أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
2562
التاريخ: 2024-09-18
165
التاريخ: 14-3-2016
2150
التاريخ: 15-10-2014
11742
|
مـن الاسـرائيـلـيـات مـا ذكره بعض المفسرين عند تفسير قوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ } [الرعد : 29]
فـمـن ذلـك ما رواه ابن جرير بسنده ، عن وهب ، قال : ان في الجنة شجرة يقال لها : طوبى ، يسير الـراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، زهرتها رياض ، وورقها برود ، وقضبانها عنبر ، وبطحاؤها يـاقـوت ، وتـرابـها كافور ، ووحلها مسك ، يخرج من اصلها انهار الخمر ، واللبن ، والعسل ، وهي مـجـلـس لأهل الـجـنـة ، فـبـيـنـمـا هـم فـي مـجـلـسـهم اذ أتتهم ملائكة من ربهم ، يقودون نجباً (1) مزمومة بسلاسل من ذهب ، وجوهها كالمصابيح حسناً ، ووبرها كخز المرعزي من لـينه ، عليها رحال (2) ألواحها من ياقوت ، ودفوفها من ذهب ، وثيابها من سندس ، واستبرق ، فينيخونها ، ويقولون : ان ربنا ارسلنا اليكم لتزوروه ، وتسلموا عليه قال : فيركبونها في اسرع من الـطـائر ، وأوطـأ مـن الـفراش ، نجباً من غير مهنة ، يسير الرجل الى جنب اخيه ، وهو يكلمه ، ويـناجيه ، لا تصيب اذن راحلة منها اذن الاخرى ، ولا برك (3) راحلة برك الأخرى ، حتى أن الـشـجـرة لـتتنحى عن طريقهم ، لئلا تفرق بين الرجل وأخيه .
قال : فيأتون الى الرحمان الرحيم ، فـيـسـفـر لـهم عن وجهه الكريم ، حتى ينظروا إليه ، فإذا رأوه قالوا : (اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، وحق لك الجلال والإكرام قال : فيقول تعالى عند ذلك : أنا السلام ، ومني السلام ، وعليكم السلام ، حقت رحمتي ، ومحبتي ، مرحباً بعبادي الذين خشوني بغيب ، وأطاعوا أمري قال : فيقولون : ربـنا لم نعبدك حق عبادتك ، ولم نقدرك حق قدرك ، فأذن لنا في السجود قدامك . قال : فيقول اللّه : إنها ليست بدار نصب ، ولا عبادة ، ولكنها دار ملك ونعيم ، وإني قد رفعت عنكم نصب العبادة فسلوني ما شئتم ، فإن لكل رجل منكم أمنيته فيسألونه ، حتى أن أقصرهم أمنية ليقول : ربي تنافس أهل الدنيا في دنـيـاهـم ، فتضايقوا فيها ، رب فتني كل شيء كانوا فيه ، من يوم خلقتها الى ان انتهت الدنيا ، فيقول اللّه تعالى : لقد قصرت بك امنيتك ، ولقد سألت دون منزلتك ، هذا لك مني وسأتحفك بمنزلتي ، لأنه ليس فـي عطائي نكد ، ولا قصر يد قال : ثم يقول : اعرضوا على عبادي ما لم يبلغ أمانيهم ولم يخطر لهم عـلـى بال قال : فيعرضون عليهم حتى يقضوهم أمانيهم التي في أنفسهم ، فيكون فيما يعرضون عليهم بـراذيـن مـقـرنـة ، على كل أربعة منها سرير من ياقوتة واحدة ، على كل سرير منها قبة من ذهب مـفـرغـة ، فـي كـل قبة منها فرش من فرش الجنة ، متظاهرة ، في كل قبة منها جاريتان من الحور العين ، على كل جارية منهن ثوبان من ثياب الجنة . وليس في الجنة لون إلا وهو فيهما ، ولا ريح ولا طـيـب إلا قد عبق بهما ، ينفذ ضوء وجوههما غلظ القبة ، حتى يظن من يراهما انهما دون القبة ، يرى مـخـهما من فوق سوقهما كالسلك الأبيض من ياقوتة حمراء ، تريان له من الفضل على صاحبته كفضل الـشـمـس على الحجارة او أفضل ، ويرى هو لهما مثل ذلك . ثم يدخل اليهما فتحييانه وتقبلانه ، وتـعـانقانه ، وتقولان له : واللّه ما ظننا ان اللّه يخلق مثلك ثم يأمر اللّه تعالى الملائكة فيسيرون بهم صفا في الجنة ، حتى ينتهي كل رجل منهم الى منزلته التي اعدت له (4) .
و قـد وصـف ابن كثير في تفسيره هذا الأثر بأنه غريب عجيب وساقه وقد روى هذا الأثر ابن ابي حاتم بسنده ، عن وهب ايضاً ، وزاد زيادات اخرى (5) .
_________________________
1- أي إبلاً كراماً .
2- الرحال : ما يوضع على البعير ليركب عليه .
3- البرك : الصدر .
4- تفسير الطبري عند تفسير هذه الآية ، ج13 ، ص148 (ط2) ؛ الدر المنثور ، ج4 ، ص60.
5-تفسير ابن كثير ، ج2 ، ص513 ؛ تفسير البغوي ، ج3 ، ص18.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|