المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

تفسير الآيات [82-83] من سورة آل‏ عمران
12-06-2015
حدائق المجمعات السكنية
2024-07-25
التآكل Erosion
23-3-2018
لاندولت ، هانز
27-11-2015
خواص الانعكاسية الطيفية للغطاء النباتية
20-6-2022
الأئمة من أهل البيت أفضل خلق الله وهذا من دلائل أئمتهم.
12-6-2022


الأسعد بن بِلّيطة  
  
4450   10:38 صباحاً   التاريخ: 21-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص491-494
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 

هو أبو القاسم الأسعد بن إبراهيم بن بلّيطة (1) القرطبيّ. ولد في قرطبة. تردّد بين بلاطات ملوك الطوائف يتكسب بالشعر، كما كان فارسا أيضا يتكسّب بالخدمة في ديوان الجند، فقد قال فيه ابن بسّام في «الذخيرة» : فارس جحفل و شاعر محفل فجرى في الميدانين و ارتزق في الديوانين. و تطوّف أيضا في بلدان المغرب. و لكنه معدود في شعراء المعتصم بن صمادح. و قد كان حيّا (2) قبل سنة 44٠ ه‍ (1048-1049 م) .

كان الأسعد بن بلّيطة ناثرا و شاعرا مجيدا، و شعره سهل عذب و أبرز فنونه الوصف و الغزل. و له القصيدة الطائية البارعة (و هي تسعون بيتا) في مدح المعتصم بن صمادح.

مختارات من شعره:

- قال الأسعد بن بلّيطة يمدح المعتصم بن صمادح:

برامة ريم زارني بعد ما شطّا... تقنّصته في الحلم في الشّطّ فاشتطّا (3)

رعى من أفانين الهوى ثمر الحشا... جنيّا، و لم يرع العهود و لا الشّرطا (4)

خيال لمرقوم غرير برامة... تأوّبني بالرقمتين لدى الأرطى (5)

فأكسبني من خدّها روضة الجنى... و ألدغني من صدغها حيّة رقطا (6)

و باتت ذراعاها نجادا لعاتقي... إذا ما التقاها الحلي غنّى لها لغطا.

و سلّ اهتصاري غصنها من مخصّر... طواه الضّنى طيّ الطوامير فامتطّا (7)

و قد غاب كحل الليل في دمع فجره... إلى أن تبدّى الصبح كاللّمّة الشمطا

كأنّ الدّجى جيش من الزّنج نافرٌ... و قد أرسل الإصباح في إثره القبطا (8)

و قام لها ينعى الدّجى ذو شقيقة... يدير لنا من عين أجفانه سقطا (9)

إذا صاح أصغى سمعه لأذانه... و بادر ضربا من قوادمه الإبطا (10)

كأنّ أنوشروان أعلاه تاجه... و ناطت عليه كفّ مارية القرطا (11)

سبى حلّة الطاووس حسن لباسها... و لم يكفه حتّى سبى المشية البطّا (12)

توهّم عطف الصدغ نونا بخدّها... فباتت بمسك الخال تنقطه نقطا (13)

غلاميّة جاءت و قد جعل الدّجى... لخاتم فيها فصّ غالية خطّا (14)

غدت تنقع المسواك في برد ثغرها... و قد ضمّخت مسكا غدائرها المشطا (15)

محيّرة العينين من غير سكرةٍ... متى شربت ألحاظ عينيك إسفنطا (16)

أرى نكهة المسواك في حمرة اللّمى... و شاربك المخضرّ بالمسك قد خطّا (17)

عسى قزح قبّلته فإخاله... على الشّفة اللّمياء قد جاء مختطّا (18)

كأنّ أبا يحيى بن معنٍ أجادها... فعلّمها من كفّه الوكف و البسطا (19)

تألّف من درّ و شذر نجاره... فجاءت به العليا على جيدها سمطا (20)

إذا سار سار المجد تحت لوائه... فليس يحطّ المجد إلاّ إذا حطّا (21)

رفيع عماد النار في الليل للسرى... فما يخبط العشواء طارقه خبطا (22)

أقول لركب يمّموا مسقط النّدى... و قد جاوز الرّكبان من دونك السقطا (23)

أ في المجد تبغي لابن معنٍ مناقضا... و من أوقد المصباح في الشمس قد أخطا

- و قال:

لو كنت شاهدنا عشيّة أمسنا... و المزن تبكينا بعيني مذنبِ (24)

و الشمس قد مدّت أديم شعاعها... في الأرض تجنح غير أن لم تغرب

خلت الرّذاذ به برادة فضّة... قد غربلت من فوق نطعٍ مذهب (25)

________________________

١) من الإسبانية القديمة: بلّيدو (بإمالة الباء و كسر اللام المشدّدة) : الجميل (نيكل 196) . و قال ابن خلّكان (5:45) : لا أعرف معناه. و هو بلغة أعاجم الأندلس (نصارى الأندلس الذين لا يتكلّمون العربية) . و نقل حسين مؤنس (الحلّة السيراء ٢:٨٣) عن دوزي أن «بليطة» من الكلمة الإسبانية «بلّيتا» (بكسر الباء و تشديد اللام و إمالة الياء و الألف) . بمعنى البطاقة (قطعة من الورق بنحو قدر الكفّ) . و يبدو أنّ تعليل نيكل أصحّ.

