مواضع قالوا فيها لحن : ( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ) (1) |
1535
05:55 مساءاً
التاريخ: 17-10-2014
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-04-2015
2659
التاريخ: 18-11-2014
2712
التاريخ: 27-04-2015
1927
التاريخ: 27-11-2014
1640
|
قال هاشم العربي : كان الصواب أنْ يقول : وكان قدّامهم... (2)
قلت : ما أقبح بالرجل لا عِلم له بالعربيّة وهو يتجرّأ في تخطئة أقدم وأقوم كلام عربي رصين ، القرآن أصحّ سند عتيد حَفِظ على العرب لغتَهم الأصيلة ، ولا تزال العرب تعرف أصالتها من القرآن وتَستلهم أساليب كلامها من تعابير القرآن ، هذا ما يبدو من العرب خضوعهم تجاه عظمة القرآن ، سواءٌ أكانوا ممّن آمنوا به وصدّقوه وحياً ـ وهم الأكثرية الساحقة ـ أم الذين بقوا على جاهليّتهم الأُولى وهم النَزر اليسير ، لكنّهم جميعاً بَخعوا أمام كبرياء هذا الكتاب وجبروت هذا الكلام .
فيا لصاحبنا المسكين يُخطّئ ويُصوّب فيما لا شأن له !
إنّ كلمة ( وراء ) في هكذا موارد من استعمالاتها يُراد بها : الكارثة الخطيرة التي تَتَعقّبهم في مسيرة الحياة ، والمعنى أنّهم سائرون لاهينَ ، وتلاحقهم داهيةٌ دَهماءٌ تسعى وراءهم للنيل منهم وهم غافلون عنها غير مبالين بها ، وهو مِن ألطف الكنايات .
وهذا كما في قوله تعالى : {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون : 100] ، { مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا } [الجاثية : 10] ، {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ } [إبراهيم : 16] ، {وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم : 17].
وهكذا جاء استعماله في الشعر الجاهلي ، قال لبيد :
أَلـيسَ ورائي إنْ تراختْ مَنيّتي لُزُوُمُ العَصا تُحنى عليها الأَصابعُ
وقال عبيد :
أَليسَ ورائي إن تراخت مَنيّتي أدبُّ مع الوِلدان أزحفُ كالنسرِ
وقال المرقش :
لـيسَ عـلى طولِ الحياة ندمٌ ومِن وراء المرء مالا يعلمُ (3)
قوله : أَليسَ ورائي ، أي أَليس يتعقبني لزوم العصا ؟ وهو تعبير كنائي عن الانتظار لهم في منتهى خطّ المسير ، فكان قول المفسّرين : أمامهم ، هو لازم المعنى ولم يُريدوا ترجمة اللفظة .
____________
(1) الكهف 18 : 79 .
(2) ملحق ترجمة كتاب الإسلام ، ص426 .
(3) راجع : الهدى إلى دين المصطفى ، ج1 ، ص352 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|