أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2019
1492
التاريخ: 1-12-2016
2071
التاريخ: 3-3-2020
1767
التاريخ: 9-12-2019
1895
|
مولد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام
اطل فجر من النور على رحاب مكة بعد ثلاثين عاما من مولد النبي الكريم صلى الله عليه واله واستبشرت قريش والبيت الهاشمي بمولود جديد لسيد البطحاء بل سيد العرب ابو طالب ولد علي بن ابي طالب اذن ولكن اين؟ وكيف؟
في جوف الكعبة المشرفة بعد ان انشق الجدار
مثلما انهد ايوان كسرى وغارت بحيرة ساوة وانطفئت نار المجوس بمولد الرسول محمد صلى الله عليه واله كذلك انشق جدار الكعبة المطهرة لأجله
جعل الله بيته لعلي *** مولداً ياله علاً لا يضاهى
لم يشاركه في الولادة فيه *** سيّد الرُّسل لا ولا أنبياها
علم الله شوقها لعلي لعلي *** علمه بالذي به مَن هواها
إذا تمنّت لقاءه وتمنّى *** فأراها حبيبه ورآها
ما ادّعى مدّع لذلك كلاّ *** من ترى في الورى يدوم ادّعاها
فاكتست مكّة بذلك افتخاراً *** وكذا المشعران بعد مناها
بل به الأرض قد علت إذ حوته *** فغدت أرضها مطاف سماها
أو ما تنظر الكواكب ليلاً *** ونهاراً تطوف حول حماها
وإلى الحشر في الطواف عليه *** وبذاك الطواف دام بقاها ([1])
اذن لابد ان يكون لهذا المولود شانا كبيرا وإلا لم يكن لمولده هذه المزية التي لم تكن حتى لرسول الله صلى الله عليه واله
تاريخ المولد
ورد في تاريخ مولد امير المؤمنين عدة اقوال :
الاول وهو المشهور وعليه عمل عموم الشيعة : يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب
وهذا هو القول المشهور وبه قال جمع من علماء الامامية وغيرهم منهم ودونوه في مصنفاتهم :
كالكافي 1 : 376 و 377 / 2 ، إرشاد المفيد 1 : 5 ، التهذيب للطوسي 6 : 19، تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : 88 و 89 ،مستدرك الحاكم 3 : 180 ، مناقب ابن المغازلي : 6 / 2 و 3 ، مناقب الخوارزمي : 12 و 13 ، أسد الغابة 5 : 517 ، الرياض النضرة 3 : 104 ، الفصول المهمة 30و31، المقنعة : ٤٦١ ، خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : ٣٩ ، مصباح المتهجّد : ٨٠٥ ، كشف اليقين : ٣١ ، العمدة : ٢٤ ، المصباح للكفعمي : ٦٧٨ ، الإقبال : ٣ / ٢٣١ / ٥١ ، المستجاد : ٢٩٤ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٠٧ ، إعلام الورى : ١ / ٣٠٦ ، عمدة الطالب : ٥٨ ، روضة الواعظين : ٨٧ ، كفاية الطالب : ٤٠٧ ، الفصول المهمّة : ٢٩ . والشهيد في الدروس كما نقل عنه المجلسي في البحار 53/ 8 والطبرسي في اعلام الورى ص159
الثاني: يوم الاحد لسبعة خلون من شعبان
وبه رواية صفوان عن ابي جعفر عليه السلام كما في مصباح المتهجد ص 741 والدروس : ٢ / ٧ .
الثالث: في الثالث والعشرين من شعبان
وبه قال علي بن محمد المالكي في الفصول المهمة ص29
الرابع: السادس من شهر ذي الحجة وبه رواية مطولة اوردها المجلسي في بحار الانوار 35/ 20 عن فضائل ابن شاذان ص93
وكما اختلفوا في يوم المولد اختلفوا في السنة التي ولد فيها عليه السلام
فقد قال الكليني في الكافي 1/ 452 ولد بعد عام الفيل بثلاثين سنة وكذلك الشيخ الطوسي في التهذيب 6/ 19 وابن شهر اشوب في المناقب 3/ 353
وقال ابن شهر اشوب في المناقب 3/ 353: روى ابن همام بعد تسعة وعشرين سنة
وقال الشيخ الطوسي في الصباح ص741 قبل النبوة باثنتي عشرة سنة
الخامس: النصف من شهر رمضان، راجع إثبات الوصيّة: ١٤٦، وكنز الفوائد: ١ / ٢٥٥.
وليد الكعبة
وُلد امير المؤمنين عليه السلام بمكّة في البيت الحرام، يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل . ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه ; إكراماً من الله تعالى له بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم ([2])
قال الحاكم في المستدرك ([3]): فقد تواترت الأخبار على أنّ فاطمة بنت أسد، ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في جوف الكعبة.
والشبلنجي فينور الأبصار ([4]) قال: ولد عليه السلام بمكّة، داخل البيت الحرام، يوم الجمعة الثالث عشر من رجب الحرام سنة ثلاثين من عام الفيل، قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة.. ولم يولد في البيت الحرام قبله سواه، قاله ابن الصباغ المالكي.
وقال السيد محمود الآلوسي في شرح القصيدة العينيّة ([5]) لعبد الباقي العمري الموصلي عند قوله:
أنت العلي الذي فوق العلى رفعا *** ببطن مكة عند البيت إذ وضعا
وكون الأمير (كرّم الله وجهه) ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين ـ السنة والشيعة ـ .
إلى أن قال: ولم يشتهر وضع غيره (كرّم الله وجهه) كما اشتهر وضعه.. وما أحرى بإمام الأئمّة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين؟ وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين.
وقال عند قوله (6):
وأنت أنت الذي حطت له قدم *** في موضع يد الرحمن قد وضعا
وقيل: أحب عليه الصلاة والسلام ــ يعني علياً عليه السلام ــ أن يكافئ الكعبة حيث ولد في بطنها، بوضع الصنم عن ظهرها …الى آخر كلامه.
ولنعم ما قال السيد رضا الهندي :
لما دعاك الله قدما لأن *** تولد في البيت فلبيته
شكرته بين قريش بأن *** طهرت من أصنامهم بيته([7])
مصادر الولادة في الكعبة عند الفريقين
ومهما يكن فإنّ هذا يجده القرّاء الكرام من المتسالم عليه من فضائل مولى الموحّدين وإمام المتقين وأمير المؤمنين عليّ عليه السلام في غير واحد من مصادر الفريقين ــ السنّة والشيعة ــ ولا ينكره حتى النواصب والخوارج إلا الشاذ منهم.
قال العلامة الاميني بخصوص هذه المنقبة :
ويجدها القارئ من المتسالم عليه من فضائل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في غير واحد من مصادر القوم منها :
1 - مروج الذهب 2 ص 2 تأليف أبي الحسن المسعودي الهذلي
2 - تذكرة خواص الأمة ص 7 سبط ابن الجوزي الحنفي
3 - الفصول المهمة ص 14 ابن الصباغ المالكي
4 - السيرة النبوية 1 ص 150 نور الدين علي الحلبي الشافعي
5 - شرح الشفا ج 1 ص 151 الشيخ علي القاري الحنفي
6 - مطالب السئول ص 11 أبي سالم محمد بن طلحة الشافعي
7 - محاضرة الأوائل ص 120 الشيخ علاء الدين السكتواري
8 - مفتاح النجا في مناقب آل العبا ميرزا محمد البدخشي
9 - المناقب الأمير محمد صالح الترمذي
10 - مدارج النبوة الشيخ عبد الحق الدهلوي
11 - نزهة المجالس 2 ص 204 عبد الرحمن الصفوري الشافعي
12 - آيينه تصوف ط ص 1311 شاه محمد حسن الجشتي
13 - روائح المصطفى ص 10 صدر الدين أحمد البردواني
14 - كتاب الحسين 1 ص 16 السيد علي جلال الدين
15 - نور الأبصار ص 76 السيد محمد مؤمن الشبلنجي
16 - كفاية الطالب ص 37 الشيخ حبيب الله الشنقيطي
وأما أعلام الشيعة فقد ذكرت منهم هذه الأثارة أمة كبيرة منها :
1 - الحسن بن محمد بن الحسن القمي في تاريخ قم الذي ألفه وقدمه إلى الصاحب ابن عباد سنة 378 ، وترجمه إلى الفارسية الشيخ الحسن بن علي بن الحسن القمي سنة 865 ، راجع ص 191 من الترجمة .
2 - الشريف الرضي المتوفى 406 ( المترجم في ج 4 ص 181 - 221 ) ذكرها في خصائص الأئمة وقال : لم نعلم مولودا في الكعبة غيره .
3 - شيخ الأمة معلم البشر أبو عبد الله المفيد المتوفى 413 في المقنع ، ومسار الشيعة ص 51 مصر ، والارشاد ص 3 وقال : لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله سواه ، إكراما من الله جل اسمه بذلك ، وإجلالا لمحله في التعظيم .
4 - الشريف المرتضى المتوفى 436 ذكرها في شرح القصيدة البائية للحميري ص 51 ط مصر وقال : لا نظير له في هذه الفضيلة .
5 - نجم الدين الشريف أبو الحسن علي بن أبي الغنائم محمد المعروف بابن الصوفي ذكرها في كتابه ( المجدي )
6 - الشيخ أبو الفتح الكراجكي المتوفى 449 في كنز الفوائد ص 115 .
7 - الشيخ حسين بن عبد الوهاب معاصر الشريف المرتضى في ( عيون المعجزات )
8 - شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي المتوفى 460 في التهذيب ج 2 ، ومصباح المتهجد ص 560 ، والأمالي ص 80 - 82
9 - أمين الاسلام الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفى 548 صاحب مجمع البيان في ( إعلام الورى ) ص 93 وقال : لم يولد قط في بيت الله تعالى مولود سواه لا قبله ولا بعده
10 - ابن شهرآشوب السروي المتوفى 588 في ( المناقب ) 1 ص 359 ، و ج 2 ص ، 5 .
11 - ابن البطريق شمس الدين أبو الحسين يحيى بن الحسن الحلي المتوفى 600 في كتابه ( العمدة ) وقال : لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله سواه .
12 - رضي الدين علي بن طاوس المتوفى 664 في كتابه الاقبال ص 141 .
13 - عماد الدين الحسن الطبري الآملي صاحب الكامل المؤلف سنة 675 في كتابه ( تحفة الأبرار ) في الفصل الثامن من الباب الرابع
14 - بهاء الدين الأربلي المتوفى 692 في كتابه ( كشف الغمة ) ص 19 وقال : لم يولد في البيت أحد سواه قبله ولا بعده ، وهي فضيلة خصه الله بها إجلالا له ، وإعلاء لرتبته ، وإظهارا لتكرمته .
15 - أبو علي ابن الفتال النيسابوري ذكرها في ( روضة الواعظين ) ص 67 .
16 - هندوشاه بن عبد الله الصاحبي النخجواني في ( تجارب السلف ) ص 37
17 - العلامة الحسن بن يوسف الحلي المتوفى 726 في كتابيه : كشف الحق ، وكشف اليقين ص 5 ونص على أنه لم يولد أحد سواه فيها لا قبله ولا بعده
18 - جمال الدين ابن عنبة المتوفى 828 في عمدة الطالب ص 41 .
19 - الشيخ علي بن يونس العاملي البياضي المتوفى 877 في الصراط المستقيم
20 - السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني ، في المشجر الكشاف للسادة الأشراف ص 230 ط مصر
21 - الشيخ تقي الدين الكفعمي، في المصباح ص 512
22 - أحمد بن محمد بن عبد الغفار الغفاري القزويني في تاريخ نكارستان المؤلف سنة 949 ص 10 ط سنة 1245
23 - القاضي نور الله المرعشي المستشهد 1019 ، في كتابه : إحقاق الحق
24 - الشيخ عبد النبي الجزائري المتوفى 1021 في حاوي الأقوال
25 - الشيخ محمد بن الشيخ علي اللاهيجي في محبوب القلوب .
26 - المولى المحسن الكاشاني المتوفى 1091 في كتابه تقويم المحسنين
27 - الشيخ نظام الدين محمد بن الحسين التفرشي الساوجي تلميذ البهائي في تأليفه تكملة الجامع العباسي لشيخه المذكور .
28 - الشيخ أبو الحسن الشريف المتوفى 1100 في كتابه الضخم الفخم القيم ضياء العالمين وقال : كانت مشهورة في الصدر الأول
29 - السيد هاشم التوبلي البحراني صاحب التآليف القيمة المتوفى 1107 في غاية المرام وقال : بلغت حد التواتر معلومة في كتب العامة والخاصة
30 العلامة المجلسي المتوفى 1110 / 11 في جلاء العيون ص 80 فقال ما معناه : مشهور بين المحدثين والمؤرخين من الخاصة والعامة
31 - السيد نعمة الله الجزائري المتوفى 1112 في الأنوار النعمانية .
