المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الاسرائيليات في قصة التيه  
  
2389   05:23 مساءاً   التاريخ: 15-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص658-661.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الأثري أو الروائي /

من هذه الأخبار العجيبة التي رويت في قصّة التيه ، ما رواه ابن جرير بسنده عن الربيع ، قال : لما قـال لـهم القوم ما قالوا ، ودعا موسى عليهم ، أوحى اللّه الى موسى : إنها محرّمة عليهم اربعين سنة ، يـتيهون في الأرض ، فلا تأسَ على القوم الفاسقين ، و هم يومئذ ست مائة ألف مقاتل ، فجعلهم فاسقين بما عصوا ، فلبثوا أربعين سنة في فراسخ ستة ، او دون ذلك ، يسيرون كل يوم جادين ، لكي يخرجوا منها ، حـتـى يـمـسـوا ويـنزلوا ، فإذا هم في الدار التي منها ارتحلوا ، وأنهم اشتكوا الى موسى ما فعل بـهـم ، فـأنزل عليهم المن والسلوى (1)  ، وأعطوا من الكسوة ما هي قائمة لهم ، ينشأ الناشئ فـتكون معه على هيئته .

 وسأل موسى ربه ان يسقيهم ، فأتى (بحجر الطور) ، وهو حجر أبيض ، اذا مـا أنزل القوم ضربه بعصاه ، فيخرج منه اثنتا عشرة عيناً ، لكلِّ سبط منهم عين ، قد علم كلّ أناس مـشـربـهـم . وكـذلـك روى : ان ثـيـابـهـم ما كانت تُبلى ، ولا تتّسخ وكذلك نقل بعض المفسرين كالزمخشري وغيره : بأنهم كانوا ست مائة ألف ، وسعة المعسكر اثنا عشر ميلاً.
وكـذلـك ذكـروا أن الحجر كان من الجنة ، ولم يكن حجراً ارضياً ومنهم من قال : كان على هيئة رأس انـسـان . ومنهم من قال :كان على هيئة رأس شاة . وقيل : كان طوله عشرة أذرع ، وله شعبتان تـتّـقـدان في الظلام ، الى غير ذلك من تزيّدات بني إسرائيل . وليس في القرآن ما يدل على هذا الذي ذكـروه فـي وصف الحجر ، مع أنه لو أريد بالحجر الجنس ، وأن يضرب اي حجر ما؛ لكان أدلّ على القدرة ، واظهر في الإعجاز.
و قـد لاحـظ ابـن خـلـدون ـ من قبل ـ المَغالطَ التي تدخل في مثل هذه المرويات ، فقال في مقدمته المشهورة :
اعلم أن فنّ التاريخ فنّ عزيز المذهب ، جمّ الفوائد ، شريف الغاية ، اذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم ، و الأنبياء في سيرهم ، والملوك في دولهم ، وسياستهم ، حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا ، فهو محتاج الى مآخذ متعددة ، ومعارف متنوعة ، وحسن نـظـر وتـثبت ، يُفضيان بصاحبهما الى الحق ، وينكّبان به عن المزلاّت والمغالط ، لان الأخبار اذا اعـتُـمـد فـيـها على مجرّد النقل ، ولم تحكم اصول العادة ، وقواعد السياسة ، وطبيعة العمران ، و الاحـوال في الاجتماع الانساني ، ولو قيس الغائب منها بالشاهد ، والحاضر بالذاهب ، فربما لم يؤمن فيها من العثور ، ومزلّة القدم ، والحَيد عن جادة الصدق ، وكثيراً ما وقع للمؤرخين ، والمفسرين وائمـة الـنقل من المغالط في الحكايات ، والوقائع ، لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثاً او سميناً ، ولـم يـعـرضـوها على أصولها ، ولا قاسوها بأشباهها ، ولا سبروها بمعيار الحكمة ، والوقوف على طـبائع الكائنات وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار ، فضلوا عن الحق ، وتاهوا في بيداء الوهم والـغلط ، ولاسيما في إحصاء الاعداد من الاموال ، والعساكر اذا عرضت في الحكايات ، اذ هي مظنة الـكـذب ومـطـيـة الـهذر ، ولابد من ردها الى الأصول ، وعرضها على القواعد . وهذا : كما نقل الـمـسـعودي وكثير من المؤرخين في جيوش بني اسرائيل ، و أن موسى أحصاهم في التيه ، بعد ان أجـاز من كان يطيق حمل السلاح خاصة من ابن عشرين ، فما فوقها ، فكانوا ست مائة الف او يزيدون ، ويذهل في ذلك عن تقدير مصر والشام ، واتساعهما لمثل هذا العدد من الجيوش ، لكل مملكة حصة من الحامية تتسع لها ، وتقوم بوظائفها ، وتضيق عما فوقها ، تشهد بذلك العوائد المعروفة ، والاحوال المألوفة .
