المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

علاج الحقد
15-8-2022
تفسير الاية (1-15) من سورة الشمس
3-5-2020
Molar Concentration
19-4-2017
ذبابة الرمان البيضاء Siphoninus granati
24-1-2016
خطبة الامام امير المؤمنين بصفين
21-8-2016
آداب الحبس (السجن)
22-6-2017


الهداية الفطرية و الغريزية في العلم المعاصر  
  
6525   01:34 صباحاً   التاريخ: 4-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القرآن
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 111- 117.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

مع تطور علم النفس ، وعلم التحليل النفسي ، وبحوث العلماء حول الحواس ذات الأسرار الغريبة للحيوانات ، اكتُشِفت الكثير من أسرار الهداية الفطرية والغريزية الغريبة والمدهشة في عالم الأحياء ، ونواجه ظواهر تعجز العلوم عن تفسيرها ، ولا يمكن أبداً الوقوف على‏ مصدر هذه الهدايات ، إلّا أنّ نُسَلِّمَ بأنَّ مبدى‏ء عالم الوجود الذي تَكفَّل بهداية جميع الكائنات هو الذي وَهَبَ هذه العلوم عن طريق الالهام الفطري الخفي للإنسان أو الحيوانات.

ولدينا في هذا المجال قدر وافر من الشواهد بحيث لو جُمعت لشكَّلت كتاباً كبيراً ، منها الحالات الدقيقة الآتية :

1- إنّ الطفل حين ولادته يعرفُ جيداً ومن دون الحاجةِ إلى‏ معلِّمٍ كيفية الامساك بالثدي والرضاعة ، واستخدام اليد والأصابع لهذا العمل ، وعكس وايصال حاجاته إلى‏ الأُم عن طريق البكاء ويكون حاملًا لاستعدادات خفية اكتسبها من أمُه ، من بينها : ابتداع الكلمات ، قابلية التكلم وفهم اللغات بالأضافة إلى إدراك الحسن والقبح وقسم كبير ممّا يجب وما لا يجب ويحمل في نفسه بشكل فطري معرفة عالم الوجود بالإضافة إلى معرفة اللَّه سبحانه وتعالى.

يقول أحد العلماء : حينما تحتضنُ الامهاتُ أطفالهنَّ لتهدئتهم فهنَّ يضعنهم على‏ الجانب الايسر من الصدر بلا علمٍ منهنَّ بهذا الفعل ، حيثُ يضعْنَ أطفالهن بجوار قلوبهن ، فيهدأ الطفل بمجرد سماعه ضربات قلب الأُم لأنّه اعتاد على سماع هذا الصوت عندما كان جنينا في بطن أُمه وقلما توجد ام ملتفتة إلى‏ هذه المسألة ، ولذا فانّها تؤدّي عملَها هذا في هذا المجال بالهام فطريٍّ محض.

2- إنَّ مسألةَ الهداية الفطرية والغريزية في عالم الحيوان أوسعُ بكثير عمّا هي عليه في الإنسان ، حيث يعرض علماء العصر نماذجَ مدهشةً منها ، فقد جاء في كتاب‏ (البحر دار العجائب) تأليف‏ (فرد ديناندلين) ما يأتي :

«إنّ تصرفات بعض الأسماك تُعدّ من أسرار الطبيعة حيث يعجز كلُّ إنسانٍ عن بيان سببها ، فاسماك ال (قزل آلا) تترك مياه البحر لتعود إلى‏ مياه الأنهار العذبة التي بدأت حياتها فيها ، وتسبح بجدٍ في الاتجاه المعاكس لتيار الماء ، وتقفز من فوق الصخور ، بل وتصعد أعلى‏ الشلالات أيضاً ، وقد تملأ النهر لكثرتها أحياناً ، وعندما تصل هذه الأسماك إلى المكان الذي تبحثُ عنه تضع بيوضها ثم تموت !

فكيف تهتدي هذه الأسماك إلى‏ الأنهار المناسبة يا ترى‏؟ أنّها أكثرُ إثارة للعجب من اختراع المذياع والتلفاز ، لأنّها لا تمتلك خارطةً ، كما أنّ قابليتها على الرؤية تحت الماء ضعيفة ، وليس هناك من يُدِّلُّها على‏ الطريق‏ «1».

3- وجاء في نفس ذلك الكتاب : «إنَّ تصرفَ‏ (الجريّ) أكثرُ عَجَباً من هذا ، فحينما يبلغ سمك الجريّ «الانجليزي» ثماني سنوات يهجُر الحوض أو النهر الذي يعيش فيه ويزحف ليلًا كالأفعى‏ على‏ الاعشاب الرطبة حتى‏ يصل إلى‏ شاطى‏ء البحر ، ثم يطوي المحيط الاطلسي سباحةً ويتجه نحو المياه القريبة من‏ (مثلث برمودا) حيث تضع الاناث بيوضها تحت الماء هناك وتموت ... والمدهش أنّ صغار سمك الجريّ تعوم على سطح الماء ثم تبدأ سَفَراً طويلًا نحو الوطن الأُم ، حيث تستغرق هذه الرحلةُ سنتين أو ثلاث سنوات!

