المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

مستويات الاتصال
26-12-2020
القتال في القرآن الكريم
4-3-2019
الشيخ محمد ابن الميرزا محمد الهمذاني
4-2-2018
الخبرة
29-1-2016
كن واعيا لصوتك الداخلي
19-5-2022
Phagemid
26-7-2019


ثورة المختار  
  
3725   12:19 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص202-204.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

ثار المختار بن أبي عبيد الثقفي عام ستة وستين هجرية في العراق ليطلب بثأر الحسين من قاتليه، وكان قد اعتقل من قبل ابن زياد حينما دخل مسلم بن عقيل الكوفة وناصره وتعاون معه وأُطلق سراحه بشفاعة عبد اللّه بن عمر، زوج أُخته لدى يزيد بعد واقعة عاشوراء، وكان عبد اللّه بن الزبير في تلك الفترة قد ادّعى خلافة المسلمين لنفسه في مكة فانطلق المختار نحوه وانضم إليه.

وحينما بلغ المختار سنة أربع وستين هجرية وبعد خمسة أشهر من وفاة يزيد انّ أهل العراق مستعدين للثورة على الأمويين وعدم رغبتهم في دولة عبد اللّه بن الزبير انطلق باتجاه الكوفة وبدأ تحركاته.

سبب فشل ابن الزبير في العراق

ولأجل أن نعرف السبب في التفاف العراقيين حول ابن الزبير في البداية ثمّ تخلّيهم عنه وإجابتهم لدعوة المختار بعد ذلك يجب أن ننتبه إلى أنّ المجتمع العراقي آنذاك كان يطالب بأمرين:

1. الإصلاحات الاجتماعية وحماية الموالي، وهم المسلمون غير العرب الذين اضطهدوا وظلموا في عهد الحكم الأموي.

2. الثأر لبني هاشم من الأمويين.

فبايع أهل العراق ابن الزبير على أصل تحقيق هذين الأمرين لهم، لأنّه كما كان عدواً للأمويين كان يتظاهر بالصلاح والزهد والرغبة عن الدنيا، غير انّه قد ثبت فعلاً انّ حكم ابن الزبير لا يختلف عن الحكم الأموي كثيراً.

صحيح انّه خلّص العراق من سيطرة الأمويين غير انّه أبقى على المجرمين والقتلة الخطيرين، أمثال الشمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي وعمرو بن الحجاج الذين كان لهم دور بارز في مأساة كربلاء و قتل الحسين، بل فعل أكثر من ذلك فقد قرّبهم إلى سلطته، كما أنّه لم يحقق أمنية العراقيين في تطبيق العدالة أيضاً، لأنّ الموالي كانوا على حالهم من الحرمان كما كانوا في عهد الحكم الأموي، وكانت السيطرة والإمكانيات محصورة في يد رؤساء القبائل وشيوخها، ولذلك تخلّى العراقيون عنه و التفوا حول المختار، إذ لم يحقّق ابن الزبير أهدافهم المنشودة.

ربط المختار دعوته بمحمد بن الحنفية بن أمير المؤمنين وبدا انّه أرسل من قبله ممّا جعل الناس يطمأنّون إلى حركته، وجعل شعاره: يا لثارات الحسين، فبعث ذلك الأمل في العراقيين لتحقيق أهدافهم.

وقد دافع المختار عن الموالي بعد استلامه السلطة، و خطا خطوات في ضمان حقوقهم الاجتماعية، فأثار ذلك وجهاء ورؤساء القبائل العربية ضدّه، فأخذوا يشكّلون الاجتماعات ويخطّطون للنيل منه واستعدوا وبمساندة قوات عبد اللّه بن الزبير لمحاربته، وقد كان قتلة الحسين في مقدمة هؤلاء، وكفى هذا الأمر وحده في جعل الثوريين أكثر صموداً ومضياً في الوصول إلى النصر.

فاقتفى المختار أثر قتلة الإمام الحسين بإمعان، وقضى عليهم وقتلهم شر قتلة، حتى قتل منهم مائتين وثمانين شخصاً في يوم واحد، وهدم دور بعض قادتهم المجرمين الذين لاذوا بالفرار وكان من بينها دار محمد بن الأشعث فقد هدمها و بنى بلبنها وطينها دار حجر بن عدي الشهيد الكندي وصاحب علي المخلص الذي هدم داره زياد بن أبيه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.