أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-24
1151
التاريخ: 2024-06-05
724
التاريخ: 2023-11-21
1355
التاريخ: 14-06-2015
2175
|
1 ـ وبالإسناد الصّحيح عن المخزوم بن هلال المخزومي (1) ، عن أبيه ـ وقد أتى عليه مائة وخمسون سنة ـ قال : لمّا كانت اللّيلة الّتي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه واله ارتجس أيوان كسرى ، فسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، غاضت بحيرة ساوة ، ورأى المؤبذان في النّوم إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجله فانتشرت بلادها.
فلمّا أصبح كسرى ، راعه ذلك وأفزعه ، وتصبّر عليه تشجّعاً ، ثمّ رأى أن لا يدّخر ذلك عن أوليائه ووزرائه ومرازبه ، فجمعهم وأخبرهم بما هاله ، فبينما هم كذلك إذا أتاهم بخمود نار فارس فقال المؤبذان : وأنا رأيت رؤيا ، وقصّ رؤياه في الإبل ، فقال : أيّ شيء يكون هذا يا مؤبذان؟ قال : حدث يكون من ناحية العرب.
فكتب عند ذلك كسرى إلى النّعمان بن المنذر ملك العرب : أمّا بعد فوجّه إليّ برجل عالم بما اُريد أن أسأله عنه. فوجّه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن نفيلة الغساني (2) ، فلمّا قدم عليه أخبره ما رآى ، فقال : علم ذلك عند خال (3) لي يسكن مشارق السام يقول له : سطيح ، فقال : اذهب إليه ، فاسأله وأتني بتأويل ما عنده ، فنهض عبد المسيح حتّى قدم على سطيح وقد أشفى على الموت ، فسلّم عليه فلم يحر جواباً.
ثم قال : عبد المسيح على جمل مشيخ أتى إلى سطيح ، وقد أوفى على الضّريح بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الأيوان وخمود النّيران ورؤيا المؤبذان : رآى إبلا صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها.
فقال يا عبد المسيح إذا كثرت التّلاوة ، وظهر صاحب الهراوة ، وفاض وادي السّماوة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ، فليس الشّام لسطيح شاماً ، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشّرفات ، وكلمّا هم آت آت.
ثم قضى سطيح مكانه ، فنهض عبد المسيح ، وقدم على كسرى وأخبره بما قال سطيح ، فقال : إلى أن يملك منّا أربعة عشر ملكاً كانت أمور ، فملك منهم عشرة في أربع سنين والباقون إلى إمارة عثمان (4).
2 ـ وذكر ابن بابويه في كتاب كمال الدّين : أنّ في الإنجيل : إنّي أنا الله لا إله إلا أنا الدّائم الّذي لا أزول ، صدّقوا النّبيّ الاُميّ صاحب الجمل والمدرعة ، الاكحل العينين ، الواضح الخدّين ، في وجهه نور كاللّؤلؤ وريح المسك ينفخ منه ، لم ير قبله مثله ولا بعده طيّب الرّيح ، نكّاح النّساء ، ذو النّسل القليل ، إنّما نسله من مباركة ، لها بيت في الجنّة لا صخب فيه ولا نصب ، يكفلها في آخر الزّمان كما كفّل زكريّا اُمّك ، لها فرخان مستشهدان كلامه القرآن ودينه الإسلام وأنا السّلام ، طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيّامه وسمع كلامه.
فقال عيسى عليه السلام : يا ربّي وما طوبى؟
قال : شجرة في الجنّة ، أنا غرستها بيدي ، تظلّ الأخيار ، أصلها من رضوان ، ماؤها من تسنيم ، بردها برد الكافور ، وطعمه طعم الزّنجبيل ، من يشرب من تلك العين شربة لم يظمأ بعدها أبداً.
فقال عيسى عليه السلام : اللّهمّ اسقني منها. قال : حرام هي يا عيسى أن يشرب أحدٌ من النّبيّين منها حتّى يشرب النبيّ الاُميّ ، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتّى تشرب أمّة ذلك النبيّ ، أرفعك إليّ ثمّ أهبطك آخر الزّمان ، فترى من أمّة ذلك النّبيّ العجائب ، ولتعينهم على اللّعين الدّجال ، أهبطك في وقت الصّلاة لتصلّي معهم ، إنّهم اُمّة مرحومة (5).
3 ـ وبإسناده عن ابن بابويه ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن داود بن علي اليعقوبي ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : أتى رسول الله صلى الله عليه واله يهودي يقال له : سبحت فقال : يا محمّد أسألك عن ربّك ، فان أجبتني عمّا أسألك عنه أتّبعتك وإلاّ رجعت ، فقال صلى الله عليه واله : سل عمّا شئت فقال : أين ربّك؟ قال : هو في كلّ مكان ، وليس هو في شيء من المكان بمحدود ، قال : فكيف هو؟ قال : فكيف أصف ربّي بالكيف والكيف مخلوق والله لا يوصف بخلقه ، قال : فمن أين يعلم أنّك نبيّ؟ قال : ما بقي حجر ولا مدر ولا غير ذلك إلاّ قال بلسان عربيّ مبين : يا سبحت إنّه رسول الله ، فقال سبحت : تالله ما رأيت كاليوم ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحجه لا شريك له ، وأنّك رسول الله (6).
4 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارابي (7) ، حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح القسري ، حدّثنا أحمد بن جعفر العسلي بقهستان ، حدّثنا أحمد بن عليّ العلي ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي الخزاعي ، حدّثنا عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه : قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : من الّذي حضر سبحت اليهودي الفارسي ، وهو يكلّم رسول الله صلى الله عليه واله؟ فقال القوم : ما حضر منا أحدٌ.
فقال علي عليه السلام : لكنّي كنت معه صلى الله عليه واله وقد جاءه سبحت ، وكان رجلاً من ملوك فارس وكان ذرباً ، فقال : يا محمد أين الله؟ قال : هو في كلّ مكان ، وربّنا لا يوصف بمكان ولا يزول ، بل لم يزل بلا مكان ولا يزال ، قال : يا محمد إنّك لتصف ربّاً عليماً عظيماً بلا كيف فكيف لي أن أعلم أنّه أرسلك؟ فلم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر ولا مدر ولا جبل ولا شجر إلاّ قال مكانه : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ، وقلت له أيضاً : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسوله ، فقال : يا محمد : من هذا؟ قال : هو خير أهلي ، وأقرب الخلق منّي ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وروحه من روحي ، وهو الوزير منّي في حياتي ، والخليفة بعد وفاتي ، كما كان هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، فاسمع له وأطع ، فإنّه على الحق ، ثمّ سمّاه عبدالله (8).
5 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمد عبدالله بن حامد ، حدّثنا بن محمد بن الحسن ، حدّثنا محمد بن يحيى أبو صالح ، حدّثنا اللّيث ، حدّثنا يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة أنّ جابر بن عبدالله قال : كنّا عند رسول الله عليه وآله بمرّ الظّهران يرعى الكباش وأنّ رسول الله قال : عليكم بالأسود منه فانّه أطيبه ، قالوا : نرعي الغنم؟ قال : نعم ، وهل نبيّ إلاّ رعاها (9).
6 ـ وعنه ، عن أبيه ، حدّثنا محمد بن يحيى العطّار ، حدّثنا محمد بن أحمد ، عن أحمد بن محمد ، عن يوسف بن حاتم ، عن رجل من ولد عمّار يقال له : أبو لؤلؤة سمّاه عن آبائه قال : قال عمّار رضي الله عنه : كنت أرعى غنيمة أهي ، وكان محمد صلى الله عليه واله يرعى أيضاً ، فقلت : يا محمد هل لك في فخ (10)؟ فانّي تركتها روضة برق (11) ، قال : نعم فجئتها من الغد وقد سبقني محمد صلى الله عليه واله وهو قائم يذود غنمه عن الرّوضة ، قال : إنّي كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك (12).
7ـ وبإسناده عن سعد بن عبدالله ، حدّثنا عليّ بن حمّاد البغدادي ، عن بشر بن عباد المريسي ، حدّثنا يوسف (13) بن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبي حنيفة ، عن عبد الرّحمن السّلماني ، عن حبش بن المعتمر ، عن علي صلى الله عليه واله قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه واله فوجّهني إلى اليمن لأصلح بينهم ، فقلت : يا رسول الله إنّهم قوم كثير ولهم سنّ وأنا شابّ حدث ، فقال : يا عليّ إذا صرت بأعلى عقبة أفيق ، فناد بأعلى صوتك : يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله يقرئكم السلام ، قال : فذهبت فلمّا صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن فإذا هم بأسرهم يقبلون نحوي شاهرون سلاحهم مستوون أسنّتهم متنكّبون قسيّهم فناديت بأعلى صوتي : يا شجر يا مدريا ثرى ، محمد رسول الله يقرئكم السلام قال : فلم يبق شجر ولا مدر ولا ثرى إلاّ ارتج بصوت واحد : وعلى محمد رسول الله السّلام ، فاضطربت قوائم القوم ، وارتعدت ركبهم ، ووقع السّلاح من أيديهم ، وأقبلوا إليّ مسرعين ، فأصلحت بينهم وانصرفت (14).
8 ـ وعنه عن عليّ (15) بن أحمد بن موسى ، حدّثنا محمد بن أبي عبدالله الوفي ، حدّثنا موسى بن عمران النّخعي ، حدّثنا إبراهيم بن الحكم ، عن عمرو بن جبير ، عن أبيه ، عن الباقر عليه السلام قال : بعث النّبيّ صلى الله عليه واله عليّاً إلى اليمن ، فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن فنفح رجلاً فقتله ، فأخذه أولياؤه ورفعوه إلى عليّ ، فأقام صاحب الفرس البيّنة أنّ الفرس انفلت من داره فنفح (16) الرجل برجله ، فأبطل عليّ عليه السلام دم الرّجل ، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النّبيّ صلّآ الله عليه وآله يشكون علياً فيما حكم عليهم فقالوا : إن عليّاً ظلمنا وأبطل دم صاحبنا فقال : رسول الله صلى الله عليه واله إنّ عليّاً عليه السلام ليس بظلاّم ولم يخلق عليّ للظّلم ، وإنّ الولاية من بعدي لعليّ ، والحكم حكمه ، والقول قوله ، لا يرد حكمه وقوله وولايته إلاّ كافر ، ولا يرضى بحكمه وولايته إلا مؤمن ، فلمّا سمع الناس قول رسول الله صلى الله عليه واله قالوا : يا رسول الله رضينا بقول عليّ عليه السلام وحكمه ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : هو توبتكم ممّا قلتم (17).
9 ـ وعنه ، عن ابيه ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، حدّثنا محمد بن عبد الجبار ، حدّثنا جعفر بن محمد الكوفي ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لمّا أنتهى رسول الله صلى الله عليه واله إلى الرّكن الغربي فجازه فقال له الرّكن : يا رسول الله ألست قعيداً من قواعد بيت ربّك فما بالي لا اُستلم؟ فدنا منه رسول الله صلى الله عليه واله فقال له : اسكن عليك السّلام غير مهجور ودخل حائطاً ، فنادته العراجين من كلّ جانب :
السلام عليك يا رسول الله ، وكلّ واحد منها يقول : خذ منّي فأكل ودنا من العجوة فسجدت ، فقال : اللّهم بارك عليها وانفع بها ، فمن ثمّ روي أنّ العجوة من الجنّة.
