أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-01-2015
3426
التاريخ: 9-5-2016
5724
التاريخ: 3-9-2017
3090
التاريخ: 21-4-2022
1449
|
ذكر المؤرّخون هذا الحادث الخطير بشيء كثير مِن التحفّظ فلمْ يكشفوا النقاب عن أبعاده والذي نراه في كثير مِن الترجيح أنّ المؤامرة لمْ تكن مقتصرة على الخوارج وإنّما كان للحزب الاُموي ضلع كبير فيها والذي يدعم ذلك ما يلي :
1 ـ أنّ أبا الأسود الدؤلي ألقى تبعة مقتل الإمام (عليه السّلام) على بني اُميّة وذلك في مقطوعته التي رثا بها الإمام (عليه السّلام) فقد جاء فيها :
ألا أبلغ معاويةَ بنَ حربٍ فلا قرّت عيونُ الشامتينا
أفي شهر الصيامِ فجعتمونا بخيرِ الناس طُرّاً أجمعينا
قتلتُمْ خيرَ مَنْ ركب المطايا ورحّلها ومَنْ ركب السفينا
ومعنى هذه الأبيات أنّ معاوية هو الذي فجع المسلمين بقتل الإمام (عليه السّلام) الذي هو خير الناس فهو مسؤول عن إراقة دمه ؛ ومِن الطبيعي أنّ أبا الأسود لمْ ينسب هذه الجريمة لمعاوية إلاّ بعد التأكد منها فقد كان الرجل متحرّجاً أشدّ التحرّج فيما يقول.
2 ـ أنّ القاضي نعمان المصري وهو مِن المؤرّخين القُدامى قد ذكر قولاً في أنّ معاوية هو الذي دسّ ابن ملجم لاغتيال الإمام (عليه السّلام) قال ما نصه : وقيل : إنّ معاوية عامَلَه ـ أي عامل ابن ملجم ـ على ذلك - أي على اغتيال الإمام (عليه السّلام) ـ ودسّ إليه فيه وجعل له مالاً عليه.
3 ـ وممّا يؤكد اشتراك الحزب الاُموي في المؤامرة هو أنّ الأشعث بن قيس قد ساند ابن ملجم ورافقه أثناء عملية الاغتيال فقد قال له : النجا فقد فضحك الصبح ؛ ولمّا سمعه حِجْر بن عدي صاح به : قتلته يا أعور! وكان الأشعث مِن أقوى العناصر المؤيدة للحزب الاُموي فهو الذي أرغم الإمام (عليه السّلام) على قبول التحكيم وهدّد الإمام (عليه السّلام) بالقتل قبل قتله بزمان قليل كما كان عيناً لمعاوية بالكوفة.
إنّ المؤامرة ـ كما يقول الرواة ـ قد أُحيطت بكثير مِن السرّ والكتمان فما الذي أوجب فهم الأشعث ودعمه لها لولا الإيعاز إليه مِن الخارج؟!
4 ـ إنّ مؤتمر الخوارج قد انعقد في مكة أيّام موسم الحجّ وهي حافلة ـ مِن دون شك ـ بالكثيرين مِن أعضاء الحزب الاُموي الذين نزحوا إلى مكة لإشاعة الكراهية والنقمة على حكومة الإمام (عليه السّلام) وأغلب الظنّ أنّهم تعرّفوا على الخوارج الذين كانوا مِن أعدى الناس للإمام (عليه السّلام) فقاموا بالدعم الكامل لهم على اغتيال الإمام (عليه السّلام).
وممّا يساعد على ذلك أنّ الخوارج بعد انقضاء الموسم أقاموا بمكة إلى رجب فاعتمروا في البيت ثمّ نزحوا إلى تنفيذ مخططهم فمِن المحتمل أنْ يكونوا في طيلة هذه المدّة على اتصال دائم مع الحزب الاُموي وسائر الأحزاب الاُخرى المناهضة لحكم الإمام (عليه السّلام).
5 ـ والذي يدعو إلى الاطمئنان في أنّ الحزب الاُموي كان له الضلع الكبير في هذه المؤامرة هو أنّ ابن ملجم كان معلّماً للقرآن ، وكان يأخذ رزقه مِن بيت المال ولمْ تكن عنده أيّة سعة مالية فمِنْ أين له الأموال التي اشترى بها سيفه ـ الذي اغتال به الإمام (عليه السّلام) ـ بألف وسمّه بألف؟! ومِنْ أين له الأموال التي أعطاها مهراً لقطام وهو ثلاثة آلاف وعبد وقَينة؟! كلّ ذلك يدعو إلى الظنّ أنّه تلقّى دعماً مالياً مِن الاُمويِّين إزاء قيامه باغتيال الإمام (عليه السّلام).
6 ـ وممّا يؤكد أنّ ابن ملجم كان عميلاً للحزب الاُموي هو أنّه كان على اتصال وثيق بعمرو بن العاص وزميلاً له منذ عهدٍ بعيدٍ ؛ فإنّه لمّا فتح ابن العاص مصر كان ابن ملجم معه وكان أثيراً عنده فقد أمره بالنزول بالقرب منه .
وأكبر الظنّ أنّه أحاط ابن العاص علماً بما اتفق عليه مع زميليه مِن عملية الاغتيال له وللإمام (عليه السّلام) ومعاوية ؛ ولذا لمْ يخرج ابن العاص إلى الصلاة وإنّما استناب غيره فلم تكن نجاته وليدة مصادفة وإنّما جاءت وليدة مؤامرة حيكت اُصولها مع ابن العاص ؛ هذه بعض الاُمور التي توجب الظنّ باشتراك الحزب الاُموي في تدبير المؤامرة ودعمها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|