أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-12-2014
1608
التاريخ: 14-3-2016
1181
التاريخ: 14-10-2014
1242
التاريخ: 14-10-2014
1637
|
جـمعه الحافظ الكبير ابو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي النيسابوري الشافعي ، صاحب السنن الكبرى ، المتوفى سنة (458هـ).
والـكتاب يشتمل على ما جاء في كلام محمد بن ادريس الشافعي امام الشافعية ، من استناد واستشهاد بـآيـات قـرآنـية ، في عامة ابواب الفقه ، فعمد البيهقي الى جمعه وترتيبه وابدائه في صورة تأليف مـسـتقل . قال البيهقي : فرأيت من دلت الدلالة على صحة قوله ـ أبا عبد اللّه محمد بن إدريس الشافعي المطلبي ابن عم محمد رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) ـ قد أتى على بيان ما يجب علينا معرفته من احكام القرآن ، وكـان ذلـك مـفـرقـا فـي كـتبه المصنفة في الاصول والاحكام ، فميزته وجمعته في هذه الاجزاء على ترتيب المختصر ، ليكون طلب ذلك منه على من اراد أيسر ، واقتصرت في حكاية كلامه على ما يـتـبين منه المراد دون الاطناب ، ونقلت من كلامه في أصول الفقه ، واستشهاده بالآيات التي احتاج اليه من الكتاب ، على غاية الاختصار ، ما يليق بهذا الكتاب .
ومـمـا اسـتـنـد الـيـه الـشـافـعـي فـي مـسائل العقيدة ، قوله تعالى : {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين : 15] قال : فلما حجبهم في السخط ، كان في هذا دليل على انهم يرونه في الرضا.
وهـكـذا استدل على ان المشيئة للّه بقوله تعالى : {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان : 30] قال : فاعلم خلقه ان المشيئة له (1) .
وفي مسائل اصول الفقه ، استند في حجية خبر الواحد بآيات بعث الرسل ، الى كل أمة برسول واحد ، ثـم جـعـل يـسرد الآيات في ذلك : {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ ...} [نوح : 1] {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ...} [الأعراف : 65] {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا....} [الأعراف : 73] و غير ذلك من آيات قال : فأقام ـ جل ثناؤه ـ حجته على خلقه في انبيائه بالإعلام التي باينوا بها خلقه سواهم ، وكانت الحجة على من شاهد امور الأنبياء دلائلهم التي باينوا بها غيرهم ، وعلى من بعدهم ـ وكان الواحد في ذلك واكثر منه سواءـ تقوم الحجة بالواحد منهم قيامها بالأكثر... وكذا أقام الحجة على الامم بواحد.
قـال البيهقي : واحتج الشافعي بالآيات التي وردت في القرآن في فرض طاعة رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) ومـن بـعـده الى يوم القيامة واحداً واحداً ، في ان على كل واحد طاعته ، ولم يكن أحد غاب عن رؤية رسول اللّه ، يعلم أمره الا بالخبر عنه ، وبسط الكلام فيه (2).
و مـما استدل به في مسائل الاحكام وهي الكثرة الكثيرة ما حدث الشافعي باسناده الى مجاهد ، قال : اقـرب مـا يـكـون العبد من اللّه ـ او الى اللّه ـ اذا كان ساجداً ، الم تر الى قوله تعالى : {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق : 19] يعنى : افعل واقرب قال الشافعي : و يشبه ما قال مجاهد ، واللّه اعلم ما قال ، اي ما قاله النبي (صلى الله عليه واله وسلم) (3) .
وفـي روايـة حـرملة عنه في قوله تعالى : {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا } [الإسراء : 107] قال الشافعي : واحتمل السجود : ان يخر ، وذقنه ـ اذا خر ـ تلى الارض ، ثم يكون سجوده على غير الذقن (4) .
واسـتـدل بـآيـة {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب : 56] بوجوب الصلاة عليه (صلى الله عليه واله وسلم ) في الصلوات الفرائض قال : فلم يكن فرض الصلاة عليه في موضع ، أولى منه في الصلاة (5) .
ومـن غـريـب اسـتدلاله : انه فهم من قوله تعالى : {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [السجدة : 7، 8] ان المني طاهر ، حيث كان أصل الانسان من ماء وتراب ، وهما طاهران ، فخلق النسل من ما يدل على طهارته ايضاً . قال : بدأ اللّه خلق آدم من ما وطين ، وجعلهما معاً طـهـارة ، وبـدأ خلق ولده من ما دافق . فكان في ابتداء خلق آدم من الطاهرين اللذين هما الطهارة دلالة لابـتداء خلق غيره أنه من ما طاهر لا نجس قال : المني ليس بنجس ، لأن اللّه اكرم من ان يبتدئ خلق من كرمه من نجس قال : ولو لم يكن في هذا ـ اي طهارة المني ـ خبر عن النبي ، لكان ينبغي ان تكون الـعـقـول تعلم ان اللّه لا يبتدئ خلق من كرمه واسكنه جنته من نجس ثم ذكر الخبر الوارد في ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) لم يغسل ثوبه من مني اصابه (6) .
والكتاب مطبوع جزأين في مجلد واحد.
_________________________
1- أحكام القرآن للشافعي (البيهقي) ، ج1 ، ص40.
2- أحكام القرآن للشافعي ، ج1 ، ص32.
3- مما أثبته الشافعي قبل حديث مجاهد . وقد أغفله البيهقي هنا – وإن كان أخرجه في السنن الكبرى (ج2 ، ص110) – وهو قوله (صلى الله عليه واله وسلم) : " ... فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم " (الأم للشافعي ، ج1 ، ص138 ، باب الذكر في السجود ).
4- أحكام القرآن للشافعي ، ج1 ، ص71.
5- أحكام القرآن للشافعي ، ج1 ، ص71-72. 6- أحكام القرآن للشافعي ، ج1 ، ص81-82.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|