أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-07
280
التاريخ: 24/11/2022
1594
التاريخ: 9-12-2015
6096
التاريخ: 2024-04-30
830
|
مقا- مزج : أصل صحيح يدلّ على خلط الشيء بغيره , ومزج الشراب يمزجه مزجا. وكأنّ العسل يسمّى المزج : لأنّه كان يمزج به كلّ شراب. وكلّ نوع من شيئين مزاج لصاحبه.
مصبا- مزجت الشيء بالماء مزجا من باب قتل : خلطته , ومزاج الجسد : طبائعه الّتى يأتلف منها , والجمع أمزجة.
أسا- مزج الشراب بالماء فامتزج , ومازجه وتمازجا وامتزجا. ومزاجه عسل , وكأنّ طعمه طعم المزج وهو الشهد. وفي اللوز , المزيج : وهو المرّ منه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو خلط وتداخل أجزاء لا يتمايز كلّ منها عن الآخر كما في المائعات , والخلط أعمّ.
وسبق في السوط الفرق بينهما وبين الدخل والولوج وغيرها.
{ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا } [الإنسان : 5]. {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا} [الإنسان : 17] الكافور فيه تبريد وتصفية وإزالة للعفونات والحشرات ذوات السموم. والكأس هو الظرف مع المظروف كالقدح فيه ماء. والأبرار جمع البرّ وهو من يتّصف بحسن العمل في قبال الفجور. والزنجبيل أصل نبات عطريّ يفيد في ضعف القلب والمعدة ويرفع الرطوبات.
فالشراب الممازج بالكافور يستعمل في مورد التبريد والتسكين للحرارة والغليان وتصفية المزاج. والآية في قبال ما قبلها {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا} [الإنسان : 4].
فالأبرار في أثر الصفاء والتوجّه والحبّ والجذبات الروحانيّة وهيجان الشوق : يوجد في باطنهم حرارة شديدة والتهاب , فيقتضى أن يشربوا شرابا مبرّدا ملائما مطبوعا , فيناسب المورد شرابا ممزوجا بالكافور.
والشراب الممزوج بالزنجبيل يستعمل في مورد دفع الرطوبة وتقوية القلب وإصلاح الحال وتعطير المزاج , فالآية الثانية في مورد محيط- عينا يشرب بها عباد اللّٰه , لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها - فيقتضى المحيط أن يشربوا شرابا ممزوجا به لدفع الرطوبة وإصلاح البرودة.
{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين : 26 - 28] والتسنيم جعل شيء ذا علوّ وارتفاع في نفسه. فالآية واردة في مورد الأبرار المقرّبين الّذين ليس لهم نظر إلّا الى القرب والحضور.
ثمّ إنّ هذه المشروبات الروحانيّة المعبّرة عنها بالممزوج بالكافور أو الزنجبيل أو التسنيم : لا بدّ أن تطابق بنسمات وجذبات وتوجّهات مخصوصة مناسبة لكلّ واحد منها في الأثر والخصوصيّة.
وأمّا تفسير الآيات الكريمة بأمور مادّيّة : فغير وجيه , ولا يطابق ظواهر الكلمات ولا حقائقها , ولا يناسب أيضا خصوصيّات عوالم الآخرة ولا حالات الأبرار والمقرّبين الّذين لا يتوجّهون الى لذّات مادّية ولا يترفّعون بأمور جسمانيّة.
ثمّ إنّ ما يذكر من خواصّ الكافور والزنجبيل ومنافعهما : إنّما هي في محيط الطبيعة وعالم المادّة , وهكذا الشراب الممزوج بواحد منهما لا يلتذّ به في عوالم ما وراء المادّة.
فالمراد من اللفظين إمّا مفهوم عامّ وهو خلاصة ما يستفاد من خواصّ الكلمتين وآثارهما المنطبق على المادّيّ والمعنويّ , كما في أكثر الكلمات الموضوعة للمعنى المشترك.
أو أن المراد المفهومان المعنويّان بالكناية , فيكون حقيقة. فانّ استعمال اللفظ في معناه الظاهريّ مرادا به ما يلازمه حقيقة.
وأمّا انتفاء المفهوم المادّيّ : فانّ عوالم البرزخ والبعث لا تلائم المفاهيم المادّيّة الّتى فيها محدوديّة وتضيّق وتزاحم وتعب ومرض وضعف وسقم , حتّى تحتاج الى معالجة ودفاع ومداواة , فتوسّل الى شراب ممزوج بالكافور أو الزنجبيل.
{لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر : 35].
_______________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ م .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|