أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-10-2014
5387
التاريخ: 30-11-2015
5091
التاريخ: 2024-10-30
178
التاريخ: 28-09-2014
6141
|
1- {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلكِ}. (آل عمران/ 26)
2- {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (1). (الحمد/ 4)
3- {فَتعَالَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ} (2). (طه/ 114)
4- {.... وَهُوَ خَيرُ الحَاكِمِينَ} (3). (الأعراف/ 87)
5- {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبغِى رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَىْءٍ} (4). (الأنعام/ 164)
إنّ كلمة (مَلِكْ) و (مالِك) و (مَليك) جميعها مشتقّة من مادّة (مُلك)، وكما قال صاحب مقاييس اللغة : فهي تدل بالأصل على القوّة والسلطة، أُطلقت هذه الصفات على الأثرياء والحكام والسلاطين لتَمتُّعِهم بالقوّة والسلطة.
يقول الراغب في مفرداته : تُطلقْ كلمة (مَلكْ) على الذي يتصرف في عامة الناس عن طريق الأمر والنهي.
وتطلق كلمة (ملِك) عادةً في الملكية السياسيّة، و (مالك) في المسائل الماليّة، وقال البعض : بأنّ (الملك) اشمل من (المالك) لأنّ مالك الشيء حاكمٌ وملكٌ عليه، ولكن ليس كلّ مالك يكونٌ ملكاً (5).
وقال البعضُ أيضاً : إنّ (المالكَ) مخيرٌّ ليعمل ما يشاء في ملكه : في حين أنّ (الملِكَ) لا يمتلك مطلق الخيار في تصرُّفاته.
علاوةً على عدم استطاعة المملوك التمرُّد على مالكية مالكه، في حين أنّ الرعيّة يستطيعون الخروج على حكومة حاكمهم (مَلكِهم) (6).
بالطبع عندما تُستعمل هاتان الكلمتان كصفتين للَّه فانّما يُراد منهما الإشارة إلى المصداق الأتم والأكمل، وبكلمة واحدة الأشارة إلى مصداقهما الوحيد وهو اللَّه تعالى. لذلك فحينما يصلُ المرحوم (الكفعمي)- في كتاب (المصباح)- إلى كلمة (مَلِك) يقول : هو التام الملك، الجامع لأصناف المملوكات، وله مطلق التصرف والأمر والنهي فيما يريد من مأموريه، هو الغني عن جميع الموجودات في ذاته وصفاته، وتحتاج إليه جميع الموجودات في ذاتها وصفاتها (7).
وتجدر الإشارة إلى هذه النقطة أيضاً، وهي : أنّ المالكية والحاكمية وليدة الخلق، ولأنّ (الخالق) بمعناه الحقيقي في عالم الوجود هو اللَّه وحده (فالمالك الأصلي) هو أيضاً، وإطلاق كلمة (مالك) و (ملك) على غيره له صبغة كنائية من هذه الناحية.
و (الحاكم) من مادّة (حكم) طبقاً لما قاله صاحب مقاييس اللغة : وهي في الأصل بمعنى (المنع)، وقبل كل شيء (المنع من الظلم)، وإنّما يُسمى (الحكيم) بهذا الاسم لامتلاكه قوة رادعة تحجبه عن الخطايا والمعاصي.
والسّر في وصف اللَّه بهذه الصفة هو منعه ونهيه جميع الموجودات عن الأعمال السيئة سواءً في عالم التكوين أَمْ في عالم التشريع.
وتُعتبر كلمة (حكيم) من صفات الذات من حيث حكايتها عن علم اللَّه، ومن صفات الفعل من حيث إشارتها إلى خلق موجودات الوجود على أساس تنظيمٍ وترتيبٍ خاص، وتشريع القوانين وفق مصالح كاملة ومُتقنة.
وقد ورد في كتاب التحقيق : أنّ الفرق بين (الحاكم) و (الحكيم) و (الحكم) ينشأ من الاختلافات الموجودة بين مشتّقات هذه الكلمات، فالحكيم تعني من هو ثابت الحُكم والحاكم هو من يَصدُرُ منه الحُكم، والحَكم ذو معنى مشابهٍ مع ثباتٍ أكثر.
يقول ابن الأثير في النهاية : (الحَكم) و (الحكيم) في أسماء اللَّه تعني (الحاكم)، ثم ذكر لها عدة معانٍ : منها الذي يوجد الأشياء بأحسن وجه، والذي يعلم بأفضل الأشياء على أفضل وجه، والذي يمنع عن الأعمال السيئة- وخاصةً الظُّلم-.