32 - السيد علي خان الشيرازي 1118 / 20 في الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية
33 - السيد محمد الطباطبائي جد آية الله بحر العلوم الفارغ عن بعض تآليفه سنة 1126 في رسالته الموضوعة لتواريخ مواليد الأئمة ووفياتهم
34 - السيد عباس بن علي بن نور الدين الموسوي الحسيني المكي المتوفى 1179 في كتابه نزهة الجليس ج 1 ص 68
. 35 - أبو علي الحائري المتوفى 1215 في رجاله الدائر منتهى المقال ص 46
36 - السيد محسن الأعرجي المتوفى 1227 في عمدة الرجال
37 - الشيخ خضر بن شلال العفكاوي النجفي المتوفى 1255 في مزاره المسمى بأبواب الجنان وبشائر الرضوان
38 - السيد حيدر الحسني الحسيني الكاظمي المتوفى 1265 في عمدة الزائر ص 54
39 - السيد مهدي القزويني المتوفى 1300 في فلك النجاة ص 326
40 - المولى السيد محمود بن محمد علي بن محمد باقر في تحفة السلاطين ج 2 فقال ما معناه: مشهور كالشمس في رائعة النهار
41 - المولى السلطان محمد بن تاج الدين حسن في تحفة المجالس ص 88 ط سنة 1274 .
42 - السيد ميرزا حسن الزنوزي نزيل خوي في كتابه الضخم بحر العلوم .
43- الحاج المولى شريف الشرواني من تلمذة السيد العظيم صاحب الرياض في كتابه: الشهاب الثاقب في مناقب علي بن أبي طالب
44 - المولى علي أصغر البروجردي في عقائد الشيعة ص 31 ط سنة 1263
45 - الحاج ميرزا حبيب الخوئي في كتابه الكبير : شرح نهج البلاغة ج 1 ص 71
46 - أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني الأعرجي في مناهل الضرب في أنساب العرب
47 - الحاج الشيخ عباس القمي المتوفى 1359 في ( سفينة البحار ) ج 2 ص 229
48 - السيد محسن الأمين الحسيني العاملي في ( أعيان الشيعة ) ج 3 : 3
49 - الشيخ جعفر نقدي في كتابه ( نزهة المحبين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ) ص 2 - 8
50 – الشيخ محمد علي الاوردبادي ألف في الموضوع كتابا فخما اسماه علي وليد الكعبة ([8])
ولا يخفى على أحد أهمية ولادة علي بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة، وبتلك الطريقة المعجزة حيث انشق الجدار لوالدته فاطمة بنت أسد ودخلت في ضيافة الله ثلاثة أيام!.
فقد أراد الله سبحانه أن يبين للعالمين عظيم فضل هذا المولود المبارك، حيث جعل محل ولادته في أشرف بقعة في الأرض عند جميع المسلمين وما سيصبح قبلة لهم إلى يوم الدين، أي في الكعبة المكرمة والبيت الحرام.
وهذه الفضيلة من خصائص عليّ عليه السلام لم يشاركه فيها أحد من الأولين ولا يشاركه أحد من الآخرين. فلو لم تكن من مناقبه إلا هذه لكفته فخراً وشرفاً.
فقد رُوي عن الدقاق، عن الأسدي، عن النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير قال: قال يزيد بن قعنب: كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذا أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام وكانت حاملة به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق..
فقالت: ربي إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكُتب وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل وأنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسّرت عليَّ ولادتي.
قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عزّوجلّ، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين عليه السلام، ثم قالت:
إني فُضلت على مَنْ تقدمني من النساء، لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عزّ وجلّ سراً في موضع لا يحب أن يُعبد الله فيه إلا اضطراراً، وإن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطباً جنياً، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأوراقها، فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف:
يا فاطمة سمّيه علياً فهو عليّ، والله العليّ الأعلى يقول: إني شققت اسمه من اسمي وأدبّته بأدبي ووقفته على غامض علمي وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي، ويقدسني ويمجدني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه (9).
وفي المعنى قال السيد الحميري المتوفّى سنة173 قصيدة منها:
ولدته في حرم الإله وأمنه *** والبيت حيث فناؤه والمسجد
بيضاء طاهرة الثياب كريمة *** طابت وطاب وليدها والمولدُ
فى ليلة غابت نحوس نجومها *** وبدت مع القمر المنير الأسعد
ما لُفّ في خرق القوابل مثله *** إلاّ ابن آمنة النبي (محمّد)
وروى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: (إن فاطمة بنت أسد ضربها الطلق وهي في الطواف فدخلت الكعبة فولدت أمير المؤمنين عليه السلام فيها) (10).
قال عمر بن عثمان: ذكرت هذا الحديث لسلمة بن فضيل فقال: حدثني محمد بن إسحاق عن عمه موسى بن بشار: (ان عليّ بن أبي طالب عليه السلام ولد في الكعبة) (11).
وورد في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام : (السلام عليك يا مَن ولد في الكعبة وزوّج في السماء بسيدة النساء…) (12).
القائلين بولادته عليه السلام في الكعبة من علماء الجمهور ومصنفيهم :
قال جل علماء الجمهور في مصنفاتهم بان امير المؤمنين عليه السلام كانت ولادته في الكعبة بل ان بعظم جزم بان لم يكن احد سواه قد ولد فيها واليك قائمة ببعض هؤلاء :
1- ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ج1 ص 171 و ص172
2- الشافعي الشبلنجي في نور الابصار ص67
3- الكنجي في كفاية الطالب ص407
4- الاربلي في كشف الغمة ج1 ص123
5- الصفوري في نزهة المجالس ج2 ص165
6- الخطيب التبريزي في الاكمال في اسماء الرجال ص50
7- الحكم في المستدرك على الصحيحين ج3 ص483.
