المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



أبو عمرو الداني  
  
5715   08:26 صباحاً   التاريخ: 21-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص498-505
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2296
التاريخ: 21-9-2019 3930
التاريخ: 27-09-2015 3390
التاريخ: 24-06-2015 2513

 

هو أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر المعروف بابن الصيرفيّ، كان أبوه (ت ٣٩٣) من موالي بني أميّة و من أهالي قرطبة.

ولد أبو عمرو الدانيّ سنة ٣٧١ أو ٣٧٢ ه‍ (٩٨٢ م) في قرطبة و بدأ طلب العلم فيها و هو ابن أربع عشرة سنة. و قد سمع من كثيرين من علماء الأندلس في قرطبة و أستجّة و بجّانة و سرقسطة و غيرها. ثمّ إنّه رحل في مطلع سنة ٣٩٧ فسكن القيروان أربعة أشهر ثمّ انتقل إلى مصر. و في أواخر سنة ٣٩٨(صيف ١٠٠٨ م) حجّ. بعدئذ انصرف راجعا إلى الأندلس فوصل إليها في ذي القعدة من سنة ٣٩٩(منتصف صيف ١٠٠٩ م) . في أثناء هذه الرحلة أخذ عن علماء كثيرين منهم: أحمد بن محمّد بن محفوظ الجيزيّ المصري (ت مصر ٣٩٩ ه‍) - محمّد بن أحمد الكاتب البغداديّ (ت ٣٩٩ ه‍) -محمّد بن عبد اللّه النجّاد (ت نحو 4٠٠ ه‍) -فارس بن أحمد الحمصي (ت مصر 4٠١ ه‍) -خلف بن إبراهيم بن خاقان المصري (ت 4٠٢ ه‍) -عبيد اللّه ابن سلمة اليحصبيّ الأندلسيّ (1)، أخذ عنه عامّة القرآن-محمّد بن يوسف القرطبيّ النّجاد (ت 4١٢ ه‍) .

حلّ أبو عمرو الدانيّ في قرطبة يقرئ و يؤلّف إلى سنة 4٠٣، حينما اشتدّت الفتنة فيها فغادرها إلى سرقسطة حيث سكن سبعة أعوام ثمّ انتقل إلى دانية سنة 4٠٩ ه‍، و لكن لم يلبث أن انتقل إلى جزيرة ميورقة و بقي فيها ثمانية أعوام عاد بعدها إلى دانية و اتّخذها دار سكن، ذلك لأنّ صاحب دانية مجاهدا العامريّ كان ذا عناية بالقراءة و القرّاء فكثرت الرّغبة في أيامه في ذلك. و منذ ذلك الحين عرف أبو عمرو بلقب الدانيّ. و كانت وفاته في دانية في نصف شعبان من سنة 444(١٢/ ١٢/1052 م) (2).

كان أبو عمرو الدانيّ من أهل الذكاء و الحفظ و العلم و الفهم كما كان حسن الخطّ عارفا بقواعده. و كذلك كان محبّا للعلوم راغبا في تحصيلها، و خصوصا فيما يتعلّق بعلوم القرآن و بعلوم الحديث و روايته. و قد كان عارفا بالفقه متبحّرا في اللغة و في مذاهب النّحويّين. و قد كانت له كتب كثيرة جدّا ضاع منها كثير. فمن كتبه الباقية لنا: الإدغام الكبير-الأرجوزة في أصول السنّة-الاقتصاد في رسم المصحف-الإمالات-الاهتداء في الوقف و الابتداء-التحديد في صناعة الإتقان و التجويد-التيسير في القراءات السبع (3) -طبقات القرّاء-الفتن و الملاحم-المحتوى في القراءات الشواذّ-المقنع في رسم مصاحف الأمصار-النقط-المحكم في نقط المصاحف-رسالة الظاءات القرآنية (4)

(أ) كتاب التيسير: بدأ أبو عمرو الدانيّ هذا الكتاب، بعد المقدّمة، بذكر القرّاء السبعة الذين هم أصل القراءات المختلفة: عبد اللّه بن عامر الشاميّ (ت دمشق ١١٨ ه‍) -عبد اللّه بن كثير المكّي (ت ١٢٠ ه‍) -عاصم بن أبي النجود الكوفي (ت ١٢٧ ه‍) -أبو عمرو بن العلاء البصريّ (ت 154 ه‍) -حمزة بن حبيب الزيّات الكوفيّ (ت 156. ه‍) -نافع بن عبد الرحمن المدنيّ (ت 169 ه‍) -عليّ بن حمزة الكسائيّ الكوفي (ت ١٨٩ ه‍) .