...فإنّ كلمة (ربّ) ذات مفهوم أصلي واحد، وسلسلة من اللوازم والأغصان والأوراق (الفروع)، لهذا فهي لها حالاتُ استعمالٍ كثيرة.
فكما ورد في المفردات فإنّ مفهومها الأصلي هو (التربية) والسَّوْق نحو الكمال، ولأنّ هذا العمل رافقته مفاهيمُ اخرى، كالإصلاح، والتدبير، والمالكيّة، والحكومة، والسيادة، والتعليم، والتغذية، فإنّها تُطلق أيضاً على أي واحدٍ من هذه المفاهيم.
وقد ورد في (لسان العرب) أنّ كلمة (الرب) علاوةً على إطلاقها على الذات الإلهيّة المقدّسة، فإنّها تأتي أيضاً بمعنى : المالك، السيّد، المدبّر، المربيّ، القيّم، والمنعم.
وقد ورد في مصباح الكفعمي أيضاً أنّ كلمة (رب) تعني في الأصل التربية والسوق التدريجي نحو الكمال، ثم استُعمل هذا المعنى المصدري للمبالغة في المعنى الوصفي.
وبعد ذلك ذكر لها أربعة آراء حول مفهومها الأصلي هي : المالك، السيّد، المدبّر، والمربي، واستعان بأمثلةٍ منها : ربّ الدار : {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِى رَبَّهُ خَمْراً}. (يوسف/ 41)
و (ربانيون) و (ربائب)- أي ابن الزوجة من رجُلٍ آخر-.
والذي نستخلصه ممّا تقدم أنّ كل هذه المعاني لها علاقة بمفهوم «التربية».
اتضح من مجموع ما ورد أعلاه أن هذه الصفات الخمس (الملك) و (المالك)، و (الحاكم)،
و (الحكيم) و (الرب)، التي هي بأجمعها صفات فعليّة ماعدا «الحكيم» التي يُمكن اعتبارها من صفات الفعل وصفات الذات أيضاً (كالعالِم). وهي ذات مفاهيم قريبة من بعضها ومتلازمة مع بعضها تقريباً ولا تنفصل (ربوبية اللَّه) عن (ملكه) و (حكمه) وقد امتزجت مالكيته وحاكميته مع ربوبيته.
إنّ الإيمان والتفكير بهذه الصفات بمثابة إشارات وتجليات لها آثار تربوية كبيرة على نفس الإنسان بالطبع بعد التعرف على المعنى الحقيقي لهذه الصفات والتي، تخص الذات الإلهيّة المقدّسة، فإيماني بمالكية اللَّه يبعث على الشعور بأني أمينٌ على اموالي وينبغي عليَّ التصرُّف فيها وفق أوامر مالكها الأصلي.
والإيمان بحاكميّة اللَّه يمنعني من الخضوع لسلطة الظالمين والطواغيت.
والإيمان بربوبية اللَّه يمنعني عمن سواه، واعتبرُ جميع العالم من نفحاته، وآراه منقاداً لأوامره تعالى، وبالتالي فإنّ هذا الإيمان يمنعني من السقوط في دوامة عبوديّة المخلوقات.
__________________________
(1) تكررت كلمة مالك ثلاث مرّات فقط في القرآن، إثنتان منها تخص الباري تعالى ومرّة تخص (مالكاً) مَلكَ النار.
(2) وردت كلمة «ملك» في القرآن أحدى عشرة مرّةً، خمس منها في وصف اللَّه (طه، 114؛ المؤمنون، 116؛ الحشر، 23؛ الجمعة، 1؛ الناس، 2).
(3) وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم خمس مرّات فقط جميعها في وصف الباري تعالى، (الأعراف، 87؛ يونس، 109؛ هود، 45؛ يوسف، 80؛ التين، 8).
(4) تكررت كلمة «رب» في القرآن الكريم أكثر من تسْعمائة مرّة وهذا يدل على الأهميّة الفائقة لهذه الصفة الإلهيّة!.
(5) تفسير مجمع البيان، ج 1، ص 23.
(6) نقل هذا الاختلاف بين مصطلح (المَلك) و (المالك) الفخر الرازي في تفسيره، ج 1، ص 237، عن بعض المصادر.
(7) مصباح الكفعمي، ص 318.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|