أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-10-2021
1616
التاريخ: 19-11-2020
2125
التاريخ: 15-1-2021
1457
التاريخ: 20-10-2020
3069
|
غموض حول مفهوم الشرق الأوسط:
الشرق الأوسط مصطلح جغرافي وسياسي شاع استخدامه على كل الألسنة في أجزاء العالم المختلفة، حتى نحن سكان المنطقة اعتدنا في الوقت الحاضر أن نطلق على إقليمنا التسمية ذاتها التي يطلقها عليه الآخرون، وليس في هذا عيب؛ إذ إن التسمية، ولو أنها قصد بها وبغيرها تقسيم الشرق إلى أقسام حسب البعد والقرب من أوروبا، إلا أن الإقليم في الواقع هو إقليم أوسط بالنسبة لخريطة العالم بصفة عامة، والعالم القديم بصفة خاصة.
وبرغم ذيوع هذا المصطلح إلا أن الشرق الأوسط إقليم صعب التحديد بصورة واضحة أو قاطعة، كما هو الحال في بعض أقاليم جغرافية أخرى، ولا يرجع السبب في ذلك إلى أن الإقليم مجرد ابتكار لفظي في قاموس السياسة العالمية منذ أواخر القرن الماضي، فالإقليم له كيان جغرافي حقيقي، بكل ما تعنيه الجغرافيا من صفات وتفاعلات طبيعية وبشرية وتاريخية وسياسية، ولكن السبب في صعوبة تحديد الشرق الأوسط راجع إلى أنه إقليم هلامي القوام، بمعنى أنه يمكن أن يتسع أو يضيق على خريطة العالم حسب التصنيف أو الهدف الذي يسعى إليه باحث في مجال من مجالات العلوم الطبيعية أو الإنسانية، أو التصنيف الذي تتخذه هيئة خاصة أو دولية، أو وزارة من وزارات الخارجية في العالم. وهذه الصعوبة أو إن شئنا المرونة في تحديد الشرق الأوسط نابعة عن أن هذا الإقليم يتكون من عدة متداخلات طبيعية وبشرية، ذات طبيعة انسياحية، شأنها في ذلك شأن معظم الأقاليم، وأنه على هذه المتداخلات يمتد بعد زمني هو أطول بعد تاريخي نعرفه عن أي إقليم آخر في العالم، وبالإضافة إلى ذلك يرتبط الإقليم بعامل جغرافي واضح الأثر في كل أرجائه: ذلك هو عامل المكان والعلاقات المكانية التي ميزت، وتميز، الشرق الأوسط كمنطقة مركزية منذ القدم في علاقات الشرق والغرب القديم، وحديثا الشرق بمضمونه الحضاري الاقتصادي عامة في آسيا وأفريقيا الشمالية والشرقية، والغرب بالمضمون الحضاري الصناعي العام في أوروبا وأمريكا والاتحاد السوفيتي.
وعلى الرغم مما تتعرض له العلاقات المكانية من تغيرات، قد تكون جذرية، نتيجة متغيرات التكنولوجيا في مجالات النقل والمواصلات والنشاط الاقتصادي، فإن غالبية هذه التغيرات قد دعمت أهمية المكان الجغرافي للشرق الأوسط وأعادت تأكيد هذه الأهمية مجددا، لكن هذه الأهمية المكانية جعلت الشرق الأوسط قبلة أنظار المتوسعين الأوروبيين في العصر الاستعماري ومحط منافسة حادة بين القوى الإمبريالية، وصراع بين الشرق والغرب ككتل سياسية معاصرة، فوق صراع قومي لشعوب المنطقة، فمنذ بداية القرن ١٩ ظهرت المشكلة الشرقية في قاموس السياسة الأوروبية، وتأكدت المنافسة الأوروبية بعد شق قناة السويس، وظهرت في بريطانيا فكرة (تأمين) طريق الهند، وهي الفكرة التي انتهت باستراتيجية (الأمان) الإمبريالي التي تنادي بها إسرائيل كآخر رأس جسر غربي في المنطقة، والآن تشترك فكرة (الأمان) الغربية مع مشكلة الطاقة العالمية في تفاعلات دولية تجابه دول الشرق الأوسط، وذلك منذ أن أصبح الإقليم أكبر مصدر للبترول وأكبر مخزن احتياطي له في العالم.
ولعل الغموض الذي يكتنف تحديد إقليم الشرق الأوسط راجع إلى أن هناك نوعا من المفهوم المسبق عند كثير من الناس يؤدي إلى التباس بين ثلاثة مصطلحات: الشرق الأوسط، العالم العربي، العالم الإسلامي. ومعروف أن العالم العربي يشتمل على الجزء الغربي من الشرق الأوسط، ويمتد خارجه إلى شمال أفريقيا ونطاق السفانا من السنغال إلى السودان، أما العالم الإسلامي فيشمل كل الشرق الأوسط ويمتد فيما وراءه في شتى الاتجاهات الجغرافية، وأكثر الغموض الذي يجعل تحديد الشرق الأوسط أمرا غير سهل المنال، راجع إلى كثرة الأسماء والمصطلحات التي استخدمت في الماضي، وتستخدم في الحاضر، للإشارة إلى كل الإقليم أو إلى جزء منه، وفيما يلي تناول موجز لبعض تلك المصطلحات والتسميات الشائعة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|