أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
1868
التاريخ: 25-12-2015
3775
التاريخ: 26-1-2016
6724
التاريخ: 9-04-2015
2322
|
هو ربيعة (و قيل النعمان) بن يحيى (1) بن معاوية بن جشم بن بكر من بني تغلب بن وائل، المعروف باسم أعشى تغلب (2).
كان أعشى تغلب نصرانيا من أهل الجزيرة (شماليّ العراق) يتنقل في البلاد؛ فكان إذا جاء إلى الشام سكن في الحضر (في دمشق، مثلا) ، و إذا عاد إلى مساكن قومه في نواحي الموصل و ديار ربيعة نزل في البادية.
اتصل أعشى تغلب بمسلمة بن عبد الملك و مدح الوليد أيضا و نال عطاياهما. ثم اتصل-بحسب رواية الاغاني (11:283) -بعمر بن عبد العزيز فلم يعطه شيئا. و في الاغاني أيضا (11:181) : «كان أعشى بني تغلب ينادم الحرّ بن يوسف بن يحيى بن الحكم» . و الحرّ هذا كان واليا على الموصل منذ سنة 108 ه(726 م) إلى أن توفّي في سنة 114 ه (732 م) . و يجب أن تكون منادمة أعشى بني تغلب للحرّ في أثناء ولاية الحر على الموصل. و قد اتفق أن أساء أعشى تغلب الأدب أمام قبّة الحرّ فلطمه عبد خصيّ من عبيد الحرّ، فجمع أعشى تغلب نفرا من قومه و اقتحموا على الحرّ مكانه (و كان في بستان له) و لطم الحرّ. و في ذلك يقول أعشى تغلب:
أنا الجشميّ من جشم بن بكر ... عشيّة رعت طرفك بالبنان (3)
فما يسطيع ذو ملك عقابي... إذا اجترمت يدي و جنى لساني
من أجل ذلك لا أرى وجها لما ذكره بروكلمان (الملحق 1:95) من ان وفاة أعشى تغلب كانت في سنة 92 ه(710 م) ، و لعلّ وفاته كانت نحو سنة 110 ه(728 م) .
كان أعشى بني تغلب شاعرا مكثرا مطيلا، في شعره جزالة و منانة أحيانا، كما أن فيه ضعفا في التركيب و إبهاما في المعنى أحيانا أخرى، إلى جانب ألفاظ غريبة في بعض الأحيان. و في شعره شيء من الإقذاع (الألفاظ القبيحة) في الهجاء و شيء من المجون (قبح المعنى) في الغزل. و فنون شعره المدح و الهجاء و الحماسة و الوصف و الغزل و الخمر. و قد كانت له نقائض (راجع، فوق، ص 361) ، و كان يعين الاخطل على جرير.
المختار من شعره:
-لأعشى تغلب قصيدة مطلعها (الحماسة البصرية 2:117، شعراء النصرانية بعد الاسلام 125-126) :
رحلت أمامة للفراق جمالها... كيما تبين، و ما تحبّ زيالها (4)
قال أعشى تغلب هذه القصيدة يمدح بها مسلمة بن عبد الملك، ثم يهجو جريرا و يعين الأخطل عليه. و في هذه القصيدة غزل و خمر و حماسة، على مثال النقائض.
ففي الاغاني من هذه القصيدة (11:280) في الغزل:
دار لقاتلة الغرانق ما بها... غير الوحوش خلت له و خلالها (5)
ظلّت تسائل بالمتيّم ما به، و هي التي فعلت به أفعالها (6)
و في هذه القصيدة:
اربع على دمن تقادم عهدها... بالجوف، و استلب الزمان حلالها (7)
دار لقاتلة الغرانق. . . . (؟)
ظلت تسائل. . . (؟)
كانت تريك، إذا نظرت أمامها... مجرى السّموط و مرّة خلخالها (8)
دع ما مضى منها، فربّ مدامة... صهباء عارية القذى سلسالها (9)
باكرتها عند الصباح على نجا... و وضعت غير جلالها أثقالها (10)
صبّحتها غرّ الوجوه غرانقا... من تغلب الغلباء لا أسفالها (11)
اخسأ إليك، جرير، إنّا معشر... نلنا السماء: نجومها و هلالها (12)
ما رامنا ملك يقيم قناتنا... إلاّ استبحنا خيله و رجالها (13)
- قال أعشى تغلب يذكر كرم الوليد (بن عبد الملك) بعد وفاته و يعرّض بمن جاء بعده-قيل بعمر بن عبد العزيز (غ 11:283) -:
لعمري لقد عاش الوليد حياته... إمام هدى، لا مستزاد و لا نزر (14)
كأنّ بني مروان، بعد وفاته... جلاميد لا تندى و إن بلّها القطر (15)
______________________
1) و قيل اسمه عمرو بن الايهم بن أفلت أو عميرة بن الايهم (معجم الشعراء للمرزباني 69،74) ، و قيل: ربيعة بن نجران، نعمان بن نجوان، نعمان بن نجران، أو النعمان بن جاوان (راجع الاشارات إلى ذلك في «شعراء النصرانية بعد الاسلام»122) .
2) يبدو أن الرواة قد مزجوا أخبار عدد من الأعشين (بفتح الشين و سكون الياء و فتح النون) الكثر الذين كانوا في الجاهلية و في الاسلام.
3) غ 11:282. -رعت (أخفت) طرفك (بصرك) بالبنان (أطراف الأصابع) : لطمتك.
4) جمالها (مفعول به من الفعل «رحلت») : انتقلت عنا إلى مكان آخر، حتى تبتعد عنا (مضطرة) . مع أنها هي لا تريد زيالنا (مفارقتنا، البعد عنا) : و يمكن أن نقرأ: و ما نحب (بالنون) .
5) الغرانق (بضم الغين) : لفظ مفرد معناه: (الشاب الجميل) . قاتلة الغرانق: التي تتيم الفتى الجميل بحبها (تأسره، تكبله) . -خلت قاتلة الغرانق (تلك المرأة الجميلة في تلك الأرض) لحبيبها و خلا حبيبها لها.
6) المتيم: الذي نهكه (أضناه، أنحله) الحب. و هي التي فعلت به أفعالها: صنعت بها ما صنعت (من النحول و الضنى) .
7) اربع: أقم، ابق. الدمنة: الموضع الذي كانت فيه الدار. الجوف: المطمئن (المنخفض) من الأرض؛ أو اسم علم على مكان. استلب الزمان حلالها (ساكنها) : أخذهم، أماتهم، كانوا يسكنونها ثم ماتوا أو تفرقوا.
8) أمامها (اسم، مفعول به من «تريك») : الجانب الإمامي منها (صدرها) . مجرى السموط: مكان العقد من صدرها. و (تريك) مرة خلخالها (قدمها و أسفل ساقها) . . .
9) عارية (من) القذى: صافية، لا رواسب فيها. السلسال: اللينة، الخفيفة، التي لا تسكر كثيرا. ان كلمة «سلسالها» لا وجه لها في الاعراب معقولا و لا للضمير المتصل بها «ها» رجوع واضح إلى اسم سابق عليه.
10) باكرتها: (شربتها) باكرا. على نجا: على محل مرتفع (بعيدا عن الناس) . و وضعت غير جلالها أثقالها. . . (؟) .
11) سقيتها لجماعة من بني تغلب الغلباء (الغالبة لغيرها) غر الوجوه (بيض الوجوه: وجهاء، كرماء، و من أصل كريم) غرانقا (جمع غرنوق بضم الغين: الشاب الجميل) لا اسفالها (لم أسقها للسفلة من بني تغلب) .
12) خسئ: ذل و بعد. نلنا السماء: بلغ عزنا و مجدنا إلى السماء (إلى موضع النجوم منها) .
13) رامنا: جاء الينا. يقيم قناتنا: (يريد) أن يؤدبنا (يعاقبنا) . استبحنا خيله و رجالها: اسرنا خيله و فرسانها.
14) إمام هدى: خليفة. لا مستزاد: إسراف (في العطاء) و لا نزر (بخل. . .) .
15) جلاميد جمع جلمود و جلمد: صخر قاس. تندى: يبدو عليها ماء أو لين (لا يعطون مالا) . القطر: المطر (و لو كانوا أغنياء) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|