المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

الوصايا الاربعة للشباب
2023-04-06
كميات التيار المتردد؛ قيم جذر متوسط المربعات (RMS)
8-1-2016
الشاهد والمشهود
7-4-2016
الحوصلة الصفراوية والعصارة الصفراوية
28-6-2016
Antiaromatic rings
22-9-2020
حفار ساق التفاح Zeuzera pyrina L.
19-10-2016


امنح ابنائك الحق في المشاركة  
  
2135   02:30 صباحاً   التاريخ: 22-6-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص206-207
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2016 1769
التاريخ: 12-1-2016 42856
التاريخ: 12-1-2016 6348
التاريخ: 12-1-2016 2483

على طفلك أن يتعلم كيفية اتخاذ القرارات بنفسه ، والوصول الى التسويات ، والعمل كفرد ضمن فريق ، وكيفية التفاوض ، ولا توجد وسيلة تعليمية بها كل ذلك الا المشاركة في اتخاذ القرارات السرية ؛ فلابد ان تستشير اطفالك في كافة القرارات التي سوف تؤثر عليهم ، تماما كما ترغب انت في ان يتم استشارتك في الامور التي تؤثر عليك.

بالطبع ، لن يتم استبعاد رايك انت ، فهم بحاجة الى معرفة ان هذا هو منزلك في الأساس ، وهذه هي أموالك ، وان لديك حق الاعتراض على ما لا يروق لك ، لكن هذا لن يحدث كثيرا ؛ فلا يمكنك ان تترك العنان لأطفالك وتنساق لرغباتهم في بناء ملحق لمنزلك ذي ثلاث غرف نوم لهم فقط لان كلاًّ منهم يرغب في حجرة خاصة للنوم والمذاكرة. لكنك تستطيع مع هذا استشارتهم في الكيفية التي ينبغي ان تكون عليها المساحة المتاحة لتحقيق اقصى استفادة منها.

كلما كبر أطفالك احتاجوا للتدرب على عملية اتخاذ القرار ، وان تتم استشارتهم ومعاملتهم كأشخاص بالغين راشدين. لم لا يختارون بأنفسهم اللون الذي ستطلى به غرفة نومهم ، خاصة اذا كانوا سيقومون بالدهان بأنفسهم؟ اذكر ان احد اطفالي المراهقين كان يقوم بملء فراغ شق في جدار حجرة نومه – وعند انتهائه كان قد ترك وراءه مساحة تمتد لست بوصات كانت منبعجة ناتئة. انني لم اقم بتسويتها من اجله ، بل تركتها كذكرى له على اول محاولة له لتزيين حجرته ، ولقد ترك ولدي هذا المنزل منذ فترة لكن الشق لا يزال موجودا. ولقد صار الان متمكنا في الدهان ، وعمل الديكورات بنفسه ، لكن هذا الشق يذكرني دوما بانك يجب ان تعطي الفرصة لطفلك لكي يبدأ من مكان ما (1).

خذ الاجازات العائلية على سبيل المثال ، سيكون عليك اعداد الميزانية ، لكن اذا كان اطفالك مراهقين ، فيمكنهم الاتفاق على مكان للذهاب اليه ، ويمكن ان يكون لك حق الاعتراض اذا اصررت على هذا ، الا ان هذا الحق سيكون متاحا لهم كذلك.

والامر لا يتعلق فقط بعملية اتخذا القرار ذاتها ، رغم اهميتها البالغة ، فما يهم ايضا هو ان يشعر اطفالك بانهم مشتركون في شؤون العائلة كلها ، بما فيها الخيارات التي تؤثر على الجميع ؛ لذا يمكن تطبيق نفس القاعدة عند ارساء القواعد كذلك. لقد اشترك كافة اعضاء الفريق القومي

الانجليزي للعبة الرجبي في عملية وضع القواعد التي من شأنها انجاح مهمتهم ، وبالفعل التزم الجميع بها لانهم اشتركوا جميعا في صياغتها (أي صاروا جميعا "يملكونها" ، حسب مصطلح عالم الاعمال الشهير).

من المهم أن يشعر أطفالك أنهم مشتركون في شئون العائلة كلها.

وبالطبع كلما تحينت الفرصة لمعاملة أطفالك المراهقين كأنهم راشدون بالغون ، صارت العلاقة بينكم افضل ، وزادت جرأتهم على التصرف كراشدين مسؤولين – وهذا سوف يريح الجميع.

__________________________

1ـ لم يكن القصد من ابقائي على هذا الشق كله عاطفيا ، بل ابقيته على هذه الصورة حتى اغيظه به من حين لأخر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.