وقال صلى الله عليه واله : إنّي لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث ، إنّي لأعرفه الآن ، ولم يكن صلى الله عليه واله [ يمر ] في طريق يتبعه أحد إلاّ عرف أنّه سلكه من طيب عرقه ، ولم يكن يمرّ بحجر ولا شجر إلاّ سجد له (18).
10 ـ وقال سعد (19) : حدّثنا الحسن بن الخشاب ، عن عليّ بن حسان بن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم قاعداً إذ مرّ به بعير فبرك بين يديه ورغا ، فقال عمر : يا رسول الله أيسجد لك هذا الجمل؟ فان سجد لك فنحن أحقّ أن نفعل فقال : لابل اسجدوا لله والله أنّ هذا الجمل يشكو اربابه ويزعم أنّهم أنتجوه صغيراً واعتملوه فلمّا كبر وصار أعون كبيراً ضعيفاً ارادوا نحره ولو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.
ثم قال أبو عبدالله عليه السلام : ثلاثة من البهائم أنطقهنّ الله تعالى على عهد النبيّ صلى الله عليه واله : الجمل وكلامه الّذي سمعت.
والذّئب فجاء إلى النّبيّ فشكا إليه الجوع فدعا رسول الله صلى الله عليه واله أصحاب الغنم فقال : افرضوا للذّئب شيئاً ، فشحّوا فذهب ثمّ عاد إليه الثّانية ، فشكا الجوع فدعاهم ، فشحّوا ثمّ جاء الثّالثة فشكا الجوع فدعاهم ، فشحّوا فقال رسول الله صلى الله عليه واله : اختلس ولو إنّ رسول الله صلى الله عليه واله فرض للذّئب شيئاً ما زاد الذّئب عليه شيئاً حتّى تقوم السّاعة.
وأمّا البقرة فانّها آذنت بالنّبي صلى الله عليه واله ودلّت عليه ، وكانت في نخل لبني سالم من الأنصار ، فقالت : يا آل ذريح عمل نجيح صائح يصيح بلسان عربيّ ، فصيح ، بأن لا إله إلاّ الله ربّ العالمين ، ومحمد رسول الله سيّد النّبيّين ، وعليّ وصيّه سيّد الوصيّين (20).
11 ـ وقال الصادق عليه السلام : إنّ الذّئاب جاءت إلى النّبيّ تطلب أرزاقها ، فقال لأصحاب الغنم : إن شئتم صالحتها على شيء تخرجوه إليها ، ولا ترزأ من أموالكم شيئاً ، وإن شئتم تركتموها تعدو وعليكم حفظ أموالكم ، قالوا : بل نتركها كما هي تصيب منّا ما أصابت ونمنعها ما استطعنا (21).
12 ـ وقال سعد : حدّثنا عليّ بن محمد الحجّال ، حدّثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان ن عن أبي الجارود ، عن ثابت ، عن جابر (22) قال : كنّا عند النّبيّ صلى الله عليه واله إذ اقبل بعير حتّى برك بين يديه ورغا وسالت دموعه ، فقال : لمن هذا البعير؟ قالوا : لفلان ، قال : هاتوه ، فجاء فقال له : إنّ بعيركم هذا زعم أنّه ربّا صغيركم وكدّ على كبيرهم ، ثمّ أردتم أن تنحروه فقالوا : يا رسول الله لنا وليمة فأردنا أن ننحره ، قال : فدعوه لي فتركوه فأعتقه رسول الله صلى الله عليه واله وكان يأتي دور الأنصار مثل السائل يشرف على الحجر ، وكان العواتق يجبينّ له العطف حتّى يجيء عتيق رسول الله صلى الله عليه واله فسمن حتّى تضايق فامتلأ جلده (23).
13 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمد بن القاسم الاستر آبادي ، حدّثنا يوسف بن محمد بن زياد ، عن أبيه ، عن الحسن بن عليّ عليهما السلام في قوله تعالى جلّت عظمته : {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة : 74]. قال : يقال الله يبست من الخير قلوبكم معاشر اليهود في زمان موسى صلوات الله عليه ، ومن الآيات والمعجزات الّتي شاهدتموها من محمد صلى الله عليه واله فهي كالحجارة اليابسة لا ترشح برطوبة ، أي : أنّكم لا حقّ لله تؤدّون ولا مكروباً تغيثون ولا بشيء من الإنسانيّة تهاشرون وتعاملون أو أشدّ قسوة أبهم على السّامعين ولم يبيّن لهم ، كما يقول القائل : أكلت خبزاً أو لحماً ، وهو لا يريد به أنّي لا أدري ما أكلت بل يريد به أن يبهم على السّامعين حتّى لا يعلم ماذا أكل وان كان يعلم أنّه قد أكل أيّهما {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ} [البقرة : 74] فيجيء بالخير والغيارث لبني آدم ، وأنّ منها أي : من الحجارة ما يشّقق فيقطر منه الماء دون الأنهار ، وقلوبكم لا يجيء منها الكثير من الخير ولا القليل ، ومن الحجارة إن أسم عليها باسم الله تهبط ، وليس في قلوبكم شيء منه.
فقالوا : يا محمد : زعمت أنّ الحجارة ألين من قلوبنا وهذه الجبال بحضرتنا ، فاستشهدها على تصديقك فان نطقت بتصديقك فأنت المحق ، فخرجوا إلى أوعر جبل ، فقالوا : استشهده. فقال رسول الله صلى الله عليه واله : أسألك بجاه محمد وآله الطّيّبين الّذين بذكر أسمائهم خفّف الله العرش على كواهل ثمانية من ملائكته بعد أن لم يقدروا على تحريكه ، فتحرّك الجبل وفاض الماء ، ونادى أشهد أنّك رسول ربّ العالمين ، وأنّ هؤلاء اليهود كما وصفت أقسى من الحجارة.
فقالت اليهود : أعلينا تلبّس؟ أجلست أصحابك خلف هذا الجبل ينطقون بمثل هذا ، فإن كنت صادقاً فتنحّ من موضعك هذا إلى ذلك القرار ، ومر هذا الجبل يسير إليك ، ومره أن يتقطع نصفين ترتفع السّفلى وتنخفض العليا ، فأشار صلى الله عليه واله إلى حجر فتدحرج ، ثمّ قال لمخاطبه : خذه وقرّبه ، فسيعيد عليك ما سمعت ، فانّ هذا من ذلك الجبل ، فأخذه الرّجل فأدناه إلى اُذنه فنطق الحجر مثل ما نطق به الجبل قال : فأتني بما اقترحت.
فتباعد رسول الله صلى الله عليه واله إلى فضاء واسع. ثم نادى أيّها الجبل بحق محمد وآله الطّيّبين لمّا اقتلعت من مكانك باذن الله تعالى وجئت إلى حضرتي ، فنزل الجبل وصار كالفرس الهملاج (24) ونادى ها أنا سامع ومطيع مرني ، فقال : هؤلاء اقترحوا عليّ أن آمرك أن تتقطع من أصلك فتصير نصفين ، ثمّ ينحط أعلاك ويرتفع أسفلك. فتقطع نصفين وارتفع
أسفله وصار فرعه أصله.
ثمّ نادى الجبل معاشر اليهود أهذا الّذي ترون دون معجزات موسى عليه السلام؟ الّذي تزعمون أنّكم به تؤمنون ، فقال رجال منهم : هذا رجل مبخوت تتأتي له العجائب ، فنادى الجبل يا أعداء الله أبطلتم بما تقولون نبوّة موسى ، هلاّ قلتم لموسى : إنّ وقوف الجبل فوقهم كالظّلة؟ لأنّ جدّك يأتيك بالعجائب. ولزمتهم الحجّة وما أسلموا (25).
14 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو سعيد محمد بن الفضل ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدّثنا عليّ بن سلمة اللّيفي ، حدّثنا محمد بن إسماعيل يعني ابن فديك ، حدّثنا محمد بن موسى بن أبي عبدالله ، عن عون بن محمد بن عليّ بن أبي طالب ، عن اُمّه اُمّ جعفر ، عن جدّتها أسماء بنت عميس قالت : كنّا مع رسول الله صلى الله عليه واله في غزوة حنين ، فبعث عليّاً عليه السلام في حاجة ، فرجع وقد صلّى رسول الله العصر ولم يصلّ عليّ ، فوضع رأسه في حجر عليّ حتّى غربت الشّمس ، فلمّا استيقظ قال عليّ : إنّي لم أكن صلّيت العصر ، فقال النّبي صلى الله عليه واله : اللّهمّ إنّ عبدك عليّ حبس نفسه على نبيّك فردّ له الشّمس ، فطلعت الشّمس حتّى ارتفعت على الحيطان والأرض حتّى صلّى أمير المؤمنين عليه السلام ، ثمّ غربت الشّمس ، فقالت أسماء : وذلك بالصّهباء في غزوة حنين ، وأنّ عليّاً لعلّه صلّى إيماءاً قبل ذلك أيضاً (26).
فقال حسان بن ثابت :
إنّ علـي بـن أبـي طـالب ردّت عليه الشّمس فـي المغرب
ردّت عليه الشّمس في ضوئها عصراً كأنّ الشّمس لم تغرب (27)
15 ـ وبإسناده عن سعد بن عبدالله ، حدّثنا موسى بن جعفر البغدادي ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدّق بن صدقة ، عن عمّار السّاباطي ، قال : دخلت أنا وأبو عبدالله الصّادق مسجد الفضيح ، فقال لي : يا عمّار ترى هذه الوهدة؟ قلت : نعم ، قال : كانت امرأة جعفر بن أبي طالب الّتي خلّف عليها أمير المؤمنين عليه السلام قاعدة في هذا الموضع ومعها ابنتها من جعفر ، فبكت فقالت لها ابنتها : ما يبكيك يا اُمّاه؟ قالت : بكيت لأمير المؤمنين إذ وضع رسول الله صلى الله عليه واله فقال يا عليّ : ما صليت صلاة العصر ، فقال : كرهت أن اُؤذيك فاُحرّك رأسك عن فخذي ، فرفع رسول الله صلى الله عليه واله يديه وقال : اللّهمّ ردّ الشّمس إلى وقتها حتّى يصلّي عليّ ، فرجعت الشّمس حتّى صلّى العصر ، ثمّ انقضت انقضاض الكواكب (28).
16 ـ وعن اسماء بنت عميس قالت : لمّا ردّت الشّمس على عليّ باصّهباء ، قال النبيّ صلى الله عليه واله : أما أنها سترّدُ لك بعدي حجة على أهل خلافك (29).
17 ـ وقال سعد بن عبدالله : حدّثنا أحمد بن محمد عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن عبدالله القزويني ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي بصير ، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري ، عن أمّ المقدام الثّقفيّة قالت : قال لي جويريّة بن مسهر : قطعنا مع أمير المؤمنين عليه السلام جسر الفرات في وقت العصر ، فقال : هذه أرض لا ينبغي لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أن يصلّي فيها ، فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ ، فتقرّق النّاس يمنة ويسرة يصلّون ، وقلت : أنا لا اُصلّي حتّى اُصلّي معه ، فسرنا وجعلت الشّمس تسفل ، وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتّى وجبت الشمس وقطعنا الأرض ، فقال : يا جويريّة أذّن ، فقلت : يقول : أذّن وقد غابت الشّمس ، قال : أذّن فأذّنت ، ثمّ قال لي : أقم فأقمت ، فلمّا قلت : قد قامت الصّلاة ، رأيت شفتيه يتحركان وسمعت كلاماً كأنّه كلام العبرانيّة ، فارتفعت الشّمس حتّى صارت في مثل وقتها في العصر فصلّى ، فلمّا انصرفنا هوت إلى مكانها ، قلت : أشهد أنّك وصيّ رسول الله صلى الله عليه واله (30).
18 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن علي بن موسى الدّقاق ، حدّثنا أحمد بن جعفر ابن نصر الجمّال ، حدّثنا عمر بن خلاّد ، عن الحسين بن علي ، عن أبي قتادة (31) الحرّاني ، حدّثنا جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، عن زاذان ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لمّا فتح رسول الله صلى الله عليه واله مكة رفع الهجرة وقال : لا هجرة بعد الفتح ، وقال لعليّ عليه السلام : إذا كان غداً فكلّم الشّمس في مطلعها حتى تعرف كرامتك على الله تعالى ، فلمّا اصبحنا قمنا فجاء عليّ إلى الشمس حين طلعت ، فقال : السّلام عليك أيّها العبد المطيع لربّه ، قالت الشمس : وعليك السّلام يا أخا رسول الله وصيّه إبشر فانّ ربّ العزّة يقرؤك السّلام ويقول : إبضر فإنّ ذلك ولمحبّيك وشيعتك مالا عين رأت ولا اُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فخرّ عليّ عليه السلام ساجداً لله ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ارفع رأسك ، فقد باهى الله عزّ وجلّ بك الملائكة (32).
19 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمد عبدالله بن حامد ، حدّثنا ابو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر ، حدّثنا الحسين بن إسحاق الدّقاق العسكري ، حدّثنا عمر بن خالد ، حدّثنا عمر بن راشد ، عن عبدالرّحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، قال : كان رسول الله يوماً جالساً فاطّلع عليه عليّ عليه السلام مع جماعة ، فلمّا رآهم تبسّم ، قال : جئتموني تسألوني عن شيء إن شئتم أعلمتكم بما جئتم وإن شئتم فاسألوني ، فقالوا بل تخبرنا يا رسول الله قال : جئتم تسألونني عن الصّنايع لمن تحقّ ، فلا ينبغي أن يصنع إلاّ لذي حسب أو دين ، وجئتم تسألونني عن جهاد المرأة فانّ جهاد المرأة حسن التّبعل لزوجها وجئتم تسألونني عن الأرزاق من أين ، أبى الله أن يرزق عبده إلاّ من حيث لا يعلم فانّ العبد إذا لم يعلم وجه رزقه كثر دعاؤه (33).
20 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمد عبدالله بن حامد (34) ، حدّثنا أبوبكر محمد بن جعفر ، حدّثنا عبدالله بن أحمد بن إبراهيم العبدي ، حدّثنا عمر بن حصين الباهلي ، حدّثنا عمر بن مسلم العبدي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زياد ، عن مسلم بن يسار قال : قال أبو عقبة الأنصاري ، كنت في خدمة رسول الله صلى الله عليه واله فجاء نفر من اليهود ، فقالوا لي : استأذن لنا على محمّد. فأخبرته فدخلوا عليه ، فقالوا : أخبرنا عمّا جئنا نسالك عنه ، قال : جئتموني تسألوني عن ذي القرنين ، قالوا : نعم ، فقال : كان غلاماً من أهل الرّوم ناصحاً الله عزّ وجلّ فأحبّه الله ، وملك الارض فسار حتّى أتى مغرب الشّمس ، ثمّ سار إلى مطلعها ، ثم سار إلى جبل يأجوج ومأجوج ، فبنى فيها السّد ، قالوا : نشهد أنّ هذا شأنه ، وأنّه لفي التّوراة (35).
21 ـ وبإسناده عن ابن عباس رضي الله عنه قال : دخل أبو سفيان على النّبيّ صلى الله عليه واله يوماً ، فقال : يا رسول الله اريد أن أسألك عن شيء فقال صلى الله عليه واله : إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني؟ قال : افعل ، قال : أردت أن تسأل عن مبلغ عمري فقال : نعم يا رسول الله فقال : إنّي أعيش ثلاثاً وستّين سنّة ، فقال : أشهد أنّك صادق ، فقال صلى الله عليه واله : بلسانك دون قلبك (36).
قال : ابن عبّاس والله ما كان إلاّ منافقاً ، قال : ولقد كنّا في محفل فيه أبو سفيان وقد كفّ بصره وفينا عليّ عليه السلام فأذّن المؤذن ، فلمّا قال : أشهد أنّ محمّداً رسول الله صلى الله عليه واله قال أبو سفيان : ها هنا من يحتشم؟ قال واحد من القوم : لا فقال : لله درّ أخي بني هاشم انظروا أين وضع أسمه ، فقال عليّ عليه السلام أسخن الله عينيك يا ابا سفيان ، الله فعل ذلك بقوله عزّ من قائل : {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } [الشرح : 4] فقال أبو سفيان : أسخن الله عين من قال لي : ليس ها هنا من يحتشم (37).
22 ـ وبإسناده عن ابن عباس رضي الله عنه أنّه سئل عن قوله تعالى : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه واله حتّى صار بنصفين ونظر إليه النّاس وأعرض أكثرهم ، فأنزل الله تعالى جلّ ذكره : {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: 2]. فقال المشركون : سحر القمر ، سحر القمر (38).
23 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمد بن حامد (39) ، حدّثنا أبو بكر محمد بن جعفر الطّبراني ، حدّثنا علي بن حرب الموصلي ، حدّثنا محمد بن حجر ، عن عمّه سعيد ، عن أبيه ، عن اُمّه ، عن وائل بن حجر ، قال : جاءنا ظهور النبيّ صلى الله عليه واله وأنا في ملك عظيم وطاعة من قومي ، فرفضت ذلك وآثرت الله ورسوله ، وقدمت على رسول الله صلى الله عليه واله ، فأخبرني أصحابه أنّه بشرهم قبل قدومي بثلاث ، فقال : هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت راغباً في الإسلام طائعاً بقيّة أبناء الملوك ، فقلت : يا رسول الله أتانا ظهورك وأنا في ملك ، فمنّ الله عليّ أن رفضت ذلك وآثرت الله ورسوله ودينه راغباً فيه ، فقال صلى الله عليه واله : صدقت اللّهم بارك في وائل وفي ولده وولد ولده (40).
24 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد ، حدّثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي ، حدّثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي ، حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن قطرب بن عليف ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرّحمن بن سابط ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : كنت ذات يوم عن د النّبي صلى الله عليه واله إذ أقبل أعرابي على ناقة له فسلّم ، ثمّ قال : أيّكم محمّد؟ فأومي إلى رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال : يا محمد أخبرني عمّا في بطن ناقتي حتّى أعلم أنّ الّذي جئت به حق واُؤمن بإلهك وأتّبعك ، فالتفت النّبيّ صلى الله عليه واله فقال : حبيبي عليّ يدلّك.
فأخذ علي بخطام النّاقة ، ثمّ مسح يده على نحرها ، ثم رفع طرفه إلى السماء وقال اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وأهل بيت محمد ، وبأسمائك الحسنى ، وبكلماتك التّامات لمّا أنطقت هذه النّاقة حتّى تخبرنا بما في بطنها ، فإذا النّاقة قد التفت إلى عليّ عليه السلام وهي تقول : يا أمير المؤمنين أنّه ركبني يوماً وهو يريد زيارة ابن عم له ، وواقعني فانا حامل منه ، فقال الإعرابي : ويحكم النّبيّ هذا أم هذا؟ فقيل : هذا النبيّ وهذا أخوه وابن عمّه فقال الإعرابي : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله وسأل النبيّ صلى الله عليه واله أن يسأل الله عزّ وجلّ أن يكفيه ما في بطن ناقته فكفاه ، وحسن إسلامه.
وقال : وليس (41) في العادة أن تحمل النّاقة من الإنسان ، ولكن الله جلّ ثناؤه قلب العادة في ذلك دلالة لنبيّه صلى الله عليه واله على أنّه يجوز أن يكون نطفة الرّجل على هيئتها في بطن النّاقة حينئذ ولم تصر علقة بعد ، وأنّما أنطقها الله تعالى ليعلم به صدق رسول الله صلى الله عليه واله (42).
25 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمد عبدالله بن حامد ، حدثنا أبو نصر محمد بن حمدوية المطرعي ، حدثنا محمد بن عبد الكريم ، حدّثنا وهب بن أبي الحسين ، عن شهر بن حوشب قال : لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه واله المدينة أتاه رهط من اليهود ، فقالوا : إنّا سائلوك عن أربع خصال ، فان أخبرتنا عنها صدقناك وآمنّا بك ، فقال : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه؟ قالوا : نعم ، قال : سلوا عمّا بدا لكم.
قالوا : عن الشّبه كيف يكون من المرأة وأنّما النّطفة للرّجل؟ فقال : أنشدكم بالله أتعلمون أنّ نطفة الرّجل بيضاء غليظة ، وأنّ نطفة المرأة حمراء رقيقة؟ فأيّتهما غلبت صاحبتها كانت لها الشّبه قالوا : اللّهمّ نعم.
قالوا : فأخبرنا عمّا حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التّوراة ، قال : أنشدكم بالله هل تعلمون أن أحبّ الطعام والشّراب إليه لحوم الإبل وألبانها؟ فاشتكى شكوى ، فلمّا عافاه الله منها حرّمها على نفسه ليشكر الله به ، قالوا : اللّهم نعم.
قالوا : أخبرنا عن نومك كيف هو؟ قال : أنشدكم بالله هل تعلمون من صفة هذا الرّجل الّذي تزعمون أنّي لست به تنام عينه وقلبه يقظان؟ قالوا : اللّهمّ نعم ، قال : وكذا نومي.
قالوا : فأخبرنا عن الرّوح ، قال : اُنشدكم بالله هل تعلمون أنّه جبرئيل عليه السلام؟ قالوا : اللّهمّ نعم ، وهو الّذي يأتيك وهو لنا عدوّ ، وهو ملك إنّما يأتي بالغلظة وشدة الأمر ، ولولا ذلك لأتبعناك فأنزل الله تعالى : {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ... أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} [البقرة : 97 - 100] (43).
26 ـ وعن ابن حامد ، حدّثنا أبو علي حامد بن محمد بن عبدالله ، حدّثنا عليّ بن عبد العزيز ، حدّثنا محمد بن سعيد الإصفهاني ، حدّثنا شريك ، عن سماك ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : جاء اعرابي إلى النّبيّ صلى الله عليه واله وقال : بم أعرف أنّك رسول الله؟ قال : أرأيت أن دعوت هذا العذق من هذه النّخلة فأتاني أتشهد أنّي رسول الله؟ قال : نعم ، قال : فدعا العذق ينزل من النّخلة حتّى سقط على الأرض ، فجعل يبقر حتّى أتى النّبيّ صلى الله عليه واله ، ثمّ قال : ارجع فرجع حتّى عاد إلى مكانه ، فقال : أشهد أنك لرسول الله وآمن فخرج العامري يقول : يا آل عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشيء أبداً.