فكيف يعرف الجريّ هدفه هذا مع أنّه لم يسلك هذا الطريق أبداً؟!

إنّ الجواب عن هذا السؤال يستوي فيه جميع الناس حتى‏ أعلم العلماء وهو (لا أعلم) «2».

4- يقول‏ (فيتوس درفيشر) مؤلفُ كتاب‏ (الحواس الخفيّة للحيوانات) : «لقد اكتشفَ العلماءُ أسراراً مذهلة عن الخفاش ، منها وجود أربعةِ أنواعٍ من الخفافيش التي تصطاد الأسماك ، فهي تحلق ليلًا فوق الماء وتمد أرجُلَها فيه فجأةً لتصطاد سمكةً وتأكلها ، إنّه سرٌ مدهشٌ فمن اينَ لها العلمُ بانَّ في تلك النقطة سمكةٌ تسبح تحت الماء؟ لم يفلحُ الإنسانُ بالقيام بهذا العمل حتى‏ الآن بالرغم من وسائله واختراعاته العلمية ، فلا تستطيع أيُ طائرةٍ قاذفةٍ أن تحدِّدَ مكاناً معيناً لغواصةٍ تحتَ الماء ، وإن استطاعت فعليها أن تطلق موجات خاصة على‏ الماء كي تحدد مكان الغواصة من خلال الذبذبات التي تنبعث من الغواصّة إلى‏ الطائرة بواسطة الأمواج اللاسلكية.

أجَلَ ، فالطائرة على‏ عكس الخفاش لم تستطع الاطّلاع مباشرةً على‏ مكان وجود الهدف الذي تحت الماء ، .. يقول البروفسور (غيري فون) «ليس هناك توضيحٌ يمكنُ قبوله لهذا الموضوع أبداً».

ثم يضيف قائلًا : «ولم يكتشف الإنسان شيئاً حتى‏ الآن إلّا ويجد الطبيعة قد سبقته إليه».

ومن الطبيعي أن يبعث هذا الاكتشاف عند الإنسان الغرور ، لكنه لا يلبث أن يجد نفسه متأخراً عن الطبيعة في هذا المضمار.

لهذا فقد استحدثَ العلماء الاميركيون علماً جديداً باسم‏ «البولوجيا»- علم البيئة- ، وهدفه تعلم الفنون والأساليب الجديدة من الدروس التي تمنحها لنا الطبيعة من خلال الوصول إلى‏ أسرارها.

ثم يضيف قائلًا : «لو وضعنا أحد هذه اللبائن‏ (الخفاش) في صندوقٍ مُقفَلٍ مُظلمٍ وابتعدنا به ثلاثمائة كيلو متر عن عُشِّهِ ثم اطلقناه ، نجده يعود مباشرةً وبأقصر وقتٍ إليه بالرغم من كونه شبه أعمى‏ ، وكون ذلك المكان مجهولًا بالنسبة إليه» «3».

5- ويوضح الكاتب المعروف‏ (غرسي موريسن) في كتابه‏ (سرُّ خلق الإنسان) وفي ‏فصوله تحت عنوان‏ (الشعور الحيواني) ، صوراً لنماذج من هذا القبيل منها :

إنّ الطيور تبني وتوجد أعشاشها بشكلٍ غريزي (على‏ الرغم من أنّها لم تَرَ نموذجاً من قبل) ، فطيرُ السنونو الذي يبني عُشَّهُ في رواق البيوت يهاجر في فصل الشتاء إلى‏ المناطق الدافئة ، وأمّا إذا لاحت طلائع الربيع فهو يعود إلى‏ وكره.

والكثير من الطيور تهاجر نحو الجنوب والمناطق الحارة ، وأغلبها يقطع مئات الفراسخ براً وبحراً إلّا أنّها لا تضِّل الطريق إلى‏ أوكارها أبداً.

والأسماك الحرّة تعيش سنواتٍ عديدةٍ في البحر ، ثم تعود إلى‏ النهر الذي جاءت منه ، والاكثر عجباً أنّها تقفزُ من شاطى‏ء النهر المرتفع وتذهب إلى‏ النهر الذي وُلدت فيه ...

فالأسماك الحرّةُ تَتَبعُ شعورها الباطني ، وتذهب إلى‏ الساحل الذي كان محلًا لنشوئها ونموها ، فأيُّ شعورٍ يؤدّي إلى‏ أن يعود هذا الحيوان إلى‏ وطنه بهذا النحو الدقيق؟ «لا عِلم لأحد».