اما الامامية فقد اجمعوا على ذلك ولم يشذ منهم احد مطلقا
روايات المولد
وقد وردت عدة روايا حاكية لقصة المولد الشريف نذكر منها :
عن جابر بن عبد الله الأنصاري : سألت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) عن ميلاد أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب ( عليه السلام ) ، فقال : ( آه ، آه ! لقد سألتني عن خيرِ مولودٍ وُلِد بعدي على سُنّة المسيح ( عليه السلام ) ; إنّ الله تبارك وتعالى خلَقَني وعليّاً من نور واحد . . . ثمّ نقلنا من صُلبه [ آدم ( عليه السلام ) ] في الأصلاب الطاهرات إلى الأرحام الطيّبة ، فلم نزَل كذلك حتى أطلعني الله تبارك وتعالى من ظهرٍ طاهر ، وهو عبد الله بن عبد المطّلب ، فاستودعني خير رحِم وهي آمنة ، ثمّ أطلع الله تبارك وتعالى عليّاً من ظهرٍ طاهر وهو أبو طالب ، واستودعه خير رحِم وهي فاطمة بنت أسد ) ([13])
عن سعيد بن جبير : قال يزيد بن قَعْنَب : كنت جالساً مع العبّاس بن عبد المطّلب وفريق من عبد العُزّى بإزاء البيت الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أُمّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكانت حاملة به تسعة أشهر وقد أخذَها الطلَق ، فقالت : ربّ ، إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسُلٍ وكُتب ، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) وإنّه بنى البيت العتيق ، فبحقّ الذي بنى هذا البيت ، وبحقّ المولود الذي في بطني ، لمّا يسّرت عليّ ولادتي .
قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت وقد انفتح عن ظَهْره ، ودخلت فاطمة وغابت عن أبصارنا ، والتزق الحائط ، فرُمنا أنْ ينفتح لنا قُفْل الباب فلم ينفتح ، فعلِمنا أنّ ذلك أمرٌ من أمر الله تعالى .
ثمّ خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثمّ قالت : إنّي فُضّلت على مَن تقدّمني من النساء ; لأنّ آسية بنت مزاحم عبَدت الله سرّاً في موضعٍ لا يحبّ أنْ يُعبَد الله فيه إلاّ اضطراراً ، وأنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلَت منها رُطَباً جنيّاً ، وإنّي دخلت بيت الله الحرام وأكلت من ثمار الجنّة وأرزاقها([14])
الإمام الباقر عن الإمام زين العابدين ( عليهما السلام ) : ( كنت جالساً مع أبي ونحن زائرون قبر جدّنا ( عليه السلام ) وهناك نسوان كثيرة ، إذ أقبلت امرأة منهنّ ، فقلتُ لها : مَن أنتِ يرحمك الله ؟ قالت : أنا زيدة بنت قَريبة بن العَجْلان من بني ساعدة ، فقلت لها : فهل عندك شيء تحدّثينا ؟ فقالت : إي والله ، حدّثتني أُُمّي أُمّ عُمارة بنت عُبادة بن نَضْلة بن مالك بن العَجلان الساعدي أنّها كانت ذات يوم في نساء من العرب ، إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً ، فقلت له : ما شأنك يا أبا طالب ؟ قال : إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة المخاض ثمّ وضع يديه على وجهه .
فبينا هو كذلك ، إذ أقبل محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال له : ما شأنك يا عمّ ؟ فقال : إنّ فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض ، فأخذ بيده وجاء وهي معه ، فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة ، ثمّ قال : اجلسي على اسم الله ، قال : فطلَقت طَلْقة فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً مُنظّفاً لم أرَ كحُسن وجهه ، فسمّاه أبو طالب عليّاً ، وحمَله النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) حتى أدّاه إلى منزلها )
قال عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( فو الله ما سمعتُ بشيءٍ قطّ إلاّ وهذا أحسن منه ! ) ([15])
عن أمالي الطوسي رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان، قال: حدثني أحمد بن محمد بن أيوب, قال: حدثنا عمر بن الحسن القاضي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثني أبو حبيب؛ قال: حدثني سفيان بن عيبة عن الزهري عن عايشة, قال محمد بن أحمد بن شاذان: وحدثنا سبل بن أحمد, قال: حدثني أحمد بن عمر الزنبقي, قال: حدثنا زكريا بن يحيى, قال: حدثنا أبو داوود, قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن العباس بن عبد المطلب , قال ابن شاذان: وحدثني إبراهيم بن علي وذكر أسناداً عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام), قال: كان العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم وفريق بني عبد العزى بازاء بيت الله الحرام، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت حاملة بأمير المؤمنين لتسعة أشهر، وكان يوم التمام، قال: فوقفت بازاء بيت الله الحرام وقد أخذها الطلق، فرمقت بطرفها نحو السماء وقالت: أي رب أني مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسول، وبكل نبي من أنبيائك وبكل كتاب أنزلته, وأني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، و أنه نبي بيتك العتيق، فأسالك بحق هذا البيت ومن بناه وبحق هذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني ويونسني بحديثه، وأنا مؤمنة أنه أحد آياتك ودلائلك لما يسرت عليَّ ولادتي.
قال العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب: فلما تكلمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء رأينا البيت قد انفتح من ظهره, ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا، ثم عادت الفتحة والتزقت بإذن الله, فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا فلم ينفتح الباب، فعلمنا أنَّ ذلك أمر من الله تعالى, وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام، قال: وأهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك وتتحدث المخدرات في خدورهن.
قال: فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح الباب من الموضع الذي كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعليّ (عليه السلام) على يديها، ثم قالت: معاشر الناس إن الله عز وجل اختارني من خلقه, وفضلني على المختارات ممن مضى قلبي، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم؛ فإنها عبدت الله سراً في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطراراً، وإن مريم بنت عمران هزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليها رطباً جنياً، وإن الله تعالى اختارني وفضلني عليهما وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين؛ لأني ولدت في بيته العتيق وبقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة وارزاقها فلما أردت أن أخرج وولدي على يدي هتف بي هاتف, وقال:
يا فاطمة سميه علياً؛ فأنا العلي الأعلى وأني خلقته من قدرتي وعزتي وجلالي وقسط عدلي واشْتَقَقْتُ اسمه من اسمي وأدبته بأدبي، وهو أول من يؤذن فوق بيتي, ويكسر الأصنام ويرميها على وجهها ويعظمني ويمجدني ويهللني وهو الإمام بعد حيببي ونبيي وخيرتي من خلقي محمد رسولي ووصيه؛ فطوبى لمن أحبه ونصره، والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقه.
فلما رآه أبو طالب (عليه السلام) سر, وقال علي (عليه السلام): السلام عليك يا أبت ورحمة الله وبركاته.