وكان رجل من بني هاشم يقال له : ركانة ، وكان كافراً من أفتك النّاس يرعى غنماً له بواد يقال له : وادي إضم (44) : فخرج النّبي صلى الله عليه واله إلى ذلك الوادي فلقيه ركانة ، فقال : لولا رحم بيني وبينك ما كلّمتك حتّى قتلتك أنت الّذي تشتم آلهتنا ادع إلهك ينجيك منّي ، ثمّ قال : صارعني فان أنت صرعتني فلك عشرة من غنمي ، فأخذه النّبي صلى الله عليه واله وصرعه وجلس على صدره ، فقال ركانة : لست بي فعلت هذا إنّما فعله إلهك ، ثمّ قال ركانة ، عد فان أنت صرعتني فلك عشرة اُخرى تختارها ، فصرعه النّبيّ صلى الله عليه واله الثّانية فقال : إنّما فعله إلهك عد ، فإن أنت صرعتني فلك عشرة اُخرى ، فصرعه النّبيّ صلى الله عليه واله الثّالثة.
فقال ركانة : خذلت الّلات والعزّى فدونك ثلاثين شاة فاخترها ، فقال له النبيّ صلى الله عليه واله : ما اُريد ذلك ، ولكني أدعوك إلى الإسلام يا ركانة وانفس ركانة تصير إلى النّار إن تسلم تيلم ، فقال ركانة : لا إلاّ أن تريني آية ، فقال نبيّ الله صلى الله عليه واله : الله شهيد عليك الآن إن دعوت ربي فأريتك آية لتجيبني إلى ما أدعوك؟ قال : نعم وقريب منه شجرة مثمرة قال : أقبلي بإذن الله فانشقت باثنين وأقبلت على نسف ساقها حتى كانت بين يدي نبيّ الله ، فقال ركانة : أريتني شيئاً عظيماً ، فمرها فلترجع ، فقال له النبيّ صلى الله عليه واله : الله شهيد إن أنا دعوت ربّي يأمرها فرجعت لتجيبني إلى ما أدعوك إليه؟ قال : نعم فأمرها فرجعت حتّى التأمت بشقّها فقال له النبيّ صلى الله عليه واله : تسلم؟ فقال ركانة : أكره تتحدّث نساء مدينة أنّي إنّما أجبتك لرعب دخل في قلبي منك ، ولكن فاختر غنمك ، فقال صلى الله عليه واله : ليس لي حاجة إلى غنمك إذا أبيت أن تسلم (45).
27 ـ وعنه عن ابن حامد ، حدّثنا محمد بن يعقوب ، حدّثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدّثنا يونس ، عن ابن إسحاق ، حدّثنا عاصم بن عمرو بن قتادة ، عن محمود بن أسد ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : حدّثني سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : كنت رجلاً من أهل إصفهان من قرية يقال لها : جي وكان أبي دهقان أرضه ، وكان يحبّني حبّاً شديداً يحبسني في البيت كما تحبس الجارية ، وكنت صبيّاً لا أعلم من أمر النّاس إلا ما أرى من المجوسيّة حتّى أنّ أبي بنى بناياً وكان له ضيعة ، فقال : يا بنيّ شغلني من اطّلاع الضّيعة ما ترى ، فانطلق إليها ومرهم بكذا وكذا ولا تحبس عنّى ، فخرجت أريد الضّيعة ، فمررت بكنيسة النّصارى فسمعت أصواتهم ، فقلت : ما هذا؟ قالوا : هؤلاء النّصارى يصلّون ، فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم ، فو الله ما زلت جالساً عندهم حتّى غربت الشّمس ، وبعث أبي في طلبي في كلّ وجه حتّى جئته حين أمسيت ولم أذهب إلى ضيعته ، فقال : أبي أين كنت؟ قلت : مررت بالنّصارى فأعجبني صلاتهم ودعاؤهم ، فقال : أي نبيّ إنّ دين آبائك خيرٌ من دينهم ، فقلت : لا والله ما هذا بخير من دينهم هؤلاء قوم يعبدون الله ويدعونه ويصلّون له وأنت إنّما تعبد ناراً أوقدتها بيدك إذا تركتها ماتت ، فجعل في رجلي حديداً وحبسني في بيت عنده.
فبعثت إلى النّصارى فقلت : أي أصل هذا الدّين؟ قالوا : بالشّام ، قلت : إذا قوم عليكم من هناك ناس فأذنوني ، قالوا : نفعل فبعثوا بعد أنّه قدم تجّار فبعثت : إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الخروج فأذنوني به ، قالوا : نفعل ، ثمّ بعثوا إليّ بذلك فطرحت الحديد من رجلي وانطلقت معهم ، فلمّا قدمت الشّام قلت : من أفضل هذا الدين؟ قالوا : الأسقف صاحب الكنيسة ، فجئت فقلت : إنّي أحببت أن أكون معك وأتعلّم منك ، قال : فكن معي فكنت معه.
وكان رجل سوء يأمرهم بالصّدقة ، فإذا جمعوها اكتنزها ولم يعطها المساكين منها ولا بعضها ، فلم يلبث أن مات ، فلمّا جاؤا أن يدفنوه ، قلت : هذا رجل سوء ونبّهتهم على كنزه ، فأخرجوا سبع قلال مملوة ذهباً ، فصلبوه على خشبة ورموه بالحجارة ، وجاؤا برجل آخر فجعلوه مكانه.
فلا والله يا ابن عباس ما رأيت رجلاً قطّ أفضل منه وأزهد في الدّنيا وأشد اجتهاداً منه ، فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة وكنت أحبّه ، فقلت : يا فلان قد حضرك ما ترى من أمر الله فالى من توصي بي قال : أي بُنيّ ما أعلم إلاّ رجلاً بالموصل فأتِه فانّك ستجده على مثل حالي ، فلمّا مات وغيّب لحقت بالموصل ، فأتيته فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزّهادة ، فقلت له : إنّ فلاناً أوصى بي إليك ، فقال : يا بنيّ كن معي.
فأقمت عنده حتّى حضرته الوفاة قلت : إلى من توصي بي ، قال : الآن يابنيّ لا أعلم إلاّ رجلاً بنصيبين فالحق به ، فلما دفنّاه لحقت به ، فلقلت له : إنّ فلاناً أوصى بي إليك ، فقال : يا بنيّ أقم معي ، فأقمت عنده فوجدته على مثل حالهم حتّى حضرته الوفاة ، فقلت : إلى من توصي بي قال : ما أعلم إلاّ رجلاً بعمورية من أرض الرّوم ، فأته فانّك ستجده على مثل ما كنّا عليه ، فلمّا واريته خرجت إلى العمورية ، فأقمت عنده فوجدته على مثل حالهم ، واكتسبت غنيمة وبقرات إلى أن حضرته الوفاة ، فقلت إلى من توصي بي.
قال : لا أعلم أحداً على مثل ما كنّا عليه ولكن قد أظلّك زمان نبيّ يُبعث من الحرام مهاجره بين حرّتين إلى أرض ذات سبخة ذات نخل ، وأنّ فيه علامات لا تخفي بين كتفيه خاتم النبوّة ، يأكل الهديّة ولا يأكل الصّدقة ، فان استطعت أن تمضي الى تلك البلاد فافعل.
قال : فمّا واريناه أقمت حتّى مرّ رجال من تجّار العرب من كلب ، فقلت لهم : تحملوني معكم حتّى تقدموني ارض العرب وأعطيكم غنيمتي هذه وبقراتي؟ قالوا : نعم فأعطيتهم إيّاها وحملوني حتّى إذا جاءوا بي وادي القرى ظلموني ، فباعوني عبداً من رجل يهدي ، فو الله لقد رأيت النّخل وطمعت أن يكون البلد الّذي نعت لي فيه صاحبي حتّى قدم رجل من بني قريظة من يهود وادي القرى ، فابتاعني من صاحبي الّذي كنت عنده ، فخرج حتّى قدم بي المدينة ، فو الله ما هو إلاّ أن رأيتها وعرفت نعمتها ، فأقمت مع صاحبي. وبعث الله رسوله بمكّة لا يذكر لي شيء منأمره مع ما أنا فيه من الرّق حتّى قدم رسول الله صلى الله عليه واله قبا وأنا أعمل لصاحبي في نخل له ، فوالله إنّي [ لكذلك اذ ] قد جاء ابن عمّ له فقال : قاتل الله بني قيلة ، والله إنّهم لفي قبا يجمعون على رجل جاء من مكّة يزعمون أنّه نبيّ ، فو الله ما هو إلاّ قد سمعتها ، فأخذتني الرّعدة حتّى ظننت لأسقطنّ على صاحبي ونزلت أقول : ما هذا الخبر فرفع مولاي يده فلكمني (46) ، فقال : مالك ولهذا ، أقبل على عملك.
فلمّا أمسيت وكان عندي شيء من طعام فحملته وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه واله بقبا : فقلت : إنّك رجل صالح وإن معك أصحاباً ، وكان عندي شيء من الصّدقة فها هو ذا فكل منه فأمسك رسول الله صلى الله عليه واله وقال لأصحابه : كلوا ولم يأكل ، فقلت في نفسي : هذه خصلة ممّا وصف لي صاحبي ، ثمّ رجعت وتحوّل رسول الله صلى الله عليه واله إلى المدينة ، فجمعت شيئاً كان عندي ثمّ جئته به فقلت : إنّي قد رأيتك لا تأكل الصّدقة وهذه هديّةٌ وكرامة ليست بالصّدقة ، فأكل رسول الله صلى الله عليه واله وأكل اصحابه فقلت هاتان خُلّتان.
ثمّ جئت رسول الله صلى الله عليه واله وهو يتبع جنازة وعليه شملتان وهو في أصحابه فاستدبرتُه لأنظر إلى الخاتم في ظهره ، فلمّا رآني رسول الله صلى الله عليه واله استدبرته عرف أنّي أستثبت شيئاً قد وصف لي فرفع لي ورداءه ، عن ظهره ، فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي صاحبي ، فأكببت عليه أقبّله وابكي فقال : تحوّل يا سلمان هنا ، فتحوّلت وجلست بين يديه وأحبّ أن يسمع اصحابه حديثي عنه فحدّثته يا ابن عباس كما حدثتك.
فلمّا فرغت قال رسول الله : كاتب يا سلمان ، فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة اُحييها له وأربعين أوقيّة ، فأعانني أصحاب رسول الله بالنّخل ثلاثين وديّة (47) وعشرين وديّة كلّ رجل على قدر ما عنده ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه واله : أنا أضعها بيدي ، فحفرت لها حيث توضع ، ثمّ جئت رسول الله صلى الله عليه واله فقلت : قد فرغت منها ، فخرج معي حتّى جاءها ، فكُنّا نحمل إليه الوديّ ، فيضعه بيده فيستوي عليها ، فو الّدي بعثه بالحقّ نبيّاً ما مات منها وديّة واحدة وبقيت عليّ الدّراهم ، فأتاه رجل من بعض المعادن بثمل البيضة من الذّهب ، فقال رسول الله : أين الفارسي المكاتب المسلم؟
فدعيت له فقال : خذ هذه يا سلمان فأدّها عمّا عليك ، فقلت يا رسول الله : أين تقع هذه ممّا عليّ؟ فقال : إنّ الله عزّوجلّ سيوفي بها عنك ، فهو الّذي نفس سلمان بيده لوزنت لهم منها أربعين أوقيّة فأدّيتها إليهم وعتق سلمان وكان الرقّ قد حبسني حتّى فاتني مع رسول الله بدرٌ واُحُدٌ ثمّ عتقت ، فشهدت الخندق ولم يفتني معه مشهد (48).
28 ـ وفي رواية : عن سلمان رضي الله عنه إنّ صاحب عمورية لمّا حضرته الوفاة قال : ائت غيضتين (49) من أرض الشّام ، فانّ رجلاً يخرج من إحديهما إلى الاُخرى في كلّ سنةٍ ليلةً يعترضه ذووا الأسقام ، فلا يدعو لأحدٍ مرض إلاّ شُفي ، فاسأله عن هذا الدّين الّذي تسألني عنه عن الحنيفيّة دين إبراهيم عليه السلام فخرجت حتّى أقمت بها سنة حتّى خرج تلك الّليلة من إحدى الغيضتين إلى الاُخرى ، وكان فيها حتى ما بقي إلاّ منكبيه فأخذت به ، فقلت : رحمك الحنيفيّة نبيٌّ يخرج عند هذا البيت بهذا الحرم يبعث بذلك الدين ، فقال الراوي : يا سلمان لئن كان كذلك لقد رأيت عيسى بن مريم (50).
29 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ، عن محمّد بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام إنّ سلمان قال : كنت رجلاً من أهل شيراز ، فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا برجل من صومعة ينادي : أشهد أن لا اله الاّ الله ، وأنّ عيسى روح الله ، وأنّ محمّداً حبيب الله. فوقع ذكر محمّد في لحمي ودمي ، فلم يهنّئني طعام ولا شراب ، فلمّا انصرفت إلى منزلي فاذا أنا بكتاب من السّقف معلّق ، فقلت لاُمّي : ما هذا الكتاب؟ فقالت يا روزبه : إنّ هذا الكتاب لمّا رجعنا من عيدنا رأيناه معلّقاً ، فلا تقربه يقتلك أبوك.
قال : فجاهدتها حتّى جنّ الّليل ونام أبي واُمّي ، فقمت فأخذت الكتاب وإذا فيه : بسم الله الرّحمن الرّحيم هذا عهد من الله إلى آدم إنّي خالق من صلبه نبيّاً يقال له : محمّد ، يأمر بمكارم الأخلاق ، وينهى عن عبادة الأوثان ، ياروزبه : ائت وصيّ وصيّ عيسى وآمن واترك المجوسيّة.
قال : فصعقت صعقة ، فعلمت اُمّي وأبي بذلك ، فجعلوني في بئرٍ عميقة ، فقالوا : إن رجعت وإلاّ قتلناك ، قال : ماكنت أعرف العربيّة قبل قراءتي الكتاب ، ولقد فهّمني الله تعالى العربيّة من ذلك اليوم ، قال : فبقيت في البئر ينزلون إليّ قرصاً ، فلمّا طال أمري رفعت يديّ إلى السّماء ، فقلت : يا ربّ إنّك حبّبت محمّداً إليّ فبحقّ وسيلته عجلّ فرجي.
فأتاني آت عليه ثياب بيض ، فقال : يا روزبه قم ، وأخذ بيدي واتى بي الصّومعة ، فأشرف عليّ الدّيراني ، فقال : أنت روزبه؟ فقلت : نعم فأصعدني وخدمته حولين فقال لمّا حضرته الوفاة : إنّي ميّت ولا أعرف أحداً يقول بمقالتي إلاّ راهباً بانطاكيّة ، فاذا لقيته فاقرأه منّي السّلام وادفع إليه هذا اللّوح وناولني لوحاً ، فلمّا مات غسّلته وكفّنته ، وأخذت اللّوح ، وأتيت الصّومعة ، وأنشأت أقول : أشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له وأنّ عيسى روح الله وأنّ محمّداً حبيب الله.
فأشرف عليّ الديراني فقال : أنت روزبه؟ قلت : نعم فصعدت إليه ، فخدمته حولين ، فلمّا حضرته الوفاة ، قال : لا أعرف أحداً يقول بمثل مقالتي في الدّنيا ، وأنّ محمّد بن عبد الله حانت ولادته ، فاذا لقيته فاقرأه منّي السّلام ، وادفع إليه هذا الّلوح ، فلمّا دفنته صحبت قوماً ، فقلت لهم : يا قوم أكفيكم الخدمة في الطّريق وخرجت معهم فنزلوا.
فلما أرادوا أن يأكلوا شدّوا على شاة فقتلوها بالضّرب وشووها ، فقالوا : كل فامتنعت ، فضربوني فأتوا بالخمر فشربوه ، فقالوا : اشرب فقلت : إنّي غلام ديراني لا أشرب الخمر ، فأرادوا قتلي ، فقلت : لا تقتلوني أقرّ لكم بالعبوديّة ، فأخرجني واحد وباعني بثلاثمائة درهم من يهوديّ.
قال : فسألني عن قصتي ، فأخبرته وقلت : ليس لي ذنب إلاّ أننّي أحببت محمّداً ، فقال اليهودي : وإنّي لأبغضك وأبغض محمّداً ، وكان على باب رمل كثير فقال : يا روزبه لإن أصبحت ولم تنقل هذا الرّمل من هذا الموضع إلى هذا الموضع لأقتلنّك قال : فجعلت أحمل طول ليلتي ، فلمّا أجهدني التّعب رفعت يدي إلى السّماء وقلت : يا ربّ ، حبّبت إليّ محمّداً ، فبحقّ وسيلته عجّل فرجي ، قال : فبعث الله تعالى ريحاً فقلعت ذلك الرّمل من مكانه إلى المكان الّذي قال اليهودي ، فلمّا أصبح قال : ياروزبه أنت ساحر فلأخرجنّك من هذه القرية.
فأخرجني وباعني من امرأة سلميّة ، فأحبتني حبّاً شديداً ، وكان لها حائط ، فقالت : هذا الحائط كل ما شئت وهب وتصدّق ، فبقيت في ذلك ما شاء الله ، فاذا أنا ذات يوم في ذلك البستان إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلّهم غمامة ، فقلت في نفسي : ما هؤلاء كلّهم أنبياء ، فانّ فيهم نبيّاً ، فدخلوا الحائط والغمامة تسير معهم وفيهم رسول الله صلى الله عليه واله وعليٌّ وأبو ذر وعمّار والمقداد وعقيل وحمزة وزيد بن حارثة ، وجعلوا يتناولون من حشف النّخل ورسول الله صلى الله عليه واله يقول لهم : كلوا الحشف ولا تفسدوا على القوم شيئاً.
فدخلت إلى مولاتي ، فقلت هبي لي طبقاً فوهبته فأخذته فوضعته بين يديه ، فقلت : هذه صدقة ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : كلوا وأمسك رسول الله وأمير المؤمنين وحمزة وعقيل ، وقال لزيد بن حارثة ، مد يديك وكل ، فأكلوا فقلت في نفسي : هذه علامة فحملت طبقاً اخر وقلت : هذه هديّة فمدّ يده وقال : بسم الله كلوا ، فقلت في نفسي هذه علامة أيضاً.
فبينا أنا ، أدور خلفه ، فقال : يا روزبه ادخل إلى هذه المرأة وقل لها : يقول لك محمّد بن عبد الله : تبيعيننا هذا الغلام ، فدخلت وقلت لها : ما قال فقالت : لا أبيعكه إلاّ بأربعمائة نخلة مائتي ونخلة منها صفراء ومائتي نخلة منها حمراء ، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال : ما أهون ما سألت ، ثمّ قال : قم يا عليّ فاجمع هذا النّوى فجمعه وأخذه وغرسه ، ثمّ قال : اسقه فسقاه أمير المؤمنين وما بلغ آخره حتّى خرج النّخل ولحق بعضه بعضاً ، فخرجت ونظرت إلى النّخل ، فقالت : لا أبيعكه إلاّ بأربعمائة نخلة كلّها صفراء ، فمسح جبرئيل جناحه على النّخل فصار كلّه أصفر ، فدفعتني إلى رسول الله صلى الله عليه واله فأعتقني (51).
30 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا الحسين بن محمّد ابن عامر ، عمّه عبد الله ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن مرزام ، عن ابي بصير ، قال ابو عبد الله عليه السلام لرجل : ألا اُخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر؟ فقال الرّجل وأحظا (52) : أمّا إسلام سلمان ، فقد علمت فأخبرني بالآخر ، فقال : انّ اباذر كان ببطن مرٍّ يرعى غنماً له إذ جاء ذئب عن يمين غنمه فطرده فجاء عن يسار غنمه فصرفه ثمّ قال : ما رأيت ذئباً أخبث منك ، فقال الذئب : شرّ منّي أهل مكّة ، بعث الله إليهم نبيّاً فكذّبوه.
فوقع كلام الذّئب في أذن ابي ذر ، فقال لاُخته هلمّي مزودي وإداوتي (53) ثمّ خرج يركض حتّى دخل مكّة ، فاذا هو بحلقة مجتمعين وإذا هم يشتمون النبيّ صلى الله عليه واله كما قال الذّئب ، إذ أقبل أبوطالب ، فقال بعضهم : كفّوا فقد جاء عمّه ، فلمّا دنا منهم عظّموه ثمّ خرج فتبعته ، فقال : ما حاجتك؟ فقلت : هذا النّبيّ المبعوث فيكم؟ قال : وما حاجتك إليه قلت : اُؤمن به وأصدقه فرفعني إلى بيت فيه : جعفر بن أبي طالب ، فلمّا دخلت سلّمت ، فردّ عليّ السّلام وقال : ما حاجتك؟ قلت هذا النّبي المبعوث أؤمن به وأصدقه ، فرفعني إلى بيت حمزة ، فرفعني إلى بيت فيه عليّ بن ابي طالب ، فرفعني إلى بيتٍ فيه رسول الله صلى الله عليه واله فدخلت إليه ، فاذا هو نور في نور ، قال : أنا رسول الله يا اباذر انطلق إلى بلادك ، فانّك تجد ابن عم لك قد مات ، فخذ ماله وكن بها حتّى يظهر أمري ، فانصرفت واحتويت على مالِه وبقيت حتّى ظهر أمر رسول الله صلى الله عليه واله فأتيته.
فلمّا انصرف إلى قومي أخبرتهم بذلك ، فأسلم بعضهم وقال بعضهم : إذا دخل رسول الله صلى الله عليه واله أسلمنا ، فلمّا قدم أسلم بقيّتهم وجاءت أسماء مع رجال فقالوا : نسلم على الّذي اسلم له إخواننا فقال رسول الله : غفاراً غفر الله لها وأسلم سلّمها الله (54).
31 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ } [البقرة : 84] دخل أبوذر عليلاً متوكياً على عصاه على عثمان وعنده مائة ألف درهم حملت إليه من بعض النّواحي ، فقال : انّي أريد أن أضم إليها مثلها ، ثمّ أرى فيها رأيي ، فقال أبوذر : أتذكر إذ رأينا رسول الله صلى الله عليه واله حزيناً عشاءً؟ فقال : بقي عندي من فيء المسلمين أربعة دراهم لم أكن قسّمتها ثمّ قسّمها ، فقال : الآن استرحت.
فقال عثمان لكعب الاحبار (55) : ما تقول في رجل أدّى زكاة ماله هل يجب عليه بعد ذلك شيء؟ قال : لا لو اتّخذ لبنة من ذهب ولبنة من ذهبٍ ولبنة من فضة ، فقال أبوذر رضي الله عنه : يا ابن اليهوديّة ما أنت والنّظر في أحكام المسلمين ، فقال عثمان : لولا صحبتك لقتلتك ، ثمّ سيّره إلى الرّبذة (56).
32 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمّد الحسين بن محمّد بن القاسم المفسّر ، حدّثنا يوسف بن محمد بن زياد ، عن أبيه ، عن الحسن العسكري ، عن آبائه صلوات الله عليهم إنّ رسول الله صلى الله عليه واله قال لأبي ذر : ما فعلت غنيماتك ، قال : إنّ لها قصّةً عجيبةً ، قال : بينا أنا في صلواتي إذ عدا الذّئب على غنمي ، فقلت : لا أقطع الصلاة ، فأخذ حَمَلاً
وذهب به وأنا أحسن به ، إذ أقبل على الذّئب أسدٌ فاستنقذ الحمل وردّه في القطيع ، ثمّ ناداني : يا أباذر ، أقبل على صلاتك ، فانّ الله قد وكلني بغنمك ، فلمّا فرغت قال لي الأسد : امض الى محمد صلى الله عليه واله فأخبره أنّ الله أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك وكلّ أسداً بغنمه ، فعجب من كان حول رسول الله صلى الله عليه واله (57).
33 ـ وعن ابن عبّاس رضي الله عنه بينا رسول الله صلى الله عليه واله بفناء بيته بمكة جالس ، إذ مرّ به عثمان بن مظعون ، فجلس ورسول الله صلى الله عليه واله يحدّثه ، إذ شخص بصره صلى الله عليه واله إلى السماء ، فنظر ساعة ثمّ انحرف ، فقال عثمان : تركتني وأخذت تنفض رأسك كأنّك تشفه شيئاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : أو فطنت إلى ذلك؟ قال : نعم ، قال رسول الله صلّ الله عليه وآله : أتاني جبرئيل عليه السلام فقال : قال عثمان : فما قال؟ قال : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل : 90] قال عثمان : فأحببت محمّداً واستقرّ الايمان في قلبي (58).
34 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أتى النبيّ صلى الله عليه واله بأسارى : فأمر بقتلهم ما خلا رجلاً من بينهم ، فقال الرّجل : كيف أطلقت عنّي من بينهم؟ فقال : أخبرني جبرئيل عليه السلام عن الله تعالى جلّ ذكره أنّ فيك خمس خصال يحبّها الله ورسوله : الغيرة الشّديدة على حمرك ، والسّخاء ، وحسن الخلق ، وصدق الّلسان ، والشّجاعة ، فأسلم الرّجل وحسن إسلامه (59).
35 ـ وعنه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن هارون الشّحام ، حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا عمر الأودي ، حدّثنا ورفع عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابي البختري قال : قال عمّار ( رض ) يوم صفين : ائتوني بشربة لبن فأتي فشرب ، ثمّ قال : إنّ رسول الله صلى الله عليه واله قال : إنّ آخر شربة تشربها من الدّنيا شربة لبن ، ثمّ تقدّم فقتل ، فلمّا قتل أخذ خزيمة بن ثابت بسيفه ، فقاتل وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية وقاتله في النّار ، فقال معاوية : ما نحن قتلناه إنّما قتله من جاء به.
ويلزم معاوية على هذا أنّ النبيّ صلى الله عليه واله هو قاتل حمزة ( رض ) (60).
36 ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه ، علي ، عن الحسن بن سعيد ، عن النّضر بن سويد ، عن موسي بن بكير (61) ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ضلّت ناقة رسول الله صلى الله عليه واله في غزوة تبوك ، فقال المنافقون : يحدّثنا عن الغيب ولا يعلم مكان ناقته ، فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره بما قالوا وقال : إنّ ناقتك في شعب كذا متعلق زمامها بشجرة بحر (62) ، فنادى رسول الله صلى الله عليه واله : الصلاة جامعة ، قال: فاجتمع النّاس ، فقال : أيّها النّاس إنّ ناقتي بشعب كذا ، فادروا إليها حتّى أتوها(63).
37 ـ وبهذا الأسناد قال بعض أصحابنا لأبي عبد الله عليه السلام : علم رسول الله صلى الله عليه واله أسماء المنافقين؟ فقال : لا ، ولكن رسول الله لمّا كان في غزوة تبوك كان يسير على ناقته والنّاس أمامه ، فلمّا انتهي إلى العقبة وقد جلس عليها أربعة عشر رجلاً : ستة من قريش ، وثمانية من أفناء النّاس ، أو على عكس هذا، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال : إنّ فلاناُ وفلاناً وفلاناً وفلاناُ قد قعدوا لك على العقبة لينفروا ناقتك ، فناداهم رسول الله صلى الله عليه واله : يا فلان ويا فلان ويا فلان أنتم القعود لتنفروا ناقتي ، وكان حذيفة خلقه فلحق بهم (64) ، فقال : يا حذيفة سمعت ، قال : نعم ، قال : اكتم (65).
38 ـ وعنه حدّثنا محمّد بن أحمد الشّيباني ، حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن يحيى المدائني ، حدّثنا الاعمش ، عن عبادة ، عن ابن عبّاس ( رض ) قال : دخلت فاطمة عليها السلام على رسول الله صلى الله عليه واله في مرضه الّذي توفي فيه ، فقال : نعيت إليّ نفسي ، فبكت فاطمة عليها السلام ، فقال لها : لاتبكين فانك لا تمكثين بعدي إلاّ اثنين وسبعين ونصف يوم حتّى تلحقي بي ، ولا تلحقي بي حتّى تنحفي بثمار الجنّة ، فضحكت فاطمة عليها السلام (66).
39 ـ وعن ابن عباس قال : جاء أعرابيّ من بني سليم ومعه ضبّ اصطاده في البريّة في كمّه ، فقال : لا اُؤمن بك يا محمّد حتّى ينطق هذا الضبّ ، فقال النّبي صلى الله عليه واله : يا ضبّ من أنا؟ فقال : أنت محمّد بن عبد الله اصطفاك الله حبيباً ، فأسلم السّلمي (67).
40 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا الحسن بن حمزة العلوي ، حدّثنا محمّد بن داود ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن محمّد الكوفي ، حدّثنا أبو سعيد سهل بن صالح العباسي ، حدّثنا ابراهيم بن عبد الاعلى (68) ، حدّثنا موسى بن جعفر ، عن آبائه : قال : إنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله كانوا جلوساً يتذاكرون وفيهم أمير المؤمنين عليه السلام إذ أتاهم يهوديّ ، فقال : يا اُمّة محمّد ما تركتم للأنبياء درجة إلاّ نحلتموها لنبيّكم ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : إن زعمتم أنّ موسى عليه السلام كلّمه ربّه على طور سيناء ، فانّ الله تعالى كلّمهم محمّداً صلى الله عليه واله في السّماء السّابعة.
وإن زعمت النّصارى أنّ عيسى عليه السلام أبرأ الأكمه وأحيى الموتى ، فانّ محمّداً صلى الله عليه واله سألته قريش إحياء ميّتٍ ، فدعاني وبعثني معهم إلى المقابر ، فدعوت الله عزّوجلّ فقاموا من قبورهم ينفضون التّراب عن رؤوسهم باذن الله عزّوجلّ ، فأخذها بيده ثمّ اتى بها رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال : امرأتي الآن بتغضني ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه واله من يده ثمّ وضعها مكانها ، فلم يكم يعرف إلاّ بفضل حسنها (69) وضوئها على العين الاخرى ، ولقد بادر عبد الله بن عتيك فأبين يده ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه واله ليلاً ومعه اليد المقطوعة ، فمسح عليها فاستوت يده (70).
41 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن حامد ، حدّثنا إسماعيل (71) بن سعيد ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن نصر القاضي ، حدّثنا إبراهيم بن سهل ، حدّثنا حسان بن أغلب بن تميم ، عن أبيه ، عن هشام بن حسّان ، عن الحسن بن ظبية بن محصن ، عن أمّ سلمة رضي الله عنها قال : كان النّبي صلى الله عليه واله يمشي في الصّحراء فناداه مناد يا رسول الله مرّتين ، فالتفت فلم ير أحداً ، ثمّ ناداه فالتفت فاذا هو بظبية موثّقة ، فقالت : إنّ هذا الأعرابي صادني ولي خشفان في ذلك الجبل ، أطلقني حتّى أذهب وأرضعهما وأرجع ، فقال : وتفعلين؟ قالت : نعم إن لم أفعل عذّبني الله عذاب العشّار، فأطلقها فذهب فأرضعت خشفيها ثمّ رجعت فأوثقها ، فجاء الاعرابي (72) فقال يا رسول الله أطلقها فأطلقها فخرجت تعدوا ، وتقول : أشهد أن لا اله الاّ الله ، وأنّك رسول الله (73).
42 ـ وعن ابن حامد ، عن ابن سعدان الشّيرازي ، حدّثنا أبو الخير بن بندار بن يعقوب المالكي ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا اليمان بن سعيد المصيصي ، حدّثنا يحيى بن عبد الله البصري ، حدّثنا عبد الرّزاق ، حدّثنا معمر ، عن الزّهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن ابن عمر قال : كنّا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه واله إذ دخل أعرابيٌ على ناقة حمراء ، فسلّم ثمّ قعد ، فقال بعضهم : أنّ النّاقة الّتي تحت الأعرابيّ سرقها ، قال : أقم بيّنة ، فقالت النّاقة الّتي تحت الأعرابي : والّذي بعثك بالكرامة يا رسول الله إنّ هذا ما سرقني ولا ملكني أحد سواه ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : يا اعرابي ما الّذي قلت حتّى أنطقها الله بعذرك.
قال : قلت : « اللّهمّ إنّك لست بإله استحدثناك ، ولا معك إله أعانك على خلقنا ، ولا معك ربّ فيشركك في ربوبيّتك ، أنت ربّنا كما تقول وفوق ما يقول القائلون ، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تبرئني ببرآءتي. فقال النّبي صلى الله عليه واله : والّذي بعثني بالكرامة [ يا أعرابي ] لقد رأيت الملائكة يكتبون مقالتك ، ألا ومن نزل به مثل ما نزل بك فليقل مثل مقالتك وليكثر الصلاة عليّ (74).
43 ـ وعن ابن حامد ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن حمدان الشّجري ، حدّثنا عمرو بن محمّد ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن مؤيّد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عقبة بن أبي الصّهباء ، حدّثنا أبو حذيفة ، عن عبد الله بن حبيب الهذلي ، عن ابي عبد الرّحمن السّلمي ، عن أبي منصور ، قال : لمّا فتح الله على نبيّه خيبر أصابه حمار أسود ، فكلّم النّبيّ الحمار فكلّمه.
وقال : أخرج الله من نسل جدّي ستّين حماراً لم يركبها إلاّ نبيّ ، ولم يبق من نسل جدّي غيري ولا من الأنبياء غيرك وقد كنت أتوقّعك ، كنت قبلك ليهوديّ أعثر به عمداً ، فكان يضرب بطني ويضرب ظهري.
فقال النبي صلى الله عليه واله : سمّيتك يعفوراً ، ثمّ قال : تشتهي الاناث يا يعفور؟ قال : لا وكلّما قيل أجب رسول الله خرج إليه ، فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه واله جاء إلى بئر فتردّى فيها ، فصارت قبره جزعاً (75).
44 ـ وعن ابن حامد ، حدّثنا أبوبكر محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن منصور ، حدّثنا عمرو بن يونس بن القاسم اليماني ، عن عكرمة بن عمّار ، حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدّثنا أنس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله يقوم فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يوم الجمعة فيخطب بالنّاس ، فجاءه رومي فقال : يا رسول الله أصنع لك شيئاً تقعد عليه ، فصنع له منبراً له درجتان ويقعد على الثّالثة ، فلمّا صعد رسول الله صلى الله عليه واله خار الجذع كخور الثّور ، فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه واله فسكت ، فقال : والّذي نفسي بيده لو لم التزمه لما زال كذا إلى يوم القيامة ، ثمّ أمر بها فاقتلعت ، فدفنت تحت منبره(76).
45 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبي ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن الحسن بن ظريف ، عن معمّر ، عن الرّضا ، عن أبيه 8 قال : كنت عند أبي عليه السلام يوماً وأنا طفل خماسي ، إذ دخل عليه نفر من اليهود ، فسألوه عن دلائل رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال لهم : سلوا هذا.
فقال أحدهم : ما أعطي نبيكم من الآيات نفت الشّك ، قلت : آيات كثيرة اسمعوا وعوا أنتم تدرون أنّ الجنّ كانت تسترق السّمع قبل مبعث نبيّ الله ، ثمّ بعث في أوّل رسالته بالرجوم وبطلان الكهنة والسحرة ، فانّ أبا جهل أتاه وهو نائم خلف جدار ومعه حجر يريد أن يرميه فالتصق بكفّه.
ومن ذلك كلام الذئب ، وكلام البعير ، وأنّ امرأة عبد الله بن مسلم أتته بشاة مسمومة ومع النّبي بشر من البراء بن عازب ، فتناول النّبي صلى الله عليه واله الذراع وتناول بشر الكراع ، فأمّا النّبيّ فلاكها ولفظها ، وقال إنّها لتخبرني أنّها مسمومة ، وأمّا بشر فلاكها وابتلعها ، فمات فأرسل إليها فأقرّت قال : فما حملك على ما فعلت ، قالت : قتلت زوجي واشراف قومي قلت إنّ كان ملكاً قتلته ، وإن كان نبيّاً ، فسيطلعه الله على ذلك ، وأشياء كثيرة عددها على اليهود ، فأسلم اليهودي ومن معه من اليهود ، فكساهم أبو عبد الله عليه السلام ووهب لهم (77).
46 ـ وعنه ، عن أبيه ، حدّثنا حبيب بن الحسن الكوفي ، عن محمّد بن عبد الحميد العطّار ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصّادق ، عن آبائه ، عن عليّ : قال : خرجنا مع النبيّ صلى الله عليه واله في غزاة ، فعطش النّاس ولم يكن في المنزل ماء ، وكان في إناء قليلُ ماءٍ ، فوضع أصابعه فيه ، فتحلب منها الماء حتّى روّي النّاس والابل والخيل وتزوّد النّاس ثلاثون ألفاً (78).
47 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن هارون الزّنجاني ، حدّثنا موسى بن هارون بن عبد الله ، حدّثنا لوين ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، حدّثنا هشام ، عن محمّد ، عن أنس قال : أرسلتني أمّ سليم ، يعني : أمّه على شيءٍ صنعته ، وهو مدّ من شعير طحنته وعصرت عليه من عكّة كان فيها سمن، فقام النّبيّ صلى الله عليه واله : ادخل عليّ عشرة عشرة ، فدخلوا فأكلوا وشبعوا ، حتّى أتى عليهم ، قال : فقلت لأنس : كم كانوا؟ قال : أربعين. (79)
48 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن الحسين ، حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن شاذان ، حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، حدّثنا مصعب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا أراد الحاجة أبعد في المشي ، فأتى يوماً وادياً لحاجة ، فنزع خفّه وقضى حاجته ، ثمّ توضّأ وأراد لبس خفّه ، فجاء طائر أخضر ، فحمل الخف وارتفع به ثمّ طرحه ، فخرج منه أسود ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : هذه كرامة أكرمني الله بها : « الّلهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ من يمشي على بطنه ، ومن شرّ من يمشي على رجلين ، ومن شرّ من يمشي على أربع ، ومن شرّ كلّ ذي شرّ ، ومن شرّ كلّ دابّةٍ أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم » (80).
واعلم أنّ لكلّ عضو من أعضاء محمد صلى الله عليه واله معجزة واحدة :
فمعجزة الرأس ، هو أنّ الغمامة ظنّت على رأسه.
ومعجزة عينيه ، هو أنّه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه.
ومعجزة أذنيه أنّه كان يسمع الأصوات في النّوم ، كما يسمع في اليقظة.
ومعجزة لسانه هي أنّه قال للضّب : من أنا؟ قالت : أنت رسول الله.
ومعجزة يديه أنّه خرج من بين أصابعه الماء.
ومعجزة رجليه أنّه كان لجابر بئر [ ماؤها ] (81) زعاق ، فشكا إلى النّبي صلى الله عليه واله العطش ، فدعا النّبي صلى الله عليه واله بطشت وغسل رجليه وامر باهراق مائه فيها ، فصار ماؤها عذباً.
ومعجزة عورته أنّه ولد مختوناً.
ومعجزة بدنه هي أنّه لم يقع ظلّه على الأرض ، لأنّه كان نوراً ، ولا يكون من النّور ظلّ كالسّراج.
ومعجزة ظهره ختم النّبوّة ، وهي : لا اله الاّ الله محمّد رسول الله مكتوب عليها ، وغير ذلك (82).
__________________
(1) في البحار : عن مخزوم بن هاني. وكذا في كمال الدّين الباب ( 17 ) مع توصيفه بالمخزومي. وهو الصّحيح.
(2) في البحار : عمرو بن حيّان بن تغلبة الغسّاني وعلى نسخةٍ : نفيلة. وهو على الاصل في كما الدّين.
(3) في بعض النسخ : خالي. وفي كمال الدّين : عند خال لي يسكن مشارف الشّام وفي البحار ، على نسخةٍ.
(4) بحار الأنوار ( 15/263 ـ 266 ) ، برقم : ( 14 ) عن كمال الدّين مفصّلاً ( 1/191 ـ 196 ).
(5) كمال الدين ( 1/159 ـ 106 ) ، برقم : ( 18 ) ، الباب ( 8 ). وتقدّم شبهه برقم : ( 318 ).
(6) بحار الأنوار ( 3/332 ـ 333 ) عن التّوحيد بإسناد صحيح ، وأمّا ما هنا من السند ففيه سقط. والسّاقط : أبي عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى وابن هاشم عن الحسن بن علي عن داود بن علي اليعقوبي عن بعض أصحابنا عن عبد الأعلى.
(7) في مشيخة الصّدوق : الفارسي. وفي البحار : الطّلقانيّ. وهذا اشتباه فانّ الطّالقاني كنيته : أبو العباس.
(8) بحار الأنوار ( 38/133 ) ، برقم : ( 86 ) باختلاف ما. أقول : هذا الخبر يغير ما تقدمه سنداً ومتناً ـ وإن كان مشتملاً على زاوية من قصّة سبحت اليهودي ـ ومع ذلك فقد اتفق للعلاّمة المجلسي اشتباه كبير هنا إذ ذكر هذا السّند عن القصص في الجزء ( 3/333 ) برقم : ( 37 ) والجزء ( 17/374 ) ، برقم : ( 29 ) وحمله على المتن السّابق هنا برقم ( 347 ).
(9) بحار الأنوار ( 16/223 ـ 224 ) ، برقم : ( 24 ).
(10) في البحار : فج. وهو الوادي بين الجبلين.
(11) البرق محركة : الحمل ، معرب : برّة.
(12) بحار الأنوار ( 16/224 ) ، برقم : ( 25 ) و( 75/96 ) ، برقم : ( 19 ).
(13) في البحار ( 41/252 ) : أبو يوسف يعقوب.
(14) بحار الأنوار ( 41/252 ـ 253 ) ، برقم : ( 11 ) عن مختصر البصائر و( 21/362 ) ، برقم : ( 6 ) عن البصائر وراجع البصائر ، الجزء العاشر ص ( 521 ).
(15) في النّسخ : حدّثنا عبد الرّحمن عن علي ... وهو مخدوش والصّحيح ما صحّحنا به السّند عن البحار والأمالي المجلس ( 55 ) ، برقم : ( 7 ).
(16) نفح رجلاً أي ضربه الفرس برجله.
(17) بحار الأنوار ( 21/362 ) ، برقم : ( 5 ) ، و( 104/400 ) ، برقم : ( 1 ) وراجع أمالي الصدوق المجلس ( 55 ) ، برقم : ( 7 ).
(18) بحار الأنوار ( 17/367 ) ، برقم : ( 16 ) و( 16/172 ) ، برقم : ( 6 ) من قوله : لم يمض....
(19) في البحار : الصّدوق عن أبيه عن سعد عن الخشّاب عن علي بن حسان بن عمّه عبد الرحمن ... فما في النّسخ الخطيّة : عن عبد الرحمن ، غلط.
(20) بحار الأنوار ( 17/398 ـ 399 ) ، برقم : ( 11 ). وأورد قوله : ولو أمرت أحداً ... إلى قوله : لزوجها. في الجزء ( 103/247 ) ، برقم : ( 29 ).
(21) بحار الأنوار ( 17/399 ) ، برقم : ( 12 ) عن الاختصاص والبصائر.
(22) في البحار : عن عدي بن ثابت عن جابر بن عبدالله الأنصاري.
(23) بحار الأنوار ( 17/401 ) ، برقم : ( 15 ) عن الاختصاص والبصائر.
(24) دابة هملاج : حسنة السّير في سرعة وبخترة ، في المذكّر والمؤنّث سواء.
(25) بحار الأنوار ( 17/335 ـ 339 ) ، برقم : ( 16 ) عن التّفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام مع اختلافات.
(26) بحار الأنوار ( 41/167 ). والصهباء أو الصنهياء موضع بقرب خيبر.
(27) لو كان هذان البيتان لحسّان لجاء ذكرها في البحار وفي كتب المناقب منها مناقب ابن شهر آشوب عند تعرّضه لتقاريض الشّعر عن الشّعراء المعروفين في حديث ردّ الشّمس ولذكرهما العلاّمة الأميني ( أمين تراث الكرامات للعترة الطّاهرة ) عند تفرّسه وإعمال باعه لتعرّض هذه الكرامة الباهرة في موسوعته « كتاب الغدير » حيث دافع عن صحّة الواقعة وأثبت وقوعها بكلام جامع مانع قامع في الجزء ( 3/126 ) ـ ( 141 و29 و75 ) وأورد عند تعرّضه لغديريّة حسّان بن ثابت أبياناً عن ديوانه الّذي رآه وصفحه في الجزء ( 2/34 ـ 65 ) وادّعى تغييره ونقصانه بلعب بعض الأيادي اللاعبة فالحدث القوّي يقتضي الذهاب إلى إمكان انّ الشّيخ الراوندي اشتبه عليه النّسبة فكانا للحميري أو ابن حمّاد أو أمثالهما فنسبهما إلى حسّان والّذي يؤكّد ما ذكرناه أنّهما لو كانا له لورد في ديوانه المطبوع اللّهمّ إلا أن يدّعي أنّهما حذفا منه بلعب بعض اللاعبين.