فلو أخرجنا فَرخَ طيرٍ من عشِّه وقمنا بتربيته في بيئةٍ اخرى‏ ، فهو يبدأ ببناء عشٍ له عند بلوغه مرحلة الرشد والتكامل وبالأسلوب الذي يتبعهُ أبواه ، فهل أنَّ الأعمال المحدّدة والمختلفة التي تصدر عن جميع مخلوقات الأرض تحدث صدفةً ، أم أنَّ العقل والشعورَ العام يؤدّي إلى‏ صدورها؟ «4».

6- ويقول أحد العلماء الفرنسيين ويدعى‏ «فارد» بصدد طائرٍ يسمى‏ (اكسيكلوب) ما يأتي :

«لقد درست أحوال هذا الطائر ، فوجدت من خصائصه أنّه يموت عندما يُكملُ وَضْعَ بيوضه ، أي أنّه لا يرى‏ فراخه أبداً ، ولذلك فانَّ الفراخَ سوف لن ترى‏ وجهَ الأم الملي‏ء بالحنان إلى‏ الأبد ، وعندما تخرج من البيضة تكون على هيئة اليرقة عديمة الريش والأجنحة ولا قدرةَ لها للدفاع عن نفسها تجاه ما يهدد حياتها ، لذلك فعليها البقاء لمدة سنةٍ كاملة على‏ هذه الحال وفي مكانٍ آمنٍ ، وأن يكون غذاؤها إلى‏ جانبها ، لهذا فحينما تشعر الأُم بحلول موسم وضع البيوض تبحث عن مقطعٍ خشبي فتقوم بثقبه ، ثم تشتغل بجمع الأطعمة ، فتجمعُ الأوراق والاغصان التي يمكن استخدامها لتغذية فراخها لمدّة سنةٍ كاملة وتُعدُّهُ لواحدٍ من هذه الفراخ ، ثم تضعه في نهاية الثقب وتضع عليه بيضةً واحدة وتبني فوقه سقفاً قوياً نسبياً من عجينةِ الخشب ، وتبقى‏ تشتغل بجمع الأطعمة ، وبعد تأمين قوت سنةٍ كاملةٍ لفرخٍ آخر ووضعها على‏ سقف الطبقةِ الاولى‏ تضع بيضةً اخرى‏ ثم تبني طبقة ثانيةً ، وهكذا تقوم ببناء عدةِ طبقاتٍ ثم تموت بعد الفراغ من العمل! (تأمّلوا جيداً .. من اين جاءت معرفةُ هذا الطائر الضعيف بأنَّ لفراخه مثل هذه الحاجات؟ ومِمَّ استلهم هذه التعاليم ؟ فهل تعلَّمها من أُمه ؟ في الوقت الذي لم يَرَها أبداً ، أم من خلال التجربة ، علماً أنّ هذا العمل لا يقع إلّا مرّةً واحدةً في حياته ...

ألا يجب الاعتراف بأنَّ هذا الفعل يستندُ إلى‏ الهامٍ غيبي وغريزي حيث وضعته يد القدرة الإلهيّة في كيانه ؟!).

7- يقول العالم النفساني الروسي المعروف‏ (بلاتونوف) في كتابه‏ (علم النفس في الاتحاد السوفيتي) :

«التقيتُ أثناء الحرب العالمية العظمى‏ صدفةً بطبيب لم يَرَ النومَ لبضعِ ليالٍ ، ثم تمكَّنَ من النوم قليلًا ، وأثناء ذلك جي‏ء بعددٍ كبيرٍ من الجرحى‏ الذين يجب علاجهم فوراً ، إلّا أنَّ الطبيب المذكور لم يستيقظ ، فحرّكناه وسَكَبنا الماء على‏ وجهِه ، فكان يحرِّكُ رأسه ويعود إلى‏ النوم ، فأشرتُ إلى‏ الموجودين بالسكوت «كي اوقظَهُ» ، ثم قلتُ له بهدوء وبشكلٍ واضحٍ : أيّها الطبيب جاؤوا بالجرحى‏ وهم بحاجةٍ ماسةٍ إليك ، هنا استيقظ فوراً.

ثم يضيف : كيف يمكنُ تبريرُ هذا الأمر ، فهؤلاء الذين كانوا يسعونَ لإيقاظه كانوا يوجهون التأثيرات على‏ القسم غير الفعال من دماغه ، بينما وضعتُ‏ «دائرة الحراسة من المخ» في حالة انذار وترقب فهذا الجزء يبقى‏ مستيقظاً حتى‏ في أعمق حالات النوم ، ومن خلال دائرة الحراسة هذه يقيم الإنسانُ علاقاته مع العالم الخارجي (ويودع المسائل التي يرغبُ بها في هذه الدائرة بلا قصد منه).

