أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2014
3933
التاريخ: 2024-09-02
254
التاريخ: 25-04-2015
1749
التاريخ: 24-04-2015
2339
|
لم يترك الأقدمون لمن تأخر عنهم كبير جهد في تفسير كتاب الله ، والكشف عن معانيه والبلوغ الى مراميه ، فقد تناولوه من أول أمرهم بدراسته التفسيرية التحليلية دراسة توسعت واطردت مع الزمن على تدرج ملحوظ ، وتلون بألوان مختلفة حسبما عرفت .
ولا شك أن كل ما يتعلق بالتفسير من الدراسات المختلفة قد وفاه هؤلاء المفسرون القدامى حقه من البحث والتحقيق ، فالنواحي اللغوية والبلاغية والأدبية والنحوية ، وحتى الفقهية والكلامية والكونية الفلسفية ، كل هذه النواحي وغيرها تناولوها بتوسع ظاهر ملموس ، لم يتركوا لمن جاء بعدهم الى ما قبل عصرنا بقليل من عمل جديد أو أثر مبتكر يقومون به في تفاسيرهم التي دونوها ، سوى أعمال جانبية لا يعدو أن يكون جمعاً لأقوال المتقدمين ، أو شرحاً لغامض آرائهم ، او نقداً أو تفنيداً لما يعتوره الضعف منها ، أو ترجيحاً لرأي على رأي ؛ مما جعل التفسير يقف وقفه مليئة بالركود خالية من التجديد والابتكار .
ولقد ظل الأمر على هذا ، وبقي التفسير واقفاً عند هذه المرحلة – مرحلة الركود والجمود – لا يتعداها ، ولا يحاول التخلص منها . حتى جاء عصر النهضة العلمية الحديثة ، فاتجهت أنظار العلماء الذين لهم عناية بدراسة التفسير الى أن يتحرروا من قيد هذا الركود ، ويتخلصوا من نطاق هذا الجمود ، فنظروا في كتاب الله نظرة فاحصة من جديد وإن كان لها اعتماد كبير على ما دونه الأوائل في التفسير أثرت في الاتجاه التفسيري للقرآن تأثيراً ملموساً ، ولكنها غيرت من اتجاهاته القديمة ، وألبسته ثوباً جديداً لا ينكر ؛ إذ عملت في التخلص من كل الاستطرادات التي حشرت في التفسير حشراً ومزجت به على غير ضرورة لازمة ، وثابرت على تنقية التفسير من القصص الإسرائيلية التي كادت تذهب بجمال القرآن وجلاله ، وتمحيص ما جاء فيه من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أو على أصحابه والأئمة من بعده (عليهم السلام) وإلباس التفسير ثوباً أدبياً اجتماعياً ، في صياغة جديدة أظهرت روعة القرآن وجمال بهائه ، كما كشفت عن كثير من مراميه الدقيقة وأهدافه السامية ، في تعرفة الإنسان والحياة والسياسة والاجتماع ، و هكذا حاولت التوفيق بجد بالغ وجهد بين ، بين ظواهر القرآن وما جد من نظريات علمية صحيحة ، على تفاوت بين الموقفين في الغلو والاعتدال . كل ذلك من أجل أن يعرف المسلمون ومن ورائهم الناس جميعاً أن القرآن هو الكتاب الخالد ، الذي يتمشى مع الزمان في جميع أطواره ومراحله . ولقد أجادوا وأفادوا في هذا المجال ، ولكنهم توسعوا في ذلك ، وربما بلغ ببعضهم حد الإفراط والغلو ، بما أخرجهم عن حد الاعتدال .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|