المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

النجيل البلدي (المسطحات المستديمة التي تتحمل الجو الدافئ)
2024-08-18
يوسف عليه السلام شريك لزليخا في قصد المعصية
11-12-2015
التخدير العام General anaesthesia
11-1-2022
The Nonclassical Carbocation Hypothesis
14-9-2018
بنغازي المدينة الحديثة
29-1-2016
الحروف العاملة عمل ليس
23-12-2014


هزيمة الأمويين  
  
3320   11:22 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص440-442.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2015 3563
التاريخ: 3-04-2015 3756
التاريخ: 22-11-2017 3311
التاريخ: 5-04-2015 3281

كان من أوليات ما احرزه الامام من الانتصارات الرائعة هزيمته للامويين فقد نسفت تضحيته جميع الأسس والقواعد التي اقامها معاوية لتوطيد الملك في آل أبي سفيان يقول بعض الكتاب : ان ما بناه معاوية لابنه يزيد في اعوام هدمه الحسين في أيام ونظر الناس الى الخليفة نظرة الافن والاستهتار فنفر المسلمون من سياسته ولصوق هذا بدولتهم ووسمه الواسمون بسمات الخديعة والمكر والظلم والجور وذلك كله بفضل هدي الحسين وحسن سمته وما رسمه من سياسة حكيمة في الوقوف أمام ظلمهم وما اختطه من خطة قويمة في دفع عنتهم وبغيهم وما أبداه في حركاته من حزم وايثار .

لقد أطاح الامام بنهضته المباركة بتلك الرؤوس التي نفخها الكبر واثقلها الغرور واعماها الطيش يقول السيد مير علي الهندي : إن مذبحة كربلاء قد هزت العالم الاسلامي هزا عنيفا مما ساعد على تقويض دعائم الدولة الأموية .

أما مظاهر الهزيمة الأموية بعد قتل الامام (عليه السلام) فهي :

أ ـ تجريدهم من الواقع الاسلامي : لقد عملت مجزرة كربلاء الرهيبة على تجريد الأمويين من الاطار الاسلامي وأثبتت أنهم على وثنيتهم وجاهليتهم فان ما جرى على آل الرسول (صلى الله عليه واله) من الابادة الشاملة بعد أن حرمت عليهم القيادة العسكرية الماء وما جرى على ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) من التمثيل بعد القتل وسبي حرائر النبوة وعقائل الوحي يطاف بهن من بلد الى بلد وهن بحالة تقشعر منها الأبدان ليظهروا قهر آل النبي (صلى الله عليه واله) وابداء التشفي منهم أمام الرأي العام وما تمثل به يزيد من الشعر الذي انكر فيه نبوة الرسول (صلى الله عليه واله) وانه انما أباد عترته طلبا بثأر من قتل من الأمويين في واقعة بدر كل ذلك قد جرد الأمويين من كل نزعة اسلامية ودلل على مروقهم من الدين.

ب ـ شيوع النقمة والانكار عليهم : وكان من مظاهر الهزيمة الساحقة التي مني بها الأمويون شيوع النقمة والانكار عليهم في جميع الاوساط فقد تعالت موجات عارمة من الانكار على يزيد حتى من عائلته واسرته وقد فزع من ذلك كأشد ما يكون الفزع وندم على ما اقترفه وساءت العلاقة بينه وبين ابن مرجانة فيما بقول المؤرخون.

ه‍ ـ تحول الخلافة عن بني أمية : وهزمت ثورة الامام الحكم الاموي ونسفت جميع معالمه وجعلته يعيش في ثورات متلاحقة قامت بها الشيعة وغيرهم حتى انهار صرح ذلك الحكم الأسود بقيام الدولة العباسية .

ودللت ثورة أبي الشهداء (عليه السلام) على الواقع المشرق لأهل البيت وكشفت للعالم الاسلامي الطاقات الهائلة التي يملكونها من الثبات على الحق والصمود أمام الأحداث وتبني القضايا المصيرية للأمة مما جعلت جمهرة المسلمين يكنون لهم أعظم الود وخالص الحب والولاء.

لقد اظهرت كارثة كربلاء للعيان أن أهل البيت هم المثل الأعلى للقيادة الروحية والزمنية لهذه الأمة وانهم الرواد للحق والعدل في الأرض.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.