والأُمُ التي تنام إلى‏ جانب طفلها المريض ولا يمكن لأعلى‏ صرخات الذين من حولها أن توقظها ، تستيقظ لأقلِّ أنَّةٍ تصدر من طفلها.

والطّحان الذي ينامُ عند حدوث العواصف المصحوبةِ بالبرق والرعد يستيقظ بمجرّد توقف طاحونته عن العمل ، كل ذلك بسبب ايداعهم لما يريدونه في دائرة الحفظ في المخ في حالة اللاشعور» «5».

8- ويقول‏ (درفيشر) في كتابه حول الحمام الزاجل وعودته المدهشة إلى‏ عشّه :

«لو وضعنا هذا الطائر في صندوقٍ مقفلٍ مظلمٍ وأبعدناه مئات الكيلو مترات عن وكره ، وسلكنا به الطرق الملتوية والمعقّدة أثناء رحلتنا ، فانّه حال اخراجه من الصندوق يطيرُ مباشرةً نحو عشِّه بعد عشرٍ أو عشرين ثانيةٍ من رؤية النور ، وقد ثبتَ ذلك عن طريق الاختبارات المتكررة التي قام بها عالمٌ معروفٌ يُدعى‏ الدكتور «غرامر» .. ويمكن توضيح اسلوب عمله بهذا المثال : فلو أنّ هذا الطائر كان في مدينة هامبورغ فانّه يعلم أين تكون الشمس عند الساعةِ الفلانية من اليوم ، فإذا أخذوه إلى‏ مدينة «بروم» مثلًا فانّه يفهم أنَّ الشمس هناك تكون إلى الشمال من 25/ 1 درجةً شرقاً بنصف درجة.

فمن أجل عودته إلى‏ وكرهِ في هامبورغ يجب عليه التحليق نحو الشمال الشرقي مع الأخذ بنظر الاعتبار وضع الشمس في هامبورغ.

إلّا أنّه ليس معلوماً كيف تقوم هذه الطيور بتحديد طريقها عندما يكون الجوُّ غائماً حيث تختفى‏ الشمس؟ لقد أثبتت التجارب أنَّ أغلبها يجد طريقه بدون الاستفادة من حركة الشمس كبوصله لتحديد اتجاهها» «6».

ولو فرضنا أنَّ هذه الطيور تستفيد من حركة الشمس ، فمن المسلَّم به عدم مقدرتها على تعيين الزوايا ، وهي زوايا صغيرة جدّاً ، لا يمكن قياسها الامن خلال الاستعانة بالمنقلة لتحديدها ، وهذه مسائل لا يمكن تفسيرها إلّافي ظل الهداية التكوينية الإلهيّة.

إنَّ هذا الطائر ومئات مثلُهُ دليلٌ حيٌّ على‏ أنّ وراءَ الطبيعةِ علماً وقدرةً لا متناهيةً تهدي وتقود كلَّ موجودٍ في مسيرة حياته ... نعم كلُّ هذا دليلٌ على‏ من لا دليل له.

9- ونختم الحديث بكلامٍ ورد عن الإمام الصادق عليه السلام طبقاً لما جاء في‏ (توحيد المفضل) ، حيث يقول عليه السلام : «فكّر يا مفّضل في خلقة عجيبة جعلت في البهائم ، فانّهم يوارون أنفسهم إذا ماتو كما يواري الناس موتاهم ، وإلّا فأين جيف هذه الوحوش والسباع وغيرها لا يرى‏ منها شي‏ء ؟ وليست قليلة فتخفى‏ لقلتها ؛ بل لو قال قائل : إنّها أكثر من الناس لصدق ، فاعتبر ذلك بما تراه في الصحارى والجبال من أسراب الظبا والمها والحمير والوعول والأيائل وغير ذلك من الوحوش ، وأصناف السباع من الأسد والضباع والذئاب والنمور وغيرها ، وضروب الهوام والحشرات ودوابّ الأرض ، وكذلك أسراب الطير من الغربان والقطا والأوز والكراكي والحمام وسباع الطير جميعاً وكلها لا يرى‏ منها شي‏ء مات إلّا الواحد بعد الواحد يصيده قانص أو يفترسه سبع ....» «7».

_____________________
(1) البحر دار العجائب ، ص 116.

(2) البحر دار العجائب ، ص 116.

(34) الحواس الخفية للحيوانات ، ص 17.

(4) سرُّ خلق الإنسان ، الفصل 8 ، الشعور الحيواني.

(5) علم النفس في الاتحاد السوفيتي ، ص 19 «مع شي‏ء من الاختصار».

(6) الحواس الخفية للحيوانات ، ص 183.

(7) بحار الأنوار ، ج 3 ، ص 99 (مع شي‏ء من الاختصار).




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .