المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05
امين صادق واخر خائن منحط
2024-11-05
اماني اليهود بدخول الجنة
2024-11-05
امامة إبراهيم اقترنت بكلمات
2024-11-05



سنن الدين في الذرية  
  
2406   01:54 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص236-238
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-6-2021 2135
التاريخ: 18-7-2017 2151
التاريخ: 7-12-2016 1750
التاريخ: 12-5-2022 1476

اعتبر الاسلام الولد من سعادة المرء وجاء في حديث مروي عن الامام الباقر(عليه السلام) قال :(من سعادة الرجل ان يكون له الولد يعرف فيه شبهه وخلقه وشمائله)(1) , وقال الامام الصادق (عليه السلام):ان الله تبارك وتعالى اذا اراد بعبد خيرا لم يموته حتى يريه الخلف (2) , وعلى المؤمن اكرام الولد الصالح فقد جاء في الحديث : الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة (3), وقال الامام جعفر الصادق (عليه السلام):(ان الله ليرحم الرجل لشدة حبه لولده) (4) , وكره الاسلام عدم طلب الولد مخافة الفقر , وقال بكر بن صالح كتبت إلى ابي الحسن (عليه السلام ) اني اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين , وذلك ان اهلي كرهت ذلك وقالت:(انه يشتد علي تربيتهم لقلة الشيء فما ترى) , فكتب الي (عليه السلام) : اطلب فان الله تبارك وتعالى يرزقهم (5) , وندب الاسلام الى طلب البنات وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ):(نعم الولد البنات ملطفات مجهزات مؤنسات مباركات مفليات)(6) , ونهى الاسلام من كراهة البنات واعتبرهن حسنات وقال الامام الصادق (عليه السلام) : البنات حسنات والبنون نعمة والحسنات يثاب عليها والنعمة يسال عنها (7) , وقال النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ان الله تبارك وتعالى على الاناث ارق منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة , الا فرحه الله يوم القيامة (8) , ومن اراد الذرية يدعو بالمأثور عن أهل البيت (عليهم السلام) فان الله يرزقه ما يطلب ان شاء الله تعالى كما فعل الحارث النضري قال : لابي عبد الله : اني من اهل بيت قد انقرضوا وليس لي ولد , قال (عليه السلام) : ادع انت ساجد , رب هب لي من لدنك وليا , رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين , قال ففعلت فولد لي علي والحسين (9) , وفي حديث اخر امر الامام الصادق (عليه السلام) بالاستغفار لمن اراد ذرية فعن سعيد بن يسار قال:( رجل لابي عبد الله (عليه السلام ) لا يولد لي ولد , فقال : استغفر ربك في السحر مئة مرة فان نسيته فأقضه (10) .

_______________

1ـ وسائل الشيعة ج7 ص95 ابواب احكام الاولاد الباب 1 الحديث 6 .

2- المصدر نفسه ص96 الباب 1 الحديث 10 .

3- المصدر نفسه ص97 الباب 2 الحديث 2 .

4- المصدر نفسه ص98 الباب الحديث 7 .

5- المصدر نفسه ص99 الباب 3 الحديث 1 .

6- وسائل الشيعة ص100 – ولعل معنى مفليات ( الولد المنقطع عن الرضاعة ) الباب 4 الحديث 4 .

7- نفس المصدر ص103 الباب 5 الحديث 7 .

8- نفس المصدر ص104 الباب 7 الحديث 1 .

9- نفس المصدر ص106 الباب 8 الحديث 2 .

10ـ نفس المصدر ص108 الباب 10 الحديث 3 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.