نعم الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي المتوفي ( 1394 ) بعد ذكر الواقعة في ينابيع المودّة الباب ( 47 ) ص ( 138 ) من طبعة ( 1385 ) نسب إلى حسّان بيتين آخرين في نفس المعنى فانه قال : فأنشأ حسّان بن ثابت :
ياقوم من مثل عـليّ وقـد ردّت عليه الشمس من غائب
أخـو رسول الله وصهـره والأخ لا يـعدل بـالصّاحب
ولكن نسب ابن شهر آشوب المتوفيّ ( 588 ) البيتين مع فرق ما بإضافة بيت آخر إلى صاحب بن عبّاد فذكر في مناقبه الجزء ( 2/317 ) بعد ذكر القضيّة : وسئل الصّاحب أن ينشد في ذلك فانشد :
لا تقبل التّوبـة مـن تائب إلا بحبّ ابـن ابـي طـالب
اخي رسـول الله بل صهره والصّهـر لا يعدل بالصاحب
يـا قوم من مثل عليّ وقد ردّت عليه الشّمس من غائب
(28) بحار الأنوار ( 41/183 ) ، برقم : ( 20 ).
(29) لم يذكر في البحار ولا غيره من المجامع للآثار.
(30) بحار الأنوار ( 41/167 ـ 168 ) ، برقم : ( 3 ) عن علل الشّرايع مع زيادة ، ورواه بأسانيد اُخر عن جويرية ( 41/174 و178 ).
(31) كذا في النسخ ، وسقط قبله قوله « عن الحسين بن علي » في البحار. وأبو قتادة الحرّاني هو عبد الله بن واقد كما عن التّهذيب والتّقريب لابن حجر قائلاً : مات ( 210 ). وجعفر بن برقان هو الكلابي أبو عبدالله الرّقي كما عن التّقريب ، وفي البحار وفقاً لبعض النّسخ : نوقان يأتي برقم : ( 365 ) كما أنّه يأتي فيه : والحسن بن علي.
(32) بحار الأنوار ( 41/177 ) ، برقم : ( 12 ).
(33) بحار الأنوار ( 18/106 ـ 107 ) ، برقم : ( 4 ) ، واثبات الهداة ( 1/379 ) ، برقم : ( 541 ) إلى قوله : عن الصّنايع. وأورد قوله : أبى الله ... إلى آخره في البحار ( 103/30 ) ، برقم : ( 55 ).
(34) في جميع النّسخ : أبو عبدالله محمد بن حامد ، وفي البحار : عبدالله بن حامد.
(35) بحار الأنوار ( 12/196 ) ، برقم : ( 23 ) و( 18/107 ) ، برقم : ( 5 ). وإثبات الهداة ( 1/379 ) ، برقم : ( 542 ).
(36) بحار الأنوار ( 22/504 ) ، برقم : ( 2 ) مسنداً قائلاً : بإسناده عن أحمد بن موسى الدّقاق عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمّال عن عمر بن خلاّد والحسين بن علي عن أبي قتادة الحرّاني عن جعفر بن نوقان عن ميمون بن مهران عن زاذان عن ابن عباس هذا والخبر نفسه مذكور مرسلاً بزيادة في آخره في إثبات الهداة ( 1/397 ) ، برقم : ( 543 ) وهي : قال إبن عباس : والله ما كان إلى منافقاً.
(37) بحار الأنوار ( 18/107 ـ 108 ) ، برقم : ( 6 ) وكتاب الفتن والمحن والمطاعن منه الطبع القديم الجزء ( 8/308 ).
(38) بحار الأنوار ( 17/354 ) ، برقم : ( 5 ) وإثبات الهداة ( 1/379 ) ، برقم : ( 544 ).
(39) هو عبدالله بن حامد كما في البحار وغيره.
(40) بحار الأنوار ( 18/108 ) ، برقم : ( 7 ) و( 22/112 ) ، برقم : ( 77 ) واثبات الهداة ( 1/379 ) ، برقم : ( 545 ).
(41) في البحار ( 41 ) : وقال الرّاوندي : وليس ... ومثله إثبات الهداة.
(42) بحار الأنوار ( 41/230 ـ 231 ) ، برقم : ( 1 ). وإلى قوله : وأنّك رسول الله ، في ( 94/5 ) ، برقم : ( 5 ) وإثبات الهداة ( 2/464 ـ 465 ) ، برقم : ( 216 ). وفيه : صدق رسول الله صلى الله عليه واله.
(43) بحار الأنوار ( 9/307 ) ، برقم : ( 9 ) وإلى قوله : كان لها الشّبه؟ قالوا : اللهمّ نعم ، في ( 60/366 ) ، برقم : ( 64 ).
(44) أضم كحلب ـ أو ـ كعنب : اسم ماء ، أو واد في الحجاز ـ أو ـ جبل في المدينة.
(45) بحار الأنوار ( 17/368 ـ 369 ) ، برقم : ( 17 ) وإثبات الهداة ( 1/380 ) ، برقم : ( 546 و547 ) اختصاراً.
(46) الّلكم : الضّرب بتمام الكف.
(47) الوديّة والوّديّ : النّخل الصّغير.
(48) بحار الانوار ( 22/362 ـ 365 ) ، برقم : ( 5 ).
(49) الغيضتان تثنية الغيضة وهي الاجمة أي مغيض الماء ومجمعه ينبت فيه النّبات والشّجر والقصب.
(50) بحار الانوار ( 22/365 ـ 366 ).
(51) بحار الانوار ( 22/355 ـ 359 ) ، برقم : ( 2 ) عن كمال الدين ، مع اختلافات. وفي آخره : وسمّاني سلماناً.
(52) في البحار : وأخطأ. ولكنّه خطأ والصّحيح ما أثبتناه في المتن عن أمالي الصّدوق ، المجلس الثّالث والسّبعون الحديث الاوّل. وعليه عدّة من النّسخ الخطّيّة أعني ق 2 و 3 و 5 وهو : أحضأ أي أسعد وبلغ المرام ومن كلام الكليني أو الرّاوي في آخر الخبر ( روضة الكافي برقم 457 ص 299 ) : ولم يحدّثه لسوء أدبه ، يظهر أنّه دراه : أخطأ ( بالخاء المعجمة ) ولكن الخبر بلفظه المذكور في الأمالي « للصّدوق » المتّحد مع الموجود في الرّوضة غير مذيّل بالذّيل المذكور في رواية الرّوضة. وسنده في الأمالي معتبر.
(53) في روضة الكافي : فقال لامرأته : هلمّي مزودي وأدواتي وعصاي. والخبر في الأمالي والكافي واحد مضموناً حاوٍ لقصّة إسلام ابي ذر وما هنا مختصره مع فرق في آخره.
(54) بحار الانوار ( 22/421 ـ 423 ) ، برقم : ( 32 ) عن أمالي الصدوق وروضة الكافي مع اختلاف في بعض الالفاظ ووحدة المحتوى.
(55) في بعض النّسخ : كعب الاخبار. وكذا على لسان بعضٍ ولكنّ الصّحيح : الاحبار ، جمع الحبر وهو عالم اليهود والمعروف عند الخاصّة في رجالهم ذمّة وأنّ امير المؤمنين عليّاً عليه السلام كذّبه وأنّه كان يعادي عليّاً عليه السلام وتجانبه.
(56) بحار الانوار ( 22/432 ) ، برقم : ( 42 ).
(57) بحار الانوار ( 22/393 ـ 394 ) عن التفسير المنسوب الى الامام العسكري عليه السلام اقتباساً واختصاراً.
(58) بحار الانوار ( 22/112 ـ 113 ) ، برقم : ( 78 ).
(59) بحار الانوار ( 18/108 ) ، برقم : ( 8 ) وفيه : عن الله تعالى ذكره وراجع الخصال ص ( 282 ) ففيه وزيادة متناً وتفاوت سنداً.
(60) بحار الانوار ( 8/522 ط ح ). والظّاهر أنّ قوله « ويلزم » إلى آخره من كلام الشّيخ الرّاوندي ولذا لم يذكره العلاّمة المجلسي.
(61) في البحار : موسى بن بكر. وهو الأصحّ.
(62) في البحار : بشجرة كذا.
(63) بحار الانوار ( 18/109 ) ، برقم : ( 9 ) و ( 21/234 ) ، برقم : ( 12 ) مختصراً عن الخزائج.
(64) في البحار : فلحق به ، على نسخة.
(65) بحار الانوار ( 21/233 ) ، برقم : ( 10 ).
(66) بحار الانوار ( 43/156 ) ، برقم : ( 3 ).
(67) بحار الانوار ( 17/401 ) ، برقم : ( 17 ) وليس فيه : يا محمّد.
(68) هكذا في المورد الثّاني من البحار وفي المورد الاوّل : إبراهيم بن عبد الرّحمن وفي النّسخ الخطّية : إبراهيم بن عبد الرّحمن الاعلى. والظّاهر أنّه : إبراهيم بن أبي المثنى عبد الاعلى ، كما يدل عليه ما في رجال الشّيخ حيث عده من أصحاب الصّادق ص ( 145 ) ، برقم : ( 54 ).
(69) في البحار ( 20 ) : حسنها على العين الاخرى.
(70) بحار الانوار ( 17/249 ـ 250 ) ، برقم : ( 3 ) و ( 20/113 ) ، برقم : ( 42 ).
(71) هذا ما في البحار وفي الخطّيّة : أبو اسماعيل.
(72) في البحار : فأتاه الاعرابي.
(73) بحار الانوار ( 17/402 ـ 403 ) ، برقم : ( 19 ) ومرسلاً في : ( 75/348 ) ، برقم : ( 50 ) إلى قوله : العشّار. فاطلقها.
(74) بحار الانوار ( 17/403 ـ 404 ) ، برقم : ( 20 ) و ( 95/190 ) ، برقم : ( 18 ).
(75) بحار الانوار ( 16/100 ـ 101 ) ، برقم : ( 38 ) و ( 17/404 ) ، برقم : ( 21 ). قوله : « فتردى » أشرب فيه معنى اردى : أي جاء إلى البئر فأسقط نفسه فيها جزءاً على النّبي ووفاته 9.
(76) بحار الانوار ( 17/370 ) ، برقم : ( 19 ).
(77) بحار الانوار ( 17/255/235 ) مخرّجاً عن قرب الاسناد ص ( 132 ـ 140 ) اقتباساً واختصاراً.
(78) بحار الانوار م(18/25 ) ، برقم : ( 3 ).
(79) بحار الانوار ( 18/26 ) ، برقم : ( 4 ).
(80) بحار الانوار ( 17/405 ) ، برقم : ( 24 ) و ( 95/141 ـ 142 ) ، برقم : ( 4 ).
(81) الزّيادة من البحار. وزعاق أي مرّ.
(82) بحار الانوار ( 17/299 ) ، برقم : ( 10 ) مخرّجاً عن الخزائج. وإثبات الهداة ، الجزء ( 1/375 ) عنه أيضاً.
أقول : والعمدة في معجزة عورته صلى الله عليه واله أنّه اُعطي لها أربعون قوّة وأنّه خرج منها اللؤلؤ والمرجان فقد تحيّر من كوثره الإنس والجان. وكلّ الاصقاع متزيّن ومتبرك بوجود نسله الشّريف ومفتخر بذوات ذريته المباركة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|