أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-09
275
التاريخ: 31-10-2016
2186
التاريخ: 2024-10-14
180
التاريخ: 1-11-2016
2545
|
ان التغذية الاسترجاعية تستمر (Feed back) بين الأجيال في المكان بمكوناته الحضارية والثقافية لزمن طويل في حالة وجوده معزولا، ويكون تطوره بطيئا جدا عبر صيرورة الزمن، فالقصور الجغرافي (geographical Inertia) للمكان المعزول، أو المجتمع المغلق يكون واضحا حيث تختفي فيه العلاقات الرابطة بين ألاماكن من جراء عزلتها، ما لم يكن ثمة وسيلة تشد الكيانات المختلفة إلى بعضها وتسهل الاتصال فيما بينها وتغيّر القناعات الذاتية لتلك المجتمعات بضرورة الاتصال والحاجة إليه للتعامل مع الأخرى. مما يفضي التلاقح بين المورثات في بداية الأمر إلى تغيير طفيف للبنية الفكرية الذي من شأنه أن يجعل منظور الجماعة إلى العالم مختلفا عما كان عليه، وان ما يشجع على أبراز العلاقات ونموها هو عنصر النقل والاتصال الذي يمنح اتجاهات متعددة ويقتحم الثوابت المورثة بما ينقله من أفكار وأشياء يجددان من طبيعة المكان. وقد ساعد النقل والاتصال على لملمة الأجزاء المكانية المتباعدة على وفق آلية الامتداد نحو التكامل حينآ والانكماش نحو مراجعة تشكيل الذات المتجددة أحيانآ أخرى. فالإقليم يحمل طابعه المحلي في لهجته وفنونه وألعابه الشعبية وطريقة تفكيره وتُكون عناصره هذه كياناً سياسياً ذي استقلالية وتفرد (unique), لمّا كان النقل لم يزل دون تأثيره الحالي مما سمح إلى تقوقع الأنماط المحلية القائمة في المكان آنذاك(1). وان التغير البطيء أدى إلى تأخر تطور تكنولوجيا النقل والاتصالات بحيث جعل المدينة تعتمد على الريف المجاور الذي يمثل إقليمها لضعف أمكانية قيام علاقات أكثر بعداً.
اخذ الاتصال يحل محل العزلة مع تطور النقل والاتصال، فازدادت مديات الحركة البشرية والسلعية وتقاربت الأقاليم من بعضها حد الاندماج نتج عنه ظهور الدولة الوطنية بعد ذوبان جزء من الخصوصية المحلية تحت غطاء التجانس النسبي لتدعيم الوحدة الجديدة، فالإقليمية هي الأساس في توحيد الدولة وظهورها ولا يمكن أن تكون غير ذلك فقد أصبحت أساس الحياة الحديثة، وعليه ستبقى الرافد الرئيس لاستمراريتها على وفق خصوصيتها التي ترتبط بقاسمها المشترك ضمن سيادة الدولة التي همشت جزءٓا من الفرو قات الإقليمية لصالح المجتمع ككل وتنظيمه وظيفيا.
يبقى نمو شبكـة النقـل والاتصال وتطورها مفيدا لتأسيس علاقات بين الأقالـيم المختـلفة سواء داخل الدولة أو مع مناطق تـقع خارج حـدود الدولة، وقـد عمـل هـذا التـطور على إذابة الكـثـيـر من الخصائـص الإقـلـيـمـيـة القديمة وإيجاد مركبا جديدا دفـع بالعاصمة لاستـغـلالـه لصالـحها عـن طـريق تحويـل المـدن في الأقالـيـم إلـى ضواحي تـمـتص ثرواتهـم العاصمة التي تمثـل ثقبا ابيضا يبتـلع معظم خيرات المدن والأقاليم الأخرى, لـدرجة انخـفـض أداؤها وتـدنـت مستـوياتها الاجتـماعـيـة والاقـتـصاديـة والخـدمية، وفقـدت طابعها الحضاري إلـى حـد فقدان هويتها.
إلا أن أهمية النقل تكمن في ربط الأجزاء ببعضها على أساس التكافل الوظيفي وتنمية المكان قدر الإمكان وبشكل عادل لجميع أقاليم الدولة أو الوحدة السياسية وليس توظيفه في سبيل سرعة امتصاص ثروات المكان الآخر باعتماد علاقات سالبة بين الأقاليم بحيث ينجم عن ذلك توترات نفسية واجتماعية واقتصادية يصعب السيطرة عليها أو الحد منها لمستوى معقول لدرجة إنها يمكن أن تقوض استقرار النظام الحاكم لضعـف قدرته على إيجاد تنمية شاملة(2) .
_____________________
(1) جمال حمدان, مصدر سابق, ص 530.
(2) ماهر يعقوب موسى, المدينة العربية والتنمية، المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، السنة العشرون, العدد 228, شباط 1998, ص 65.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|