ثمّ ذكر الرجال الذين أخذوا عن هؤلاء السبعة ثمّ الذين كانوا بيننا و بين هؤلاء. (كيف وصلت إلينا القراءات عن القرّاء السبعة) .

بعدئذ بدأ أبو عمرو الدانيّ سرد الخلاف في القراءات:

(وصل إلينا القرآن الكريم تامّا في آياته و ألفاظه و ترتيبه كما كان في أيام رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وآله و سلّم]. و هنالك ألفاظ و أحوال في القراءة كلّها راجعة إلى الصحابة الذين أخذوا كلّ شيء عن الرسول صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم) . من هذه الأمور و الأحوال كلّها:

-الاستعاذة: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، لا خلاف في وجوب قراءتها جهرا عند كلّ بدء لقراءة من القرآن الكريم.

-التسمية أو البسملة: بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا خلاف أيضا في الجهر بها عند بدء قراءة القرآن. و أوجب بعضهم الجهر بها عند بدء كلّ سورة (و لو قرئت السور متتالية) ، ما عدا سورة براءة أو التوبة فإنّه لا بسملة فيها. و منهم من يسقط التسمية بين السور عند متابعة التلاوة.

- الإمالة: و من القرّاء من يميل «الألف المقصورة» (يلفظها بين الفتح و الكسر) ، نحو: «و النجم إذا هوى*ما ضلّ صاحبكم و ما غوى. . .» أو الألف الطويلة أحيانا: «أحياكم» .

- الترقيق: حقّ الراء المفتوحة أو المضمومة أن تلفظ مفخّمة. أمّا الراء المكسورة أو الساكنة بعد كسر فحقّها الترقيق في اللفظ. و لكنّ بعضهم أمال الراء أحيانا في مثل قوله تعالى: «في الآخرة و الأولى- سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اَللهُ صابِراً» .

- تسهيل الهمزة: نحو قوله تعالى «فَأَكَلَهُ اَلذِّئْبُ» مكان «فأكله الذئب» . أو كان يهمل الهمزة مطلقا (و تلك لغة لأهل الحجاز) نحو ياخذ (مكان يأخذ) ، و نحو: إِنَّ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي اَلْأَرْضِ» (مكان يأجوج و مأجوج) ، الخ.

- حذف الياء المتطرّفة، كقوله تعالى: «رَبَّنا وَ تَقَبَّلْ دُعاءِ» (مكان دعائي) أو «وَ ثَمُودَ اَلَّذِينَ جابُوا اَلصَّخْرَ بِالْوادِ (مكان الواد)» .

- قرأ جمهور القرّاء: سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ اَلْفَجْرِ (بفتح اللام) ، و قرأ الكسائي «مطلع» (بكسر اللام) . الخ.

(ب) المحكم في نقط المصاحف. المقصود بالنقط هنا شيئان: نقط الإعجام و نقط الحركات: نقط الإعجام للتفريق بين الباء و التاء و الياء أو بين الجيم و الحاء و الخاء ثمّ نقط الحركات (أو الإعراب) ، نحو: جمع و جمع و جمّع أو يجمع و لم يجمع.

كانت الكتابة العربية في أوّل الأمر معرّاة من النقط و من الحركات (و كذلك كتبت المصاحف) . ثمّ بدأ اللحن يتطرّق إلى ألسنة العرب في قراءة القرآن أيضا. فأشار زياد بن أبيه على أبي الأسود الدؤليّ أن يوجد طريقة تمنع مثل ذلك اللحن. فاستنبط أبو الأسود أسلوبا من التنقيط (وضع نقط على الأحرف) للدلالة على لفظها مفردة: ب، ث، ج، خ، د، ذ، س، ش الخ. أو لمعرفة الحركات الصرفية و النحويّة. (و قد تطوّر هذا التنقيط بدلالتيه حتّى صار إلى ما هو معروف اليوم في كتابتنا) .

و يبقى هنالك، فيما يتعلّق بالمصاحف، شيء هو التفريق بين التهجئة و الرسم. إنّ الكلمات في المصاحف-ما عدا عددا يسيرا منها-تكتب في التهجئة بحسب لفظها نحو: «إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ* اِهْدِنَا اَلصِّراطَ اَلْمُسْتَقِيمَ. . .»

