أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
4736
التاريخ: 16-3-2016
3365
التاريخ: 16-3-2016
3942
التاريخ: 16-3-2016
3289
|
لما انتهى موكب الإمام الى البيضة القى (عليه السلام) خطابا على الحر واصحابه وقد أدلى بدوافعه في الثورة على يزيد ودعا القوم إلى نصرته وقد قال بعد حمد اللّه والثناء عليه :
أيها الناس إن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم اللّه ناكثا لعهد اللّه مخالفا لسنة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يعمل في عباد اللّه بالاثم والعدوان فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقا على اللّه أن يدخله مدخله.
الا ان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفىء واحلوا حرام اللّه وحرموا حلاله وأنا احق ممن غيّر وقد اتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم ببيعتكم انكم لا تسلموني ولا تخذلوني فان اقمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم وانا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) نفسي مع انفسكم واهلي مع اهليكم ولكم في اسوة وان لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبي واخي وابن عمي مسلم فالمغرور من اغتر بكم فحظكم اخطأتم ونصيبكم ضيعتم ومن نكث فانما ينكث على نفسه وسيغني اللّه عنكم والسلام
وحفل هذا الخطاب المشرق بكثير من النقاط المهمة وهي :
اولا ـ انه انما اعلن الثورة على حكومة يزيد استجابة للواجب الديني الذي كان يقضي عليه فان الاسلام لا يقر السلطان الجائر ويلزم بمناهضته ومن لم يستجب للجهاد يكون مشاركا لما يقترفه من الجور والظلم.
ثانيا ـ انه ندد بالأمويين وشجب سياستهم القائمة على طاعة الشيطان ومعصية الرحمن واظهار الفساد وتعطيل حدود اللّه والاستئثار بالفيء وتحليل الحرام وتحريم الحلال.
ثالثا ـ ان الامام احق وأولى من غيره بالقيام بتغيير الأوضاع الراهنة التي تنذر بالخطر على الاسلام فانه (عليه السلام) المسئول الأول عن القيام باعباء هذه المهمة.
رابعا ـ انه (عليه السلام) عرض لهم انه اذا تقلد شئون الحكم فسيجعل نفسه مع انفسهم واهله مع اهاليهم. من دون أن يكون له أي امتياز عليهم.
خامسا ـ انهم اذا نكثوا بيعتهم ونقضوا عهودهم التي اعطوها له فانه ليس بغريب عليهم فقد غدروا من قبل بابيه واخيه وابن عمه وقد أخطئوا بذلك حظهم وحرموا نفوسهم السعادة.
لقد وضع الامام بهذا الخطاب النقاط على الحروف : وفتح لهم منافذ النور ودعاهم الى الاصلاح الشامل الذي ينعمون في ظلاله.
ولما سمع الحر خطابه اقبل عليه فقال له : إني اذكرك اللّه في نفسك فاني أشهد لئن قاتلت لتقتلن وانبرى الامام قائلا له :
ابالموت تخوفني وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني وما ادري ما أقول : لك؟!! ولكني اقول : كما قال اخو الأوس لابن عمه وهو يريد نصرة رسول اللّه اين تذهب فانك مقتول؟ فقال له :
سأمضي وما بالموت عار على الفتى
اذا ما نوى حقا وجاهد مسلما
وآسى الرجال الصالحين بنفسه
وخالف مثبورا وفارق مجرما
فان مت لم اندم وان عشت لم الم
كفى بك عارا ان تذل وترغما
ولما سمع الحر ذلك تنحى عنه وعرف أنه مصمم على الموت وعازم على التضحية في سبيل غايته الهادفة إلى الاصلاح الشامل.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|