المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Single Nucleotide Polymorphisms (SNPs)
21-11-2020
Lipokine
2-12-2018
يعمل إما حمض أو قاعدة: الماء الامفوتيري
31-7-2020
قل من محبيكم وليس من شعتكم
22-8-2017
تضاريس الأرض - تضاريس الدرجة الثالثة
14-9-2019
معنى لفظة أخذ‌
31-1-2016


المرأة والحجاب  
  
2496   10:25 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص125-127
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-12 273
التاريخ: 24-7-2021 5899
التاريخ: 2023-02-09 1363
التاريخ: 19-1-2016 2149

الحجاب ليس كما يتوهم البعض من انه ختم ملكية المرأة للرجل , فان المرأة والرجل من الناحية الانسانية سواء لم يخلق احدهما ليملك الاخر بل خلق احدهما ليتمم الاخر ويكمله , ولكل منهما جانبان مزدوجان : فالرجل انسان وذكر والمرأة انسان وانثى , وكل منهما بوصفة انسان يسمح له بالمشاركة في خدمة المجتمع على ان يظهر في مجال الخدمة كانسان لا اكثر ولا اقل , اذن فعدم تظاهر المرأة بأنوثتها لا يؤخذ دليلا على ان الاسلام اراد ان يحجبها من المجتمع فهي عندما تتصل بالمجتمع تتصل به لحساب كونها انسان طبعا فكما ان للرجل ان يثبت انسانيته في الوجود , للمرأة ايضا ان تثبت وجودها الانساني , حالها في ذلك حال الرجل سواء بسواء وفي النواحي التي يتحتم على المرأة التستر فيها يتحتم على الرجل ذلك ايضا فكما ان المرأة لا يمكن لها ان تتظاهر بأنوثتها وبكونها الجنس الناعم عن طريق الخلاعة والتبرج لا يمكن للرجل ان يتظاهر برجولته وذكورته ولا يمكن له ان يعيش في المجتمع الواسع الا كانسان .

كالمرأة التي لا يمكن لها ان تعيش في المجتمع الواسع الا كإنسانة , وفي المواطن التي يظهر فيها الرجل كرجل علاوة على كونه انسانا يمكن للمرأة بل ويجب عليها ان تظهر بمظهر الانثى علاوة على كونها انسانة , وبما ان جاذبية المرأة وسحرها اقوى واشد تأثيرا من جاذبية الرجل وسحره كان حجاب المرأة اوسع واشمل من حجاب الرجل , فالمرأة التي تظهر في المجتمع بمظهر انسانة بدون اشارات وهوامش تشير الى انوثتها تتساوى مع الرجل , على العكس تماما من المرأة الغربية , التي ان قال لها الرجل انها حرة في تصرفاتها وفي كل شيء تكون في الواقع مقيدة بإرضاء الرجل اي رجل كان واشباع رغباته , اذ فرض عليها تظاهرها بأنوثتها باسم الحرية على ما يتطلب ذلك من تعب وجهد وعلى ما يستنفذ ذلك من وقت المرأة , فهل من الانسانية ان تكون المرأة سلعة تعرض لعيون الرجال المتعطشة ؟ , وهل ان من مستلزمات انانية المرأة ان تصرف الساعات الطوال في محلات الكوافير وتحت ايدي المواشط مع ما يلزم ذلك من استهلاك وقت , مادي ومعنوي ؟ كل هذا لأجل ان ترضي الرجل فهل يمكن لهذه النسوة ان يظهران ولو مرة واحدة فقط بدون ابراز انوثتهن معتمدات على شخصيتهن او على معارفهن ؟ , وهل خطر لاحداهن مرة في انها لو دعيت الى الحفل الفلاني سوف تكون المبرزة بين اصدقائها لما تملك من معرفة او لما تتمتع به من شخصية ؟ بل ان افكارهن تتجه اول ما تتجه في امثال هذه المناسبات الى اناقتهن والى تحصيل الاسباب التي تجعل احداهن اكثر جاذبية وفتنة من الاخرى .

وانا لا اريد ان اقول ان مستلزمات الاناقة التبرج او ان التبرج من مستلزمات الاناقة , ولا اريد ان ادعو الى التقشف ولكني اريد ان انبه اللاتي جعلن من التبرج والتأنق عماد شخصيتهن ان الواقع يؤكد ان هذا شيء ثانوي لا يعدو كونه ارضاء للرجل ولو بسبعين واسطة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.