ثم قال دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين (عليه السلام) وضحك في وجهه، و قال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قال: ثم تنحنح بإذن الله, وقال: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلواتهم خاشعون﴾([16]) إلى آخر الآية فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أفحلوا بك، وقرأ تمام الآية إلى قوله: ﴿أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون﴾([17])، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت والله أميرهم تميرهم من علومك فيمتارون، وأنت والله دليلهم وبك يهتدون.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة: اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه به, فقالت: فإذا خرجت أنا فمن يرويه؟
فقال: أنا أرويه.
فقالت فاطمة: أنت ترويه؟
قال: نعم فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لسانه فجرت منه أثنتا عشرة عيناً في فمه، وذلك قول الله تعالى ﴿فأنفجرت منه أثنتا عشرة عيناً﴾، قال: فسمى ذلك اليوم يوم التروية.
فلما أن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نوراً قد ارتفع من عليّ إلى عنان السماء, قالت: ثم شددته وقمطته قماطاً فبستر القماط، ثم جعلته قماطين فبسترهما، فجعلته ثلاثة فبسترها، فجعلته أربعة أقمطة من رق مصر لصلابته فبسترها، فجعلته خمسة اقمط ديباج لصلابته فبسترها كلها، فجعلته ستة من ديباج وواحداً من الآدم فتمطى فيها فقطعها كلها بإذن الله ثم قال بعد ذلك: يا أماه لا تشدي يدي؛ فإني أحتاج أن أبصبص لربي بأصبعي، قال: فقال أبو طالب عند ذلك: إنه سيكون شأن وبناء.
قال: فلما كان من غد دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على فاطمة، فلما بصر علي (عليه السلام) برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سلم عليه وضحك في وجهه وأشار إليه أن خذني واسقني مما سقيتني بالأمس، قال: فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فقالت فاطمة: عرفه ورب الكعبة. قال: فبكلام فاطمة سمي ذلك اليوم عرفة، يعني أن أمير المؤمنين (عليه السلام) عرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فلما كان اليوم الثالث, وكان العاشر من ذي الحجة أذّنَ أبو طالب أذاناً جامعاً, وقال: هلموا إلى وليمة ابني عليّ، قال: ونحر ثلاث من الإبل وألف رأس من البقر والغنم واتخذ وليمة عظيمة، وقال: معاشر الناس ألا من أراد من طعام علي ولدي فهلموا وطوفوا بالبيت سبعاً سبعاً, وادخلوا وسلموا على ولدي عليّ فإن الله شرَّفه، ولفعل أبي طالب شرف يوم النحر([18]).
في فضائل شاذانبن جبرئيل عن سلمان والمقداد بن الأسود الكندي, وعمار بن ياسر العبسي، وأبي ذر الغفاري، وحذيفة بن اليمان، وأبي الهثيم بن التيهان, وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنهم أنهم دخلوا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجلسوا بين يديه, والحزن ظاهر في وجوههم, فقالوا: نفديك يا رسول الله باموالنا وانفسنا وبالآباء والأُمهات, إنا نسمع في أخيك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ما يحزننا, أتأذن لنا بالرد؟
فقال: وماعساهم أن يقولوا في أخي عليّ؟
فقالوا: يا رسول الله يقولون: أي فضل لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) في سبقه إلى الإسلام، وإنما أدركه طفلاً ونحو من ذلك فهذا يحزننا؟
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا يحزنكم؟
قالوا: نعم يا رسول الله.
فقال: بالله عليكم هل علمتم من الكتب المقدمة أنّ إبراهيم ذهب أبوه, وهو حمل في بطن أُمه، فخافت عليه من النمرود بن كنعان(لعنه الله)؛ لأنه كان يقتل الأولاد ويبقر بطون الحوامل؛ فجاءت به فوضعته بين أتلال بشاطئ نهر النيل، يقال له جزوان بين غروب الشمس إلى إقبال الليل، فلما وضعته واستقر على وجه الأرض قام من تحتها يمسح رأسه ووجهه ويكبر ويتشهد الشهادة بالوحدانية، ثم أخذ ثوباً فاتشح به، وأُمه ترى ما يصنع وقد ذعرت منه ذعراً شديداً، فهرول من يدها مادّاً عينه إلى السماء, وكان منه أنه قال عند نظر الكواكب، قال ثم لما رآى الشمس قال فقال الله فيه: ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض﴾([19]) الآيهّ.
وعلمتم أن موسى بن عمران كان قريباً من فرعون، وكان فرعون في طلبه وكان يبقر بطون الحوامل من أجله، فلما ولدته أُمه فزعت عليه فزعاً شديداً، فأخذته من تحتها وطرحته في التابوت, وكان يقول لها: يا أُمي ألقيني في اليم, فقالت له وهي مذعورة من كلامه: إني أخاف عليك الغرق, قال لها: لا تخافي ولا تحزني إن الله تعالى رادني إليك، ثم ألقته كما ذكر لها, ثم بقي في اليم لا يطعم طعاماً ولا يشرب شراباً معصوماً مدة، إلى أن رد إلى أُمه. وقيل: إنه بقي سبعين يوماً فأخبر الله عنه، إذ تمشي أختك فتقول: ﴿هل أدلكم على من يكفله﴾([20]) الآية.
وعيسى بن مريم إذ تكلم عند ولادته، وقصته مشهورة ﴿فناداها من تحتها أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريراً﴾([21]) الآية، ﴿والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً﴾([22]), وقد علمتم جميعاً أني أفضل الأنبياء، وقد خلقت أنا وعلي من نور واحد وأنّ نورنا كان يسمع تسبيحه من أصلاب آبائنا وبطون أُمهاتنا في كل عصر وزمن إلى عبد المطلب، فكان نورنا يظهر في وجوه آبائنا فلما وصل إلى عبد المطلب انقسم النور نصفين نصف إلى عبد الله ونصف إلى أبي طالب عمي، وأنهما كانا إذا جلسا في ملأ من الناس يتلألأ نورنا في وجهيهما من دونهم, حتى إن السباع والهوام كانت تسلم عليهما لأجل نورنا، حتى خرجنا إلى دار الدنيا، وقد نزل جبريل عند ولادة ابن عمي علي, وقال:
يا محمد ربك يقرئك السلام, ويقول لك: الآن ظهرت نبوتك وإعلام دينك وكشف رسالاتك؛ إذ أيدك بأخيك ووزيرك وخليفتك من بعدك، والذي أشدّ به أزرك وأعلى به ذكرك علي أخيك وابن عمك؛ فقم إليه واستقبله بيدك اليمنى؛ فإنه من أصحاب اليمين وشيعته من الغر المحجلين.
