أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-09-2014
4781
التاريخ: 3-12-2015
4841
التاريخ: 25-09-2014
5305
التاريخ: 2024-08-26
365
|
وردت هذه الصفات في آيات قرآنية عديدة وفي حالات مختلفة :
1- {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شىءٍ}. (الرعد/ 16)
فالآية أعلاه تشير إلى خلق جميع موجودات عالم الوجود.
2- {إني خَالِقُ بَشَراً مِّن طِينٍ}. (ص/ 71)
تُشير هذه الآية إلى خلق الإنسان- الذي يعتبر أفضل ما في عالم الوجود- من موجودٍ حقير كالطين.
3- {هُوَ اللَّهُ الخَالِقُ البَارِئُ}. (الحشر/ 24)
استُعملت صفة الخالقية هنا بصورتها المطلقة، ولم يُذكرْ أي اسمٍ من المخلوقات.
4- {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الخَلَّاقُ العَلِيمُ}. (الحجر/ 86)
أشارت الآية إلى الخلق الإلهي الواسع والمتنوّع.
5- {ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحسَنُ الخَالِقِينَ}. (المؤمنون/ 14)
وهنا اشارةٌ إلى أهم وأرفع مخلوقات اللَّه، أي الإنسان، وذلك في مرحلة نفخ الروح، لذا فقد وُصِفَ الباري هنا بصفة أحسن الخالقين.
توضيح وبلاغ :
إنّ كلمة (الخالق) مشتقة من مادّة (خَلْق) وهي في الأصل بمعنى (القياس المباشر) و (الإيجاد والإبداع لأول مرّة) (1).
وأرجعها بعض أرباب اللغة إلى أصليْن : الأول هو المعنى الذي ذكرناه أعلاه، والثاني هو بمعنى الإستواء والتسطُّح (2).
قال في مقاييس اللغة : وأمّا الأصل الثاني فصخرة خلقاء أي ملساء ويقال : اخلولق السحاب أي استوى.
ولكن لا يُسْتبعد صدور المعنيين من أصل واحد، وهو القياس والتنظيم والإبداع.
وعلى أيّة حال فالفرق شاسعٌ ما بين تعبير الخالقية الذي قد يُستعمل أحياناً بالنسبة إلى العباد، وبين تعبير الخالقية الذي يُستعمل بالنسبة إلى اللَّه تعالى، والمشمول أيضاً بتعبير أحسن الخالقين، بل يصدق تعبير (الخلق) بمعناه الحقيقي بالنسبة إلى اللَّه فقط الذي يوجِدُ الموجودات من العدم دون وجود أي أثر مُسبَق، في حين لو ابتدع الإنسان أثراً صناعيّاً أو فنيّاً أو معمارياً فإنّما هو نتيجة تركيب ومزج مواد مختلفة مأخوذة من عالم الطبيعة، فيصنعها بأشكال كان قد رآها من قَبْل في عالم الوجود (أو يركّبُ أشكالًا مختلفةً سويةً)، وعليه، فلا المادّة من ابداعه ولا شكلها.
ويجب الإلتفات إلى كون صفة (الخالق) أو (الخلاق) من أوسع صفات الفعل الإلهي، والتي تشمل جميع عالم الوجود بأكمله، ومظهرهُ السماء والأرض وعالم المادّة وما وراء المادّة.
وخلقُ اللَّه يُعدُّ من أعظم الآيات الدالّة على وجوده، لأننا أينما نحط رحالنا نشاهد نماذج من خلقه ومخلوقاته التي تدل على وجوده.
ولذلك فكلُ واحدةٍ من الصفات الإلهيّة تحمل في معناها بلاغاً للناس، وهذا أحد الأهداف المهمّة من طرحها في القرآن الكريم الذي هو كتاب معرفة وتربية، إذ تقول هذه الصفة للإنسان : إنّ آثار الموجودات دليلٌ على وجود اللَّه، كأن تخترع أو تصنع شيئاً من الآثار العلميّة والاجتماعيّة وما شاكلها. فإن لم تترك أثراً من عندك فإنّك لا تمتلك أي شَبهٍ مع تلك الذات الإلهيّة الفريدة، ولم تتخلق بأخلاقه، ولم تتوفق لسلوك طريق القرب منه تعالى.
حاول أنت أيضاً أن تصنع آثاراً وتسْتنير بهذه الصفة الإلهيّة البارزة.
________________________
(1) مفردات الراغب الأصفهاني.
(2) مقاييس اللغة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|