٢) جذوة المقتبس 166؛ و في بغية الملتمس (ص ٢٢٩) : توفّي في حدود 44٠. و عن بغية الملتمس أخذ شوقي ضيف (المغرب ٢:١٧. في الحاشية) . و لكن إذا كان الأسعد بن بلّيطة قد مدح المعتصم بن صمادح صاحب المريّة (444-4٨٠ ه‍) بهذه القصيدة و بغيرها (راجع وفيات الأعيان 5:4٢؛ نفح الطيب 4:١٠٠،١٠١) فيجب أن يكون الأسعد بن بلّيطة قد عاش بعد سنة 44٠ مدّة طويلة.

٣) ريم: غزال أبيض. شطّ: بعد. الشطّ: جانب النهر، النهر (و مجتمع الماء) .

4) رعى (أكل) : تمتّع. أفانين (جمع أفنون-بضمّ الفاء: غصن) : أنواع. جنيّا: جديدا، طريّا. لم يرع: لم يحفظ.

5) مرقوم: ذو علامة (جميل) . غرير: جميل، ناعم العيش، شاب بلا تجربة. تأوّبني: عاد إليّ (في المنام) مرّة بعد مرّة. الرقمتين (اسم مكان-المقصود بها هنا جمال اللفظ لا الدلالة على علم جغرافيّ مخصوص) . الأرطى جمع أرطاة: نوع من الشجيرات.

6) الرقطاء: حيّة منقّطة (خبيثة) . خصلة الشعر على صدغها لدغتني (عذّبتني بالحب) .

7) هصر الغصن: شدّ به ليقطف ما عليه. المخصّر (خصرها الناحل) . الطومار: نوع من الورق يكتب فيه ثمّ يلفّ كالأسطوانة.

8) القبط: جيل من الناس (أقل سوادا من الزنج) : كان الليل زنجيّا، فلمّا بدأ الصبح يطلع أصبح الليل كالقبطيّ.

9) ينعى الدجى: يبشّر بانقضاء الليل. ذو شقيقة: صاحب قنزحة حمراء (الديك) . يدير لنا إلخ (؟) -الملموح (يسقينا ماء صافيا) . السقط: الندى. و عين الديك توصف بالصفاء.

10) بعد أن يصيح الديك يهدأ قليلا (كأنّه يستمع إلى ماضي صياحه) . القوادم: كبار الريش في جناح كلّ طائر. . . ثم يصفق بجناحيه.

11) كسرى أنوشروان من عظماء ملوك الفرس. أعلاه: جعل فوقه، ألبسه. ناط: علّق. و كان لمارية بنت ظالم بن وهب، و هي أمّ آل جفنة (ملوك غسان) قرطان في كلّ واحد منهما درّة (لؤلؤة) بحجم بيض الحمام.

12) يمشي ببطء و تثاقل يميل يمينا و شمالا كالبطّة (إعجابا بنفسه) «المشية» مفعول به ثان مقدم. «البط» مفعول به أوّل مؤخر.

13) لها حال أسود اللون على صدغها كأنّه نقطة النون (يشبّه جانب صدغها بالنون) .

14) حول فمها الصغير خطّ أسمر اللون (شفاه سمر) . فص (فلقة، قطعة) غالية (روح العطر) . . . ؟

15) شعرها يكتسب رائحة طيّبة من مشطها (بينما كانوا يمشطون الشعر بمشط من عنبر حتّى يكتسب الشعر رائحة طيّبة) .

16) الاسفنط: الخمر.

17) المخضرّ: المسودّ.

18) قزح (يقصد قوس قزح) . اللمياء: السمراء. . .

19) الوكف: سيلان الماء من سقف البيت و سيلان الدمع من العين. البسط: الكرم في الإنفاق. (معنى البيت غامض) إلا إذا قصد «الجود و الكرم» .

20) الدرّ: اللؤلؤ. الشذر: قطع صغيرة من الذهب تسلك مع اللؤلؤ في العقد. النجار: الأصل. الجيد: الصدر. السمط: الخيط الذي ينظم فيه اللؤلؤ عقدا.

21) حطّ المسافر أحماله: نزل.

22) يشعل في الليل نارا كبيرة، فطارقه (ضيفه) لا يخبط خبط العشواء (لا يسير في الليل على غير هدى) .

23) يمّموا: قصدوا. مسقط الندى (حيث يكون الكرم) . و لكنّهم لمّا مرّوا بك و لم ينزلوا عندك كانوا قد جاوزوا (خلّفوا وراءهم) مكان الندى (الكرم) ، أي مكانك انت.

24) المزن تبكي بعيني مذنب: يهطل المطر بغزارة.

25) خلت: ظننت. الرذاذ نقاط المطر المتفرّقة التي تظلّ تسقط بعد المطرة الشديدة. النطع: وطاء (فراش) من لبّاد.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.