المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

موت المكان والزمان
2023-06-25
Homogeneous Space
2-8-2021
John Edensor Littlewood
9-6-2017
Coordination Complexes in Nature and Technology
18-6-2019
تميّز الجزاء الجنائي الإجرائي عن الجزاءات المدنية
الجزية ضريبة عادلة
15-02-2015


اللغة وعملية الاتصال الاجتماعي  
  
2251   01:32 صباحاً   التاريخ: 25-1-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص189
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

إن اللغة تميز الإنسان عن سائر المخلوقات غير البشرية , فبواسطتها تنقل التجربة والأحلام والمشاعر , وحكمة الأجيال الماضية , فباللغة تكلل عظمة الإنسان . إن الإنسان يستعمل الكلمات كأدوات من أجل ضبط سلوكه , وسلوك الآخرين , ومن صفات هذه الأداة ان لها طبيعة اجتماعية , فالناس يتصلون مع بعضهم بعضاً بالأفكار والمعتقدات والآمال والأهداف .

إنها عنصر ضروري في الحياة الاجتماعية لا غنى عنه ولا يمكن بدونها أن يعيش أي مجتمع من المجتمعات , وقد نشأت من ضرورة المعاشرة بين الناس في عملية الإنتاج , وفيها تتراكم الخبرة التي كدستها البشرية ومكاسب الثقافة ، ولهذا تبرز اللغة كوسيلة ضرورية لتعويد كل فرد على شروط الحياة الاجتماعية , وعلى اشتراكه في ثقافة مجتمعه . وتكوين الوعي الفردي يجري على أساس وفي سياق امتلاك اللغة , ولقد عرف ماركس وانجلز اللغة بأنها " واقع الفكر المباشر" (1).

ان " بياجية Piaget  " عالم النفس السويسري يميز وظيفتين للكلام عند الطفل :

1ـ وظيفة اجتماعية , فالطفل يخاطب الحاضرين من أجل أن يأخذوا بوجهة نظره , ويحاول التأثير عليهم ليتبادلوا الحديث معه .

2ـ وظيفة ذاتية " egocentric " و يتحدث فيها مع نفسه من أجل الحصول على لذة ذاتية .

___________________

1ـ د. تركي رابح , مرجع سابق , ص127 , 128 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.