المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05

الاحتجاجات على خلافة السقيفة
26-4-2022
يجب ان نسعى للآخرة
27-9-2019
phonematic unit
2023-10-25
التحويل الرقمي للبيانات الجدولية
6-9-2021
GRAPHING A SINE WAVE
24-10-2020
الموت والمدافن في تدمر
13-11-2016


من معالم الرسالة الاسلامية الخاتمة  
  
2625   07:39 مساءً   التاريخ: 8-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص211-216
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

بماذا بعث النبي محمد ( صلّى اللّه عليه واله )[1] ؟

بعث اللّه تعالى نبيّه محمّدا ( صلّى اللّه عليه واله ) على حين فترة من الرسل خاتما للنبيين وناسخا لشرائع من كان قبله من المرسلين إلى الناس كافة أسودهم وأبيضهم عربيهم وعجميهم وقد ملئت الأرض من مشرقها إلى مغربها بالخرافات والسخافات والبدع والقبائح وعبادة الأوثان .

فقام ( صلّى اللّه عليه واله ) في وجه العالم كافة ودعا إلى الايمان بإله واحد خالق رازق مالك لكل أمر ، بيده النفع والضر ، لم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل ولم يتخذ صاحبة ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .

بعثه آمرا بعبادته وحده لا شريك له مبطلا عبادة الأصنام والأوثان التي لا تضر ولا تنفع ولا تعقل ولا تسمع ولا تدفع عن أنفسها ولا عن غيرها ضرا ولا ضيما ، متمما لمكارم الاخلاق حاثا على محاسن الصفات آمرا بكل حسن ناهيا عن كل قبيح .

سهولة الشريعة الاسلامية وسماحتها

واكتفى من الناس بأن يقولوا لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا شهر رمضان ويحجوا البيت ويلتزموا بأحكام الاسلام . وكان قول هاتين الكلمتين ( لا إله إلّا اللّه ، محمد رسول اللّه ) يكفي لأن يكون لقائله ما للمسلمين وعليه ما عليهم .

سمو التعاليم الاسلامية

وبعث بالمساواة في الحقوق بين جميع الخلق ، وأنّ أحدا ليس خيرا من أحد إلا بالتقوى . وبالأخوة بين جميع المؤمنين وبالكفاءة بينهم : تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ، وبالعفو العام عمن دخل في الاسلام .

وسنّ شريعة باهرة وقانونا عادلا تلقّاه عن اللّه تعالى فكان هذا القانون جامعا لأحكام عباداتهم ومعاملاتهم وما يحتاجونه في معاشهم ومعادهم وكان عباديا اجتماعيا سياسيا أخلاقيا لا يشذّ عنه شيء مما يمكن وقوعه في حياة البشر مستقبلا ويحتاج اليه بنو آدم ، فما من واقعة تقع ولا حادثة تحدث إلّا ولها في الشريعة الاسلامية أصل مسلّم عند المسلمين ترجع اليه .

على أن العبادات في الدين الاسلامي لا تتمحض لمجرد العبادة ففيها منافع بدنية واجتماعية وسياسية فالطهارة تفيد النظافة ، وفي الصلاة رياضة روحية وبدنية ، وفي صلاة الجماعة والحج فوائد اجتماعية وسياسية ظاهرة ، وفي الصوم فوائد صحية لا تنكر ، والإحاطة بفوائد الاحكام الاسلامية الظاهرة فضلا عن الخفية أمر متعذّر أو عسير .

ولما في هذا الدين من محاسن وموافقة أحكامه للعقول وسهولتها وسماحتها ورفع الحرج فيه والاكتفاء بإظهار الشهادتين ولما في تعاليمه من السمو والحزم والجد دخل الناس فيه أفواجا وساد أهله على أعظم ممالك الأرض واخترق نوره شرق الأرض وغربها ودخل جميع أقاليمها وأقطارها تحت لوائه ودانت به الأمم على اختلاف عناصرها ولغاتها .

ولم يمض زمن قليل حتى أصبح ذلك الرجل الذي خرج من مكة مستخفيا وأصحابه يعذّبون ويستذلون ويفتنون عن دينهم ، يعتصمون تارة بالخروج إلى الحبشة مستخفين وأخرى بالخروج إلى المدينة متسللين ، يدخل مكة بأصحابه هؤلاء في عمرة القضاء ظاهرا لا يستطيعون دفعه ولا منعه ولم تمض إلّا مدة قليلة حتى دخل مكة فاتحا لها وسيطر على أهلها من دون أن تراق محجمة دم بل ولا قطرة دم فدخلوا في الاسلام طوعا وكرها وتوافدت عليه رؤساء العرب ملقية إليه عنان طاعتها وكان من قبل هذا الفتح بلغ من القوة أن بعث برسله وسفرائه إلى ملوك الأرض مثل كسرى وقيصر ومن دونهما ودعاهم إلى الاسلام وغزا بلاد قيصر مع بعد الشقة وظهر دينه على الدين كله كما وعده ربه حسبما صرّح تعالى بذلك في سورة النصر ، والفتح وغيرهما وكما تخبرنا بذلك كتب التاريخ .

