أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
9213
التاريخ: 26-11-2014
1977
التاريخ: 2023-04-04
2102
التاريخ: 2024-09-15
240
|
هو أبو محمد الحسين بن مسعود المعروف بالفراء (1) البغوي (2) (433-516هـ) الفقيه الشافعي ، المحدث ، المفسر . كان إماماً في الفقه والحديث التفسير .
وتفسيره هذا من أجل التفاسير وأجمعها لأقوال السلف وأبعدها عن السرف وأوجزها في البيان وأجزلها في التبيان . ومن ثم تداوله الناس وتدارسه رواد العلم من أساتذة وطلاب .. وهو مختصر من تفسير الثعلبي ، مقتف منهجه في الاستقصاء والإيفاء ..
قال ابن تيمية : وأسم التفاسير من البدع (3) والأحاديث الضعيفة ، تفسير البغوي المقتبس من تفسير الثعلبي والمستخلص من شوائبه .. (4) .
وقال علاء الدين علي بن محمد البغدادي ( ت741 هـ) صاحب تفسير الخازن – والذي بدوره اختصر تفسير البغوي – في وصف هذا التفسير والسبب في انتخاب غرره ودرره : " ولما كان كتاب معالم التنزيل الذي صنفه الشيخ الجليل والحبر النبيل .. الإمام البغوي ، من أجل المصنفات في علم التفسير وأعلاها وأنبلها وأسناها ، جامعاً للصحيح من الأقاويل ، عارياً عن الشبه والتصحيف والتبديل ، محلى بالأحاديث النبوية ، مطرزاً بالأحكام الشرعية ، موشى بالقصص الغربية وأخبار الماضين العجيبة ، مرصعاً بأحسن الإشارات ، مخرجاً بأوضح العبارات ، مفرغاً في قالب الجمال بأفصح مقال .. (5)
منهجه في التفسير
يتعرض لتفسير الآية بلفظ سهل جزل ، ويذكر ما جاء عن السلف بلا ذكر السند ، اعتماداً على ذكر الأسانيد في المقدمة (6) . وإذا روى بغير السند الذي ذكره في المقدمة فإنه يذكره عند الرواية . كما أنه – بحكم كونه من الحفاظ المتقنين – كان يتحرى الصحة فيما يسنده الى الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) أو أحد صحابته أو التابعين ، ويعرض عن المناكير وما لا تعلق له بالتفسير .
وقد أوضح هذا في المقدمة ، قال : " وما ذكرت من أحاديث رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) في أثناء الكتاب على وفاق آية أو بيان حكم ، فإن الكتاب يطلب بيانه من السنة ، وعليها مدار الشرع وأمور الدين ، فهي من الكتب المسموعة للحفاظ وأئمة الحديث . وأعرضت عن ذكر المناكير وما لا يليق يحال التفسير .. (7).
كما أنه يتعرض للقراءات ولكن من غير إسراف ، و يتحاشا ما ولع به كثير من المفسرين من مباحث الإعراب ونكت البلاغة والاستطراد الى علوم أخرى لا صلة لها بعلم التفسير .
نعم ، قد يتعرض للصناعات النحوية وذلك إذا اقتضته ضرورة الكشف عن معاني القرآن ، لكنه مقل غير مكثر . وقد يذكر بعض الإسرائيليات من غير تعقيب عليها (8).
وأحياناً يتعرض لإشكالات في ظاهر النظم ويجيب عليها إجابة وافية (9) . كما وقد ينقل الخلاف عن السلف من غير ترجيح أو تضعيف لبعض وتصحيح لآخر .. وعلى العموم فالتفسير في جملته من أجمل التفاسير وأسلمها عند نقل المأثور .. الأمر الذي جعله متداولاً بين أهل العلم .
هذا التفسير قد طبع عدة مرات وقد لمسه بعض التحريف ، حتى أعيد طبعه باهتمام دار إحياء التراث العربي – بيروت ( 1420 هـ / 2000م ) كُمَلاً ومتقابلاً مع أصح النسخ ومع المنقول منه في سائر التفاسير (10) فأصبح كاملاً منقحاً سليماً عن يد لامس .
_________________________
1- نسبة الى عمل الفِراء وبيعه .
2- نسبة الى بَغشور بُليدة كانت بين هراة ومرو رود .
3- يقصد من البدع : تأويلات المعتزلة كما نبهنا .
4- راجع : فتاوى ابن تيمية ، ج2 ، ص 193 ؛ مقدمة في أصول التفسير ، ص56.
5- تفسير الخازن (المقدمة ) ، ج 1 ، ص3-4.
6- فقد ذكر في المقدمة أسانيده الى أصحاب الكتب التي نقل عنها ، على غرار ما فعله الثعلبي عيناً . راجع : معالم التنزيل (المقدمة ) ، ج1 ، ص54.
7- راجع : المصدر نفسه ، ج1 ، ص55-56.
8- راجع ما ذكره في قصة هاروت وماروت وقصة طالوت وجالوت وغيرهما .
9- راجع ما ذكره عن تفسير الآية 117 من سورة البقرة ...
10- راجع حديث يوم الإنذار ، أورده كاملاً عند تفسير الآية 214 من سورة الشعراء ، وقد صحف في طبعات سابقة ، في حين أن الخازن نقله عنه بتمامه وكملاً ، حيث ورد في هذه الطبعة السليمة .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|