المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

المبيدات الحشرية (مبيد دلتامثرين Deltamethrin 2.5%EC)
29-9-2016
مرض جدري الطيور
18-4-2016
مضمون قاعدة « الغرور »
10-2-2022
معنى كلمة حبر
24-4-2022
مفلح بن الحسن بن رشيد
11-8-2016
المأمون ومذهب الاعتزال
19-05-2015


اعلان انتصار الطف في دمشق  
  
3532   10:28 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص445-446
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016 4142
التاريخ: 2024-08-22 274
التاريخ: 1-11-2017 3349
التاريخ: 19-3-2016 3251

أمر يزيد بدار تتصل بداره ليسكن فيها السبايا (عليهم صلوات الله وسلامه ) وكانوا مدة مقامهم بالشام ينوحون على الحسين (عليه السلام) ثم أنه نصب الرأس بدمشق ثلاثة أيام فيما ذكره الباغندي وغيره .

وعن ابن لهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن قال لقيني رأس الجالوت فقال والله إن بيني وبين داود لسبعين أبا وإن اليهود تلقاني فتعظمني وأنتم ليس بين ابن نبيكم وبينه إلا أب واحد قتلتم ولده .

وعن زين العابدين (عليه السلام) قال لما أتي برأس الحسين (عليه السلام) إلى يزيد كان يتخذ مجالس الشرب ويأتي برأس الحسين (عليه السلام) ويضعه بين يديه ويشرب عليه ؛ وخرج زين العابدين (عليه السلام) يوما يمشي في أسواق دمشق فاستقبله المنهال بن عمرو فقال له كيف أمسيت يا ابن رسول الله قال أمسينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم يا منهال أمست العرب تفتخر على العجم بان محمدا عربي وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بان محمدا منها وأمسينا معشر أهل بيته ونحن مغصوبون مقتولون مشردون إنا لله وإنا إليه راجعون مما أمسينا فيه يا منهال (اه) ولله در مهيار حيث قال :

يعظمون له أعواد منبره * وتحت أرجلهم أولاده وضعوا

بأي حكم بنوه يتبعونكم * وفخركم أنكم صحب له تبع

وأمر يزيد بمنبر وخطيب وأمر الخطيب أن يصعد المنبر فيذم الحسين وأباه (صلى الله عليه وآله) فصعد الخطيب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم بالغ في ذم أمير المؤمنين والحسين الشهيد وأطنب في مدح معاوية ويزيد فذكرهما بكل جميل فصاح به علي بن الحسين (عليه السلام) ويلك أيها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار .

ودعا يزيد بعلي بن الحسين وعمرو بن الحسين (عليه السلام) وكان عمرو غلاما صغيرا يقال إن عمره إحدى عشرة سنة فقال له أ تصارع هذا يعني ابنه خالدا فقال له عمرو : ولكن اعطني سكينا واعطه سكينا ثم أقاتله فقال يزيد : شنشنة أعرفها من أخزم هل تلد الحية إلا حية .

و كان يزيد وعد علي بن الحسين يوم دخولهم عليه أن يقضي له ثلاث حاجات فقال له أذكر حاجاتك الثلاث اللاتي وعدتك بقضائهن فقال له : الأولى ان تريني وجه سيدي ومولاي وأبي الحسين فأتزود منه وانظر إليه وأودعه ؛ والثانية ان ترد علينا ما أخذ منا ؛ والثالثة إن كنت عزمت على قتلي أن توجه مع هؤلاء النساء من يردهن إلى حرم جدهن (صلى الله عليه وآله) فقال أما وجه أبيك فلن تراه أبدا وأما قتلك فقد عفوت عنك وأما النساء فما يردهن غيرك إلى المدينة وأما ما أخذ منكم فانا أعوضكم عنه أضعاف قيمته فقال (عليه السلام) : أما مالك فلا نريده وهو موفر عليك وإنما طلبت منك ما أخذ منا لان فيه مغزل فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) ومقنعتها وقلادتها وقميصها ، فامر برد ذلك وزاد فيه من عنده مائتي دينار فاخذها زين العابدين وفرقها في الفقراء والمساكين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.