المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



ماهية الخطاب الثقافي  
  
3252   02:14 صباحاً   التاريخ: 25-12-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص181 ـ 183
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يشكل الخطاب الثقافي، بلغته، وأشكاله، جانباً مهماً في عملية التثقيف والاتصال والتأثير الثقافي في الفرد، إذ ان هذا الخطاب هو جوهر الإطار الثقافي، وروح الثقافة في حمل عناصرها وآلياتها من فرد إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر، ليؤدي وظائفه في عملية التثقيف.. بغض النظر عما يحمله هذا الخطاب الثقافي، من مؤثرات سلبية كانت أم ايجابية، خلال نشاطه وتفاعله المباشر وغير المباشر أثناء التخاطب..

والخطاب، لغة، واصطلاحاً، ومفهوماً، يعني التخاطب، والتواصل، والاتصال، لإيصال اللغة والرموز والمدلولات المعرفية، وأحداث الأثر المطلوب في المتلقي الذي يوجه له الخطاب بأساليبه ومضامينه واتجاهاته المتنوعة والمتعددة، بناء على أوجه الحياة المتعددة، وتعدد منافذ الثقافة وعناصرها في التجسيد الفني والتربوي والاجتماعي، الذي يختلف ويلتقي في نهاية المطاف في مصب واحد يشكل آلية الخطاب الثقافي الكلية، التي تنشط في وظائفها المعرفية والجمالية، المؤثرة في مساحة الوعي والحس الإنساني.

ويتشكل الخطاب الثقافي من دوافع ومحركات وقواعد عديدة، ينهض بها عدد من الأفراد المؤثرين والفاعلين في مكونات هذا الخطاب.. وهؤلاء هم المعنيون بقضايا الطفل المختلفة من علماء ومفكرين ومربين ومعلمين وآباء ومثقفين وأدباء وكتاب وفنانين ودارسين وباحثين ومرشدين، وغيرهم خارج هذه المسميات ممن لهم تأثير غير مباشر في خلق المناخ المؤثر في اتجاهات الخطاب الثقافي.. إذ ينطلق كل هؤلاء، في مناهجهم، وطرقهم ووسائلهم من (المرجعية المعرفية لثقافة الأطفال) ليأخذوا من أسسها ومفاهيمها وأصولها، ما يعينهم على بناء تصورات، واجتهادات، وقواعد، وبناءات معرفية وأسلوبية وجمالية وفنية متناسقة ومتوافقة مع القاعدة العلمية، سواء في صميم جوهرها، أو في إطارها المعرفي، ليكون توجههم صحيحاً، حين يتوجهون بشكل خاص إلى الطفل ليحيطونه بنوع من المعرفة والقيم والمبادئ والتربية والرعاية والخيال والجمال والمتعة، كل حسب توجهه وهدفه وغاياته ووسائله وطرقه في التعبير عن خطابه الثقافي.. ليشكل هذا المجموع، بالنتيجة، تراكماً معرفياً في قاعدة الخطاب الثقافي، وفي توسيع مدياته، لإسناد ثقافة الأطفال، ودعـم تـطـورها، وتوسيع آليات فهمها، والتجاوب معها في القواعد الاجتماعية والفكرية والعلمية للمجتمع.

وبذلك تتسع القاعدة العلمية للتعامل مع الطفل ومخاطبته بخطاب إنساني، معرفي، متعدد الأساليب، ومن اتجاهات متعددة، قد تفترق أو تلتقي، إلا أنها بالنتيجة الكلية، تصب في إطار واحد، هو الإطار العام لثقافة الأطفال..

وتنوع هذا الخطاب يأتي من تنوع المعنيين بالطفل، واختلاف وظائفهم، وأهدافهم، وتوجهاتهم، وأساليبهم، في التعامل مع لغة الخطاب ووجهته.. إذ ان هذا الاختلاف، وهذا التنوع لا يشكل اختلافاً في الجوهر وفي البنية المعرفية، ولا تناقضاً في فهم الطفل وإفهامه.. بل يأتي الاختلاف والتنوع في الأساليب والطرق، ليشكل بنتيجته تكاملاً في الغايات والأهداف، التي تطمح جميعها إلى الارتقاء بمستوى الطفل وقدراته.. فالأب – وهذا ما تفرضه وتقره القاعدة البديهية للتربية - لا يتقاطع مع المعلم في أهداف تربية الطفل وتنمية ثقافته ويأتي المفكر والدارس والمربي والمرشد ليعين المعلم والأب ويسندها لبلوغ هدفها السامي والفاعل في شخصية الطفل، كذلك الأديب والكاتب والفنان حين ينطلقون بأساليبهم الأدبية والفنية، من روح الجمال والخيال وسحر التعبير الأخاذ لتجسيد القواعد التربوية الصحيحة تجسيداً فنياً رائعاً، يجذب الطفل ويشده إلى تلك القواعد التربوية بطريقة أخرى بعيداً عن المباشرة والروتينية والنقل المباشر. . وبذلك فان هؤلاء بأساليبهم الفنية الواضحة، والمؤثرة يدعمون وظائف المعلم والأب ويعززون أهدافهما لتنمية الطفل وتطوير قدراته . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.