و لكنّ عددا من تلك الكلمات «ترسم» رسما خاصّا يخالف القاعدة أحيانا (من حيث اللفظ أو من حيث جمال الشكل أو الخطّ أو كراهة اجتماع حرفي علّة و ما أشبه) . من ذلك:

- بسم اللّه الرحمن الرحيم (بدل: باسم اللاه الرحمن الرحيم) .

- الصلاة (مكان: الصلاة، لأنّ أهل الحجاز يفخّمون لفظها) و الزكاة و الغدوة؛ و الشيطن (الشيطان) ، داود (داود) ، المنفقين (المنافقين) ، الموءدة (الموءودة) ، يايّها (يا أيّها) .

- و بما أنّ النقط كان لتبيان لفظ الكلمات في القرآن الكريم فقد أوجب الأئمّة أن يكون خطّ الآيات في المصاحف بحبر (بلون أسود) و أن يكون النقط (للإعجام أو للإعراب) بصبغ (بلون: أحمر أو أصفر) لكيلا يظنّ القارىء القليل الاختبار أن هذه العلامات من القرآن فيقرأها فيختلط حينئذ الوحي بالعلامات الاصطلاحية التي هي من وضع البشر، و خصوصا إذا كانت تلك العلامات «لتوجيه القارىء» ، نحو قف، لا (يجب الوقف عند هذه الكلمة) ، ط (وقف مطلق: يجوز الوقف و يجوز الوصل) ، ز (وقف جائز: الأفضل أن تقطع القراءة) ، ج‍(وقف مجوّز: الأفضل أن تصل القراءة) الخ. فمن أجل ذلك فقط رأى الأئمّة الأوّلون أن تكون جميع العلامات الموجّهة لمعرفة الحروف و لمعرفة الحركات و لمعرفة مواضع الفصل و الوصل بصبغ (بلون) مخالف لحبر الخطّ الأصلي في المصحف. (أمّا اليوم، و قد أصبح نصّ القرآن محفوظا، فإنّ المصاحف تطبع بحبر واحد: النصّ القرآني و النقاط على الحروف و علامات الإعراب و علامات الوقف) .

مختارات من آثاره:

- مقدّمة «المحكم» لأبي عمرو الداني:

. . . هذا كتاب علم نقط المصاحف و كيفيّته (5) على صيغ التلاوة و مذاهب القراءة فيما اتّفقوا (6) عليه و فيما اختلفوا فيه، و على ما سنّه الماضون و استعمله الناقطون و ما يوجبه قياس العربية (7) و تحقّقه طريق اللغة، مشروحا ذلك بأصوله و فروعه، مبيّنا بعلله و وجوهه، مع ذكر السنن (8) الواردة عن السلف الماضين و الأئمّة المتقدّمين في النقط و من ابتدأ به أوّلا و من كرهه منهم و من ترخّص فيه، إلى غير ذلك ممّا ينضاف إليه و يتّصل به من ذكر رسم فواتح (9) السور و رؤوس الآي و الخموس و العشور (10)، و من أبى ذلك. . .

- من مقدّمة «كتاب التيسير في القراءات السبع» :

. . . أمّا بعد، فإنكم سألتموني-أحسن اللّه إرشادكم-أن أصنّف لكم كتابا مختصرا في مذاهب القرّاء السبعة بالأمصار (11) ، رحمهم اللّه، يقرب عليكم تناوله و يسهل عليكم حفظه و يخفّ عليكم درسه (ثمّ) يتضمّن من الروايات و الطرق ما اشتهر و انتشر عند التالين (12) و صحّ و ثبت عن الأيمّة المتقدّمين. فأجبتكم إلى ما سألتموه و أعملت نفسي في تصنيف ما رغبتموه، على النحو الذي أردتموه، و اعتمدت في ذلك على الإيجاز و الاختصار و ترك التطويل و التكرار. و قرّبت الألفاظ و هذّبت التراجم و نبّهت على الشيء بما يؤدّي عن حقيقته من غير استغراق لكي يوصل إلى ذلك في يسر و يتحفّظ في قرب.

- جامع القول في النقط (المحكم ١٨-١٩) :

إنّ الذي دعا السلف، رضي اللّه عنهم، إلى نقط المصاحف، بعد ان كانت خالية من ذلك و عارية عنه وقت رسمها و حين توجيهها إلى الأمصار. . . ما شاهدوه من أهل عصرهم-مع قربهم من زمن الفصاحة و مشاهدة أهلها-من فساد ألسنتهم و اختلاف ألفاظهم و تغيّر طباعهم و دخول اللحن على كثير من خواصّ الناس و عوامّهم، و ما خافوه مع مرور الأيام و تطاول الأزمان من تزيّد ذلك و تضاعفه فيمن يأتي من بعدهم-لا شكّ-في العلم و الفصاحة و الفهم و الدراية دون من شاهدوه، ممّن عرض له الفساد و دخل عليه اللحن، لكي يرجع إلى نقطها و يصار الى شكلها (13) عند دخول الشكوك و عدم المعرفة و يتحقّق بذلك إعراب الكلم و تدرك به كيفيّة الألفاظ.