قال: فقمت فوجدت أُمه والنساء والقبائل من حولها، وإذا بسجاف قد ضربه جبرئيل بيني وبين النساء, وقال: إذا وضعته فاستقبله, قال: ففعلت ما أمرني ربي، ومددت يدي اليمنى فإذا بعلي مائلاً على يدي واضعاً يده اليمنى في أُذنه يؤذن ويقيم في الخفية, ويشهد بالوحدانية لله وبرسالتي. ثم اثنى إِليَّ وقال: السلام عليك يا رسول الله, فقلت: وعليك السلام يا أمير المؤمنين، إقرأ يا أخي، فو الذي نفسي بيده قد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله تعالى على آدم، وقام بها ابنه شيت أُبن آدم فتلاها من أولها إلى آخرها، حتى لو حضر آدم لاقرَّ له أنه أحفظ لها منه، وتلا صحف إبراهيم، ثم قرأ التوراة حتى لو حضر موسى لشهد أنه أعلم بها منه، ثم قرأ الإنجيل حتى لو حضر عيسى لأقرَّ أنه أحفظ له منه, ثم قرأ القرآن الذي أنزله الله عليَّ من أوله إلى آخره, ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب به الأنبياء أوصياءهم، ثم عاد إلى حال طفوليته وهكذا احد عشر إماماً من نسله، يفعل في ولادته مثلما فعل الأنبياء (عليه السلام)، فما يحزنكم وما عليكم من قول أهل الشرك، وبالله تعالى هل تعلمون أني أفضل الأنبياء، وأن وصيي أفضل الأوصياء؟
إن أبي آدم لما رآى اسمي واسم أخي وأسماء فاطمة والحسن والحسين مكتوبين على ساق العرش بالنور فقال: إِلهي هل خلقت خلقاً قبلي وهو أكرم عليك مني؟
فقال تعالى: يا آدم لولا هذه الأسماء لما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً، ولولاهم لما خلقتك؛ فلما وقع آدم في الخطيئة قال: إلهي وسيدي فبحقهم عليك إلا غفرت لي خطيئتي, ونحن كنا الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فقال: ابشر يا آدم فإن هذه الأسماء من ولدك وذريتك؛ فعند ذلك حمد الله تعالى وافتخر على الملائكة. فإذا كان هذا فضلنا عند الله انه لا يعطي نبياً شيئاً من الفضل إلا أعطاه لنا، فما بالكم تحزنون على قول بعض أهل الشرك؟! فقام سلمان وأبا ذر ومن معهما وهم يقولون: نحن الفائزون فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أنتم الفائزون ولكم خلقت الجنة ولعدوكم خلقت النار, انتهى([23]).
وجاءت بشارات بولادة الإمام علي (عليه السلام) في الإنجيل إذ قال عيسى (عليه السلام) : إنَّ الإليا متوقّع أنْ يأتي ([24])
وإليا هو الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وصي محمد (صلى الله عليه وآله) ([25])
شبهات المناوئين حول المولد الشريف
كبر على البعض ممن يحسب نفسه على المؤرخين ان يمر بهذه المكرمة العظمى لامير المؤمنين عليه السلام الا ويلقي في بحرها المواج بالنور والبركة شيئا من الحصى الذي لا لا يكشف الا عن حقد شديد على الاسلام والصادقين من اهله ،
انه الزبير بن بكار والذي زعم خلافا لجموع المؤرخين والمصنفين من علماء الاسلام من الفرقين المجمعين – كما تلونا عليك – بانفراد امير المؤمنين بشرف الولادة في الكعبة ([26])
قال ابن ابي الحديد :
كثير من الشيعة يزعمون : انه ولد في الكعبة والمحدثون لا يعترفون بذلك ويزعمون ان المولود في الكعبة حكيم بن حزام ([27])
بل قال بعظهم :
حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة ولا يعرف ذلك لغيره ، واما ما روي من ان عليا ولد فيها فضعيف عند العلماء ([28])
اما الديار بكري فحاول الجمع بالقول بولادتهما فيها جميعا ([29])
ولمعرفة بطلان هذا الادعاء الذي ادعوه لحكيم([30]) علينا اولا معرفة سيرة هذا الرجل ولو باختصار لما عرفت ان القائل بهذا الزبير بن بكار ومصعب بن عبد الله ([31])
فمن الطبيعي ان يكونا لفضائل امير المؤمنين من الكاتمين والمحرفين لانهما لهما في حكيم هوى فهو ابن عم الزبير وابن عم اولاده فهو حكيم بن حزام بن خويلد بن اسد بن عبد العزى والزبيريون ينتهون ايضا الى اسد بن عبد العزى وقد اسلم يوم الفتح
قال ابن عبد البر في ترجمة عبد الله بن حكيم بن حزام القرشي الأسدي صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه حكيم بن حزام وإخوته هشام وخالد ويحيى بنو حكيم ابن حزام وكان إسلامهم يوم الفتح وقتل عبد الله بن حكيم هذا يوم الجمل مع عائشة وهو كان صاحب لواء طلحة والزبير بن العوام يومئذ ([32])
,قالحكيم بن حزام : خرجت إلى اليمن فابتعت حلة ذي يزن ، فأهديتها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المدة التي كانت بينه وبين قريش ، فقال : لا أقبل هدية مشرك فردها ، فبعتها فاشتراها فلبسها وكان ممن يحتكر الطعام في المدينة
قال الصادق عليه السلام : كان رجل من قريش يقال له حكيم بن حزام كان إذا دخل الطعام المدينة اشتراه كله ، فمر عليه النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا حكيم بن حزام إياك أن تحتكر ([33])
قال المامقاني : نقل الطبري : انه كان عثمانيا متصلبا تلكا عن علي ولم يشهد شيئا من حروبه ([34])
قد حاول الزبير بن بكّار (حسداً لمنزلة الإمام علي (عليه السلام) في ولادته في جوف الكعبة) إيجاد منقبة لأحد الصحابة توازي منزلة الإمام علي (عليه السلام) تلك على خطى معاوية بن أبي سفيان ، للانتقام من وصي المصطفى فانتخب عدوّاً لبني هاشم ألا وهو حكيم بن حزام الطليق ابن عمّه ، الذي تلكّأ عن بيعة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)مع مجموعة زيد بن ثابت ومحمد بن مَسْلَمة) وكان عثمانيّاً متصلّباً([35])
فاختلق له فضيلة الولادة في الكعبة([36])
وآل الزبير من المحاربين لأهل البيت (عليهم السلام) وكان عبدالله بن الزبير قد همَّ بإحراق بني هاشم جميعاً أثناء حكمه للحجاز([37])فحصر بني هاشم في بيت وجعل الحطب حوله بمستوى جداره وخيّرهم بين الموت بالنار والبيعة له ! ولم يتورّع عن إحراقهم في داخل الحرم المكّي([38])
ويشارك حكيم بن حزام بني الزبير في حقدهم على أهل البيت (عليهم السلام) .
