المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



اختلافات الوالدين  
  
2204   01:43 صباحاً   التاريخ: 7-1-2016
المؤلف : حسين دهنوي
الكتاب أو المصدر : نسيم المحبة تربية الأطفال والشباب
الجزء والصفحة : ص142ـ143
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

نحن زوجان نختلف بيننا الى حد المجادلة اللفظية، فهل لذلك اثر سيء على الطفل؟

ـ الجواب :

اختلافات الزوجين بلاء حارق للبيت ومن فيه، وهو يترك اثارا سيئة جدا على روح الطفل ونفسه، ولا نقصد الاختلاف هنا الشجار الفيزيائي فقط بل يشمل الجدال اللفظي ايضا والاصوات العالية.

عندما تتجادل مع زوجتك انظر الى وجه طفلك فسترى الاضطراب مرسوما عليه بصورة كاملة يصاحبه في اغلب الاحيان تغير في اللون.

يقف الاحداث بين الابوين اثناء شجارهما يبكون ويتوسلون لهما ان يكفا عن الشجار والمجادلة، واما الاطفال والشباب فقد لا يظهرون قلقهم من ذلك الى الخارج لكنهم يعانون من اشد انواع العذاب والاضطراب في داخلهم.

يضطرب الطفل حينما يشاهد اختلاف ابويه لأنه يعتقد بان ذلك الاختلاف سوف يتطور الى الطلاق والانفصال وهذا يعني ان مستقبله سيكون مظلما ومبهما وسوف يضيع وسط المجتمع.

إن اختلاف الوالدين يؤدي الى ايجاد التناقض في الطفل (راجع : ص188) لذلك نوصي ترك المجادلات اللفظية لان اغلبها تدور حول مسائل فارغة واهية يمكن تجاوزها ببساطة جدا من خلال سعة الصدر والإيثار.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.