ولـقـد كـان مُـلك الفرس ودولتهم أعظم من ملك بني اسرائيل بكثير ، يشهد لذلك : ما كان من غلب بـخـتـنـصر لهم ، والتهامه بلادهم ، واستيلائه على امرهم ، وتخريب بيت المقدس قاعدة ملّتهم وسلطانهم ، وهو من بعض عمال مملكة فارس وكانت ممالكهم بالعراقّين ، وخراسان ، وما وراء النهر ، والأبواب ، أوسع من ممالك بني اسرائيل بكثير ، ومع ذلك لم تبلغ جيوش الفرس قط مثل هذا العدد ولا قـريـبـاً مـنـه وأعـظـم مـا كانت جموعهم بالقادسية مائة وعشرين ألفاً ، كلّهم متبوع ، على ما نـقـله ( سيف )  . قال : وكانوا في أتباعهم أكثر من مئتي ألف . وعن عائشة ، والزهريّ : أن جموع رستم التي حفّ بهم سعد بالقادسية انما كانوا ستين ألفاً كلهم متبوع .
وايضاً : فلو بلغ بنو اسرائيل مثل هذا العدد ، لاتسع نطاق ملكهم ، وانفسح مدى دولتهم ، فان العمالات والممالك في الدول ، على نسبة الحامية ، والقبيل القائمين بها في قلتها وكثرتها حسبما نبين ذلك في فـصل الممالك من الكتاب الأول (2)  ، و القوم لم تتسع ممالكهم الى غير الأردن ، وفلسطين من الشام ، وبلاد يثرب ، وخيبر ، من الحجاز ، على ما هو المعروف .
وايـضاً : فالذي بين موسى واسرائيل ، ان هو إلا اربعة آباء ، على ما ذكره المحققون ، فإن موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث ـ بفتح الهاء وكسرهاـ بن لاوي ـ بكسر الواو وفتحهاـ بن يعقوب وهو : اسـرائيل ، هكذا نسبه في التوراة . والمدة بينهما على ما نقله المسعودي ، قال : دخل اسرائيل مصر مع ولده الأسباط ، وأولادهم ، حين أتوا الى يوسف سبعين نفساً ، وكان مقامهم بمصر الى أن خرجوا مـع موسى (عليه السلام)  الى التيه ، مائتين وعشرين سنة ، تتداولهم ملوك القبط من الفراعنة ويبعد ان يتشعب الـنـسـل فـي اربـعة اجيال الى مثل هذا العدد سـلـيمان ومن بعده ، فبعيد ايضاً ، اذ ليس بين سليمان واسرائيل إلا أحد عشر أباً ، ولا يتشعب النسل فـي أحـد عشر من الولد الى هذا العدد الذي زعموه ، اللهم إلا المائتين والآلاف ، فربما يكون واما ان يـتـجاوز هذا الى ما بعدهما من عقود الأعداد فبعيد ، وأعتبر ذلك في الحاضر المشاهد ، والقريب المعروف تجد زعمهم باطلاً ، ونقلهم كاذباً.
قال : والذي ثبت في (الاسرائيليات ) أن جنود سليمان كانت اثني عشر ألفاً خاصة ، وان مقرباته كـانـت ألـفـاً ، وأربـع مائة فرس مرتبطة على أبوابه هذا هو الصحيح من أخبارهم ، ولا يلتفت الى خرافات العامة منهم ، وفي أيام سليمان (عليه السلام) ، وملكه كان عنفوان دولتهم ، واتساع ملكهم (3) .
وهـذا الـفـصـل مـن الـنـفـاسـة بمكان ، فلذلك حرصنا على ذكره ، لأنه يفيدنا في رد الكثير من الاسرائيليات التي وقعت فيها المغالط ، والاخبار الباطلة ، والخرافات التي كانت سائدة في العصور الأولى .

___________________
1- المنّ : شيء كالعسل كان ينزل على الشجر من السماء فيأخذونه ويأكلونه ، والسلوى ك طير كالسماني .

2- يريد بالكتاب الأول ، الفصل الأول من " مقدمته المشهورة " وقد قسمها الى فصول .

3- مقدمة ابن خلدون ، ص9-11.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .