المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



ترك واجب الامومة  
  
1996   01:11 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص268ـ269
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016 2211
التاريخ: 2023-02-28 973
التاريخ: 13-1-2016 7845
التاريخ: 13-2-2022 2174

إن ايكال العناية بالطفل للمربية والمشرفة، وإيكال تربية وإرشاد الابن للآخرين من الذين يتقبلون ذلك هو خطأ جسيم؛ وعادة ما ينتج ذلك عن نقص في وفاء الأم ومحبتها لطفلها، حيث تحمله في احشائها وتلده ضيفاً الى الحياة الدنيا، ثم تطلب من الآخرين استقباله، وهذا الأمر صحيح في حالة واحدة فقط وهي عندما تقتضي مصلحة الطفل ذلك.

ومما يدعو للأسف ان تتقاعس الام عن تولي امر الطفل دون ان يكون لديها عذر شرعي مقبول، وان توكل تربيته والعناية به الى الآخرين، ويمكن ان يكون ذلك بسبب الكسل، او الانانية، او التخلص من التعب، او بسبب التكبر والتعالي احياناً، وهنا لا فرق من حيث النتيجة بين كل هذه الحالات، وربما كان ابنك معلولاً او مشوهاً، فيجعلك تشعرين بالقلق عليه وهذا خطأ كبير آخر، ففي ظل رعايتك وتوليك شؤونه وحمايته تتوفر إمكانية البناء، ويمكن ان يدخل عالم المستقبل سالماً من خلال لطفك ومحبتك.

يتمتع الأطفال الذين يتربون في احضان امهاتهم ويترعرعون في ظروف أسرية مناسبة باستيعاب جيد وإمكانية كبيرة للتعلم، وبهذا ستكون فرص نجاحهم في الحياة اكثر وفرة، وعلى العكس فالذين يوكلون للغير لأي سبب كان، ستكون فرص نجاحهم اقل، وفي الحقيقة فالأهل الذين يقومون بذلك كأنهم اطفؤوا المصباح الذي ينير حياتهم في المنزل، ومن جهة أخرى سببوا ضرراً عظيماً للطفل.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.