المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى {والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها }
2024-09-04
كيف تحصل الحشرات التي تبقى غاطسة في الماء على الأوكسجين؟
7-3-2021
Reactions of diazonium salts
29-9-2020
The drift speed
2024-06-06
الملائكة في القرآن الكريم
3-4-2016
مراحل التعرف على المكّي والمدني
11-11-2020


يزيد بن الوليد  
  
2198   09:57 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص692-695
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016 5131
التاريخ: 14-08-2015 1928
التاريخ: 30-12-2015 5728
التاريخ: 21-06-2015 1880

هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، كان مولده سنة 80 ه‍(699 م) .

كانت أحوال بني أميّة قد اضطربت في كل مكان فنشبت العصبيات (القتال بين قيس و اليمن-بين عرب الشّمال و عرب الجنوب) في الشام (و خصوصا في فلسطين) و في العراق و في خراسان. ثم ان الدعوة العباسية قويت في خراسان.

و قد طمع يزيد بن الوليد بتولّي الخلافة فاتّخذ من هذه الاحوال المضطربة و من فسق ابن عمه الوليد بن يزيد (راجع، فوق، ص 689) حجة فجمع حوله نفرا من بني أميّة-و فيهم الذين كانوا طامعين في الخلافة مثله كمروان بن محمد بن مروان-و ثار على الوليد بن يزيد. و في 27 جمادى الآخرة من سنة 126 ه‍(16-4-744 م) تولى يزيد بن الوليد الخلافة، بعد أن قتل ابن عمّه الوليد بن يزيد.

و كان الوليد بن يزيد قد زاد الأعطيات و الأرزاق للجند و لأهل الحجاز، فلما جاء يزيد بن الوليد نقصها (1) و ردّها إلى ما كانت عليه من قبل، فسمّي يزيد الناقص. و كذلك كانت سياسته يمنية فاشتدت بعد مجيئه إلى الخلافة مقاومة المضرية (القيسية) . ثم امتنع مروان بن محمد عن بيعته، و كان يتولّى قيادة الجيوش في ارمينية، فعظم الاضطراب في أيامه في كلّ مكان.

و في أواخر سنة 126 ه‍(744 م) مرض يزيد بن الوليد ثم توفي في دمشق، بعد أن كانت النقمة عليه قد عمّت.

كان يزيد بن الوليد يظهر التنسّك، و مع ذلك فقد كان يقول بالقدر (2). فلمّا أظهر ذلك انصرف عنه كثيرون ممن كانوا ينصرونه. و كان يزيد بن الوليد من خطباء بني أمية المعدودين.

المختار من خطبه:

-لمّا قتل يزيد بن الوليد ابن عمّه الوليد بن يزيد قام في الناس خطيبا فقال:

أيّها الناس: و اللّه، ما خرجت أشرا و لا بطرا، و لا حرصا على الدنيا و لا رغبة في الملك (3)، و ما بي إطراء نفسي و إني لظلوم لها (4). و لقد خسرت ان لم يرحمني ربّي و يغفر لي ذنبي. و لكني خرجت غضبا للّه و دينه، و داعيا إلى اللّه و سنّة نبيّه، لمّا هدمت معالم الهدى و أطفئ نور التّقى و ظهر الجبّار العنيد، و كثرت حوله الحزق و الجنود (5)، المستحلّ لكلّ حرمة و الراكب لكل بدعة. مع أنه، و اللّه، ما كان يؤمن بيوم الحساب و لا يصدّق بالثواب و العقاب، و انه لابن عمّي في النّسب و كفئي في الحسب.

فلمّا رأيت ذلك استخرت اللّه في أمره و سألته ألا يكلني إلى نفسي (6)، و دعوت إلى ذلك من أجابني إلى ولايتي حتى أراح اللّه منه العباد و طهّر منه البلاد بحول اللّه و قوّته، لا بحولي و قوّتي.

أيّها الناس: إنّ لكم عليّ ألاّ أضع حجرا على حجر، و لا لبنة على لبنة، و لا أكري نهرا (7) و لا أكنز مالا و لا أعطيه زوجا و لا ولدا (8)، و لا أنقل مالا من بلد إلى بلد حتى أسدّ فقر ذلك البلد و خصاصة أهله بما يغنيهم؛ فإن فضل شيء نقلته إلى البلد الذي يليه ممن هو أحوج اليه منه و (اني) لا أجمّركم في ثغوركم فأفتنكم و أفتن أهاليكم (9)، و لا أغلق بابي دونكم فيأكل قويّكم ضعيفكم، و لا أحمل على أهل جزيتكم ما أجلاهم به عن بلادهم و أقطع نسلهم. و لكم عندي أعطياتكم في كل سنة و أرزاقكم في كلّ شهر حتى تستدرّ المعيشة (10) بين المسلمين فيكون أقصاهم كأدناهم.

