المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



التربية وقضايا القيم للأفراد  
  
2170   05:01 مساءً   التاريخ: 21-6-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص154ـ155
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

لا ريب في أن ازمة العالم في هذا العصر هي ازمة قيم، حيث إن ما يدور حولنا من قضايا سياسية واجتماعية ناتجة في المقام الاول عن ضعف القيم او تباينها لدى الكثيرين ممن يهمهم شأن إصلاح هذه القضايا بمختلف انواعها.

وبعض القيم والافكار القديمة لها جذورها القوية التي يصعب اقتلاعها من عقول الناس فهي قيم وافكار تم اكتسابها خلال مراحل التنشئة الاولى كما ان عملية بناء قيم جديدة ليست عملية سهلة حيث إن عقول الناس ليست اوعية فارغة يمكن ان تحمل ما يلقى اليها من افكار دون ارادة او تحليل او مقاومة فالقيم والافكار القديمة عادة ما تعاكس وتقاوم دخول القيم والافكار الجديدة.

وبالرغم من ذلك، فإن التربية يمكن ان تقوم بدور مهم في مواجهة التغيير القيمي المنشود حيث اننا يمكن ان نغير من قيم الفرد اذا ما غيرنا من موضوعات اهتمامه فكلما غيرنا من اهتمام الفرد حول الموضوعات المختلفة ادى ذلك الى تغيير مماثل في القيم المصاحبة لموضوعات الاهتمام هذه بالاضافة الى اننا من الممكن ان نستفيد من عنصر الاهتمام هذا في خلق وابتكار قيم جديدة لم يكن لها وجود من قبل وهذا هو ما تسعى اليه التربية عندما ترغب في خلق وبناء قيم جديدة فهي تركز اهتمامها على موضوعات بعينها وتحاول ادخال هذه الموضوعات في حياة الافراد والجماعات حتى تتم عملية التغيير.

كذلك يمكن للتربية ان تقوم بدورها وتؤدي مهمتها عن طريق مؤسساتها ووسائطها المختلفة من خلال اظهار العيوب في القيم الجامدة والمعوقة وتوجيه النقد اليها وبيان ابرز مساوئها والسلبيات التي تحدثها هذه المساوئ اذا ما تم اتباعها حتى يؤدي ذلك الى فتور الناس من ناحيتها وعزوفهم عنها وعدم اهتمامهم بها تدريجيا وكذلك الامر بالنسبة للقيم الايجابية نحاول الاهتمام بها واظهار مزاياها حتى نزيد من اهتمام الناس بها وبالتالي تستحوذ على اهتمام الافراد نحوها حتى يتفاعلوا معها.    

فالتربية يمكن ان تقوم بدورها في تغيير قيم الاشخاص وتحويل اهتماماتهم فتحدث تعديلا لقيم الاشخاص تبعا لاهم القيم بالنسبة لهم ثم التي تليها في الاهمية وهكذا تعيد بناء السلم القيم للأشخاص من جديد.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.