أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-06-2015
1965
التاريخ: 25-06-2015
2404
التاريخ: 30-12-2015
14602
التاريخ: 29-06-2015
2181
|
هو أبو الطيّب محمّد بن أحمد بن اسحاق بن يحيى الوشّاء و يعرف أيضا بالأعرابيّ، تلميذ المبرّد و ثعلب، كان معلّما (للصبيان) في مكتب العامّة. و توفّي الوشّاء سنة 325 ه(936 م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان الوشّاء أحد الأدباء الظرفاء، و هو نحويّ و إخباريّ و شاعر رقيق و مصنّف بارع، له من الكتب: كتاب مختصر في النحو، الجامع في النحو، المقصور و الممدود، المذكّر و المؤنّث، خلق الإنسان، خلق الفرس، أخبار صاحب الزّنج، أخبار المتظرّفات، الحنين إلى الأوطان، الزاهر في الأنوار و الزهر (1)، الموشّح، الموشّى، وصايا ملوك العرب من أولاد الملك قحطان بن هود النبيّ، تفريج المهج و سبب الوصول إلى الفرج (سرور المهج و الألباب في رسائل الأحباب) ، الفاضل من الأدب الشامل (الكامل) .
المختار من شعره و كلامه:
- قال أبو الطيّب الوشّاء في النسيب:
لا صبر لي عنك سوى أنني... أرضى من الدهر بما يقدر (2)
من كان ذا صبر فلا صبر لي... مثلي عن مثلك لا يصبر
- و قال في النسيب و الشكوى:
يا من يقوم مقام الروح في الجسد...لا تحسبنّي خليّ البال من سهد (3)
حزني عليك جديد لا نفاد له... أوهى فؤادي و أوهى عقدة الجلد (4)
و الصبر عنك قليل مضرم قلقا... بين الضلوع كصبر الأمّ عن ولد (5)
- من مقدمة الموشّى أو الظرف و الظرفاء:
. . . . يجب على المتأدّب اللبيب و المتظرّف الأريب المتخلّق بأخلاق الأدباء و المتحلّي بحلية الظرفاء أن يعرف، قبل هجومه على ما لا يعلمه و قبل تعاطيه ما لا يفهمه، تبيّن الظرف و شرائع المروءة و حدود الأدب؛ فإنّه لا أدب لمن لا مروءة له، و لا مروءة لمن لا ظرف له، و لا ظرف لمن لا أدب له.
و قد وصفنا في كتابنا هذا (6)، على قدر ما بلغه علمنا و احتوى عليه فكرنا، و جعلناه حدودا محدودة و معالم مقصورة و شرائع بيّنة و أبوابا نيّرة. و شريطتنا على قارئ كتابنا الإقصار عن طلب عيوب خطائنا و الصفح عمّا يقف عليه من إغفالنا و التجاوز عمّا ينتهي اليه من إهمالنا (7). . . . لأنّنا قد تقدّمنا بالإقرار؛ و لا بد للإنسان من عثار. و ليس كلّ الأدب قرأناه، و لا كلّ العلم دريناه؛ و علينا في ذلك الاجتهاد و إلى اللّه الإرشاد. و قلّ ما نجا مؤلّف لكتاب من راصد بمكيدة أو باحث عن خطيئة. و قد كان يقال: من ألّف كتابا فقد استشرف، فإذا أصاب فقد استهدف، و إذا أخطأ فقد استقذف (8). . . .
________________
1) الأنوار جمع نور (بفتح النون) : الزهر الابيض.
2) يقدر: يقضي، يوجب.
3) السهد: الأرق، ذهاب النوم.
4) أوهى: أضعف. الجلد: التجلد، الاحتمال.
5) مضرم: مشعل. كصبر الأم عن ولد: كما تضطر الأم أن تصبر عن موت ولدها (مع الحزن و الاضطراب)
6) هذا الذي ذكرناه في الأسطر السابقة.
7) الاغفال: ترك الشيء قصدا (السبب وجيه عند المغفل) . التجاوز: المرور بالخطأ مرا كريما، العفو، الصفح. الاهمال: ترك الشيء جهلا أو تقصيرا. انتهى إلى علم الشيء: وصل من طريق التعلم أو الاختبار إلى ما لم يصل اليه غيره.
8) استشرف (بالبناء للمجهول) : نظر الناس اليه من بعيد يضعون أكفهم فوق عيونهم (ليتبينوا صورته جلية) . استهدف (بالبناء للمجهول) : جعله الناس هدفا يرمونه بسهام انتقادهم (حقا أو باطلا) استقذف (صيغة مولدة غير موجودة في القاموس) : إذا أخطأ فقد وجب أن يقذفه الناس بالحجارة (أن يبينوا أخطاءه) كأنما هو قد دعاهم إلى ذلك لما أخطأ في التأليف.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|