة.

6- تعتمد الإدارة البيروقراطية في إنتاجها الأسلوب الرسمي في التعامل مع الأفراد العاملين فيها. ويجب إصدار كافة الأوامر والتعليمات بشكل كتـابي والاحتفاظ بجميع الأوراق والمستندات الخاصة بالمؤسسة، ويتم حفظ هذه الوثائق بصورة يسهل معها تمشية أعمال المنظمة.

7- تعمل المنظمة البيروقراطية على تحقيق الأمـن الـوظيفي لأفرادهـا مـن خـلال نظام التقاعد، وزيادة الرواتب، والعمل على إيجاد إجـراءات ثابتة للترقية والتقدم المهني.

الانتقادات الموجهة إلى النظرية البيروقراطية:

تعرضت النظرية البيروقراطية إلى الكثير من الانتقادات مـن قبـل العديد من الباحثين حيث إن الوضع المثالي لهذه النظرية يواجهه العديد من المشاكل أثنـاء التطبيق العملي، ومن أهم الانتقادات التي وجهت لها:

1- إهمالها الفرد ومعاملته على أنه آلة وإغفالها لطبيعته الإنسانية والاجتماعية، الأمر الذي قد يؤدي إلى خفض كفاءة الأداء وبالتالي انخفاض الإنتاج في المنظمة.

2- اعتماد التنظيم البيروقراطي المتشدد على القواعد والإجراءات المتبعة لديهم يؤدي إلى نتائج غير متوقعة. حيث أن التزام أعضاء التنظيم وتقييدهم بالقواعد الرسمية يؤدي بشكل أوتوماتيكي إلى جمود في السلوك مـن شأنه أن يؤدي إلى بعض المشكلات بين العاملين في المنظمة أو المتعاملين معها.

3- التركيز على تطبيق مبدأ الرقابة والإشراف الدقيق قد يؤدي إلى زيادة احتمال محاولة الانحراف عن القواعد والتعليمات، وبالتالي إلى خلق المزيد من الرقابة والإشراف يعقبها المزيد من النتائج غير المتوقعة، وفي النهاية يؤدي ذلك إلى انخفاض الكفاءة.

4- يتجاهل التنظيم البيروقراطي الاعتبارات الخارجية والتغيرات البيئية التي تطرأ على البيئة التي تعمل فيها المنظمة والتي لا يمكن عزلها عن البيئة؛ لأن نجـاح المنظمة لا يعتمد فقط على العوامل الداخلية، بل يجب أن يتكيـف ويتفاعـل مع البيئة التي يعيش فيها.