المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



يوسف عليه السلام شريك لزليخا في قصد المعصية  
  
8216   01:37 مساءاً   التاريخ: 11-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج7 , ص95-98.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / شبهات وردود /

نواجه بعض الآيات في شأن النبي يوسف عليه السلام التي تبدو لأوّل وهلة غير منسجمه مع منزلة عصمته، من أهمّها ما جاء في القرآن الكريم : {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف : 24]

إذ يتصوّر القارى‏ء في البداية أنّ هذه الآية تجعل من يوسف شريكاً لزليخا في قصد المعصية.

الجواب :

يكفي التمعّن في نصّ هذه الآية لرفع هذا الالتباس، لأنّ القرآن يقول : {لَوْلَا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ} ومفهوم هذا الكلام هو بالضبط أنّه لم يقصد المعصية لأنّه رأى برهان ربّه.

ما هو المراد بهذا البرهان؟ (علماً أنّ البرهان يعني كلّ دليل قوي ومحكم يتبنّى بيان الحقيقة وإيضاحها، وهو مأخوذ من مادّة «بره» التي تعني : إبيضّ).

للمفسّرين هنا احتمالات متعدّدة، أفضلها هو القول : إنّ المراد من برهان الربّ، هو اطّلاعه على أسماء اللَّه تعالى وصفاته وكونه تعالى عالماً قادراً سميعاً بصيراً.

أو بعبارة اخرى : المراد بالبرهان هو الإمدادات الإلهيّة، والتأييدات الربّانية التي تسرع لنجدة المؤمنين والمتّقين في اللحظات الحرجة والمصيرية، إذ تمدّهم بالقوّة أمام جنود الشيطان ووساوس النفس.

الدليل على هذا الكلام هو ما جاء في آخر الآية حيث يقول تعالى : {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الُمخْلَصِينَ}.

يتّضح من هذا الكلام أنّ عباد اللَّه المخلصين مشمولون بالألطاف والعنايات الإلهيّة الخاصّة، في مثل هذه اللحظات الحسّاسة، والتي هي في الواقع ثمن إيمانهم الخالص وأعمالهم الطاهرة.

وهنا نقل بعض الغافلين خرافات تحت عنوان «الروايات» لا تكاد تخرج عن حدّ الإسرائيليات، وذهبوا بيوسف ظلماً إلى‏ حافّة الهاوية والإقدام على ذلك العمل الفاحش إلى‏ أنّ منعه جبرئيل من هذا العمل بضربه على صدره! أو رؤيته لشبح أبيه يعقوب وهو يعضّ على يديه لهذا العمل!.

وهذا كلام لا علاقة له بالقرآن مطلقاً، وخرافات لا تستحقّ الإجابة عنها، وذيل الآية التي تعتبره من عباد اللَّه المخلصين خير دليل على بطلان مثل هذه الإحتمالات القبيحة، وذلك طبقاً لآيات القرآن التي تصرح بأن لا سبيل للشيطان إلى‏ عباد اللَّه المخلصين.

أما الاشكال الثاني الذي اثير حول يوسف عليه السلام ومقام عصمته فهو ما ورد في الآية السبعين من سورة يوسف عليه السلام، والتي جاء فيها أنّه حينما شدّ رحال اخوته وضع السقاية، أي الاناء الذي يشرب فيه أو المكيال الذي يكيل فيه في رحل أخيه، ثمّ أذّن مؤذّن : {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِى رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}.

(يوسف/ 70)

