المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الماء وهبة الحياة
5-2-2018
صلاة الضر والفقر ـ بحث روائي
23-10-2016
طرق التحليل الكهروكيميائي
2024-02-08
الثمالات المهمة Key Residues
23-10-2018
Plotting Radioactive Decay
29-3-2017
الاعتزال والسياسة
18-8-2016


إبن سُكَّرة  
  
3312   09:15 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص565-566
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015 19498
التاريخ: 29-06-2015 2039
التاريخ: 8-4-2021 2720
التاريخ: 2-3-2018 2894

هو أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الهاشمي، من ذرّية أبي جعفر المنصور و من أهل بغداد. كان ابن سكّرة على فقره يأخذ الحياة هونا و يسلك سبيل الهزل و المجون. و قد توفّي في بغداد في ١١ ربيع الآخر 385 ه‍ (14-5-995 م) .

خصائصه الفنّيّة:

ابن سكّرة شاعر مكثر، قيل: ديوانه خمسون ألف بيت شعر منها عشرة آلاف في جارية سوداء اسمها خمرة. و أكثر شعره الهزل و المجون؛ و هو فائق القول في الملح و الإحماض.

المختار من شعره:

- قال ابن سكّرة في الشباب:

لقد بان الشباب و كان غصنا... له ثمر و أوراق تظلّك
و كان البعض منك فمات؛ فاعلم... متى ما مات بعضك مات كلّك
- و قال في الغزل:

أنا، و اللّه، هالكٌ... آيس من سلامتي
أو أرى القامة التي... قد أقامت قيامتي
- و لِيم في حبّ غلام أعرج فقال:

قالوا: بليت بأعرجٍ فأجبتهم... العيب يحدث في غصون البان
إني أريد حديثه و أريده... للنّوم، لا للجري في الميدان
- و روى الحريريّ في المقامة الكرجيّة بيتي ابن سكّرة في كافات الشتوة (في سبعة أشياء يريدها ابن سكّرة في الشتاء يبدأ اسم كلّ شيء منها بكاف) :

جاء الشتاء و عندي من حوائجه... سبعٌ، إذا القطر عن حاجاتنا حبسا (1)
كنٌّ و كيسٌ و كانونٌ و كأسُ طلا... بعد الكُباب وناعمٌ و كسا (2)

_________________________

١) القطر: المطر.

٢) الكن: البيت، المأوى. الكيس: غلاف يضع الإنسان فيه الطعام. كانون: موقد للنار (للتدفئة) . الطلا-الطلاء: الخمر. الكباب: اللحم المشرح (بفتح الراء المشددة) . . . . الكسا- الكساء: الثوب.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.