أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016
2249
التاريخ: 2023-04-13
1356
التاريخ: 24-6-2016
5607
التاريخ: 25-7-2016
12609
|
إن مقياس حضارة كل أمة هو في مقدار تمكُّنها من القيام بواجباتها الأخلاقية، وفي مقدار ضبطها للعلاقة مع سائر الأمم والشعوب، لأن الأمة التي تقيم علاقاتها مع الآخرين على أساس أخلاقي سليم وصحيح تكون بطريقٍ أولى قد استوعبت في داخلها كل هذه العناصر الأخلاقية والقيم الاجتماعية التي تمكنها من التفوق والإرتقاء في الحياة.
ومن المميزات والخصائص الأساسية للشريعة الإسلامية هي أنها استطاعت أن تجمع الناس كلهم على مبدأ الأخوة، إنطلاقاً من كونهم يرجعون إلى أصل واحد ومشترك، فصار الإنسان أخو الإنسان، وسرى هذا المبدأ إلى غير المسلمين وأصبح المسلم أيضاً يعتبر غير المسلمين إخوة له باعتبار الاشتراك في العبودية لله وأنهم مخلوقات الله سبحانه وتعالى.
ومن هنا يقول الإمام علي (عليه السلام) في عهده للأشتر:
((الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظيرٌ لك في الخلق)(1).
فللناس على اختلاف أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم حقوق وواجبات كثيرة وفي طليعتها عَقدُ أواصِر المحبّة والإلفة فيما بينهم.
ولهذا نجد أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد اعتنى بشؤون الناس، وقضايا المجتمع عناية تامة، واهتم الإسلام بالمعاملات والعلاقات العامة.
ولم يكن الإسلام في يومٍ من الأيام غافلاً ومنعزلاً عن المجتمع البشري بمختلف معتقداته. ومما يدل على ذلك هو تفرُّد الإسلام بوضع نظام اجتماعي له خصائصه ومميزاته التي يمتاز بها عن سائِر النظم الاجتماعية لكل الأديان التي عرفتها البشرية قبل الإسلام.
فهو نظام رباني إلهي يعتمد في تشريعاته على ما جاء في الكتاب العزيز والسنة النبوية التي ما هي إلا امتداد للقرآن الكريم.
وأما غيره من الأديان فإنها قد وضعت العقيدة جانباً واعتمدت على القوانين الوضعية التي هي من صنع البشر.
وقام الإسلام على أساس المودة والاحترام لكل أفراد البشر على اختلاف أديانهم ومذاهبهم. فالنظام الإسلامي يسمح بالتعاون الإيجابي مع جميع أهل الديانات الأخرى ولا يعاديهم، ولا يقاطعهم، ولا يحاربهم، إلا أن يبدؤوا هم بالعدوان. وقد قال الله تعالى في محكم كتابه:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].
وجاء أيضاً النص القرآني الثاني ليبين بوضوح كامل أساس العلاقات في الإسلام مع أهل الديانات حيث يقول تعالى.
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 8، 9].
وبناءً على هذا الدستور القرآني يتعامل الإسلام مع الناس أجمعين وهو يؤثِرُ المودَّة والإحترام على العداوة والبغضاء.
فعن جابر بن عبد الله الأنصاري. قال: مرت بنا جنازة فقام النبي (صلى الله عليه وآله) وقمنا، فقلنا يا رسول الله إنها جنازة يهودي فقال: أوليست نفساً؟ إذا رأيتم الجنازة فقوموا.
وكذلك قرّر الإسلام حرية العبادة ليس لاتباعه فقط بل لجميع أصحاب الديانات الأخرى المخالفة مع دعوته الدائمة إلى أصحاب هذه الديانات لكي يرجعوا إلى فطرتهم في توحيد الله وتنزيهه عن الشرك، والتي كانت دعوة جميع الأنبياء والمرسلين سيما موسى وعيسى (عليهم السلام).
______________________________
(1) نهج البلاغة : الكتاب 53.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|