فإن أنا وفيت فعليكم السمع و الطاعة و حسن المؤازرة و المكانفة (11). و إن أنا لم أوف لكم فلكم أن تخلعوني، إلاّ أن تستتيبوني. فإن أنا تبت قبلتم مني، و ان عرفتم أحدا يقوم مقامي-ممن يعرف بالصلاح- يعطيكم من نفسه مثل الذي أعطيكم فأردتم أن تبايعوه فأنا أوّل من يبايعه و يدخل في طاعته.

أيّها الناس: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم.

- لما بايع الناس يزيد بن الوليد ثم جاءه الخبر عن مروان بن محمد (12) ببعض التلكؤ كتب اليه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم. من عبد اللّه أمير المؤمنين يزيد بن الوليد إلى مروان بن محمد. أما بعد، فإني أراك تقدّم رجلا و تؤخّر أخرى. فإذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيّهما شئت. و السلام.

_____________________

1) «نقص» فعل متعد مثل «انقص» .

2) القول بالقدر (بفتح القاف و الدال) هو القول بقدرة الانسان على أن يعمل ما يريد و يختار و بإنكار القضاء و القدر (الاعتقاد بأن كل ما يصيب الانسان من خير أو شر مكتوب عليهم منذ الأزل) . و القائلون بالقدر يعتقدون أن الانسان مخير و ليس مسيرا.

3) الاشر: نشاط الجسم و النفس مما يحمل على الاسراف (في الاعتداء على الآخرين و على تجاوز ما ألفه الناس في سلوكهم) . البطر: قلة احتمال النعمة و الطغيان بها (إذا نال الانسان نعمة لا يستحقها ثم كان ضعيف العقل فانه يسرف فيها و يتظاهر بالكرم و القوة) .

4) و ما بي اطراء نفسي: لا أحتاج إلى أن أمدحها و أقيم الدليل على قيمتها. ظلوم لنفسي: اكفها عن كل مما هو حق لها.

5) الجبار العنيد: الوليد بن يزيد بن عبد الملك، قيل انه استفتح في القرآن فاتفقت له الآية الكريمة «وَ اِسْتَفْتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ» ، فألقى المصحف من يده و رماه بسهم ثم أنشد:

تهددني بجبار عنيد؛ نعم! أنا ذاك جبار عنيد... إذا ما جئت ربك، يوم حشر، فقل: يا رب، خرقني الوليد الفخري-المطبعة الرحمانية بمصر-ص 97. الحزق: جمع حزقة (بكسر الحاء) : الجماعة.

6) استخار اللّه: سأل اللّه أن يلهمه الصواب النافع. و كله إلى نفسه: تركه يكافح المصاعب بنفسه (نخل اللّه عنه) .

7) اللبنة (بفتح اللام و كسر الباء) : حجارة للبناء تصنع من طين. لا أضع حجرا على حجر و لا لبنة على لبنة: لا أبني بناء (لا اتخذ بناء لنفسي) . كرى النهر: نظف حوضه من الرواسب.

8) لا اكنز مالا (لنفسي) و لا أعطي نسائي و لا أولادي مالا.

9) سد فقره: كفاه حاجته. الخصاصة (بفتح الخاء) : الفقر. ممن هو أحوج (البيان و التبيين 2:142) و لعلها «مما» . . . جمر الجيش: تركه مدة طويلة في بلاد العدو. الثغر: المكان الذي يخشى منه مجيء العدو (مناطق الحدود) . أفتنكم (أجعل عيونكم تمتد إلى النساء الموجودات في البلاد التي تعسكرون فيها) أفتن أهاليكم: أجعل ذلك سببا في ان تمتد عيون نسائكم (في اثناء غيابكم مع الجيش) إلى الرجال الباقين في بلادكم.

10) لا أحمل على (لا أرهق و أظلم) اهل جزيتكم (غير المسلمين الذين يعيشون في مناطقكم) ما أجلاهم به عن بلادهم (ما يحملهم على مغادرة البلاد حيث تقيمون-لأن ذلك يقود إلى اضطراب الحياة الاقتصادية) . الاعطيات و الارزاق: الرواتب و المساعدات التي تستحق للناس من بيت المال. استدرت المعيشة (كثرت أسباب العيش) .

11) المؤازرة: المساعدة و العون. المكانفة: (كأن تحوط الشيء و تحافظ عليه و ترد عنه الاعتداء) .

12) مروان بن محمد بن مروان بن الحكم كان واليا اسميا في الموصل منذ سنة 114 ه‍(فقد كان معه ولاة تعاقبوا على الموصل رسميا) . ثم كان مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.