ثمّ انّهم لمّا رأوا ذلك و قادهم الاجتهاد اليه بنوه على وصل القارىء بالكلم دون وقفه عليهنّ (14) . فأعربوا أواخرهنّ لذلك لأنّ الإشكال أكثر ما يدخل على المبتدئ المتعلّم، و الوهم أكثر ما يعرض لمن لا يبصر الإعراب و لا يعرف القراءة في إعراب أواخر الأسماء و الأفعال. فلذلك بنوا النقط على الوصل دون الوقف. و أيضا فإنّ القارىء قد يقرأ الآية و الأكثر (15) في نفس واحد و لا يقطع على شيء من كلمها، فلا بدّ من إعراب ما يصله (ما يصل القارىء بينه) من ذلك ضرورة.

قال أبو عمرو (الداني) : فأمّا نقط المصاحف بالسواد من الحبر و غيره فلا أستجيزه، بل أنهى عنه و أنكره اقتداء بمن ابتدأ النقط من السلف و اتّباعا له في استعماله لذلك صبغا يخالف لون المداد، إذ كان (الصبغ) لا يحدث في المرسوم تغييرا و لا تخليطا. و السواد يحدث ذلك فيه. أ لا ترى أنّه ربّما زيد في النقطة (16) فتوهّمت لأجل السواد الذي به ترسم الحروف-أنّها حرف من الكلمة فزيد في تلاوتها لذلك. و لأجل هذا وردت الكراهية عمّن تقدّم من الصحابة و غيرهم في نقط المصاحف (بالحبر الأسود) .

و الذي يستعمله نقّاط أهل المدينة في قديم الدهر و حديثه من الألوان في نقط مصاحفهم الحمرة و الصفرة لا غير. .

_____________________

١) في مقدّمة أوتّو برتزل (مصحّح كتاب التيسير و مخرجه) أن عبيد اللّه بن سلمة مات في الفتنة سنة 45٠. لعلّ المقصود 4٠5.

2) بروكلمن (1:517، الملحق ١:٧١٩) : نصف شوال 444-شباط (فبراير)1053(لا أرى ذلك يستقيم في الحسبان) .

3) و هو كتاب مشهور (نفح الطيب ٣:١٨٠-١٨١) .

4) يلفى هذا الكتاب في مستل من مجلة البلاغ (مكة)١٩٧٠(؟) راجع مجلة «قافلة الزيت» (شوّال ١٣٩٠ ه‍-تشرين الأول-اكتوبر ١٩٧٠ م) .

5) كيفية نقط المصاحف.

6) . . . اتّفق عليه الأئمّة.

7) العربية: النحو.

8) السنن عن رسول اللّه (الأحاديث الشريفة) .

9) فاتحة السورة: أوّلها: المقصود: ذكر اسم السورة و عدد آياتها و موضع نزولها في رأس كلّ سورة.

10) رءوس الآي: أوائل الآيات: وضع علامات للدلالة على انتهاء الآية و بدء التي تليها. الخموس جمع خمس: مجموع من خمس آيات (توضع له علامة) ، و العشور جمع عشر. و كان بعضهم يضع علامة عند كلّ انتهاء خمس آيات و عند انتهاء كلّ عشر آيات.

11) المصر (بكسر الميم) عاصمة المقاطعة في مقابل «العاصمة» . كانت بغداد عاصمة الدولة العباسية. أمّا الكوفة و البصرة ثمّ دمشق و القاهرة (في أيام الدولة العبّاسية) فكانت أمصارا.

12) التالون: القارئون (قارئو القرآن الكريم) .

13) وضع حركة عليها.

14) إذا وقف القارىء على آخر الآية ألغى الحركة على الحرف الأخير منها (نحو: مالِكِ يَوْمِ اَلدِّينِ* إِيّاكَ نَعْبُدُ. . . أو. مالِكِ يَوْمِ اَلدِّينِ إِيّاكَ نَعْبُدُ ) .

15) أكثر من آية واحدة.

16) اقرأ: زيدت النقطة (بالحبر الأسود) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.