ولم يقم هذا الدين بالسيف والقهر كما يصوّره من يريد الوقيعة فيه بل كما أمر اللّه تعالى : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] . ولم يحارب أهل مكة وسائر العرب حتى حاربوه وأرادوا قتله وأخرجوه ، وأقر أهل الأديان التي نزلت بها الكتب السماوية على أديانهم ولم يجبرهم على الدخول في الاسلام .

القرآن الكريم

وانزل اللّه تعالى على نبيّه حين بعثه بالنبوّة قرآنا عربيّا مبيّنا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وقد أعجز النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) به البلغاء وأخرس الفصحاء وتحدّاهم فيه فلم يستطيعوا معارضته وهم أفصح العرب بل وإليهم تنتهي الفصاحة والبلاغة ، وقد حوى هذا الكتاب العزيز المنزل من لدن حكيم عليم من أحكام الدين وأخبار الماضين وتهذيب الاخلاق والأمر بالعدل والنهي عن الظلم وتبيان كل شيء ما جعله يختلف عن كل الكتب حتّى المنزّلة منها وهو ما يزال يتلى على كر الدهور ومر الأيام وهو غض طري يحيّر ببيانه العقول ولا تملّه الطباع مهما تكررت تلاوته وتقادم عهده .

وقد كان القرآن الكريم معجزة فيما أبدع من ثورة علمية وثقافية في ظلمات الجاهلية الجهلاء وقد أرسى قواعد نهضته على منهج علمي قويم ، فحثّ على العلم وجعله العامل الأوّل لتسامي الانسان نحو الكمال اللائق به وحثّ على التفكير والتعقّل والتجربة والبحث عن ظواهر الطبيعة والتعمق فيها لا كتشاف قوانينها وسننها وأوجب تعلّم كل علم تتوقف عليه الحياة الاجتماعية للإنسان واهتم بالعلوم النظرية من كلام وفلسفة وتاريخ وفقه وأخلاق ، ونهى عن التقليد واتباع الظن وأرسى قواعد التمسك بالبرهان .

وحثّ القرآن على السعي والجد والتسابق في الخيرات ونهى عن البطالة والكسل ودعا إلى الوحدة ونبذ الفرقة . وشجب العنصرية والتعصبات القبلية الجاهلية .

وأقرّ الاسلام العدل كأساس في الخلق والتكوين والتشريع والمسؤولية وفي الجزاء والمكافاة ، وهو أوّل من نادى بحق المساواة بين أبناء الانسان أمام قانون اللّه وشريعته وأدان الطبقية والتمييز العنصري وجعل ملاك التفاضل عند اللّه أمرا معنويّا هو التقوى والاستباق إلى الخيرات ، من دون أن يجعل هذا التفاضل سببا للتمايز الطبقي بين أبناء المجتمع البشري .

وبالغ الاسلام في حفظ الأمن والمحافظة على الأموال والدماء والأعراض وفرض العقوبات الشديدة على سلب الأمن بعد أن شيّد الأرضية اللازمة لاستقرار الأمن والعدل وجعل العقوبة آخر دواء لعلاج هذه الأمراض الاجتماعية بنحو ينسجم مع الحرية التي شرّعها للإنسان . ومن هنا كان القضاء في الشريعة الاسلامية مرتكزا على إقرار العدل والأمن وإحقاق الحقوق المشروعة مع كل الضمانات اللازمة لذلك .

واعتنى الاسلام بحفظ الصحة والسلامة البدنية والنفسية غاية الاعتناء وجعل تشريعاته كلها منسجمة مع هذا الأصل المهم في الحياة .

الواجبات والمحرمات في الشريعة الاسلامية :

وترتكز الواجبات والمحرّمات في الشريعة الاسلامية على أسس فطرية واقعية وأمور تستلزمها طبيعة الأهداف السامية للشريعة التي جاءت لإخراج هذا الانسان من ظلمات الجاهلية وهدايته إلى نور الحق والكمال ، ولا تحتاج الانسانية إلى شيء يرتكز عليه الكمال البشري إلّا وأوجبته الشريعة الاسلامية على الانسان وهيّأت له سبل الوصول إليه ، وحرّمت كل شيء يعيق الانسان عن السعادة الحقيقية المنشودة له وسدّت كل منافذ السقوط إلى هوّة الشقاء .

وأباحت الطيبات ولذائذ الحياة الدنيا وزينتها ممّا لا يخلّ بأصول الشريعة ومدارج الكمال البشري وحدّدت قنواتها حين حدّدت الأهداف السامية وحرّمت ما يضرّ وأوجبت ما ينبغي للإنسان امتثاله .

ومع ذلك كله فقد اعتبرت الشريعة مكارم الأخلاق أهدافا أساسيّة ينبغي للإنسان الذكي اللبيب أن يحصل عليها في هذه الحياة الدنيا ليسعد بها في الدنيا ويحيا بها في الآخرة ذات الحياة الأبدية الدائمة .

واعتنى الاسلام بالمرأة اعتناء بالغا وجعلها ركن العائلة وأساس السعادة في الحياة الزوجية وشرّع لها من الحقوق والواجبات ما يضمن لها عزّتها وكرامتها وتحقيق سعادتها وسعادة أبنائها ومجتمعها الإنساني .

وصفوة القول أنّ الإسلام لم يغفل عن تشريع كل ما يحتاجه المجتمع البشري في تكامله وارتقائه .

 

[1] تجد هذا البحث في سيرة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) للسيد محسن الأمين العاملي في كتابه أعيان الشيعة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.