أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2014
5055
التاريخ: 14-10-2014
3002
التاريخ: 21-3-2016
32655
التاريخ: 15-10-2014
2390
|
قسم ابن الجوزي الرواة الذين وقع في حديثهم الموضوع والكذب والمقلوب الى خمسة اقسام : القسم الاول : قوم غلب عليهم الزهد والتقشف ، فتغفلوا عن الحفظ والتمييز ومنهم من ضاعت كتبه او احـتـرقـت او دفـنـهـا ، ثم حدث من حفظه فغلط فهؤلاء تارة يرفعون المرسل ، وتارة يسندون الموقوف ، وتارة يقلبون الاسناد ، وتارة يدخلون حديثا في حديث .
والقسم الثاني : قوم لم يعانوا على النقل ، فكثر خطاؤهم وفحش ، على نحو ما جرى للقسم الاول .
والقسم الثالث : قوم ثقات لكنهم اختلطت عقولهم في آخر اعمارهم ، فخلطوا في الرواية .
والقسم الرابع : قوم متغفلون ، فمنهم من كان يلقن فيتلقن ، ومنهم من يروي حديثا فيظن انه سمعه ولـم يـسمعه ، او يظن جواز اسناد ما لم يسمع وقد قيل لبعضهم : هذه الصحيفة سماعك ؟ فقال : لا ، ولكن مات الذي رواها فرويتها مكانه ومنهم من كان بعض اولاده يضع له الحديث ، فيدون ولا يعلم .
والقسم الخامس : قوم تعمدوا الكذب ، وهؤلاء على ثلاثة اصناف :
الـصـنـف الاول : قـوم رووا الخطأ من غير ان يعلموا انه خطأ فلما عرفوا وجه الصواب انفوا ان يرجعوا ، فاصروا على خطائهم ، انفة ان ينسبوا الى غلط. .
والـصنف الثاني : قوم رووا عن كذابين وعن ضعفا يعلمونهم ، لكنهم دلسوا في اسمائهم فالكذب من اولئك المجروحين ، والخطأ القبيح من هؤلاء المدلسين .
والصنف الثالث : قوم تعمدوا الكذب الصريح .
وهـؤلاء ، منهم الزنادقة ، وضعوا الحديث قصدا الى افساد الشريعة ، وايقاع الشك في قلوب العامة ، والتلاعب بالدين ، امثال : ابن ابي العوجا وضع اربعة آلاف حديث وغيره ممن وضعوا كميات كبيرة ، احلوا بها الحرام وحرموا بها الحلال .
ومـنـهم ، اصحاب العصبية الجاهلة ، كانوا يضعون الحديث نصرة لمذهبهم ، وسول لهم الشيطان ان ذلك جائز.
و منهم ، اهل التصوف والتقشف ، وضعوا الحديث في الترغيب والترهيب ، ليحثوا الناس ـ بزعمهم ـ على فعل الخير وترك الشر ، وهذا تعاط على الشريعة ، ومضمون فعلهم ان الشريعة ناقصة تحتاج الى تتمة فقد اتموها.
و مـنـهـم ، قـوم استجازوا وضع الاسانيد لكل كلام حسن ، فقد حدث محمد بن خالد عن ابيه قال : سمعت محمد بن سعيد يقول : لا باس اذا كان الكلام حسنا ان تضع له اسنادا.
و مـنـهم قوم وضعوا الحديث تزلفاً الى سلطان او نيلا الى نوال ، كما وضع غياث بن ابراهيم حديث ((لأسبق في جناح )) تزلفا الى المهدي ، وكان يحب الحمام .
و منهم من كان يضع الحديث جوابا لسائليه ليحظى منزلة رفيعة لديه .
و مـنـهـم من كان يضع الحديث لقدح او مدح في اناس لأغراض مختلفة ، كالاحاديث الموضوعة في قدح ومدح الشافعي وابي حنيفة .
ومـنهم من كان يضع الغريب من الحديث ، استجلابا لأنظار العامة ، كما كان يفعله القصاص ، ومعظم الـبـلاء مـنـهـم يـجري ، لانهم يزيدون احاديث تثقف وترقق ، والصحاح يقل فيها هذا لا جرم كان القصاص شديدي النعير ساقطي الجاه ، لا التفات اليهم ، ليست لهم دنيا ولا آخرة .
ومـن هؤلاء القصاص شحاذون ، يضعون الحديث ويسندوه الى من شاؤوا ، ولاسيما من كان معروفا لدى العامة بالجاه والقبول .
قـال جـعفر بن محمد الطيالسي : صلى احمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة فقام بين ايديهم قصاص ، فقال : حدثنا احمد بن حنبل ويحيى بن معين ، قالا : حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قـتادة عن انس ، قال : قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) : ((من قال : لا اله الا اللّه ، خلق اللّه كل كلمة منها طيرا مـنـقاره من ذهب وريشه من مرجان )) واخذ في قصة نحو عشرين ورقة فجعل احمد ينظر الى يـحـيى ، ويحيى ينظر الى احمد ، فقال له : انت حدثته بهذا؟ فقال : واللّه ما سمعت بهذا الا الساعة ، فـلـمـا فـرغ من قصصه واخذ القطيعات ، ثم قعد ينتظر بقيتها ، اشار اليه يحيى بيده ان تعال ، فجا متوهما النوال فقال له يحيى : من حدثك بهذا الحديث ؟ فقال : احمد بن حنبل ويحيى بن معين فقال : انا يحيى وهذا احمد ، ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) فان كان لابد والكذب فعلى غيرنا فـقـال لـه : انـت يحيى بن معين ؟ قال : نعم قال : لم ازل اسمع ان يحيى بن معين احمق ، ما تحققته الا الـسـاعـة قـال له يحيى : كيف علمت اني احمق ؟ قال : كان ليس في الدنيا يحيى بن معين واحمد بن حـنـبـل غـيـركـمـا قـد كـتـبـت عن سبعة عشر احمد بن حنبل ويحيى بن معين فوضع احمد كمه على وجهه ، وقال : دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما (1) .
___________________________
1- الموضوعات ، ج1 ، ص35-46.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|