وبلغت عداوة حكيم بن حزام لبني هاشم درجة عالية إذ جاء : لمّا كان يوم بدر جمعت قريش بني هاشم وحلفاءهم في قبّة وخافوهم ، فوكّلوا بهم من يحفظهم ويشدّد عليهم منهم حكيم بن حزام([39])
وقد خرج حكيم بن حزام وأبو سفيان وصفوان بن أُميّة وعبدالله بن أبي ربيعة إلى معركة حنين لا لنصر الإسلام بل كما قال الواقدي : ينظرون لمن تكون الدائرة واضطربوا خلف الناس والناس يقتتلون([40])
أي تسبّبوا في هزيمة المسلمين ، فكانوا من المنافقين إلى نهاية عمرهم .
وبنو الزبير وحكيم بن حزام من قبيلة بني عبد العزّى القرشية فأراد الزبيريون رفع شأن قبيلتهم وفقاً لأعراف الجاهلية .
فاجتمعت في حكيم عدة منصفات المنافقين ويابى الله ان يساوي بين امير المؤمنين وبن المنافق في مكرمة لم تعطى لرسول الله نفسه
ومن البعيد أن يجمع الله تعالى هذه الفضيلة لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعدوّه الطليق حكيم بن حزام المحارب لله ورسوله المستمر على النفاق .
والله هو القائل على لسان نبيّه (صلى الله عليه وآله) : ياعلي لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق
نعم اذا اراد خصوم علي ذلك زورا وبهتانا فعلوه وسطروه في كتبهم كما فعل ابن بكار
فقد انفرد بتلك الرواية المزيّفة مع عمّه مصعب بن عبدالله وهما من أبناء عبدالله بن الزبير بن العوّام المعادين لأهل البيت (عليهم السلام) .
قال أحمد بن علي السليماني : إنّ الزبير بن بكّار كان من عداد من يضع الحديث .
وقال مرّة عنه : منكر الحديث([41])
والعجب ولا عجب من ابن ابي الحديد حيث قال في شان ولادة امير المؤمنين عليه السلام في الكعبة : والمحدثون لا يعترفون بذلك
فهل الحاكم الذي رواها بنظر ابن ابي الحديد جاهل بالحديث ؟ ام ماذا ؟
ومن شبهاتهم الاخرى ان موهو على الموضع الذي ولد فيه امير المؤمنين بان صاروا يصلحون اثر الشق الذي في جدار الكعبة لئلا يطلع عليه احد
بل ان المقام كان معلما وقد كتب عليه ( هذا مقام علي ) فغيروها بالرفع ونسبوا العلوا للمقام
بل اكثر من ذلك عينوا مسجدا في مكة وكتبوا عليه مسجد مولد علي
قال ابن جبير الاندلسي عند ذكر المشاهد والاثار بمكة :
دخلنا مولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو مسجد حفيل البنيان وكان دارا لعبد الله بن عبد المطلب . . . إلى أن يقول : وعلى مقربة منه أيضا مسجد عليه مكتوب : هذا المسجد هو مولد علي بن أبي طالب ، رضوان الله عليه ، وفيه تربى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان دارا لأبي طالب عم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكافله([42])
وقال ابن ضياء العربي ( المواضع المباركة بمكة المعروفة بالمواليد ) ومنها الموضع الذي يقال له : مولد علي بن أبي طالب عليه السلام وهذا الموضع مشهور عند الناس بقرب مولد النبي صلى الله عليه واله بأعلى الشعب الذي فيه المولد وعلى بابه حجر مكتوب فيه هذا مولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفيه ربى رسول الله صلى الله عليه واله . قيل : ولد علي بن أبي طالب في جوف الكعبة وهذا ضعيف عند العلماء كما قاله النووي في ( تهذيب الأسماء([43])
وما هذه التحريفات عن الظالمين ببعيد وسوف ياتيك في الغدير تمويههم على الحاج مكان الغدير وفي المقتل ووادعاءهم بان قبر امير المؤمنين في النجف الاشرف للمغيرة بن شعبة وفي بلاغة الامام عليه السلام ان نهج اللاغة من وضع الشريف الرضي ، نعم انهم وضعوا كما قال الامام عليه السلام لكل قائم مائل .
بركة المولد الشريف
وكان لعام ولادة امير المؤمنين عليه السلام بركة على الارض واهلها :
قال في شرح نهج البلاغة : روي أنّ السنة التي وُلد فيها عليّ ( عليه السلام ) هي السنة التي بُدئ فيها برسالة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فاُسمع الهتاف من الأحجار والأشجار ، وكُشِف عن بصره ، فشاهد أنواراً وأشخاصاً ، ولم يخاطَب فيها بشيء . وهذه السنة هي السنة التي ابتدأ فيها بالتبتّل والانقطاع والعزلة في جبل حراء ، فلم يزل به حتى كُوشِف بالرسالة ، وأُنزل عليه الوحي .
وكان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يتيمّن بتلك السنة وبولادة عليّ ( عليه السلام ) فيها ، ويسمّيها سنة الخير وسنة البركة .
وقال لأهله ليلة ولادته ـ وفيها شاهدَ ما شاهد من الكرامات والقدرة الإلهيّة ، ولم يكن من قبلها شاهد من ذلك شيئاً ـ : ( لقد وُلد لنا الليلة مولود يفتح الله علينا به أبواباً كثيرة من النعمة والرحمة ) . وكان كما قال صلوات الله عليه ; فإنّه ( عليه السلام ) كان ناصره ، والمحامي عنه ، وكاشف الغمّاء عن وجهه ، وبسيفه ثبت دين الإسلام ، ورسَت دعائمه ، وتمهّدت قواعده([44])
وهنا نكتة لابد من الاشارة اليها وهي الفرق بين ولادة فاطمة بنت اسد لامير المؤمنين عليه السلام وبين ولادة السيدة مريم العذراء
فان الاولى سمح لهها بدخول البيت ووضع جنينها فيه اما الثانية فمنعت ، بل امرت بان تذهب به الى مكان قصي كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
(فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا )([45])
________________
([1]) للعلاّمة الشيخ حسين نجف المتوفّى سنة1252
([2]) الإرشاد : ١ / ٥ ، المستجاد : ٢٩٤ ، عمدة الطالب : ٥٨ ، العمدة : ٢٤ ، تاج المواليد : ٨٨ ، إرشاد القلوب : ٢١١ ، خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : ٣٩ ، كشف اليقين : ٣١ ، نهج الحقّ : ٢٣٢ ، كشف الغمّة : ١ / ٥٩ ، إعلام الورى : ١ / ٣٠٦ والخمسة الأخيرة نحوه ، كفاية الطالب : ٤٠٧ وفيه ( ليلة ) بدل ( يوم ) ، الفصول المهمّة : ٢٩ ، نور الأبصار : ٨٥ ، وراجع الخرائج والجرائح : ٢ / ٨٨٨ ، وفرائد السمطين : ١ / ٤٢٥ / ٣٥٤ .
([3]) مستدرك الحاكم: ج3 ص483. الغدير للاميني ج6 ص22، نزهة المجالس للصفوري ج2 ص 165، الامام علي بن ابي طالب لاحمد الرحماني الهمداني ص525، خصائص الوحي المبين لابن بطريق ص24، الاكمال في اسماء الرجال للخطيب التبريزي ص50
([4]) نور الأبصار : ص69.
([5]) في الصفحة 15.
(6) في الصفحة 75.
([7]) الغدير ج 6 ص 23
([8]) الغدير ج 6 ص 22
(9) بحار الأنوار : ج35 ص8 ب1 ح11.
(10) بحار الأنوار : ج35 ص23 ب1 ح17.
(11) بحار الأنوار : ج35 ص23.
(12) بحار الأنوار : ج97 ص374 ب5 ح9 ط بيروت.
([13]) روضة الواعظين : ٨٨ ، الفضائل لابن شاذان : ٤٨ نحوه ، اليقين : ١٩١ / ٤٣ وفيه إلى ( سنة المسيح ) ، بحار الأنوار : ٣٥ / ١٠ / ١٢ وص ٩٩ / ٣٣ ، كفاية الطالب : ٤٠٦ نحوه . روضة الواعظين : ٨٨ ، الفضائل لابن شاذان : ٤٨ نحوه ، اليقين : ١٩١ / ٤٣ وفيه إلى ( سنة المسيح ) ، بحار الأنوار : ٣٥ / ١٠ / ١٢ وص ٩٩ / ٣٣ ، كفاية الطالب : ٤٠٦ نحوه .
([14]) عِلل الشرائع : ١٣٥ / ٣ ، معاني الأخبار : ٦٢ / ١٠ ، الأمالي للصدوق : ١٩٤ / ٢٠٦ ، الأمالي للطوسي : ٧٠٦ / ١٥١١ عن إبراهيم بن عليّ بإسناده عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) نحوه ، بشارة المصطفى : ٨ ، روضة الواعظين : ٨٧ .
([15]) المناقب لابن المغازلي : ٧ / ٣ عن محمّد بن سعيد الدارمي عن الإمام الكاظم عن أبيه ( عليهما السلام )
([16]) المؤمنون: 1.
([17]) المؤمنون: 10.
([18]) بحار الأنوار ج35 ص36 باب1.
([19]) الانعام: 83.
([20]) طه: 40.
([21]) مريم: 24.
([22]) مريم: 33.
([23]) كتاب الفضائل ص126 باب في ذكر اللوح المحفوظ الذي نزل به.
([24]) بحار الانوار 15/ 211
([25]) راجع في تفصييل ذلك اسماء امير المؤمنين عليه السلام
([26]) ان ولادته في بيت الله الحرام وعلىوجه التحديد في الكعبة المعظمة، وإن كانت في باطن الأمر ليست منقبة لعلي عليهالسلام بل هي منقبة للكعبة وللبيت الحرام، وأن البيت هو الذي تشرف بولادته فيه، ولميكن علي عليه السلام هو الذي تشرّف بولادته فيه، نعم هي منقبة له من حيث تشريفالبيت به كاشفة عن حب الله عزّ وجل له، وهي منقبة لا بما يليق بمقامه بل بما تفهمهعقول الناس وتتحمله وتدركه، ولما تنطوي عليه هذه الظاهرة من معاني وأسرار فإذانظرنا إلى خصوصيات البيت الحرام وما وهبه الله عزّ وجل من عناية واهتمام نعرفالكرامة التي لذلك الوليد من الله جلّ جلاله، وبالتالي نعرف كم أراد الله لهذاالمولد من نشر فضل وتذليل نفوس له·
([27]) شرح نهج البلاغة ج1/ ص14
([28]) راجع : السيرة الحلبية ج1 ص139، اسد الغابة ج2 ص40 ، الاستيعاب ج1 ص320 بهامش الاصابة
([29]) تاريخ الخميس ج1 ص279، السيرة الحلبية ج1 ص 129
([30]) حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي ، كان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة على اختلاف في ذلك ، وعاش مائة وعشرين سنة وتوفي سنة أربع وخمسين أيام معاوية ، وشهد بدرا مع الكفار ونجا منهزما ، أسد الغابة 2 : 40
([31]) راجع: الاصابة ج1 ص349، ومستدرك الحاكم ج3 ص 483
([32]) الإستيعاب 3 ص 891
([33]) وسائل الشيعة 12 / 316 ح
([34]) قاموس الرجال ج3 ص 387
([35]) قاموس الرجال 3/387
([36]) تهذيب التهذيب لابن حجر 2/ 384
([37]) شرح نهج البلاغة 20/ 147، مروج الذهب 3/ 86
([38]) مروج الذهب 3/ 86، البدء والتاريخ ،البلخي 2/ 247، شرح نهج البلاغة
([39]) طبقات ابن سعد 4/ 11
([40]) مغازي الواقدي 2/ 795
([41]) ميزان الاعتدال 2/ 66
([42]) رحلة ابن جبير ص 81 ط بيروت
([43]) تاريخ مكة لابن ضياء العربي ج 1 ص 185
([44]) شرح نهج البلاغة : ٤ / ١١٤ .
([45]) مريم/22-22
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|