فهل يجوز أن يقوم الإنسان بعمل ما، ويتّهم بريئاً وخاصّة إذا كان ذلك البري‏ء أخاه؟

وهل يعقل أنّ المؤذّن قد نسب هذه النسبة (نسبة السرقة) إلى‏ اخوة يوسف بدون علم يوسف، واطّلاعه؟ ولماذا رضي النبي المعصوم باتّهام الأبرياء بمثل هذه التهمة؟! وحاولوا أحياناً توسيع دائرة الإشكال فقالوا : لماذا لم يكشف يوسف عليه السلام النقاب عمّا جرى له بسرعة ليطّلع اخوته على حقيقة الأمر وليوصلوا خبر حياته وعظمة مكانته إلى‏ أبيه الشيخ؟، ليطمئن ويتخلّص من ألم الفراق الذي أضناه كثيراً، فهل أنّ مثل هذا التصرّف يتناسب مع الوضع الذي كان يعيشه ذلك الأب المسنّ؟ ثمّ ما هي عقوبة السارق في ذلك الزمن ليبقى أخو يوسف عندهم كرهينة بتهمة السرقة؟ هل كان هذا حكماً إلهيّاً، أم سنّة أهل مصر الخرافية؟ لو كانت سنّة أهل مصر، فلماذا وافق يوسف على تطبيق هذا الحكم الجائر بحقّ أخيه؟

الجواب :

من الممكن العثور على أجوبة هذه الأسئلة بشكل واضح، من خلال الآيات الواردة في سورة يوسف وقرائن اخرى.

أوّلًا : يبدو حسب الظاهر أنّ هذا الأمر قد تمّ بموافقة «بنيامين نفسه» (الأخ الأصغر ليوسف)، إذ إنّ آيات هذه السورة تشهد كاملًا على أنّ يوسف قد عرّف نفسه لبنيامين قبل ذلك، فعلم بنيامين أنّ هذه الخطّة قد وضعها يوسف للإحتفاظ به عنده فوافق على هذه الخطة.

ثانياً : إنّ القائل : «إنّكم لسارقون» مجهول؟ غاية ما نعرفه عنه أنّه كان من حاشية يوسف عليه السلام، وحينما وجدوا الوعاء المخصوص داخل متاع أحد اخوة يوسف تيقّنوا من كونه هو السارق، وبديهي أنّ ارتكاب عمل ما من قبل أحد الأفراد في مجموعة واحدة، يُعرِّض كلّ أعضاء تلك المجموعة لخطاب : إنّكم قمتم بهذا العمل.

على أيّة حال فهذا الكلام والتشخيص إنّما يتعلّق بحاشية يوسف ولا علاقة له به، بل الشي‏ء الوحيد الذي قام به يوسف هو وضع الوعاء في رحل أخيه لإثارة ذلك الإتّهام، الذي كان السبب وراء خلاص وراحة أخيه الذي وافق على ذلك، كما تقدّم.

ثالثاً : هذا المخطّط بمجموعه سواء فيما يتعلّق بالأخوة أو الأب، كان إتماماً لاختبار إلهي لهم، وبعبارة اخرى كان يوسف طبقاً للأمر الإلهي الذي تلقّاه عن طريق الوحي سبباً لاختبار مقاومة يعقوب مقابل فقد ولده الثاني الذي كان ولهاناً بحبّه، ولتتمّ من خلال ذلك دائرة تكامله ومكافأته وثوابه، كما تمّ هنا وضع الاخوّة ثانية في بودقة الاختبار، لمعرفة مدى استعدادهم للوفاء بالعهد الذي عقدوه مع أبيهم في عدم ترك «بنيامين» وحيداً؟

وليُعرف من جهة اخرى الأشخاص الذين قالوا : {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}. (يوسف/ 77)

وأراد اخوته من هذا الكلام يوسف عليه السلام.

الخلاصة : إنّ قصّة يوسف عليه السلام مليئة بالإختبارات، سواء فيما يتعلّق بيوسف، أو أبيه، أو اخوته، وفي الآية أدناه إشارة إلى‏ هذا القول :

{كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِى دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}. (يوسف/ 76)

كما أنّ هذا التعبير يكشف النقاب عن السؤال الأخير أيضاً ويجيب عنه، وهو أنّ تطبيق خطّة «عبودية السارق» كان أمراً إلهيّاً إلى‏ يوسف (لإكمال الامتحان المذكور) في خصوص هذا المورد «تأمّل جيّداً»، وبناءً على هذا فلا نجد في البين إشكالًا يمكن توجيهه إلى‏ هذا النبي العظيم فيما يتعلّق بمنزلة العصمة.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .